أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الموسوي - سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي














المزيد.....

سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي


أحمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 08:36
المحور: حقوق الانسان
    


تخشّبت على يدي .. تلك القطعة من النقاء الذي لم تشبه شائبة ، كانت تتأهب لاستقبال ربيعها السادس .. بعينها الطافحتين بالحب والمرح و بكل ما يملأ قلبها الصغير المتعب من أماني و أحلام .. قبل ساعة واحدة من لفظ آخر نفس لها قالت لي :بابا هل تصورني بالفيديو كما فعلوا لعلاوي ابن جارنا ؟ و تبسمتُ ... لم اكن اعرف بأن شفتيّ قد استعارهما الموت تلك اللحظة و راح يرسم بهما ابتسامة هازئة .. هازئة من طلب تلك العصفورة البريئة ، ذلك المصحف الشريف لمخلوق كرمه الله.. ذلك الطير الذي يحلق الآن في سماوات الخلد و ينعم بالهدوء الذي حرمه منه مقتدى و عصاباته الشريرة ليلعنهم بكل اللعنات و حسبهم أن خصيمهم طفلة لم تأخذ شيئا و لم تعط ِ. كانت طفلتي مصابة بعجز في القلب يا معاشر المسلمين و في مساء معتم أطلق شذاذ الأفق الشيطاني ممن يدعون كونهم جيش المهدي و المهدي منهم براء و لليوم الرابع على التوالي صواريخهم التي يوجهونها دون معرفة و علم و لا حتى هدف و غاية بادعاء أنهم " يجاهدون المحتل " و والله لا محتل غيرهم ولو كانوا ذوي ذمة و حظ من بقية ضمير لما أطلقوا تلك الصواريخ فوق الأحياء السكنية في مدينة الناصرية و التي راحت تتساقط هنا و هناك تارة فوق بيت من البيوت الآمنة و أخرى فوق مدرسة و ثالثة بين الدور السكنية وفي شوارع المدينة .. لو كانوا يمتلكون شيئا من الشجاعة لتقربوا من القاعدة الأمريكية و نالوا منها من حيث يكونون قريبين من أهدافهم .. و لكنها نزعة التلذذ بالأفعال الناقصة و الأعمال الخسيسة .. و دأبهم أن يلوذوا بالأبرياء و يصمون آذانهم وهم يطلقون قذائفهم العمياء ..

لقد مرت تلك الصواريخ فوق بيتي و ما كان من تلك الطفلة المسكينة إلا أن ارتجفت رجفة واحدة ثم خرت إلى الأرض .. الله أكبر .. الله أكبر .. اللــــــه أكبر ... و حسبي الله و نعم الوكيل لم تكن إلا خفقة أو خفقتين و شهقة ثم أخرى أخيرة حتى أسلمت الروح إلى بارئها .. و الآن أتساءل : ما ذنب ابنتي أيها المسلمون .. مولاي يا صاحب العصر و الزمان إليك أشكو ضعف حالي و قلة حيلتي ، إليك يا مولاي أجهر و أجهش بالضراعة سائلا بك وجه الله الكريم أن لا يخمد لمقتدى نارا في قلبه و لا يترك له لحظة هانئة في دنياه ، سيدي و مولاي بعينك ترى و بأذنك تسمع و أنت الشاهد و من ورائك رب العرش على ما تفعله عصائب مرقت عن طاعتك و أغواها الشيطان بحبائل التهلكة و أذلها طمعها و عبادتها لأهوائها ..اللهم لا ترفع لهم شانا و لا تنصر لهم عضدا .. أخزهم بقوتك و جبروتك يا منان يا كريم ..

و أنت يا مقتدى الصدر ما ذا تقول لربك و خصيمك يوم القيامة طفلة لم تبلغ الحلم أوقف دقات قلبها الصغير أتباعك المارقين السفلة الذين شرعت لهم حمل السلاح و أنت وحدك مسؤول عن كل قطرة دم سفكت بغير حق .. لا تغرنك الدنيا و إن أهدلت لك ثمارها و لا يأخذن بك العجب و إن منحك الدهر أعطافه و ألان لك مركبه .. فو الله ما هي إلا كطرفة عين أو كحلم تنبهه تباشير الصباح لتجد نفسك مكبلا بذنوب لا تعد و لا تحصى و غائص ببحر من الدم الزكي الذي حرمه الله ...ثم أتظن بأنك بأقوالك الغامضة كأقوال هيئة المسلمين تبرئ نفسك .. إنك إن كنت تورّي تورية و تتقي في السياسة تقية للناس فلا يفوتنك العلم بأن الله لا يورّي عليه أحد و لا يتقيه أحد ..

