أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - متى نزيل مرض الثانوية العامة؟














المزيد.....

متى نزيل مرض الثانوية العامة؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 19:14
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


معظم دول العالم لم تعد تُعاني من الآثار الجانبية للثانوية العامة، فالثانوية العامة عندنا ما تزال تشكل كابوسا للأهل والأبناء.
ففي كثير من الدول فإنَّ الثانوية العامة مرحلة تعليمية مكملة للمراحل السابقة، وليست نهاية لها، وهي مقدمة لمرحلة أخرى جديدة، لذا فإن الطالب وأهله لا يعانون من هذه المرحلة من ضائقة نفسية ومالية، فقد اعتمدتْ دولٌ كثيرة نظامَ الساعات الدراسية في الثانوية، ولم تعقد امتحانات عامة مُرعبة في وقتٍ واحد للطلاب، بل يمكن للطالب أن يتقدم للامتحان وفق قدراته وكفاءته في أي وقت.
ما يزال لشهادة الثانوية العامة في بلدنا سحرٌ خاصٌ، فهي مناسبة اجتماعية، لا تعادلها مناسبة أخرى، فالناس في وطني يحتفلون بها، ولا يحتفلون بشهادة الماجستير والدكتوراة، فهي المناسبة الأكثر شعبية.
ظل هذا الطقس المرضي يؤثر سلبا على أبنائنا وعلينا نحن كذلك، بعد أن أدخلنا شهادة الثانوية العامة ضمن طقوسنا القبلية الفلسطينية كموسم احتفالي، نُحييه بالأعراس والبارود، وهذا أثَّر سلبا على صحة أبنائنا النفسية!
أرجو أن نصل إلى الزمن الذي نعتبر فيه شهادة الثانوية العامة كرخصة قيادة السيارة ، تجيز للسائق أن يقود السيارة ، ولكنها لا تمنح حاملها معرفة كل الشوارع والطرق العناوين، ولا تعطيه الحصانة من حوادث المرور.
مازال أكثر أهلنا مسكونين بهاجس الطب والدواء، فهو التخصص السوبر الذي يعلي الأقدار ، ويعلي المقامات، لا شيء ،غير الطب ، حتي وإن كانت الشهادة صادرة من جامعات في دول العالم فتحت أبوابها لأبنائنا ومَن هم على شاكلتهم، لغرض التجارة، فهذه الدول تشترط عليهم ألا يستخدموا هذه الشهادات فيها!!
سيظل كثيرٌ من الآباء في وطني، يركبون ظهور أبنائهم ليصلوا في النهاية على لقب فخري اسمه، أبو الدكتور!!
وهذا اللقب عند كثيرٍ من الآباء ظلَّ عباءةً وتاجا فخريا لهم منذ أمد بعيد ، حتى وإن كان أبناؤهم لا يحبون مهنة الطب !
في أسر كثيرة يُرغم الآبناء على الانصياع لرغبات الآباء، بأن يصبحوا أطباء ليسهروا على صحة آبائهم ،التي تعتلّ في العادة في الشيخوخة، وهذه أنانية مفرطة عند هذه النوع من الآباء!!
كما أن أبناءنا يقعون أيضا فريسةً لبعض الأصدقاء ، الذين يزينون لهم الهجرة والاغتراب ، بالحكايا والأقاصيص الجميلة عن تلك البلدان ! فيتعلق الناجحون ببلد أجنبي بسبب تلك الأقاصيص،ويرغمون أهلهم على السفر للحصول على الشهادة ،ويُجبرونهم أن يُنفقوا عليهم، فيفشلون في نهاية المطاف، بعد أن يكونوا قد استنفدوا كل مدخرات أهلهم !
إن المجموع النهائي للدرجات في أكثر دول العالم المتقدمة ، لا يُخول الطالب دخول الجامعة إلا بعد الخضوع لمجموعة من الاختبارات ، تلائم النظام الدراسي فيها ، وتعتبر نتيجة هذا الاختبار ، أكثر صدقا من اختبار الثانوية العامة، فمجموع الثانوية عندها أمر ثانوي !
ليس صحيحا ما يتناقله كثيرون: أن التخصص العلمي يدل على الذكاء ، وهو الطريق الوحيد للحصول على الوظيفة والثراء، أما التخصص الأدبي فهو للفاشلين ممن حصلوا على درجات قليلة، هذه الشائعة تعود لبدايات القرن المنصرم ، الذي كان يمجّد العلوم ويعتبرها مستقبل العصر، في مقابل الدراسة الأدبية والفلسفية والاجتماعية والفنية، فهي في مرتبة أدنى في ذلك الوقت.
من المعلوم أن بعض التخصصات النظرية والفنية تخصصات إبداعية تحتاج لجهد أكثر ، كما أن مجالها في الوظائف العامة أهم من التخصصات العلمية ففي بعض الدول ، تعتبر تخصصات المحاماة و السياسة وعلم النفس وتكنلوجيا المعلومات والإعلام والفنون بمختلف الأقسام والفروع، من التخصصات النادرة والمطلوبة للوظائف العامة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطات تحتاج إلى تعليقات
- سرايا التفخيخ الإعلامية
- أين وزارة اللاجئين في فلسطين؟
- إليكم هذه الرسالة من الفضاء الإلكتروني
- ألعاب رياضية عنصرية في القدس
- خدمة مالية إلزامية في إسرائيل
- هل دول العرب دويلات أم شركات؟
- شباب ملاليم وشباب ملايين
- رموز عساف الإعلامية والفنية
- هل ستفقد مصر نيلها؟
- تضامنوا معها
- روحانية إيران الجديدة
- من هو كاره نفسه؟
- صفعات إسرائيلية على وجه جون كيري
- كيف تصبح شخصية مرموقة في فلسطين؟
- مغاوير كتيبة الإنترنت
- أفقر دولة وأسعد دولة
- سياسيون يفرقون وفنانون يوحدون
- كبير المفسدين والشياطين
- باللغة نحل مشكلاتنا


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - متى نزيل مرض الثانوية العامة؟