أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ! فدراليات الزمن الأهوج ...














المزيد.....

! فدراليات الزمن الأهوج ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مثل عند ابناء الجنوب ( بعــده مـا ستورح الشعير ضرط ...) ’ يقال ان من يأكل خبزالشعير تبداء مؤخرته في الزفيـر غيــر المألوف ’ ويطلق المثـل على اللذين يتصرفون وكأنهم امتلكوا الشيء مع انهم لا زالوا يتمنوه فقط .
عندما صادق البرلمان على مشروع الفدراليات ’ ارتفع الشخيـر الخلفـي لنخب الأحزاب والطوائف والقوميات ومنها بشكل خاص احزاب الأسلام السياسي الى الحـد الذي اقفلت فيه المناطق الغربيـة كأمارات وازدهرت تجارة بضائع المخطوفين والأبتزاز وتصدير المفخخات والبهائم الأنتحاريـة وغزوات التطهير على الهويــة ’ واصبح الجنوب ضيقاً في العيون الشرهـة التي تربوا للأستحواذ على الثروات الجاهـزة ’ وكأن الأرقام القياسيـة لملايين الدولارات التـي شفطـت من تهريب النفط والمخدرات والأموال والأسلحـة عبر الموانيء ومعابر الحدود الجنوبيـة الشرقيـة وبتلك السرعـة الفائقـة غيـر كافيــة ... ومن اجل مستقبل العوائـل واعلاء شأن الأحفاد فـي امارات وجمهوريات ومحميات مسجلـة بماركـة القابهـم تم عسـكرة المذهـب وتشكيل المليشيات وتعدد الولاءات ’ وتم ايضاً تجييش الجنوب العراقي ووسطـه وغربـه بالمطلق وكثرت مناطق الفدراليات وسالت الدماء فديـة ورسمت حدود مناطق النفوذ داخـل وخارج المدن وارتفعت وتيرة التوسع وتغيرت ولاءات الناس لا على اساس العشيرة والقريـة والمدينـة والوطـن كما هو مألوف ’ بل على اساس الولاء للطائفـة والقوميـة والحزب والثروة والنفوذ والقوة المليشياتيـة ’ وقد نجد احياناً عائلـة او عشيرة بعضهـا تحت نفوذ مليشيات الحزب او التيار الفلاني وبعضهـا الآخـر تحت نفوذ الحزب العلاني ومليشياتـه .
الفدراليـة نظام اجتماعي ناجـح ومتطور سارت عليـة الكثير مـن الدول المتقدمـة ’ وقـد تبنتـه وحققته ودافـعت عنـه اغلبيـة الجماهير الواسعـة برغبتهـا وارادتها قبـل رغبـة وارادة النخب .
فدراليات الزمـن الأهـوج فـي العراق امـر اخــر مغايراً تماماً لمباديء الفدراليات في العالم ... اهدافها اليات تطبيقهـا.. روائـح النوايا الخلفيـة ’ تدل جميعهـا على انهـا صناعـة رديئـة لا علاقـة لهـا في الأنسان العراقي .
كان خيار النخب ورؤساء الأحزاب محكومـاً بأهدافهـا وطموحاتهـا وولاءاتهـا القوميـة والطائفيـة والعرقيـة ’ وان تحقيقهـا ( الفدراليات )على الواقع سبق وعـي الجماهيـر وقفـز على ارادتهـا وتجاوزهـا بعـد استغفالهـا ’ وتم فرضهـا واقعاً مؤلمـاً غامضـاً في وجوه عـديدة قبـل تشريعهـا .
الفدراليات العراقيـة قائمـة فعلاً وتمت فـي منتهـى الأندفاع والتطرف والقسوة .
الفدراليـة بين فدراليتي كردستان والعراق قائمة فعلاً وعلى اساس التشنج وانعدام الثقـة واجواء الشكوك والريبـة والمناورة والتزلف والتهديدات الناريـة والتهافت لأنتزاع المكاسب ( عصفور فـي اليد ... )’ مع ان الأقليم لم يتجاوز بعـد شروط فدراليتـيه واعراض التصدع النفسي والنفعـي والطموحات الخلفيـة لقادة الأحزاب والعشائر .
فدراليـة المنطقـة الغربيـة رسمت حدود جغرافية امارتهـا الأسلاميـة مـع العراق بدم العراقيين واشلائهـم ومآساتهـم وتمارس توسيع رقعتهـا بأتجاه فدراليـة الوسط الشيعي عبر غزوات الأبادة الجماعيـة والتطهير الطائفـي .
