أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالرحمن - هذيان














المزيد.....

هذيان


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


فيك بـلادي ...
الماء والـدّم صنـوان
المائـُ ـ ـ ـ ـــــــــــــــــــدمْ
الدّمـ ُـ ـ ـ ـمــــــــــــــــــاءْ
إذا شحـّت الأرضُ ماءً تشــحّ دمــاء
وإن نــزَّت الأرضُ ماءً تنزّ دمــــاء
فيك بــــلادي ...
الدم والماء اسمان للطوفان
ومــا الواو الاّ وعـــــــــــاء


تهذي القصيدة تهذي وتعوي كذئبٍ وحيدٍ جريح ٍعلى الطـّارق النـّجم
يا نـجم يا سـيّد البوصلات الى أين تمضي بهذا المحارب ؟
هل سيظلّ يحارب ؟
هل سيظلّ يُصدِّق صبر العبيد ويزعم أنّ جميع دروبك أيوب تفضي الى الأندلس ؟
تعبتُ من الحرب يا نجـم .. شيّبني الأنتظاركنخلة دار ٍبلا أهلها تتلظـّى على سُدة النار
لا الكرّ كـرّبَ سعفا ً ولا الفـرّ فـرّج كربا ًوما من مُجيبٍ لهذا الدّعـاء
أما من هـُنيهه ْ؟
أما من ثوان ٍ تفـرُّ من الوقت ثم تحط ّعلى ساعديْ كي أسدّد طلقة رحمتك الله في رأس هذا الحصان العليل ؟
تعبنا أنا وحصانيْ من الحرب يا رب ...
لستُ كما قال عنيّ شاعرنا الألمعي بأنـّيَ مردوخ هذا المكان
ولستُ كما قال عنيْ الفقيه السياسيّ أنّيَ عنقـاء كلّ زمان
أنا بشـرٌ بدم ٍ قابل ٍ للسيولةِ حين يلامس جمـر الحنيـن
أنا بشـرٌ بذراعين يستسلمان لسطوة حبٍّ إذا ما استبدَّ وهدّدني بسهام كـيوبيد
لي مثل باقي المساكين حلما ًصغيراً ببيتٍ صغيرٍ وعائلةٍ وحديقه ْ
لي والـــدهْ
تجوبُ المقامات كي تطرد الشـَّرعني بتعويذة الصالحين وأهـل الكرامات
لي أمنياتْ
أصِـرُّعلى بعضها وأغَمّـضُ عن بعضها وأغربلها تالياً كالنـّخالة في منخل الواقعيه:
ماليْ ومال الخرافات كالأنتخابات والبرلمان
ماليْ ومال النقاش العقيم عن الحاء والراء والياء والهاء في الأحرف الأبجديه
ماليْ ومال ابن خلدون والوحدة العربيه
ماليْ ومال قميصك عثمان
ماليْ وعولمة الهيلمان
كلّ الذي أتمناه لا يتعدى حدود البقاء على قيد هذي الهويّه
لي ذكرياتْ
أخبئها في شـقوق الجراح واحنو عليها من العاتياتْ
يا مُــرّها الحلــو
ياحـلــوها المُــرّ .... يا ...
تهذي القصيدة تهذي وتعوي كذئبٍ جريح ٍ وحيدٍ على الطـّارق النّجم
ـ آدم .... أي الدروب تؤدي الى الله ؟
ـ أنْ لا نعلـِّق آمالنا بسواه

كان الطريق طويلا ً والقلب يا وحده القلب لم يـكُ يكـفي دليلا ً
رأته يـُقـلـِّـب حيرته مثل كـفـّيـه ذات اليمين وذات الشمال فقالت :
عليك ببغداد ... بصرتنا لم تعد تتحمـّـل أي خرابٍ جديدْ
ـ حواء.... لم أنسَ بــعـدُ مرارة فاكهة الأندلس ....
في الكرخ يبعد دجلة عنا قرابة بستان نخلٍ واغنيتيـن لناظم
جارتنا لم تعيــِّرني بمشــيبِ أبي
لكنـها شبــَّهتني بــِهِ :
ـ أنفـــكَ (بوري) كأنـفِ أبيــــك
كثيراً ضحكتُ بصغري
قليلا بكــــــيـت
سوى أنني لم أذقْ مـرّة ً طعـم أقصى البكاء وأقصى الضّحِكْ
وأذكـــر حين توارى أبي في الثــّرى ذات يوم ٍ بعيدٍ
كيف تواريتُ في ظــلّ بـــرحيـَّـةٍ ودعــكـتُ عيــوني :
ـ لماذا الدّموع تجود على الآخرين وتبخسني الحقّ في حبتيــن؟
ـ لأنك عـاقْ ....
لأنك ضيّـعتَ روحك في المشيتيـن
كأنك جســرٌ تقطـّــعَ بين صفـاكَ ومـرواكَ
أنتَ هنا .... وانتَ هناك
أراك ولستُ أراك على الضّـفتيــن
النهر نهـرك والمــاء ماءك
لكنه العطش المتوطـّـن فيك يعزّعليك
فـتـتـركـه يتمكـّـن منـك لئلا يقولون عنك :
يغـــبُّ الزّلال وينـسى الحســيـن

تهذي القصيدة تهذي وتعوي كذئبٍ جريح ٍوحيدٍ على الطّارق النّجم
يا نجم يا راية التائهين .... الى اين تمضي الرياح بنا ؟
هل لنا ما لنا ؟
هل نظلّ نصدِّق صبر العبيد ونسترخص الدّم كي نشتري جنة الفقراء؟
لا الدم دم
لا الماء ماء
المائـُــــــــــــــــــــــدَمْ
الدّمُـمــــــــــــــــــــــاء
إذا شحـّت الأرض ماءً تشـحُّ دمـــــاء
وإن فاضت الأرض ماءً تفيض دمـــــاء
فيك بلادي
بلادي
بلادي
الدّم والماء إسمان للطوفــان
وما الواو إلا.ّ...... وعـــــــــــاءْ
ـــــــــــــــــــــــــ






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالرحمن - هذيان