أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمخي جبر - الاحتفاء بالتجديد:تاسيس للحاضر واستعداد للمستقبل















المزيد.....

الاحتفاء بالتجديد:تاسيس للحاضر واستعداد للمستقبل


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن نعيش في زمن تحول فيه رجل الدين الى قاتل ،واصبح المسجد بؤرة للقتلة ،فمن حقنا ،بل يجب علينا ان نتساءل هل هذا هو الاسلام ،اليس هناك نماذج يمكن ان تمثل الاسلام افضل من هؤلاء القتلة ،لهذا كان لزاما علينا ان نحتفي ،بمحمد عبدة والكواكبي ،وخير الدين التونسي وعلي عبد الرازق ،وغيرهم الكثيرين ،ومن هنا جاء تذكيرنا بمشروح النائيني التجديدي .
والاحتفاء بالنائيني هو احتفاء بالفكر الإسلامي الديمقراطي وبالعقل وحريته ، وهي دعوة لاحتضان المجددين والتبشير بفكرهم الذي نحن احوج مانكون له في هذه الفترة الرمادية ولا أقول المظلمة لان مرحلة يحتفى بها بالمبدعين الطارقين على صخرة الاستبداد والإقصاء الفكري تبشر بالكثير ،وهي خطوة جريئة لابد منها من اجل تسليط الاضواء عليها وايرازها. وتسليط للضوء على مؤسس لخطوة جريئة داخل اهم نسق ثقافي لدينا الا وهو الدين واعادة قراءته على وفق متطلبات الواقع، وكلنا يعرف ان كل مواقفنا ومجمل سلوكنا يقع تحت تاثير انساقنا الثقافية والدين يقع في المقام الاول منها شئنا ذلك ام ابينا ، ولابد ان نقول اذا صلح الدين صلحت الثقافة واذا صلحت الثقافة صلح المجتمع اذ ان أي عملية تغيير لايمكن ان تحدث بدون تغيير ثقافي.
فاذا كان الافغاني وعبدة والطهطاوي والنائيني قد واجها العصر وتحدياته في حينه، فاننا لانغمط حقهما في التاسيس لمواجهة تحديات عصرهم،وان اردنا ان نحاكم منتجهم الثقافي فعلينا ان لاتغيب عن بالنا النسبية الثقافية التي تدعونا لمحاكمة أي نتاج ثقافي على اساس منطق عصره ( زمانه ومكانه ). من هنا نقول ان ماقدمه النائيني يمثل اصلاحا لحالة التردي التي وصلها الخطاب الاسلامي على يد من يمارسون الاقصاء والتكفير ورفض المختلف .واي مطلع على مانشر من خلال هذا المشروع يستطيع ان يتبين الاتجاه واي اسس يعتمد وعلى وفق أي منهج يسير.ان الموقف الذي نقفه الان يضعنا امام خيارين لاثالث لهما اما الاندراج في الحضارة العالمية واما الانغلاق والتقوقع .إن ابناءا لثقافتنا يمارسون القتل والذبح المجاني متخذين من الدين مرجعية لهم ،وتقع على عاتق المثقفين والإسلاميين منهم بوجه الخصوص مسؤولية استرجاع الدين من ايدي خاطفيه ،من خلال التاسيس او إعادة إنتاج إسلام خالي من الكراهية والإقصاء يقبل ويحترم المختلف.
ولابد لنا من التساؤل ونحن نقرا مشروع الديمقراطية الاول لدى النائيني ان نتسائل ،هل ان هذا المشروع انطلق من المؤسسة الدينية نحو المشهد الثقافي لتقويمه او للمساهمه فيه وإثراءه ؟ نحن نعتقد ان اغلب مشاكلنا تكمن في المؤسسة الدينية او معها ، ومن هنا نقول هل اراد هذا المشروع اعادة انتاج الدين ؟ فاذا كان كذلك فلابد ان يوجه خطابه الى المؤسسة الدينية لانها صاحبة القرار والتي تمسك بخيوط هكذا لعبة ان صح التعبير وهي المعنية اكثر من غيرها بهذا الموضوع لانها تمتلك مفاتيح التغيير والتجديد ان ارادت او غلق الباب دون هذا كما هو حاصل الان .
ويتفق الكثير من الباحثين على ان أي عملية تغيير او اعادة قراءة للانساق الدينية لابد ان تنطلق من داخل المؤسسة نفسها وهذا هو حال مشروع النائيني.لاننا وكما راينا في الكثير من المواقف كيف فتحت المؤسسة الدينية نيران جهنم على كل من تجرأ فوضع انفه في هذا الموضوع .
ومن هنا فنحن نعتقد ان مشروع التجديد او اعادة القراءة او اعادة الانتاج لابد ان تنطلق من داخل المؤسسة ذاتها . ويصبح الخطاب الذي يدعوا الى التجديد لاتبد ان يتجه اليها من اجل ايصالها الى قناعة بضرورة التجديد .
