أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - بين نارين















المزيد.....

بين نارين


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 04:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأن خياراتكم محدودة : ما رأيكم ياعـرب لوتقبلون (بالحمّى) الإيرانية بدلاً من (الموت) الأمريكي ـ الإسرائيلي ؟؟ .

هذا سؤال شماته ، نعم، ويأتي من (فراغ) ، أي نعم ، لكنه (الفراغ) الذي لم يمـلأه العـرب في عراق ٍتـتنازعه الآن وقد تتقاسمه غـداً أمريكا وإيران،لكنّ الحكايــة لا تبدأ من هنا.

تبدأ من اليوم التالي لـ (سقوط) بغداد (عاصمةالخلافة)،عندما استفاق النظام العربي الرسمي على ما منّى به النفس من إزاحة الحُـكم البعثي دون أن يكون له أي دور فاعل في قادم المصير العراقي ، مكتفيا بما حققته عقلية الثأر مما تراه انتصارا على عقبة صدام وما هو بانتصار.

تبرع النظام العربي لأن يكون جسر العبور الأمريكي الى العراق، وعندما وصل المارينز الى قلب بغداد(9 نيسان2003) وصلت المهمة العربية الرسمية الى مشارف نهايتها ، ولما ألقى بوش بُعيد ذلك بجنوده خطاب النصر المزعوم من فوق إحدى السفن الحربية لم يأت على ذكر الحلفاء العرب بما يستحقونه من (نبل) المهمة ولم يحسب حسابهم ولو بوسام من الدرجة العاشرة لا بل أنه بشـّـر بالديمقراطية الزاحفة من بغداد (المحرره) الى ســائر ديكتاتوريات الشرق الأوسط (الكبير)، فكانت بحق ركلة أمريكية على رأس عربيّ مستغرق في ما يشبه النشـوة الغرائزية المحضة.

جثـم الأسد الأمريكي على ما توهمه حصته من العراق ، تاركا الفتات لزحام الثعالب والذئاب والنسوركل حسب قوته وقناعته ، ..إلا ّ الطاووس الفارسي .

هنا وعندما يقال أنّ إيران تنظر الى العراق بإعتباره الحديقة الخلفية لها ، فهذا من سرديات التاريخ ، وعندما يقال أنّ لإيران الحق في التزاحم مع(الشيطان الأكبر) على ملىء فراغ عراقي هائل فهذا من تداعيات الواقــع ، أما عندما يقال أنّ لإيران حــق في العراق فهذا ما لايقبله لا التاريخ ولا الواقع ، لكنْ : من ذا الذي يقرأ التاريخ أوالواقع بغير عيون المصالح ؟؟

إيران ،الثورة الإسلامية ، المرجعية المذهبية ، هي قبل كل ذلك القومية الفارسية مبنى ومعنى وعلى أساس من هذه التراتبية تحدد مصالحها وتقيم علاقاتها وتنطلق في سياساتها وهي على هذا المنوال المنطقي لم تشـــذ في طريقة تصديها للحالة العراقية قـدرتعلق الأمر بأولوياتها وحساباتهاالستراتيجية ، أي أنها عندما تداعت الى مزاحمة أمريكا في العراق إنما فعلت ذلك بوازع قومي أولاً ديني ـ مذهبي ثانيا وهذا أمر طبيعي، وبينما كانت تقوم بتدعيم مواقعها في العراق كان النظام العربي ينحسر عنه بنفس الوتيرة وربما أسرع لا لأنّ العقـل العربي أراد ذلك وإنما لأنّ تصدي النظام العربي (ومعه التركيبة العراقية في المنطقة الخضراء) للواقع جاء مرهونا كلياً بالنتائج الآنية لتدافع العاملين الأمريكي والإيراني على العراق :

في العامل الأمريكي ، حسِـبَ الإحتلال أنـّه بتطييف إسلامية وأعراق العراق يستطيع طمس عروبته وتمزيق هويته الوطنية فاستخدام ثروات أشلاءه بما يساعده على تأمين أهدافه الستراتيجيه في سائر أرجاءالمنطقـة (بما فيها إيران).
في العامل الثاني ، حسِبت إيران أنها بتطييف إسلامية العراق تستطيع بتغليب إرادة(مذهبية) غالبة فيه أن تنفذ اليه بما يؤمّن لها مصالحها القومية ـ الدينية المذهبية في العراق والمنطقة على حساب الأهداف الأمريكية .
هكذا التقت بعض مصالح الخصمين على حساب العراق ، أما النظام العربي فقد ظل حبيس ردات الفعل على النتائج الآنية المنظورة للاحتكاك التنافسي بين هذين العاملين في العراق وعلى العراق ، وهذا ما يفسـرجانبا من الموقف العربي الإلتباسي من مفهومي المقاومة والإرهاب والمقروء بإجتزاء على أنـه يتقصـد التخندق مع ســنة العراق على حساب شيعته بوازع طائفي عن سابق إصرار،في حين إنه يأتي غالبا كمحصلة سلبية لتماهي عربي إرتدادي مع الإصطفافات العراقية الطائفية المستعرة بفعل التدافع الأمريكي ـ الإيراني على ما هو أبعـد من تطييف العراق ما دامت حزمة الأهداف المتداخلة تتعدى في مراميها البعيدة مرحلة التقسيم الطائفي (بالمرور) من خلال بواباته (الفيدرالية) الى ما يهدد الأمن القومي العربي من مشاريع ستراتيجية داهمة :
الشرق الأوســـط الكبير (الآن صار الجديد) بالنسبة لأمريكا ، وامبراطورية ولاية الفقـيه الكبرى بالنسبة لإيران.

