أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمدعبدالرحمن - ما تيسر من سيرة القهر















المزيد.....

ما تيسر من سيرة القهر


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 05:19
المحور: كتابات ساخرة
    


بالإضافة الى الشـّعور المزري بسطـوة العجز القهري الذي يعتري المنكوبين بنقمة (الحياء) ، ليس ثمّـة ما يستفـز في يوميات الحرب الإسرائيلية التدميريةالمفتوحة على لبنان أكثر من السّجال العربي حول ما سأقترح عليكم ، بعد إذنكم ، أن أسمّـيه (التعليل الذليل لتدليل إسرئيل ).

فقبل أن يعرف العرب أين سقط الصاروخ الإسرائيلي الأول ، كانت برقيات (براءة الذمّة) تتساقط على تل أبيب وواشنطن ، و ما أن انتهينا من (الفـِرجة) على ما ليس له قـرار من هـاويـة المشهـد الدموي الافتتاحي حتى أطـلّ علينا خطاب التهافـت ليدلـق علينا بكل فصاحته المعهودة لسانه الأطول من خط العرض الممتد من الخليج الى المحيط : هذه ليست حربنا ، نحن بـراء .

وأعلى من ضجيج الطائرات الحربية الإسرائيلية ، راحت أوركسترا (التعليل الذليل لتدليل إسرائيل) تدهشنا بتناغمية أداءها وانسيابية عزفها وقدراتها الإحترافية على الإنتقال من مقطع الى آخر حتى دون الحاجة الى (المايسترو) الذي لم نعد نلحظ لـه وجوداً مباشراًعلى المسرح بفضل التقنيات الحديثة في فـنّ القيادة عبرالمحيط الأطلسي .

إستهـلـّوا المهرجان بسمفونية ( المغامره) ، وفيها اسـتمعنا مشـدوهين الى عـزف عربي منفـرد على (الـرّبابة) ، سـرعان ما دخل عليها (العـود) قبل أن ينضم اليهما (الدف) ثمّ النّـاي فالكمان ، ليعرِّجوا بنا جميعاً الى الفضاء الهارموني الإعجازي ، صعوداً ، صعودا ، حتى بلغنا (وتـر) السـمّاء السّـابعة ، وهناك استغرقنا في ذروة خشـوعية خـلناها القصوى لولا أن فاجأتنا ملائكة صغار بحجم الكـف ، لحناجرها أنيـن غرائبي ينـزُّ دماء موسيقى صوفية فيضية تليق بصوت فيروز الأمر الذي رفعنا أعلى فأعلى حتى وصلنا هائمين الى آخر درجة قبل سـدرة المنتهى ، فما كان منا الا أنْ استغليناها فرصة قد لا تتكررلنتوجّـه الى ربّ العـرش (القريب) بصوت واحد : خذنا .. أو ... خـذهم ، وأنت الأدرى بمصابنا ... وجحودهم .


2

ولأن المُـذِل لا يستجيب لقوم ظالـّيـن مذلولين ، فقد اكتفينا بما فزنا به من الشـّكوى شبه المباشرة الى جلاله تعالى قبل أن يردّنـا الى (قـاع) خيبتنا ، هناك ، حيث ركام غارة إسرائيلية دفاعية على (مهـدٍ) إرهابيّ هجوميّ يقف عليه مزهواً مندوب قناة (التعليل الذليل) وهو يحلـّـل (حرامنا) : في الواقع ووفقا للمعطيات الجيوبوليتيكية والحسابات الستراتيجية والحيثيات الفرويدية فأنّ إسرائيل ربما تستهدف المدنيين اللبنانيين لكي تدفعهم سيكولوجياً ثم عملياً الى تحميل شيعة حزب الله مسؤولية الدمار الذي ، في الحقيقة ، تسببت به مايكاد يجمع عليها المراقبون أنها مغامرة طائشة غير محسوبة العواقب من جانب حسن نصر الله في خطف الجنديين الإسرائيليين ، وفي استطلاع للرأي أجرته قناتنا قبل قليل لاحظنا بأن الغالبية اللبنانية ربما ما تزال الى الآن بعيدة نسبيا عن المجاهرة بمعاداة حزب الله خصوصا وأنه ربما مايزال يمتلك بعض المفاجئات التي قد ترفع من معنويات المواطنين من مثـل الصواريخ التي يرجّح المحللون العسكريون أنها ايرنية ـ سورية ، تجدر الإشارة هنا الى أنّ طهران ودمشق لا تخفيان تحالفهما الوثيـق مع حسن نصر الله ، وهو الأمر الذي يعزز من مخاوف ما يعتقده الكثيرون محورا شيعياً اقليمياً بدأ يهددّ سُـنـّة المشرق العربي ، عموماً فأنه مايزال من المبكر بعض الشيء الحديث عن حرب أهلية لبنانية وشيكة تناغم تلك القائمة في العراق ... بم .. بم ، إذا كنتم قد اسـتمعتم أعزاءنا المشاهدين فأن هذه أصوات انفجارات تسبّبت بها قنابل الطائرات الإسرائيلية التي يُشـاع أنها ذكية والتي استهدفت على مايبدو بطاريات صواريخ حزب الله في ثكنة (مروحين) .... بم .. بم ... بم ، نتحول بكم الآن ، مباشرة ، الى مراسلنا في حمـّام أو بالأحرى في مَرافق مُرافق سكرتير مستشارنائب وزير الدفاع الإسرائيلي ليزودنا بالمزيد من الأخبار الطازجة عن معركة الصيف الحار.