ان مشروع النائيني الذي طرحه لاقى الكثير من العنت والهجوم والرفض من داخل المؤسسةالدينية؛ لانه اولا انتقل من خانة التزام النص والولاية التي يتفق عليها الشيعة الامامية الى خانة الشورى التي تعتبر مبدا سني يرفضه الشيعة؛ والمسالة الثانية استشهاده بمواقف عمر والاشادة بها؛اضافة الى تفاصيل اخرى احتواها كتابه ( تنبيه الامة وتنزيه الملة)الذي دعى من خلالهالى الدستورية التي تتحدد من خلالها سلطات الحاكم او الوالي او الملك؛ وهذه الافكار تعتبر افكار جاءت من خارج السياق الاسلامي؛ متاثرة بمبادىء الثورة الفرنسية وافكار العقد الاجتماعي (لجان جاك روسو) وهو ما اتهم من اجله النائيني بالضلال والخروج عن جادة الشريعة والتبعية للغرب ان الإحساس الأول بالخطر ؛حين ظهر عند بعض الفقهاء...وعي فقهي وخصوصا لدى نخب منهم جعلت همها تحويل الدولة العثمانية والدولة الصفوية من حكم فردي رعوي إلى حكم دستوري مقيد حيث جرت في الأذهان كما يقول وجيه كوثراني (عملية انزياح وتداخل في المعنى بين مصطلحات تراثية /إسلامية ومصطلحات حديثة غربية فتم استذكار الشورى من خلال الديمقراطية، وأصحاب الحل والعقد من خلال البرلمان والجمعيات التمثيلية والعهود والمواثيق من خلال الدساتير واجتماع الأمة من خلال سيادة الشعب) ، وهكذا وعى بعض الفقهاء آليات نهوض الأمة من خلال اشتراكها في الحكم عن طريق الانتخاب ورفض الاستقواء بالدين واستخدامه مظلة تقي الحاكمين محاسبة الأمة فيتحول الدين إلى سيف بيد الحاكم أو السلطان لذبح الأمة وسوط يلهب به ظهرها الذي أنهكته السياط من خلال استغفالها وتسطيح وعيها وعزلها عن نخبها الواعية الطامحة للتجديد والتحديث من خلال اتهامهم بشتى التهم اقلها العمالة للأجنبي أو الكفر والزندقة والزيغ عن جادة الشريعة، وكأن الشريعة لعبة بيد السلطان والفقهاء( وعاظ السلاطين ) يلعبونها أنى شاءوا. (ولأن لاشيء يوقظ الشعوب من سباتها إلا العلماء والعباقرة والمبدعين لذلك تحارب الحكومات هذه الفئات الاجتماعية، فقل الإبداع وعمت (الطرقية) وانتشرت التبعية فكل فكر خلاق مبدع يحارب بشتى الطرق والوسائل سواء من طرف الحكام أو من طرف المؤسسات الدينية القائمة في هذه المجتمعات لأن هناك مسالة شائكة تتمثل بعلاقة الإبداع بالدين ولانعني به الدين على حقيقته كمبادئ أخلاقية سامية ولكن نعني به تلك الممارسات السلطوية التي تتعلق بالدين لتفرض فكراً معيناً ضد التحرر والانعتاق وروح الإبداع وهو الفكر الذي يحمله بعض رجال الدين والحكام والذي يسلط على كل مبدع بدعوى الخروج عن الدين أو الزندقة أو الكفر. أن هذا الفكر يحد من عملية الإبداع ويشلها ويحبطها وهو يعمل على تشجيع فكر أتباعي، رجعي، يحارب كل فكر إبداعي خلاق)



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه
- ثنائية الجسد والروح: اللحظات الاولى للاستعداد لرحلة الروح
- التحديات التي تواجه الصحفيين في العراق
- حين يأكل أمسنا غدنا
- أكان الرصافي معضلة العراق الأولى وداؤه العضال ؟
- الضمانات الدستورية لحرية الرأي والتعبير في الدساتير العراقية
- ديمقراطية بلا ديمقراطيين ، دين بلا أتباع
- الحاجة للاصلاح القانوني : احترام وصيانة الحريات العامة وحقوق ...
- علاقة التكامل بين المجتمع المدني والدولة
- جذور المجتمع المدني في العراق
- النيابية البرلمانية: مفهومها وفاعليتها في العملية السياسية
- رجل لكل العصور
- في سيرة وطن اسمه العراق
- هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي ...
- الفيدرالية بين جدلية الرفض والقبول
- دور منظمات المجتمع المدني في المصالحة الوطنية
- امريكا ليست هبلة
- الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية
- من يشكل الراي العام في العراق؟
- قراءة أولية في ثقافة العنف ومرجعياته


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمخي جبر - الاحتفاء بالتجديد:تاسيس للحاضر واستعداد للمستقبل