أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمدعبدالرحمن - سقائف وقمصان عثمانية وطفوف ومصاحف















المزيد.....

سقائف وقمصان عثمانية وطفوف ومصاحف


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 05:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أمام حشود الرايات العراقية الرافلة بشتى ألوان ورموز المجد الطائفي والعرقي ، تتقدم الراية الأمريكيةالأكبر والأعلى : بيضاء باهتة بلا نجوم لامعة وبدون أية علامات تميزها عن شـكل ولـون ومعنى الإستسلام.

الأحلام تبخـرت الا ّمن بقايا أضغاث ، والآمال العظيمة تبعثرت سـوى من شراذم واهنة ، ومسيرة (تحرير)العراق شارفت على النهاية، ولم يتبق سوى بضعة من أودية الدماء وجبال القتلى يعبرها الناجون من مكائدالموت قبل أن يصل المتبقين منهم الى مفترق الفراق .... فهل من معجزة عراقية تنقذ عراق المعجزات ؟؟

لا دخل للتشاؤم هنا،كما لادخل للتفاؤل،وما من أي اعتبارلعواطف جياشة تبكي دماً على عراق أكثرما يبدع قوّاده المعاصرين ففي طرق تبديده .
فهنا ، تطحن رحى الحقيقة سكانها ، هنا الدم المهدورلا يذهب في الهـدر،هنا لا يضيع (حق) ولو بعد دهـر، هنا لا صفحة بيضاء للصفح ، ما من حبر إلا الأحمر ، ما من قلم إلاّ الخنجر ، ما من أصابع إلاّ للثأر ،...هنا الحاضريتولى نحـــرغـده بسيف ماضيه.

ما لم تستوعبه نماذج رامسفيلد من التاريخ العراقي ، لايعني أنه غير موجود ، وما هو موجود ما من قراءة (تصالحية) عراقية له ومعه وعليه، تبادراليها أقطاب الحكمة القابعة في أبراجها المرجعية ، فالمنقول منقولات متضاربة والمنسوخ منسوخات متحاربة والتأويل تأويلات متنافرة والثوابت متحـولات متنابذة والمتحـولات ثوابت متناقضة في متوالية المرايا المشروخة المتقابلة .
وبدون أن نستبدل عقـل الغزاة بآخر عراقي، يستحيل عليهم أن يقرؤوا (تواريخ) بلاد الرافدين الإسلامية كما تقرأها على سبيل المثال لا الحصر فضائية (الفرات)التي تدّعي زوراً تمثيل الحكمة العلوية أو شقيقتها (بغداد) التي تدّعي بهتاناً تجسيد الفطنة العُمرية، فكيف إذا ما كان الغازي في أحسن أحواله إستشراقيا سطحياً وفي مجمله متحاملا ًعلى التاريخ بوازع لا تاريخيته؟؟

الإحتلال إذن مهما ادّعى فهم العقل العراقي فسيبقى قاصراً عن استيعاب مغذياته ونواميس حراكه، ومهما تفافزعلى حبال العراق الطائفية فلن يبتعد عن كونه بهلوانا مبتدئا أخرقا ، مهما اعتاش على التناقضات العراقية الداخلية فلن يطول عمره الى الأبد كماهو مكتوب في ملاحم نضال الشعوب ، ومهما أوغل في فوضاه (الخلاقة) فمصيره الى الزوال

والآن ، ولأنّ ساعة رحيل الإحتلال قادمة لا ريب وليس بعيداً مثلما تؤكد يوميات الخيبة الأمريكية ، فما الذي سنراه في المشهد العراقي لو شطبنا فوراً وجه البوم الأمريكي عنه :