ولو كنت صادق النية راغبا في حقن الدماء الطاهرة الزكية لأعلنت عن حل هذه العصابات و سلبتها شرعية حمل السلاح ليفتضح أمرها و يبين و لا تخدعن نفسك بأنك إن قمت بحله تحول إلى عصابات لا تسيطر عليها أنت و لا غيرك لأنها هي الآن محض عصابات للقتل و الإجرام ..

يا مقتدى الصدر إنني موتور و صاحب الدم و لا أعفيك من دم فلذة كبدي " علياء " و لا أبرئك من القصاص فإن عجزت عنه لأنك محاط بعصاباتك و حواشيك فإن لك يوم لا ينفعك فيه جيش و لا حاشية و عندي هناك سلطان عتيد من رب عادل منتقم من كل جبار عنيد ..

كفارتك عن دم علياء في هذه الدنيا دون الآخرة أن تدعو ببيان واضح و جلي عصاباتك في مدينتي الناصرية أن تكف عن إمطار أحياء المدينة التي كانت وادعة هادئة حتى في زمن الاحتلال الذي تدعون زورا و نفاقا بأنكم تحاربونه .. لقد كانت القوات الإيطالية تتحرج من ضرب مليشياتك إذا لاذت هذه الأخيرة بدافع الجبن بين بيوت الناس فلا يطلقون تجاهها سوى المفرقعات الصوتية أما أتباعك الآن فيستخدمون الكاتيوشا و الهاونات و هما سلاحان لو سألت أي عارف بالقضايا العسكرية لأجابك بأنهما سلاحان لا يستخدمهما في المدن سوى من عدم الضمير و الإحساس و يسعى لإلحاق الضرر بأكبر قدر من الناس .. تعلمنا ذلك في حرب إيران و كانت الكاتيوشا و الهاونات هدفها خلق خطوط للنار تعرق سير العدو و توقع به إصابات بين الأفراد أما ضربها للأهداف الثابتة فهو يحدث بمحض الصدفة .. لأن هذين السلاحين ليسا دقيقين على الإطلاق ..

و أخيرا أقول لك أمامك خياران لا ثالث لهما فإما الاستمرار بتشريع حمل السلاح الذي يقع فعله الأكثر على الأبرياء و عندها تكون فد حكمت على نفسك بالخلود في جهنم و بئس المهاد أو تقدم على حل جيشك أو عل الأقل نزع سلاحه لا سيما في المناطق الجنوبية التي كانت آمنة فلم يسلبها أمانها سوى زمرتك من القتلة و الساديين .. و لك ما اخترك و الشأن شأنك و لا حول ولا قوة إلا بالله

رحم الله كل مؤمن و مؤمنة أهدى سورة الفاتحة للمرحومة علياء أحمد .. و جزى الله خيرا كل من يسهم في نشر هذا الخبر في أي مكان مقروء أو مسموع أو مرئي ..

و حسبي الله و نعم الوكيل .. ولا حول و لا قوة الا بالله



#أحمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال
- حيرة الناخب العراقي
- مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات
- إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة
- حصـيلة عـامين مـن الاحتلال وسـقوط نظـام صـدام البعثي
- العـدالة بالمحـاســبة ... فالمصـارحة ... فالحوار
- الانتخــابات العـراقية ......مـالهــا ومـا عليهــا
- يا أبناء النجف ... أنقذوا آثار مدينتكم القديمة
- هل يتمكن النواب البريطانيون من انهاء حمـاقة العراق
- لمـاذا يبقى الدم العراقي رخيصـا ؟
- حصيلة مزرية لعام و ربع من الاحتلال
- يوم سـعيد في بغداد
- عن- السيـادة - والسـلطة في الثلاثين من حزيران
- لا تهدمـوا سـجن أبو غريب
- الجـلبي و عـلاوي وجـهـان -لعمـالة- واحـدة
- حول -عودة-البعث الثالثة


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الموسوي - سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي