أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - قمة الإدمان على الهوان














المزيد.....

قمة الإدمان على الهوان


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين قمة الخرطوم الأثيرة (قمة لاصلح لا تفاوض لا اعتراف) وقمة الرياض الأخيرة (قمة تفعيل الصلح والتفاوض والإعتراف) يكون النظام العربي الرسمي قد انتهى الى انتزاع درع الإفلاس القياسي .
وهو، في الواقع ، إفلاس منقطع النظير ، يعكس نمطـاً فريـداً من إدمان الإستثمار العدمي في بورصة مافيا أمريكية يشـرف عليها مرابون صهاينة، وليس من شأنها بطبيعتها المعروفة للمستثمر العربي سـوى أن تقوده الى ما هو عليه الآن :
عارياً إلا ّ من ورقة توت لا ينفك يعرضها دونما جدوى لمقايضتها بسـهم كاســد.
وبعيداً عن أستاذية البيان الختامي لقمة الرياض ، التي علمتـنا بأنّ الماء ماء ، ودلتنا على ما نجهله من أهمية المصير العربي المشترك وما لا نقـدّره من ضرورات الأمن الجماعي وما لا ندركه من أولوية التعليم الإلزامي وخطرالأمّية على التطور البشري فإنّ المجتمعين من قادة الأمـة أبقـونا على أمّيتنا وجهلنا وحيرتنا نتخبط في عتمة السؤال التالي : ما هو البديل عن (تفعيل) مبادرة سلام عربية لن تقبلها إسرائيل إلا إذا كان (التفعيل) يعني (التعديل) المفتوح على تمام التفريط بما تبقــّى من حقـوق ؟؟.
هذا السؤال ، الذي هو ببداهة تعريف الماء الذي أتحفنا به إعلان القمة الختامي ، تسمّـرنا مبحلقين عبثـاً في شاشة العروبة دون أن يتجرأ خطاب واحد من تلك الخطابات التي توالت على منبر لهـفتنا أن يطرق بابـه.
لقد سـلخـوا جلودنا بسـياط الغـمّ العربي المشترك وتناوبـوا على توصيف الموصوفة شعراً وقهراً ونثراً من جراحنا القومية في فلسـطين والعـراق ولبنان والسودان والصومال ، وخردقونا بطلقات التحذير من أهوال الإنقسامات الطائفية التي لولا نباهتهم لم نكن لنعلم بأنها تخـدم أعداء الأمة ، ولكنهم لم يقولوا لنا ما هو البديل العربي عن سلام توسّـلي تركله إسرائيل الوقحة بجزمة الغطرسة ،سلام أبله ونقطة ، سلام مُندلـِق وكفى ، سلام استجدائي بدون نقطتين وشارحة ، سلام هائم بلا بوصلة ، سلام عارٍ من غير درع ، سلام بلا حســام ولكنْ بدوام التدحرج المجاني في هاوية الإستسلام .
أي نعم ، لم يبدر من دعاة السّلام اللحوح ، الحاتمي ، ما يدلّ على أنهم قد أفترضوا هكذا سؤال ، وكأننا بهم قد أجابوا سلفاً بنعم على كل تساؤلات (إملاءات) إسرائيل الأمريكية أو أمريكا الإسرائيلية ( لا تساؤلاتنا نحن) عمـّا إذا كانوا على استعداد للذهاب في (تفعيل) مبادرتهم الى حدود النسيان الكامل لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وغير ذلك من هدر للحقوق العربية المشروعة ، تماما كما كانوا قد نسوا فلسطين التاريخية مذ جعلوا من قرارالهزيمة الحزيرانية (242) هـدفاً ستراتيجياً مفتوحا على سلسة لا تنتهي من التنازلات العربية والفلسطينية الرسمية في حمى التهافت على المساومات الكارثية بدءً بمصيبة كامب ديفيد التي استبدلت بسيناء منقوصة كامل فلسطين التاريخية مروراً بمتاهة أوسلو التي لم ينفك القادة الفلسطينيون يتخبطون في غياهب دهاليزها حتى راح الواحد منهم يصطدم بالثاني وسط فوضى التزاحم والتدافع على سـلطة بلا سيادة ، وصولا ًالى ما نحن بصددها من مبادرة الإفلاس العربي الرسمي على قاعدة اجترار الأوهام وتكرار المراهنة الإدمانية العدمية على نفس الأسهم الكاسدة في نفس البورصة المافيوية الأمريكية بنفس شـخوصها الصهيونية .
حتى سيادة الأمين العام للجامعة العربية ، وفي معرض ترويجه للتفعيل العربي لمبادرة السلام القديمة ـ الجديدة لم يذهب الى أبعد من إغراء اسرائيل على قبول المبادرة العربية أولا ً قبل الشروع في (تعديلها !!) من باب (تفعيلها ) ، أمـّا أن يخيـّر إسرائيل بين قبولها على حالها المزري أو ... ، فاننا بقينا على حسرتنا وخذلاننا لا نملك من هذه الـ (أو) سوى ما أحاله السيد وزير خارجية الدولة المضيفة للقمة الى من سـمّـاهم ( أمراء الحرب) الذين سبق ووصمهم بالمغامرين، على اعتبار أنّ زمن الحروب التي يمكن أن يفكروا بها العقلاء من الملوك والرؤساء ووزراء الدفاع لإنتزاع الحقوق المسلوبة قد ولـّى الى غير رجعة منذ آخر رجعة تشرينية (1973) انتهت في آخر المطاف الى وبال تسـووي ما يزال يمنع مجرد التلويح بخيارات عربية أخرى تقف وراءها إرادة حرة وتضع أمامها أهداف مشروعة .

وبعد ، فبدون سؤال الإفتراض التشاؤمي الزائد عن الحاجة أياه ، فإنّ القمة العربية الأخيرة قد نجحت بامتياز في لـمّ الشمل العربي حول إعلان ختامي كان بحق يلغـو بلغة الضاد ويتكلم بالفصحى ذلك الكلام الذي لن يعدو أن يكون كلام في كلام .



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال الأمريكي للعراق: سابقة قياسية
- فجيعة الفجيعة العراقية
- ساعات يوم الإنقلاب
- لا فرق بين الفرق
- سقائف وقمصان عثمانية وطفوف ومصاحف
- ممكن أضيف؟؟
- بين نارين
- مابعد العبره
- دفوف الغجر أو دفوف النصر الموقوف
- النسبية الثالثة
- فوازير الشرق الأوسط الكبير
- ما تيسر من سيرة القهر
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - قمة الإدمان على الهوان