أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمدعبدالرحمن - ممكن أضيف؟؟














المزيد.....

ممكن أضيف؟؟


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:33
المحور: كتابات ساخرة
    


مع إنّ حقوق الطبع والنسخ محفوظة ، فليسمح لي عادل إمام أن أستعير عبارته الأثيرة ،عندما وقف في مسرحيته الشهيرة (شاهد مشفش حاجة)أمام القاضي ليؤكد له (كشاهد) مـا سيحسم القضية : هي بالإضافة الى أنها كانت رقاصة كانت بترقص.

هذه الإضافة القاصمة ، هي ذاتها التي حسم بها الشاهد جورج بوش قضية العراق حين أجاب مؤخراً على مخاوف العالمين مما يجري من كوارث على أرض الرافدين :
نعم ... إنّ الأوضاع في العراق تـقـلـقني جداً.
الأخ قلقان يا إخوان .

ما لا يبعث الا ّعلى البكاء المرّ من تراجيكوميديا عراقية على مسرح دولي لامعقول ، هو الوجه الآخر لمسخرة اليانصيب التي اختارت بوش ليكون القدر الذي تـزحلق على العراق في ليلة ظلماء غبراء .

جُـرّوا معي الحسـرات على أيام العـز الغزواتية :
أين الإسكندر المقدوني ،أين ريتشارد قلب الأسد ،أين نابوليون،أين الجنرال مــود،أين تيمورلنك ،لا بل أين حتى هولاكو ؟؟.

ما دمنا مؤمنين بالقدر ، ولأنّ المصيبة كان لا بدّ منها ، فأي حظ عاثر هذا الذي وضع العراق وسط حلقة من هواة مشعوذين لا يفقهون من أمور الإحتلال سوى على أنه (طاخ طيخ) ولتتكـفـل بعد ذلك الفوضى الزّلاقة ، عفواً ، الخـلاقة بالباقي ؟!.

ألم يكلفوا أنفسهم ، هؤلاء المهووسين بتدميرالحضارات ،عناء قراءة صفحة واحدة من أطنان مجلدات الإستشراق لكي يتعلموا بضعة حروف من أبجدية الضحك الغربي على ذقون الشعوب الشرقية؟؟.
أم أنهم اكتفوا فقط بنصيحة يتيمة من آرشيف الفقيه البريطاني : فـَـرِّقْ تـَسـُـــدْ.

ها قد فرّقتم ولم تسودوا ، إسودّت وجوهكم ولم تسودوا ، قلبتم سافلها عاليها ولم تسودوا ،إفتريتم على الدنيا وقلتم جئنا الى بغداد محررين لا فاتحين وإذا بكم لا بالمحررين ولا بالفاتحين بل محض مخربين ،... إخترعتم إصطلاحا جديدا في عالم السياسة إسمه ديمقراطية الإنتخابات بالدبابات فإذا بالناس تمقت الساعة التي سمعت فيها بالغضب المسمى حُـكم الشعب ،... إدعيتم أنكم سترفعون العراق الى مصاف الدول المتقدمة فإذابه يتدحرج الى قاع عصرطباشيري بلا سـبـّورات ولا رَحلات بعد أن حولها ما تبقى من تلاميذ الى حطب في شتاء بلا غاز ولا كازولابنزين ولا كهرباء ، حلفتم سنجعل من العراق منارة ونكثتم عندما حولتموه الى مغارة لشتى صنوف الخفافيش من مليشيات وعصابات ومافيات وقراصنة وقطاع طرق وسفاحين وجزارين وخطافين ودجالين ونصابين .
كل هذا وسواه من موبقات طائفية وعرقية وسيبندية يندى لها جبين الإنسانية إقترفتموها بحق العراق ... ولم تسـودوا.

أهذا هو أقصى أهدافكم في الشرق الأوسط الكبير، الجديد ، العتيد ، الأخير : أنْ لا تسودوا ؟!.
هذه أول مرة يظهر فيها على وجه البسيطة غــزاة بلا أهــداف سوى ألا ّ يسودوا ،.. حتى المغول كان لهم رسالة ذات مغزى قرأها التاريخ بتأنـّي قبل أن يحفظها في سجلاته ، لكنه ، أي التاريخ ، يقف الآن حائراً يضرب أخماسا بأسداس دون أن يتوصل الى ما لا كـنه له من الغاز الفلسفة البوشية الإستعمارية : إذ ما معنى أن أخوض حربا وأنتصر من أجل أنْ أنحســر؟!

لو كان الأمر يتعلق بالدورات الطبيعية لصعود وأفول الإمبراطوريات ، لبصمنا بالعشرة إمتثالاً لأحكام المنطق التاريخي وقلنا إنها أعراض الشيخوخة ، لكنّ الولايات المتحدة الأمريكية ماتزال فتية على أرذل العمر الإمبراطوري ، فما بال أفعال عباقرة بوش لاتعكس إلا ّظـواهر الخرف وعلامات انحطاط الحواس ؟؟ .. أهي الشيخوخة المبكرة ؟؟ .
إذا كان الأمر كذلك ، فإنها بحق ورطة كوكبية مهلكة ، قد تنتهي بالإنسانية الى الإنقراض ما دام قادة قوّاد الأرض ، أرباب المعبد النووي ، مصابين بمرض أول ما يفتك فبالعقـل :
إذ من يضمن انْ لا نصحويومامّاعلى (ضربة إستباقية) أمريكية تنشر سحابة فطرية تلفّ كوكبنا فيكون ذلك آخر مشهد أرضي نراه قبل أن ننتهي على باب يوم الحساب؟.

أمّا أنْ يكون الأمر يتعلق بغير عاهة الشيخوخة المبكرة ، فممّ يا ترى يعاني هؤلاء الفطاحل حتى نبرر لهم ما لا يمكن تبريره من تجليات التخريب المتعمد بدواعي مبتكرة غير منتظرة ولا أساس أومثيل لها في جميع تجارب الغزاة والمحتلين والمستعمرين على مر العصور ؟؟

لا تقولوا ،هذا اللا معقول الأمريكي من تداعيات خزعبلات فوكوياما المسماة (نهاية التاريخ) أوهرطقات هنتنغتون المعنونة (صراع الحضارات) فهوحتى ليس من هذه البدع المابعد استشراقية في شيء .
ولا تتعبوا في التنقيب بين صفحات المؤرخين من هيرودوت حتى توينبي ، فلن تـقعـوا على ما يدلكم على أصول المذهب البوشي الذي لا هو بالمسيحي القديم أو الجديد ولا بالصهيوني العتيق او الوليد ولا هو حاصل جمعهما .

انه على ما يبدو، إجتراح استنساخي من أحفوريات غير أرضية وقعت من مجاهيل الفضاء على حديقة البيت الأبيض أثناء سهرة شيطانية جمعت كل الموتورين من المصابين ببارانويا التاريخ ، فما كان منهم لكي ينتقموا من كل الشعوب التي ترفل بالتاريخ إلا أنْ عجنوها وطبخوها وأكلوها ليصبحوا على ما هم عليه الآن من (أشياء) تنتظر عبثا من يخترع لها الأسماء اللائقة بأفعالها الأبعد من خرقاء .

أعذروني ، بغير هذا التأويل سيكون من المستحيل عليَّ أن أتحمـّـل بوش وهو يـضيـف .



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نارين
- مابعد العبره
- دفوف الغجر أو دفوف النصر الموقوف
- النسبية الثالثة
- فوازير الشرق الأوسط الكبير
- ما تيسر من سيرة القهر
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمدعبدالرحمن - ممكن أضيف؟؟