أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - رياح مغايره














المزيد.....

رياح مغايره


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخشى الكثيرون من أنّ الأحداث الدامية في العراق قد أخذت أخيراً منحى حاداً نحو هاوية الحرب الأهلية مالم تتدخل معجزة سماوية أو يطرأ حلاً أرضيا خلاقا .
ولأن المعجزات السماوية قد لا تأتي فأنّ الحل الأرضي الخلاق هو ما يتبقى أمام من تبقّى من العقلاء ليجترحوه وينتشلوا به العراق من حافة الهاوية التي تطـّوعت كل شياطين الدنيا لدفعه الى سحيق قرارها .

ففي عراق تبدوالمليشيات والعصابات الإجرامية أقوى من الدولة بجيشها الهلامي الهوية وشرطتها المنقسمة الى أصولها الطائفية ،لا فائدة تـُرتجى من الرّهـان على (الخطط الأمنية) القائمة على ما ليس له أساس من هيبة الدولة وحضورها القانوني ورمزيتها الوطنية الجامعة المانعة لبسط المفقود من مقومات وشروط بقاءها في ظل سلطة منقوصة السيادة تحاصصية القيادة تتقاسمها إرادات متخاصمة على خلفيات طائفية وقومية وولاءات خارجية هي بحد ذاتها وصفة مثالية للإنتحار الجماعي .

انّ (سلطة) بهذه المواصفات الإشكالية تدفع الى التساؤل المشروع عما إذا ما كانت خطتها الأمنية الحالية في بغداد ستنجح في بسط الحد الأدنى من الأستقرار الأمني الجماعي الإجتماعي ، أم أنها ستنتهي الى نوع من التخندق المناطقي على أساس من الفرزالطائفي وتبعاته التهجيرية بحيث نكون تالياً أمام بغداد (المتشظـّية) الى محميات مليشيوية متحاربة على خطوط التماس المتداخلة ؟؟

لقد أجابت الأيام الماضية من وقائع الأحتراب الطائفي المؤشَّـر بالقتل الجماعي على الهوية في الكثير من مناطق واحياء بغداد على هذ التساؤل بما ينذر بالخطر الداهم وبما يعزز المخاوف من أنّ هنالك مـَنْ (خطـّط) لتكون خطة أمن بغداد بداية النهاية على طريق (نمذجة) وتعميم الخندقة الطائفية المناطقية على باقي العراق (كملاذ) أخير (تنجح) فيه المليشيات بمختلف عناوينها وتلاوينها من حيث (فشلت) الحكومة بتوفيره من عوامل الإستقرار الأمني ، وهنا ستكون محط التشكيك والإستغراب بل والإستهجان كل الإستعراضات العضلية للحكومة التي تدّعي بعكس ذلك ما دام القاصي والداني يعرف بأن الكلمة ( الواقعية ـ العملياتية) النافذة على المواطن هي للمليشيات وإنّ هذه الأخيرة المتغلغلة في جميع مفاصل الدولة إنما بهذا المعنى والمبنى تمتلك ماتفتقر اليه الحكومة من نفوذ وسلطان وهيبـه، فنحن حقيقة أزاء مشاريع (دويلات وكانتونات) تنمو داخل الدولة وتتمول من معين الفساد المستشري في حلقاتها وفوق كل ذلك تتبوأ رموزها مواقع عليا في هرم التقاسم الوظيفي الطائفي ، ما يعني أنّ الأدوات التنفيذية للحكومة وخصوصاًالأمنية منها هي في الواقع بيد القائمين عليها من الطفيليين والمعممين الطائفيين المتعصبين الذين يسخرونها حيثما ووقتما شاءت برامج أحزابهم الطائفية والماوراء حدودية المتناقضة تماما مع المصالح العليا للعراق وطناً وشعبا وسيادة.