لكنّ مشروع الشرق الأوسط (الكبير) ، جاءت رياحه بعكس ما تشتهي سفينة الربان بوش ، فلا الأنواء العراقية كانت مواتية ، ولا الأجواء المخيمة على أفق الصراع العربي ـ الإسرائيلي وأمتداداته بدت ملائمة ، ففي العراق عكس الفشل الأمريكي نفسه من خلال تداعيات المشهد اليومي من الفوضى العراقية المتفاقمة والخسائر الأمريكية المتراكمة فراحت الآمال تتقلص وتتآكل حتى أوصل اليأس المتنامي جهابذة رامسفيلد الى حدود العودة للمربع الأول بإعادة احتلال بغداد في خاتمة مريعة لمتواليةٍ استعراضيةٍ من الخطط الأمنية القاصرةعن مجرد إثبات الصلاحية الولائية والعسكرية للقوة الأمنية العراقية الناشئة في البيئة الطائفية التي ابتدعها أفذاذ القرار الأمريكي لترتد وبالا على خططهم الستراتيجية وجنودهم في الميدان .

أما على صعيد الصراع العربي ـ الإسرائيلي ، فأنّ الطموحات الأمريكية انتهت الى حالٍ لا يقـل إحباطاً عما هو في العراق ،سيما وإنّ مصباح (الديمقراطية) جاء (بعفريت حماس) لينقلب السحر على الساحر وينكشف المتبقي من عورة التنظير الستربتيزي الأمريكي لديمقراطية الإستبداد الإنتقائي ، ثـمّ لتعجز قوة البطش الإسرائيلية الغاشمة لا فحسب عن إجهاض ديمقراطية فلسطينية حقيقية انتزعها أصحابها من فم الأسد الأمريكي وإنما عن حماية عمق الإحتلال من صواريخ أشقاء حماس في الشمال كما تابعنا وشاهدنا وصفقنا تاليا لنصرلبناني ما احوج العرب لروحه مع علمهم بما يمكن أن يقدم عليها المهزوزون في تل أبيب وواشنطن من ردود أفعال قد يوحيها لهم شيطانهم المثخن بجراح الإحباط .


في أثناء كل ماتقدم ، كانت الأصابع الفارسية الماهرة موزعة بين الإشتغال على سجادة العمر المبسوطة من كابول حتى غـزّه والإنهماك في صياغة تعويذة الدهر اليورانيومية ، ولكي لا يبقى وقت للفراغ ، كان الحرس الثوري الإيراني يقوم بمناوراته واستعراضاته المثيرة على وقع الخطابات النارية لأحمدي نجاد ،... وبينما كان النظام العربي يجادل نفسه حول رؤية (هلال) العيد الشيعي من عدمه كان الإيرانيون يستثمرون المجاز المفتوح في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين بعربية أكثر فصاحة من أكبر أقحاح الضاد ، حتى إذا ما راح حزب الله ينتزع النصر من عيون إسرائيل بانت إيران أكثر عروبة من أكبر قومجي عربي عندما تغـنـت بأمجاد المقاومة ( قولا وفعلا) فيما العرب الرسميون منقسمون على جواب السؤال التالي:أيهما أخطر علينا إيران أم إسرائيل ؟؟


الذين قالوا إسرائيل لم يقدموا البديل بعد أن شيعوّا جثمان (السلام الستراتيجي) الى مثواه الأخير فى مقبرة أحلام الجامعة العربية، والذين قالوا إيران لم يقدموا من البرهان إلا ّ ما يصب في تبييض صفحتها بعيون قراء عرب ملهوفين على بارقة أمل وسط الظلام العميم ، فكيف عندما تبادر إيران المسلمة ، إيران المتصدية لمشاريع (الشيطان الأكبر)، إيران التحدي النووي والصواريخ العابرة للقارات الى احتضان المعزول عربيا رسميا من جزر المقاومة الوطنية ؟.
وبين هؤلاء وأولئك وقف الذين ساووا بين الخطرين الإسرائيلي والإيراني كعلامة تعجب لا أكثر ، ليكتفي (الجميع) بالتفرج على جولات السباق الأمريكي الإسرائيلي ـ الإ يراني في المضمار العربي بأنتظار التتويج .

حتى الآن ، لا تزال إيران تراكم النقاط تلوالنقاط ، بل إنها تحصد بمنجل الجود العربي ما يزرعه الآخرون في بيادر الشرق الأوسط ، فالثكنه التي يخليها الأمريكان في العراق تحت ضربات المقاومة أو الأجواء الأمنية تملأها إيران ، والنصر الذي يقدمه المقاومون في لبنان هدية للعرب يستنكف عنه هؤلاء لتقطفه إيران ، وصرخات حماس ليل نهار أنا عربية يرتد صداها أنت فارسية ، ومنبر الشحن العروبي لمحوإسرائيل من الخارطة تستفرد به إيران ورحم الله أيام زمان، وصواريخ القاهر والظافر والحجارة والحسين والعباس تحولت الى شهاب واحد واثنين وخيبرثلاثة وأربعة وزلزال خمسة وسته ، ولم يتبق لكي تفوزإيران بولاية العهد على عرش الخلافة العربية إلا أن ترفع شعار : أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .. إنما بالخط الفارسي .

بالخط الفارسي ولا العبري .. إلا ّ إذا تمت صفقة ما بين الخطاطـَين في منتصف الطريق على اعتبار أنْ لا وجود لعداوات دائمة ولكنْ : مصالح دائمة.

أليس كذلك يا عرب ؟



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد العبره
- دفوف الغجر أو دفوف النصر الموقوف
- النسبية الثالثة
- فوازير الشرق الأوسط الكبير
- ما تيسر من سيرة القهر
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - بين نارين