فدراليـتي الجنوب والوسط حالـة شاذة غامضـة لا يستطيع العراق قراءة اوراقهـا وخلفيـة مـن يلعبهـا وتشعباتها وحجـم الثمن وطريقـة دفعـه والجهـة التي تستلمـه مـن دماء اهـل الجنوب والوسط العراقـي .
كــــل فدراليـة فـي منطقـة نفوذهـا تفرض علـى الناس اوضاعـاً شادة ’ سلب حريتهم والتدخل في شؤونهم وتطهير الأقليات من بينهـم ’و يفرض التجنيـد الأجباري على ابنائهم او اغرائهـم للأنخراط فـي صفوف المليشيات المحليـة وتعميم ثقافـة العنف ضـد الأعداء الموهومين ’ وفرض حالات غير مسبوقـة من الشعائر والأعراف الظلاميـة والممارسات القمعيـة بأسم الدفاع عنهــم .
اتسعت وتنوعت وتناسلت الفدراليات عنفاً وانفلاتاً على عموم العراق ’ ففـي كل مدينـة عدد من الفدراليات ابتداءت معهـا صراعات الفاجعـة وحرائق الفتـن ’ بغداد مثلاً تم تقسيمهـا فدراليـا بين الكرخ والرصافــة ومدينـة الثـورة ’ انشطرت كل فدراليـة الى فدراليات اصغر في المحلـة والشارع ( وكـم دربـونة ) احياناً ’ فورة انعدام الثقـة والتوجس والأتهامات والخطف والذبح والقتل اليومـي ووحشيـة الغزوات والأبادات بين الفدراليات قائمـة ايضاً ’ صراعات دمويـة خلف الكواليس بين فدراليات الجيش والشرطـة والأستخبارات والمخابرات وفرق الموت السريــة ’ المناورات والمساومات والمحاصصات والصفقات والخديعـة والصراعات الدمويـة احياناً ممارسات يوميـة بين فدراليات مجالس الرئاســة والوزراء والنـواب .
هذا هو واقع العراق الفدرالـي الراهـن الذي جاء مغايراً لمـا تتمناه وتتخيلـه الجماهيـر صاحبـة المصلحـة الحقيقية بالنظام الفدرالي الديموقراطي التعددي الموحد .
نعود الى مثلنـا الجنوبـي ( التنفيس قبل اكـل الشعيـر ... او الضراط على الريحة ) .. ان كـل تلك الأرهاصات الفدراليـة محكومـة في النهايـة بأرادتين .
الأولى : هـي ارادة الأحتلال الماسك فعلاً بعنق جميع اطراف اللعبـة محلياً واقليميـاً ودوليـاً ’ وحـده يستطيع ان يلعبهـا يمزقهـا او يشخ عليهـا .
الأرادة الثانيـة : هـي الأرادة المستقلـة للجماهير الشعبيـة الواسعـة التي ستولد حتماً عاجلاً ام اجلاً من رحم الأزمـة الراهنـة مهمـا كانت شدة اوجاع الولادة ’ وسيضطـر الأحتلال للتعامل معها اخيـراً بعد ان يقتنـع انهــا وحـدهـا صاحبــة العراق تاريخاً وحاصراً ومستقبلاً .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً اختلطت علينا الأمور
- علينا اللطّم والتطبير ... ولكم ما تبتغون
- الشهيد الكردي الفيلي : تحيتي
- العار في قمة العار ...
- المذاهب ... واشكالية الأنتماء الوطني
- الكلمة الأخيرة لمن ...؟
- دولتنا : فيها دول !!! .
- . العراق في المزاد العلني
- الطنطل ... في ايضاح
- لا تحزني ميسان
- نساء العراق ... تحيتي
- الجرح العراقي
- العراق مملكة الرموز المبجلة
- هل من اهل لهذا العراق ... ؟
- صابرين والمشهداني : وحهان لفضيحة واحدة
- دور الجماهير في الخطة الأمنية ...
- خطة امن ... في بيئة اللا أمن
- الرسالة عارية : من يستحقها ... ؟
- كركوك : مدينة لأهلها ...
- عروبة السقوط في الأمتحان الآخير


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ! فدراليات الزمن الأهوج ...