هكذا تدفع المؤامرات المليشيوية التحزبية العراق الى شفير التشرذم ليس فقط بدراية المتفدرلين المتحاصصين وإنما بأدارتهم لها بوعي قصدي ها هم يتبارون من خلال تجلياته الماثلة على أرض بغداد على ترجمته الفعلية بتقزيم الدولة وتحجيم سلطتها وتسقيط مركزيتهاعندما يزجّون بقوات الشرطة والجيش المتعددة الولاءات في شوارع الإستقطاب والفرز والتهجير الطائفي كي تمشّطها وتمهّدها وتسلـّمها لسلطان وفـلتان المليشيات السادية وكأننا بهم يريدون لهذه المليشيات أن تكون الملاذ القسري للمواطن البسيط المبتلى بمعمعة الفوضى الأمنية فتغدو في النهاية ( محمياتها المناطقية) بمثابة خشبة الخلاص الوحيدة له حتى وإن جاءت على حساب الوطن شكلا ومعنى ومصيرا.

فهل من سبيل ينجي العراق من ملامح كارثة الكوارث التقسيمية العدمية؟؟

لم يبخل تاريخ العراق من المخلصين الذائدين عن حياضه في المنعطفات الحاسمة ، ومفترق ٍ كالذي يقف عنده العراقيون اليوم يتطلب إجتراح كل ما هو خلاق من حلول ومبادرات وفعاليات تفرض على الجميع خيار الوحدة الوطنية فرضا وإلاّ فأن نيران مشاريع الشرذمة بمختلف عناوينها التضليلية ستأكل اليابس والأخضر في طريقها الى الخراب الشامل ، فوحدة العراق أرضا وشعبا أهم واغلى وأعز حتى من ( ديمقراطية) الفوضى الهدّامة ، ذلك الوليد المسخ لاحتلال لا يقيـم اعتباراً إلاّ لمطامعه(لامصالحه)الستراتيجية في شرق أوسط يريد به أن ينتهي من حقبة الدولة العربية القائمة على سفح سايكس ـ بيكو الى هاوية دويلات وكانتونات الطوائف المجهرية ، فهو إذن قدر العراق أن يتحمل العبء الأكبر من معركة مصيرية تبدأ على أرضه وليس أمامه الاّ ان ينهيها منتصراً على أرضه دون انتظار لما قد لايأتي من مـدد أشـقاء حسبه أن يتجنب غدر خناجربعضهم أمـّا أعداءه فهو كفيل بهم.
نعم ، إنّ ( ديمقراطية) مزعومة ممسوخة قوامها فوضى الطوائف والقوميات والإثنيات المتناحرة وأساسها تدمير العراق لن تـُـنبــِت بأي حال (وردة ) الخراب التي يتوهّمها المنظـّرون الواقفون على تـلّة جثثها ، ومن هنا قد لا يكون من المفاجيء أن تتصاعد الهمسات المحلية والأقليمية والدولية عن حلول جراحية قد تتعدى الكــيّ لمعالجة حالة عراقية لم تنجح معها كل عقاقير التسكين والتخدير( الديموطائفية) قدرما فاقمت من مشاكلها ما يجعل التداخل الجراحي الجوهري ( لا الترقيعي أو التجميلي) واحدا من البدائل المطروحة بقوة لأيقاف هذيانها الطائفي والحـدّ من عدواها المتربّصة بالمنطقة وأنتشالها من تردّيها بما يفتح أبواب الخلاص لكل المتورطين في المأزق العراقي ، خصوصا بعدما تبين للجميع أن الرياح أتت كما لم تشـته سفن الجميع وفي المقدمة منهم الإدارة الأمريكية التي بدأت بوازع من حيرتها ويأسها وتخبّطها وجراحها المثخنة وسط الدوّامة العراقية تلوّح علنـاً لحكومة المالكي بسيف السقف الزمني (ستة أشهرقد تتقلص الى أسابيع) لإثبات جدواها (!!) ... وإلا ّ.

قـد بلغ السيل الزبى






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - رياح مغايره