نرى عمـراً وعليـاً يتقاتلان على الخلافة تحت سقيفة بني ساعدة في أكبرعمليات تزويرالتاريخ بؤساً وسخفاًوتحريفاًوتلفيقاً ، نـرى الفتنة الكبرى يعـاد إنتاجها بسيناريوهات عقليات التخاصم الأشد تطرفاً ، نرى أثنتين وسبعين فرقة في النار وواحدة في الجنة تتنازعها جبب وعمائم فرقتان تصادران الإرادة الإلهية وكأن ربّهما لا رأي أودخل له في مصير العالمين ، نرى سلطاناً تتقاسمه بلاوى (النخب) التحزبية الطائفية والعرقية في بناء هرمي منخور بأرضة الفساد من قمته حتى قاعدته ، نرى ما لا يحب أن يراه حتى العدو لعدوه من تطاحن الأشقاء على خلفية (الأسماء) ، نرى دستوراً يسلـِّم روح العراق لشيطان الفيدراليات المذهبية ، نرى برلمانا يجسد التعبير الأكثر تخلفا للنكوص الطائفي والقهقرى الأيديولوجية، نرى هيكلا وزاريا حوزوياً تـكيـوياً شللياً تستنكـفه حتى مجتمعات ما قبل الدولة ، نرى الشباب العراقي تقـذفه شوارع البطالة الى أحضان مليشيات النذالة وعصابات السفالة ، نرى العجب العجاب من تجليات الإرهاب الفكري والعقائدي والإعلامي أسـوة بالتدميري العدمي ، نرى تجارالأوطان يتسابقـون على عرض ثروات العراق أسهماً في بورصة النهب الدولي ، نرى ما لا يستقيم وتسمية ( البنية التحتية) من الخراب العميم وقد زادته مقاولات الشفط والسحت النخبويةالعائلية والحزبية خراباً ، نرى الوحدة الوطنية وقد جسـدّتها على أروع مايكون مشـرحة الطب العدلي ..، ونرى ...، ونرى ...، وأخيرا نرى تحت هذا النقل المباشر للمشهد العراقي سبتايتل يتبجح بالخطوات العظيمة على طريق المصالحة الوطنية ولكن ليس قبل أن يتم تسليح المشاهد بعــدَّة إبليس من قامات وخناجروسيوف وفؤوس ورايات الثأر الطائفي المتبادل .

نعم ، تحت هذا المشهد العالق في فراغ الشاشات العراقية يمر أمام غبش عيوننا المدعوكة بأكف الضّراعة شريط التكرار اللامتناهي لشعارالمصالحة الوطنية كما لو أننا على موعد مع العنقاء .
وبين انفجار مفخخة وسطنا وسقوط قذيفة هاون على رؤوسنا يلتقط أحفاد إبن المقفع ، وعاظ السلاطين ، أنفاس من يتبقى منّـا ليتناوبوها على منبر التنظير الحكومي لتعريفنا بفوائد المصالحة الوطنية باعتبارنا جهلة أميين قواصر لا نفقه في طلاسم الغيبيات الماورائية من قبيل : المواطنة ، الوحدة ، الوطن ، الحقوق ، الواجبات ، ... الى آخر قائمة المجاهيل التي تبرّع أساتذة النخب التصالحية التوافقية تدريسها لنا في محاضرات مابين الإنفجارين .

لكنّ مواطناً تزحلق بصابونة العهد الجديد الى أسفل الهامش القدري ، يسترزق من بيع آخر مجلدات مكتبة عمره في شارع المتنبي ، يســأل على لسان المواطنين:

عـن أية (مصالحة) يتحدث نوابغ النخبة الحاكمة المعزولين وراء كـونكـريت المنطقة الـغبـراء ؟؟.
هل هي المصالحة بوازع الخوف المشترك من (الهروب) الأمريكي القادم وأيضاً وقبلا ً: بدواعي الحفاظ على الأرباح والمكتسبات اللامشروعة لاستثماراتهم الإنتهازية الإنتخابية في سوق الغفـلة الفوضوية الهـدّامة ؟؟.

نسأل القوى الحاكمة المؤتلفة في لحظة مصلحية آثمة : هل هي مستعدة للتطهر من دنس التوافق النفاقي القائم على بدعة التقاسم الطائفي والعرقي للوطن والمواطن فتخسر بذلك جوهر وجودها لصالح معايير ديمقراطية حقيقية تفضي الى دولة المواطنة وليس الى إقطاعيات الملالي والسّدارات والمامات؟؟.
أم إنها تفتش في الطرف المقابل فقط عمن يماثلها في السحنة والعقلية الطائفية ليتشاركوا تالياً كعكة المصالحة بشـرعنة وتأبيد التحاصص الطائفي والعرقي وتنويعاته التفتيتية على وفق نظريات الهندسة الدستورية العتيدة؟؟.

