أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟














المزيد.....

هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهلـي الأعـزاء : انـا ابنكـم الجنـوبـي ... خادمكـم ومطيعكـم وحدكـم ... سأبخـل عليكم بأسئلتـي موسـاً معلقـاً فـي البلعـوم ... واجوبـة لا ترغبون سماعهـا ... صرخـة ذات حدين ... وخجل اتستـر عليـه ... انكساراكابــر ان لا اكشف عنـه ... هزيمــة نفسيـة ومعنويـة استورثتهـا منكـم ... اخلع بصيرتي حتـى لا اراكـم ليس كمـا ينبغـي ان تكونوا ’ ولا اشعـر بعمـق الهاويـة التي انحدرتـم اليهـا بعيداً عـن حقيقتكم ... وسوف لـن اصارحكـم بمـر الأمور وابشعهـا ’ لأنكـم اهلـي ويجب ان اتحمـل تبعات مكابرتـي .
سأدفـن رأسـي استسلاماً مشيناً فـي اوحال الأحباط وخيبـة الأمـل حتـى لا اراكـم وقـد تغلبت عليكـم القـوة المدمـرة لعادة الهرولـة خلف جلاديكـم والردح علـى طبول مـن يخدعكـم ويهشكـم على بعضكـم تناطحـاً دموياً واستسلاماً لعبثيـة الموت الذي لا معنـى لــه ’ وقناعتكم بأرتـداء بؤس قدركـم .
ما ابعدكـم عـن التراث الأنساني لأمامكم امير المؤمنين علي ( ع ) وعن المعنى التاريخي لأستشهاد امامكـم الحسين ( ع ) وأامتكـم الذين استشهدوا بين مشنوقاً او مسموماً او سجيناً معذباً ’ ومن اجلكـم طبعـاً ... وقــــد ارتضيتـم الوقوف خطاءً مخـدرين خلف اسوار الوسطاء والمخادعين .
تكـرشت اغلب بنوك العالم مـن ابتلاع ثرواتكم وانتم جياع عـرات ’ ورقص المحتلون والغـزات والطامعون علـى جبين جغرافيتكـم ’ ودمكـم وحـده المسفوك ’ وفـي جميع الحالات انتم الخاسرون عليهـا ... والوكيـل والعلاس والسمسار هو دائمــاً مـن بيتكـم ... مسحوا ذاكرتكـم بقطـع خيوط التاريخ بينكم وبين اجدادكـم الذيـن تركـوا لكـم الكثير ممـا لا تقيمـوه او تستحقوه ’ حتى نسيتم انكـم انتم الذين كانوا يومـاً ... وغادرتكم علامات الأستفهام والتعجب وملامـح المعنـى ومبررات الأنتصار مزروعين صبـراً على سباخ جـدب حياتكـم .
اهلي الأعـزاء : سأبقى خادمكم ’ لكن العمـر استعاد ديونـه مـن الصـبر واصبحت مفلساً منـه .. قلبـي لا يصلح للحـسرات لكثـرة ما تخثـر الحزن فيـه .. وعبرتـي سئمـت رتابـة دموعي التي لم تعـد تصلح للبكاء عليكـم’ ولم يتبقـى لـدي غيـر الصمـت انطـق بـه دخان القهـر فـي رئتـي ... لأذكركـم فقط ’ انكـم نسيتم كونكـم العراق الـذي كان .. وكذلك العراق الذي لا يمكـن لـه ان يأتـي جـديـداً الا مـن جنوبكـم .
انا مطيعكـم وخادمكم فقط لأنكـم وحدكـم قبلتـي ومرجعيتـي ... اتبعكـم وسأواصـل متعثـراً فـي بقايا تبكيكـم آخـر قطرات جفافهـا ’ وتصرخ خلفكـم : قاتلوا الموت الذي يقتلكم ’ واقتلوه ... وعـن عمـى بصيرتكم ازيلـوا ضباب الخداع الذي يضللكـم وحجاب الشعوذة الذي يستهلككـم ’ توقفوا عـن ان تكونـوا كسـرب نمـل فاقد الرشد يبحث عن متاع حاضـره مـن الحزن والكئآبـة والتفاهـة مسكونـاً بجلـد الذات وعقاب النفس مستسلماً لقـــــد ره الأسواء.
