جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 10:47
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
جميع الثورات في كافة انحاء العالم ومنذ بدىء الخليقة تعمها الروح الأشتراكية مع انني لا احب الجزم ولغة الجزم ألا ان الثورات منذ بدء الخلق حتى اليوم تسودها الروح ألأشتراكية ولا توجد ثورة على ألأطلاق الا ومبادؤها أشتراكية وأول ثورة في التاريخ البشري كانت ثورة -لوكال زاكيزي - في العراق وكان من مبادئها :توزيع الثروة بشكل عادل ومضمون وألغاء القوانين القديمة وأستبدالها بقوانين جديدة كي يحصل الشعب على حقوق مدنية جديدة معترف بها من قبل السلطات.
ومنذ أن بدأ الأنسان بألتطور ودخول الحضارة كان قد بدأ مع هذا ألمشوار دخول عصر الظلم وألأحباط .
ولم يعرف ألأنسان الحجري في ألعصر الحجري ألأعلى وألأدنى أي شكل من اشكال الظلم ولربما يفاجىء القارىء أذا عرف ان :نظام الرق والعبودية هو من صنع ألأنسان المتحضر وليس من صنع ألأنسان المتخلف .
وحين أنتقل ألأنسان من النظام ألأقتصادي الذي كان يعتمد على جمع القوت الى النظام ألأقتصادي الذي يعتمد على نظام الزراعة وصناعة القوت حوالي 7000- 5000 قبل الميلاد كان قد بدأ هذا ألأنسان المغلوب على أمره في تطوير نظامه ألأقتصادي عبر أستخدام الذهب والفضة لتغطية باقي السلع , وكان هذا المشوار قد بدأ أولا في مصر الفرعونيو ومن ثم في بابل العراقية أو الكردية .
ومن تلك اللحظة شنت الحروب وألغارات على الشعوب ألأخرى وتم أستعبادها وقهرها وأختراع نظام الرق والعبيد من أجل تحسين ألأنتاج الزراعي بشقيه : الحيواني والنباتي .
وكان هنا نظام الرق ضروري جدا بسبب عدم وجود آلة تحسن ألأنتاج وأن المهندسين الذين نقرأ عنهم ما كانت أ‘مالهم تنجح ألا من خلال العبيد وقد كان يقاس نجاح المهندس بكم يملك من العبيد أما اليوم فأن نجاح المهندس يقاس بكم يملك من آليات فنية تأهله لتحسين نوعية انتاجه .
وقد استاء الأحرار عبر التاريخ وقلنا أ، أول ثورة كانت في العراق ولكنها لم تكن تختص بشؤون العبيد وألأماء والموالي بل كانت ثورة من أجل توزيع الثروة بشكل عادل , أما أول ثورة في التاريخ فقد كانت ثورة -اسبارتاكوس- وهو عبد مقدوني وأصله من البيض الأحرار .
ووقعت ثورة اسبارتاكوس حوالي سنة 73 قبل الميلاد , ألا انها فشلت بسبب عدم وجود لغة موحدة يتفاهم بها الثائرون وذلك يعود الى انهم من شعوب مختلفة وقوميات متعددة .
وبدأت الثورة ب 70 رجلا الآ ان روما حطمتها قبل أن تصبح أمبراطورية وعلقت 6000 ثائر من أرجلهم ورؤوسهم وتأدب بذلك العبيد وخضعوا لنظام الرق والعبودية طيلة 2000 عام بعد ذلك ولم يبقى من ثورة -أسبارتاكوس - الا الذكرى المؤلمة والموجعة عند كل عبد يفكر بألخروج على النظام العالمي في ذلك الوقت نظام الرق وألعبودية .
