أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - التصعيد حل في العراق














المزيد.....

التصعيد حل في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدلا من الخوض في عملية الاستعداد للانسحاب العسكري الامريكي من العراق، وبدلا من العمل لتنفيذ الاستحقاقات الخدمية والاقتصادية ومواجهة التردي المتواصل في هذين القطاعين، وبدلا من التصدي للتدهور الامني وشيوع عمليات الاغتيال لتتحول الى تقليد يومي عابر في نشرات الاخبار، وبدلا من البحث الجدي عن حلول لأزمات العراق مع جيرانه، يركض زعيما الائتلافين الكبيرين (دولة القانون والعراقية) نحو التصعيد الشخصي ومعهما نوابهما في البرلمان وحواشيهم بمختلف الواجهات، لتمحى بذلك جميع أزمات العراق وتصبح القضية الاولى والوحيدة في البلاد هي العلاقة بين المالكي وعلاوي، اما بقية الملفات التي ترد اسماؤها في السجالات الدائرة فما هي الا أعراض جانبية في حسابات الطرفين.
لقد وقع العراقيون في الفخ حينما تصوروا ان اتفاقات الشراكة السياسية كانت تدار بصيغة توفير الحلول لقضايا عالقة او حتى لتشكيل حكومة، التي تبين فيما بعد ان هناك معادلة رياضية ثابتة لحسم كل شيء فيها، الا ان الحقيقة تكشفت عن ان كل ما جرى هو انتاج ترضيات شخصية تعرقل تنفيذها، ذلك ان القوى السياسية والزعماء تحديدا غير قادرين حتى على تطبيق مفهوم المحاصصة نفسه الذي يسخط عليه العراقيون ويعلقون عليه كل مشاكلهم.
لقد تبين خلال الايام القليلة الماضية ان النسخة السابقة من الاتفاق السياسي الذي ادار تشكيل الحكومة الماضية لم يعد نافعا، لقد تجاوزنا المحاصصة الطائفية والمحاصصة الحزبية ووصلنا الى مرحلة الاشخاص، ونحن بذلك عدنا في العراق الى نقطة البداية، وهي نقطة الحاكم الفرد الذي يريد فرض سلطته الشخصية على مؤسسات البلاد، مرة عبر ضرب الدستور ومفاهيم فصل السلطات وفرض هيمنة الحزب الواحد والفرد الواحد ومرة عبرة "تفصيل" الدولة على مقاس الفرد الحاكم وخلق نوافذ وثغرات ترضي طموحاته.
كانت محاولة يائسة رغم ثمنها الباهض تلك التي قام بها العراقيون لايجاد نظام ديمقراطي مؤسساتي دستوري قائم على فصل السلطات ورقابة بعضها على بعض، عبر قوى وزعامات غير ديمقراطية ولا تؤمن بكل ما تسحبه الديمقراطية من تفاصيل ومؤسسات، فقد اصطدم الهيكل الهش بالافكار والقناعات الصلبة التي تعتبر الفرد الحاكم هو الصيغة الوحيدة المناسبة لادارة البلاد، ولذلك نحن ندور حول انفسنا منذ عدة اشهر، ولو استعدنا الجلسة التي حضرها علاوي والمالكي عند انتخاب رئيسي البرلمان والجمهورية ودققنا في الصورة، لأكتشفنا حجم النفور بين الطرفين، وهو نفور سيسيطر على علاقة اي سياسيين عراقيين يدخلان حالة التنافس.
احد الزعيمين لا يريد ان يرى له منافسا في العراق ولا حتى شريكا في اي مستوى وآخر يريد الدخول الى حلقة السلطة بأي ثمن وتحت أي عنوان، وعندما استحالت رغبة الطرفين ذهبا الى التصعيد لسببين، الاول السعي للوصول الى الحافة الاخيرة عبر التحديات الاعلامية المتبادلة في محاولة من كل طرف لدفع الطرف الاخر نحو تقديم التنازلات، والسبب الآخر، هو للقفز على الوعود الانتخابية وعلى تنفيذ الاستحقاقات والتصدي للمشاكل، فكلا الطرفين يشعر انه محرج امام الازمة التي تتجه اليها البلاد بسرعة، على الصعد الخدمية والامنية، وكلاهما يحاولان التملص من اتخاذ قرار واضح بشأن الانسحاب الامريكي، ويبدو التصعيد هو المنفذ الوحيد للطرفين وقد صمما على اختياره حتى لو قاد الى احتكاكات في الشارع تهدد بعودة العنف الطائفي، فالرجلان يريدان حل مشاكلهما اولا والمحافظة على بريقهما ثانيا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء


المزيد.....




- الرئيس الجزائري: البشرية فقدت أمام معاناة الفلسطينيين في غزة ...
- شاهد: الاحتفال بمراسم -النار المقدسة- في سبت النور بكنيسة ال ...
- مجهولون يعتدون على برلماني من حزب شولتس في شرق ألمانيا
- تصاعد الخلافات في جورجيا بعد طرح مشروع قانون مثير للجدل يرفض ...
- هاليفي يوجه رسالة للجيش الإسرائيلي من وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثق غارة جوية استهدفت بلدة طير ...
- مسؤول إسرائيلي: التقارير عن صفقة سيتم الكشف عنها يوم السبت س ...
- جنرال فرنسي: باريس ليست مستعدة الآن للمشاركة في النزاع الأوك ...
- تقرير عبري: البرغوثي قد يطلق سراحه إلى غزة ضمن المرحلة الأول ...
- نشطاء يرشقون بالبيض القيادي اليميني المتطرف الفرنسي إريك زمو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - التصعيد حل في العراق