3


هللويا .. هللويا .. ، لن يطول الأمر قبل أن يتمخـّض جبـل ( أمّ الضّـاد ) لا عن فأر ، ولا حتى عن جـُندب ، بل عن محض (حُـطيئه) حاشى الشــّـاعر ، حيث لم يلزمنا من الإنتظار سوى بضعة مجازر إرتجالية ، سلقتها إسرائيل سلقـاً إعتباطياً قبل أن تضعها على عجل أثناء الولادة في غرفة الولادة، وما أن أطلت (القابله المأفونه) علينا برأسها حتى سبقها الى أنوفنا خليط هجين لروائح لحوم آدمية مشوية و ضمائر آدمية متعفنة ، والبقية معروفة ... سـمكْ لبـنْ تمرهندي ، إنمّا هذه المرّة بدون النشيد القومي أنا جندي عربيْ ، بندقيتي في يدي ، أحمي فيها وطني من شرور المعتديْ ... طيْ .. طيْ .. طاخْ ، طيْ .. طيْ .. طاخ ْ، ولكنْ بمارش جنائزي خافت كمـداً على ما قالوا أنها (فطيسة) الفقيدة (مبادره بنت شـلوم) التي لم نكن نعرف أنها كانت حيـّه ألا عندما عندما أعلنوا وفاتها على استحياء كما لو أنها عاشت فضيحة متوارية وماتت فضيحة متوارية.

4


تعميم (سري للغايه) : من غير المقبول إطلاقاً أن تـنسينا (مغامرة) اللبناني الشيعي الأصولي التعصبي ... الخ حسن نصر الله (مقامرة) نظيره الفلسطيني السـنـّي الأصولي التعصبي ... الخ خالد مشعل ، وكل البيانات والتعليقات والمقالات والتنظيرات التي أغـفـلت الثاني يجب أن يُعـاد إنتاجها مُدبلجة ومُمكسجة ومُـكـولجة مع الأول ، على أن يتم بثها كخلفية إغرائية من شأنها أنْ تشـدَّ المشاهد الى شـِباك مسلسل (المغامرة المقامراتية الهوجاء) دون إغفال التركيز الإغراقي على الجانب السّـلبي الخاذل من معاناة ضحايا القصف الشمولي الإسرائيلي وتبعاته الإجهاضية القهرية الإستلابية للحياة الإنسانية بكافة أوجهها الإقتصادية والإجتماعية والنفسية والسياسية وحتى الغرائزية على الساحتيـن اللبنانية والفلسطينية وامتدادهما العربي ، لما لذلك من أهمية فائقة على طريق تجيـيـش وترويض المشاعر المختلطة الملتبسة المتطاحنة لدى المواطن البسيط بهدف تسخيره فتجنيده طيّعاً كالعجين في أتون معركتنا المستعرة على الأرهاب ، وهذا يتأتى أيضاً من خلال (تغييب) كل شعارات ومقولات وخطابات ما يصب في (مفهوم) ما يسمى بـ (المقاومة) مع (تغليب) الأدوات المُحبطة للعزائم والمُـثبـّطة للهمم من قبيل تسليط الضوء على جبروت الآلـة الحربية التدميرية الإسرائيلية الدقيقة في مقابل محدودية وعشوائية سـلاح من ينبغي تكريس وتعميم صفة التهوّر العبثي العدمي عليهم ، وصولا الى تسقيطهم من عـلياء المخيّـلة الشعبية الى وحل الواقع الإستسلامي وتالياً طردهم من المعادلة النـدّية فتصفيتهم أخيراً بذراع الارادة الشعـبية المنوَّمة مغناطيسياً بسحر أداءنا الدّعائي المشفوع بالعصا الغليظة المشهورة بوجه أي واهم يتجرأ على تجاوز حدود اليقظة الحالمة ، وبهذا نكون قد وفـّرنا على أنفسنا وقت وجهد إطالة مكلفة مُعيقة لديناميكية المعركة الكونية على الإرهاب . إحباط دوت كوم .