أي عقد اجتماعي تصالحي هذا الذي سيتمخض عن سـنودوس ألقاب ومشيخات بطريركية في جو القداسة الرهبانية القمعية وبطقوس التحريف والتخريف الغيبية القروسطية ؟؟.
ماذا عن الوسطية العقلانية والأفكار العلمانية : هل سيـُسـمح لها بمحط رجل وسط تزاحم الجبب والعمائم على إقصائها من المشاركة الفاعلة في تحديـد الشـكل والمضمون الأخيرين لمفهوم دولة المصالحة ؟؟.

أسئلة تكاد تجيب على نفسها بنفسها ، ومسلسل التشويق الفضائياتي النخبوي مابرح يتولى (تثقيف) المواطن العراقي بمحاسن المصالحة كما لو أنه (معوق) وطني تعجزمدركاته الذهنية عن هضم مفهومي الوطن والوطنية ما يقتضي الوصاية المطلقة عليه وأقتياده الى الصراط المستقيم وصولا الى جنان الخلد التصالحية ،هناك ، حيث تتولى ملائكة(اللجان الشعبية) وشقيقتها المليشيات النورانية السهر على راحة المتنعمين بعطايا الألقاب الربانية ، .. وإلا ّ:

كيف ستستقيم المصالحة الوطنية التوحيدية الواعدة مع (اللجان الشعبية) الفيدرالية المتوعِّـدة ؟؟.. نســأل فقهاء قناة (الفرات) .
أي مصالحة ستجد لها مكاناً بين مؤتمرين صحفيين هما أقرب الى النفيرالعام والدعوة للتطوع في حرب الأزقة والحارات منهما الى سـرد الحقائق الميدانية ؟؟ ... نسأل علماء قناة (بغداد) .
هل تتنزل آيات المصالحة الوطنية بوحي الشيطان الطائفي الوجه الإنفصالي اللسان ؟؟ .. نسأل وجهاء قناة (الفيحاء) .
ما هذا السحق المنهجي لمعنويات المواطن بحادلة الفبـركة الأخبارية الإحباطية الإجهاضية ياعقـلاء قناة (الزوراء ) ؟؟ .
بعد أن حفظ المواطن عن ظهرقلبه درزينتي نقاط مبادرة المصالحة متى ستبادرون الى تبشـيره بتجسيد نقطة تصالحية واحدة على شاشتكم قبل أرض الواقع يا جهابذة قناة (العراقية) ؟؟.
إلى أين المـآل بعد دســتور الإستقلال وحدوده الأكبر من حدود العراق يا أبطال قنوات (الشمال) ؟؟.

ذلك بعض من بعض ما تعكسه فضائيات النخب البرلمانية من الروح التصالحية الوحدوية ، فليطمئن المواطن ولينم الوطن قرير العين ما دام هنالك من يتوكل عنهما تدبيج وتوقيع وترويج العقد الإجتماعي الجديد ، المكتوب بيراع الحرية الدستورية التي تحلل للجميع حرام استدعاء ومماهاة ومضاهاة كل (مفـرِّقـات) التاريخ من كوارث الفتن الكبرى والقمصان العثمانية والتحاكيم والطفوف والأمويات والعباسيات والعثمانيات والبريطانيات والملكيات والجمهوريات، أمّـا (مشتركات ) التاريخ فهي كفر ومروق وإلحاد وزندقة دونها والحرب الأهلية .

لك يا عراق بعد الله ، شـعبا أفطن في رويته وسكينته ورؤيته مما يتوهم قادته ... وتلك معجزته .



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكن أضيف؟؟
- بين نارين
- مابعد العبره
- دفوف الغجر أو دفوف النصر الموقوف
- النسبية الثالثة
- فوازير الشرق الأوسط الكبير
- ما تيسر من سيرة القهر
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمدعبدالرحمن - سقائف وقمصان عثمانية وطفوف ومصاحف