أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - -عمرو خالد-.. إلى متى؟!














المزيد.....

-عمرو خالد-.. إلى متى؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 07:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمَّة ظاهرة دينية ـ ثقافية ـ اجتماعية ـ سياسية جديدة هي ظاهرة "الداعية عمرو خالد"، إنْ صحَّ أنَّ اسمه الحقيقي، أو جزءا من اسمه الحقيقي، هو "عمرو خالد".
"عمرو خالد"، أأدرك ذلك أم لم يدرك، هو جزء؛ بل هو من أهم أجزاء، "الحل" لمشكلة تسمَّى في بعضٍ من الغرب الثقافي ـ السياسي "الوحشية السياسية في الإسلام (الكامنة تارةً، والظاهرة طوراً)". وقد كان السؤال الذي وجدوا في "عمرو خالد"، ومن هم على شاكلته كمثل الدكتور زغلول النجار، بعضاً من جوابه هو "كيف نَنْزَع من الإسلام، فكراً وعملاً، تلك "الوحشية السياسية"، فيتحوَّل إلى ديانة للخلاص الفردي، ويُقام، بالتالي، برزخ بينه وبين كل مقاومة عربية للحرب الإمبريالية الشاملة التي تخوضها الولايات المتحدة، بالتعاون مع قوى غربية أخرى، ومع إسرائيل، ضد الوجود القومي العربي، وضد المصالح والحقوق القومية والديمقراطية للعرب؟ القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم لا تخوض حروبا دينية خالصة، على افتراض أنَّ التاريخ عَرَفَ "الحروب الدينية الخالصة"، وإنَّما توظِّف الدين، نزاعاً وصراعاً.. وحواراً، في حروبها الدنيوية الخالصة.

لقد أرادت أن تدل الشباب المسلم ـ الذي، بفضل عدائها الإمبريالي للعرب، اشتد لديه الميل إلى "أسْلَمة" مقاومته لها، وإلى أن يُظْهِر ويؤكِّد قوة إيمانه والتزامه الديني في المقاومة، وبها، والتي يرى فيها "جهاداً" ـ على تجارةٍ تنجيها هي من عذاب أليم، فدلَّته على "إسلام الخلاص الفردي (الأخلاقي)" الذي يدعو إليه "عمرو خالد".

إذا تحدَّث "عمرو خالد" في الأمور والقضايا السياسية التي تشغل بالنا وفكرنا، أو إذا توفَّر على "تسييس الدين"، فإنَّه لا يتحدَّث إلا بما يقع موقعا حسنا في نفوس ذوي المصلحة في نشر روح الانهزامية القومية بين شبابنا. إنَّه، في تلك الأمور والقضايا، لا يصمت دهرا إلا لينطق كفرا.. وقد نطق بشهادة تلمودية إذ روى قصة المسجد الأقصى، عَبْر فضائية مُسخَّرة له، ولأمثاله، هي فضائية "اقرأ"، بما يتَّفِق مع أوهام "العهد القديم".

هذا الداعية الدعي، الذي، لجهة أسلوبه في محاورة الشباب، أرى فيه سقراط في طور المهزلة، روى لنا وكأنَّه "شاهد عيان" أنَّ النبي داوود، وبأمر من الله، هو الذي بنى المسجد الأقصى؛ وقد بناه في مكان بيت رجل يهودي؛ ثمَّ جاء النبي سليمان ليُكْمِل، بأمر من الله أيضا، ما بدأه داوود. وغني عن البيان أنَّ هذا المعبد، الذي يسميه الداعية "المسجد الأقصى"، هو "هيكل سليمان"، الذي، بحسب الرواية اليهودية، التي لا سند لها في التاريخ والواقع، يقع تحت المسجد الأقصى.

ولعل خير دليل على أنَّ "عمرو خالد" لا ينطق إلا بما يرضي، سياسيا، صُنَّاع ظاهرته هو أنَّ غير فضائية إسرائيلية تبث برامجه الدينية التي يتَّجِر بها في سوقي "اقرأ"، و"L.B.C" التي يملكها حزب الكتائب اللبناني، وتعود عليه بربح جزيل يحسده عليه كبار "التجار غير الشرعيين".

علم المحاسبة الذي درس شحذ حسه التجاري، وجعله لا يتورَّع حتى عن "تسليع" الدين، وعن استحداث فرع جديد لـ "قطاع الخدمات" هو "مكاتب الخدمات الدينية" التي يبيع فيها لجمهوره المسكين حتى "النغمات الدينية للموبايل".

ذات مرة، تفتَّق ذهنه عن فكرة عبقرية للتضامن مع الشعب العراقي، مؤدَّاها أن ينفر المسلمون إلى "الجهاد الموبايلي"، فيكثرون من الاتصالات الهاتفية العشوائية مع العراقيين. ولولا الخراب الذي يعم شبكة الهاتف العراقية لعادت فكرته بربح ملاييني على شركات الموبايل التي يتعاون معها "عمرو خالد" على البر والتقوى.

عجزه عن تحقيق فكرته العبقرية جعله ييمِّم وجهه شطر المعجزات، فدعا مشاهديه، الذين جلهم من أبناء البرجوازيين الذين يريدون لأفلاذ أكبادهم تديُّناً "يُغَنِّمهم (أي يجعلهم أغنام) سياسياً، إلى أن يقولوا "حسبي الله ونعم الوكيل" مدة 24 ساعة، فينجلي الغم عن الشعب العراقي!

لقد رأيتُ أولئك الشباب من الجنسين وقد أسلموه عقولهم الصغيرة، وقلوبهم الكبيرة، ليُعيد خَلْقها على مثاله، وعلى مثال مساندي دعوته من أمثال صفاء أبو السعود وزوجها. رأيته، وبعدما انتهى من أسْلَمة الرواية التلمودية لهيكل سليمان، يتصبَّب عرقاً من فرط ما بذله من جهد فكري وديني لإثبات قضية تشغل بالنا وفكرنا وهي أنَّ البصاق في الشارع حرام؛ لأنَّه يؤذي الملائكة!

هذا هو زمننا العربي.. زمن "عمرو خالد"، وهيفاء وهبي، وسمير جعجع.. و"بوس الواوا"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - -عمرو خالد-.. إلى متى؟!