احتضنوا جغرافيتكـم وطنـاً منـه تشبعون وتكتسون وتتعافون وتفرحون وتمرحون ’ فالحيـاة لهـا حـق عليكـم ’ ولا تستورثوا اجيالكم شـر مصائبكــم ... انهـم ابـرياء .. واقطعوا بشجاعـة خيوط عذاباتكـم مـع شرقكـم الطائفـي وغربكم وشمال غربكـم القومـي’ لقـد اهلكتكـم واستبدت بكـم شـهـوة اطماعهـم وقسوة طباعهـم’ فعلـى ارضكـم وحـدهـا روح عقيدتكـم ونبـل انتماءكـم .
اهلـي واحبائي : كيف نسيتم انكم اعظـم مـن العظماء واعلم مـن العلماء وانبل من النبلاء واشرف مـن الرموز والبيوتات واجـدر مـن غيركـم في الحياة على جغرافيتكم ’ لأنكـم الناس والتاريخ والأرض ’ ولأنكم الجنوب الخالـد نجمـة على غــرة الأزمنــة ’ والحاضنـة التـي لا يمكن للعراق الجديد ان يولـد الا مـن رحمهـا .
اهلـي ابنـاء الجنوب : عبـر ثقوب بؤس واقعكـم ارى اجدادكم السومريين والبابليين يلملمون اذيال تاريخهـم ويرحلون حيث البدايات ’ ليعودوا بجيـل آخــر يستحقهـم وجديـر بشـرف ارثهــم ’ وارى امير المؤمنين ينزف خيبـة امـل ويـده على اوجاع قلبـه والحسين يبكيكم دموعاً بلـون دمكـم على جنازة حاضركـم , وأأمتكم وكـل مـن استشهـد مـن اجلكم يلطمون فـي مجلس عـزاء اربعينيتكـم .. واشاهـد ايضـاً الوسطاء والدلالين والمنتفعين الذين لا يحسنون غيـر خداعكم وتضليلكـم على جـرف نهـر دمائكـم الطاهـرة يبيعون ويؤجرون ثم يتبولون على ما يتبقـى ’ واشاهدكم ايضـاً تطلقون الرصاص على صدور بعضكـم ’ والوطـن يجتـر احزانـه وخيبـة املـه على ابواب المنافي حيث بنات وابناء جنوبـه مهجرين ومهاجرين او مسروقين فـي بيوت الرذيلـة فـــي دمشـق وعمان ومواخيـر العهـر في محميات الأسر الخليجيتـة .
اهـذا هـو الجنوب الذي يجتث تاريخـه مسيحيين وصابئـة مندائيين وكـرد فيليين وغيرهـم مـن مكونات تاريخه ويتـرك اثارهـم كحفـر الجـدري على وجهـه الجميـل مـن دون ان تهـزه رجفـة نـدم وشعور بخجـل .
هـل مـات الجـوب فــي الجنـوب ... وهـو حــي فينــا ... ؟
اشعـر الآن ان صـراخـي هـذيان مآزوم ... وقلمـي ينـزف تخـريفـاً ’ فقـررت ان ابتلع مـوس هزيمتـي ’ واكسر قلمـي واقول كلمتـي صمتـاً .. وربمـا ستكون الآخيرة مذبوحـة بسيف مـن سرقكـم ومرجومـة بحجار جهلكـم وغفلتكـم ورعـونـة فورتكـم ’ غيـر خائفـة او نادمـة مـا دام هنـاك مـن يؤبنهــا كشهيــدة .
23 / 05 / 2007



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نفرش الوطن في مبغاهم ... ؟
- كانت لي ام
- الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم
- مخاطر ازمة الوعي الشيعي
- ثلاثية المأزق الشيعي
- الشيعة : واقع وقيادات ... رموزهم الوجه الآخر لمآزقهم ...
- الفيحاء : لأنك منا
- چني اعرفچ ... ؟
- الهور مزروع بمهجتي
- ! فدراليات الزمن الأهوج ...
- وأخيراً اختلطت علينا الأمور
- علينا اللطّم والتطبير ... ولكم ما تبتغون
- الشهيد الكردي الفيلي : تحيتي
- العار في قمة العار ...
- المذاهب ... واشكالية الأنتماء الوطني
- الكلمة الأخيرة لمن ...؟
- دولتنا : فيها دول !!! .
- . العراق في المزاد العلني
- الطنطل ... في ايضاح
- لا تحزني ميسان


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