5

تصريح صحفي : (الحرب والسلم) ليست حقـاً حصرياً لأيّ (كانْ ) ، وقبل أن يتنازل الروائي المرحوم ليو تولستوي عن حقوق روايته له ، ليس من حق هذا الـ (كانْ) أن يحولها تحت شعار (الواقعية التحررية) الى فيلم تسجيلي كالذي نشاهده اليوم في صالة الشرق الأوسط .
حتى المخرجين الثمانية الكبارالذين أجتمعوا في بطرسبورغ أقروا بذلك بعدما حمّـلو ا الهواة حسن نصر الله وتؤامه خالد مشعل ليس فقط مسؤولية فقدان ثلاثة من السـوّاح الإسرائيليين أثناء التصوير التسجيلي اللاقانوني واللامشروع (للحرب والسلم) ، بل وايضاً النتائج المترتبة على خروجهما الكافرعن (النص) الأصلي للرواية ، وعليه فأنّنا من هنا، نعلن نحن تجمع المخرجين الرسميين العرب قرارنا الحازم الحاسم الجازم بمقاطعة وملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن هذا التعدي السافرعلى شرائع وقوانين وقرارات مجلس (الفـن) الدولي ، خصوصا ً وأنهم على قلـّتهم وضآلتهم ، إنما بهذه الحماقات اللامهنية اللاخلاقية قـد صادروا رأي الأغلبية التي ترى في الظـروف الحالية(الآرت ـ كوزموبوليتيكو ـ إنتركونتيننتالية ) غيرملائمة تماما لـ (رؤية) كلاسيكية ذات مفاهيم سلفية ماضوية تجاهـر بعدائيتها للفن المابعدبعد حداثوي من خلال اصرارها على تناول (الحرب والسلم) بأساليب مغايرة لمنهج المدرسة العولمية .

6


للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات وأربعة اشــهر ، يهبط السّهم العراقي في بورصة الفضائيات الى ما دون الصداره،خساره ، فقد كنت استثمرت معظم مدخراتي البلاغية والمجازية في هذ السّهم اللاهب ، حتى جاء الملعون الأمعط إيهود اولمرت ليجعـل من السّهم اللبناني تاجاً على رأس البورصة تاركاً أمثالي يتخبّطون في معمعة الحسـرة على تهاوي سـّهم الـدم الغزير مع أنّ عدد قتلى العناق الطائفي الحميم في عراق المليشيات والعصابات الحنونة في ظرف الأسبوع الأخير قد جاوزعدد أقرانهم من اللبنانيين والفلسطينيين الذين أزهقت أرواحهم آلة الدمار الأسرائيلية في نفس المدة، فلماذا هذا الإجحاف الفضائياتي بحق السّهم العراقي ؟ .
لابأس ، لن أتزحزح عن رهاني على من لن يخـذلني مهما تلاعبت مافيات البورصة بالأرقام ، وسأبقى عند عهـدي بالسّهم الحار ، فإنْ هي الا ّسـحابة صيـف حتى تنتشـلني المليشيات التنويرية والعصابات التبشيرية من كـبوتي وكآبتي عندما حتماً ستدفعهم الغيرةالـوطنية الى اجتراح المعجـزات الدموية لأعادة السـّهم العراقي الى مكانه الطبيعي في القمـّة على عناد أولمرت والفضائيات والمافيات وحكومة الخوار الوطني .



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمدعبدالرحمن - ما تيسر من سيرة القهر