ولم تظهر بعد ذلك التاريخ المشؤم اي ثورة تذكرنا باسبارتاكوس , حتى ظهور :علي بن أحمد بن الحسين بن على سنة 255-270 هجريا ,وكانت تربطه بالزنزج علاقة حميمة وخؤلة بسبب فقر العلويين وعدم قدرتهم في الحصول على نساء بيض وأماء بيض , وكان فقرهم يقربهم من النساء السود ولذلك غلب على لون العلويين في ذلك الوقت اللون المائل الى السمرة ووثق به الزنزج والسود وأستمرت ثورته زهاء 15 خمسة عشر عاما قضاها في تعبئة السود والعبيد من أجل الثورة على الأسياد وألأعيان وقد فشلت ثورته ولم تنجح على ألأطلاق ولقن العبيد درسا قاسيا مثل الدرس الذي تلقاه جماعة اسبارتاكوس .
وحتى عام 1215 ميلادي لم تحصل الشعوب المقهورة على حقوق جديدة الا بفضل الثورة التي أقامها النبلاء على الملك :جون بسبب كثرة الضرائب التي كان يفرضها الملك جون على الطبقة الوسطى علما ان الذي قاد الثورة هم النبلاء لأنهم كانوا يتأثرون بتلك الضرائب وتشل حركة العمل .
وحتى عام 1789 ميلادي ,ثارت الطبقة الوسطى في عموم أرجاء فرنسا وحصلت على أمتيازات جديدة للعبيد وألأرقاء وتم ألغاء الرق بفرنسا بنجاح وذلك لأول مرة في التاريخ البشري .
وفي عام 1848 ميلادي هبت أوروبا وطالبت بحقوق جديدة للعمال وحصلت عليها وتبعتها في ذلك الثورة الأمريكية الشماليو بداية من مؤسسها -توسان لوفيرتور- وكان هذا عبدا مثقفا الآ ان نابليون ضرب بمبادىء الثورة الفرنسية عرض الحائط وتنكر للورة وأجهض ثورة العبد المثقف وهزمه وعامله بخسة ونذالة وذلك سنة 1794 ميلادي
وظهر بعد ذلك التاريخ رجل نبيل وهو :ابراهام لنكولن وقاد حرب تحرير العبيد سنة 1860 ميلادي وكانت حربا دموية وهي أنجح حرب في تاريخ تحرير العبيد على الأطلاق .
وأن هذا النجاح في تحرير العبيد لا يعود الى أنسانية ألأنسان بقدر مايعود الى الآلة الصناعية التي حلت محل الأيدي العاملة وكان العبيد في ذلك الوقت من السود الذين لا يحتملون البرد والثلج في الشمال الأمريكي البارد لذلك ألأتجه الشماليون الى بناء المصانع ولم يكونوا زراعيين عدى نفر قليل منهم وذلك ان العبيد هنالك لم يكونوا يحتملون البرد الشديد وكان تشغيل العبيد في الزراعة يعود بخسارة على الشماليين الأمريكيين ولذلك أتجهوا الى الصناعة لأن المصانع توفر جوا ومناخا مناسبا للعبيد الذين لا يطيقون البرد والزمهرير الشديد .
أن جميع الثورات منذ اسبارتاكوس قد فشلت لعدم وجود ألآلة الصناعية وأن سبب نجاح لنكولن هو عائد بشكل طبيعي الى نظام ألأنتاج الجديد الذي يعتمد على ألآلة الصناعية وهذا ألأمر دفع بفيلسوف وجودي مثل :جان بول سارتر للقول :
اينما حل الظلم وألأستبداد فنحن الكتاب مسؤلون عنه ....وقبل أن يكتب أحد عن اضطهاد العبيد ما كان أحد ليفكر من أنهم مضطهدون حتى العبيد أنفسهم ما كانوا ليعرفوا أنهم مضطهدون الا عندما كتب عنهم أنهم مضطهدون .
أن الآلة هي التي رفعت من مستوى نمو الأنسان عاطفيا وهي التي أغرت بألمثقفين في أن يسعوا الى تحرير العبيد والآلة هي التي زادت من مستوى تحسين الأنتاج لذلك شعر النتجون وصناع الآلة الى عدم أحتياجهم للعبيد لذلك نجحت الحرب الدموية أخيرا في تحرير ألأنسان
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