أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - نقد الدين أم صراع الأديان ؟















المزيد.....

نقد الدين أم صراع الأديان ؟


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترى ما الذي تضيفه للقارئ تلك المقالات التي يتراشق بها أصحابها التهم حول الأديان .. دينك أصح أم ديني ؟ ويتم عبرها القاء الضوء على سجع الكهان والنقاط والفواصل وآيات وإصحاحات مسروقه من حضارات سابقه وإله مسطول ونبي شاذ جنسيا وآخر ملطوش عقليا، لقد وصل الأمر ببعض كتاب الحوار المتمدن لأن يُنشدوا الأشعار ويصيغوا الأمثال متهكمين على هذا الدين وذاك ... هل هذا ما نريده من نقد الأديان حقا ؟
نقد الأديان مهمه جليله ويجب أن يتصدى لها كل عقل متفتح يعمل على سعادة الإنسان في أرضه وليس في سماء مزعومه، ويسعى لتخليصه من قيود الوهم والإستغلال والحجر على حريته من أجل تحرره الفكري والسياسي والإقتصادي، ومساواة البشر دون النظر لدين أو لون أو جنس، نقد الدين يجب أن ينصب على تلك المعوقات التي تحول بين الإنسان وبين تقدمه ورقيه إستنادا لقوانين العلم المستمده من ظواهر الكون المادي وليس الميتافيزيقي الذي تنهار مكوناته مع كل إكتشاف علمي جديد وبات الآن أوهن من خيط عنكبوت .
واحده من أهم مقدمات نقد الدين، تلك التي تتمثل – كما نرى – في تحالف السلطه مع الدين عبر رجالاتهم المعممين بعمامات فقهيه ذات ألوان مذهبيه شتى، بهدف الترويج لمقولات إطاعة الحاكم طاعة عمياء، فهو ولي الأمر المكلف بالحفاظ على الشريعه وحمايتها من كل ألوان الحضارة المتعارضه مع نواميس السماء حسب ما يرون، وعدم جواز الخروج عليه مهما كانت حجم جرائمه، سيكون حسابه عند الله وللرعيه ثواب إطاعته. تأخذ السلطه جمهورها من المغيبين وعيا، نحو معارك وهميه في مواجهة طوائف وأتباع ديانات أخرى لإبعاد نظر هؤلاء عن الواقع المأساوي الذي فرضته بسياساتها الإقتصادية وسرقاتها لثروات المجتمع ثم إحتكارها دون شريك، وإضافة إلى الإنقسام العامودي داخل طبقة الكادحين وحلفاءهم الذي أحدثته بسلاح الدين، هناك الضرائب العاليه والبطالة المستشريه وإنخفاض الإجور وشروط العمل القاسيه وغياب الضمان الصحي مع إرتفاع في تكاليف العلاج وتأمين السكن والأمية المستشريه، وكم هائل من قضايا الناس التي بحاجه الى حلول سريعه . إن حرف وعي الكادحين وتوجيه أنظارهم نحو عدو وهمي بإسم الدين هو الذي يسعى إليه تحالف السلطه – الدين في الوقت الذي يعمل فيه على مراكمة الثروة وتمركز رأس المال بأيدي حفنة قليلة من أبناء الطغم الحاكمه وأنصارهم من الطفيليين، معارك ألإلهاء لا تفتصر فقط على بذر الفتنه الدينيه والطائفيه في صفوف الطبقه الواحده، بل يصاحبها كم هائل من الفتاوى التي لاجدوى منها في حياة الناس العمليه .. الجهاد وإرضاع الكبير والخلوه الشرعيه والمُحرم وفتاوى أنواع الزواج والطلاق والتبني والجماع والتحريم والتحليل لكل المفردات الصغيره والكبيره في حياة الإنسان، كل هذا يصب في خانة سياسة الإلهاء تلك، وتعمية أبصار من لهم المصلحة الحقيقية في ثروات البلاد ودفع عجلة التقدم الإقتصادي والنمو الإجتماعي إلى أمام، في أغنى بلد عربي وهو من البلدان التي تتميز بإرتفاع دخلها القومي على المستوى العالمي، يودي يومين من الأمطار بحياة العشرات من أبناء المدن وتدمير ممتلكاتهم لإفتفار تلك المدن للبنى الإساسيه التي تمكنها من مواجهة هكذا ظرف، لكنه يولي إهتماما بالغا في نشر لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منكر قيادة المرأه للمركبه والتأكد من ثبوتية زواج من ينفرد بمكان عام . في معركة سياسيه أفرزتها الحرب البارده بين المعسكرين الكبيرين قبل إنهيار المعسكر الإشتراكي، عملت أنظمة حكم في دول عربيه وإسلاميه على تأسيس ودعم منظمات إسلاميه مسلحه لزجها في تلك المعركه، طالبان والقاعدة كانتا نتاجا لأجهزة المخابرات الباكستانيه والسعوديه والخليجيه في تحالف مرئي وواضح بين السلطه والدين لمواجهة ما أسموه بالمد الشيوعي الكافر في أفغانستان، بل أن سلاح الأنظمه في مواجهة الأحزاب الشيوعيه والديموقراطيه كان وما زال فتاوى التكفير المتسربه من تحت عمامات وكلاءهم من رجال الدين ومؤسساتهم التي تستحوذ على جزء هام من أموال كادحي شعوبهم، وما زالت هذه الأنظمه ورغم كل إعلاناتها التي توحي بمعاداتها للإرهاب الديني، تدعم هذا الإرهاب وتغذيه بالأموال والإنتحاريين وفتاوى الجهاد، كما الأمر عليه الآن في العراق واليمن حتى وقت قريب .

أستلاب حقوق المرأه وحرياتها في المساواة هو أيضا ما يجب تسليط الضوء عليه، المرأه المتحرره من قيود الدين تشكل خطرا جسيما على هذه الأنظمه، ليس فقط بسبب من وزنها العددي داخل المجتمع وهي التي تشكل أكثر من نصفه، بل وبشكل رئيسي من حجم الإضهاد الذي ترزح تحته، هموم الكادحين وهم غالبية المجتمع، يتشارك بها الرجل والمرأه والطفل جميعا، لكنها تتضاعف لدى المرأه إذا ما أضيف لها ما تختص به من عدم المساواة في حق العمل والتعليم والزواج والطلاق والميراث والشهاده وغيرها من تلال الإستلاب الإنساني، تحرر المرأه من تلك القيود الدينيه – السلطويه من شأنه أن يشكل رافعه حية وفعالة لحجم وشكل كفاح كادحي الشعوب العربيه والإسلاميه مما يلحق ضررا بالغا بمواقع تلك السلطات السياسيه – الدينيه، وعليه فإن حجرها بين أربعة جدران وتحت خيمة من الملابس السوداء وأستخدامها كأداة للمتعه والإنجاب وإعداد وجبات الطعام بفتاوى دينيه، لا يخدم في جوهره إلا مواقع السلطه في أبعاد نصف المجتمع عن المساهمه في معارك التحرر الإقتصادي الطبقي والوطني .

العبوديه في الأديان وأثرها على مسارات الصراع داخل المجتمعات وما انتجته من ثورات أنسانيه بغية التحرر والمساواه، العبادات وظاهرات الخنوع والإستسلام المصاحبه لها، الطبقات وكيفية توزيع الثروات في الأديان، أثر الدين في تغييب الوعي الطبقي ... كل هذا وغيره من العناويين هو الذي يجب أن يتجه نحوه نقد الدين .

نعم، من الضروري البحث التاريخي واللغوي في مفردات الأديان والقوانين التي حكمت نشوءها ثم مسيرتها عبر هذه القرون الطويله، لكن بهدف تبيان مثاليتها ( بمعنى ميتافيزيقيتها ) وأثرها على لجم قوانين التطور وما ألحقته مجتمعه من أضرار جسيمه في بنية المجتمعات الإقتصادية والإجتماعية والإنسانيه، حروب الإستعمار والإستعباد الدينيه التي سادت منطقتنا وأوروبا حتى القرن الثالث عشر الميلادي، محمد وأتباعه وحروب الفرنج ( الحروب الصليبيه تسميه إرهابيه ) ومن بعدها حروب الدوله العثمانيه وإحتلالها أجزاء واسعه من أوروبا بالملايين من شعوبها تحت راية الخلافه الإسلاميه، كانت بتفاصيلها القاسية والمؤلمه في وقعها واحده من أسباب الفرقه الدينيه التي تسود منطقتنا الآن معززه بفتاوى وتحليلات الطرفين، مايجب بحثه وتسليط الضوء عليه بحياديه علميه كامله هو أثر الدين في عرقلة التطور والإقتتال الدامي بين الأمم وهو الذي لايخرج عن كونه صراع إقتصادي ذو صبغة دينيه باهته وكاذبه مخادعه .
الذي نراه الآن على صفحات موقع الحوار في قسم واسع منه، ليس أكثر من إقتتال ديني حول أيهما أصح دين المسلم أم دين المسيحي، كلا الطرفين يسّخر علومه اللغويه وخبرته في التاريخ البعيد والقريب وجملة الآيات والأسفار والأقوال التي تعج بها كتبهم لإثبات صحة رأيه فيما يدعي، مقالات تتكرر بشكل يومي ضمن هذا المسار، كانسه أمامها أخرى نحو زوايا غير مرئيه، ولها الحق في أن تكون أطول عمرا بدلا من هذا الهراء .
بعلم أو بدون علم، ينخرط كتاب الإقتتال الديني غير المبدئي في مشروع حلف السلطه – الدين في إلهاء شعوبهم وحرف أنظارهم عن عدوهم الحقيقي، وهو ما يُفرح قلوبهم .... لكنه لا يسر دعاة الحوار المتمدن الباحثي عن الحقيقه لتعميمها على أوسع نطاق بهدف تجذير الوعي وتصحيح مساره .

سلام .



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الغناء للزعماء ...
- مهنة التحريض في عراق اليوم
- القرامطه ... إشتراكيه مبكره
- أيام في كوردستان العراق ...
- في الصراع الإسلامي - المسيحي
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )
- أيام في بغداد ....
- جوله مع الاسماء ....
- الوعي المسلوب ...
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 5 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 4 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )
- إيران تستعجل قدرها .
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)
- فضاءات رحبه وأمينه في - الحوار المتمدن -
- حديث المئذنه ....
- أضواء على الأزهر ... غير الشريف .
- هل جاع - محمد - ومات فقيرا ؟
- هل قتل النبي محمد إبنه وابن عمه ؟


المزيد.....




- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - نقد الدين أم صراع الأديان ؟