أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمدعبدالرحمن - فجيعة الفجيعة العراقية














المزيد.....

فجيعة الفجيعة العراقية


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 08:28
المحور: المجتمع المدني
    


إن كان هناك من حاجة لتـلخيص معنى (الفجيعة ) ... فثمة العراق.

في كل شيء يمكن لعراق اللحظة الراهنة أن يشكل أساسا أكاديميا ًجديداً لدراسة (الفجيعة) مبنى ومعنى ، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وايديولوجيا وسيكولوجيا الى آخر الحقول والميادين الفواجعية المدرجة على جدول أعمال العقل البشري .

أكاد أعتقد أن (الإنسانية) ستخرج بعد (فجيعة) العراق بمعرفة أخرى، وبإعادة مراجعة وتقويم لجملة مفاهيم راسخة زعزتها زلازل الخرق اليومي في عراق ما بعد الغزو.

لقد أطاح الخرق (الخارق) للمألوف في الحالة العراقية الراهنة بهيبة أكبر ( أنبياء) السياسة وجندل أعظم فرسان التأويل من علياء نظرياتهم وتصوراتهم ، وأحالها مزقاً ممزقة مؤلفات الثلاث سنوات ونيف من عمر الأسـتذة التحليلية لخراب العراق.

وكما لو أنه لهاث وراء السراب ، فقد ضلّ الجميع طريقهم وهم يبحثون عن (الحقيقة) في صحراء العراق ، وبدلا من لمس طرف (الحقيقة) فقد راحوا بعد أن تسربلوا باليأس يتوسلون جرعة ماء في هذا القيض المأساوي فانتهوا الى مجرد هائمين في خيالاتم وهذياناتم وتمنياتهم العبثية .

وحده إبليس (لأنه إبليس) يعرف مداخل ومخارج المتاهة العراقية ، وما دونه فإن الجمع البشري من تلامذته قد تاهوا في عتمة الدهاليز المتداخلة ، وصار أمراً مألوفا أن يتكاتف ويتحالف (الأضداد) في لحظة مّــا داخل دهليز مـّا أملا ً بالوصول الى مخرج مـّا ، حتى إذا ما شارفوا على مفترق مّـا عـادوا يفترقون وكلّ واحد منهم يحسب أنه قد فاز بالطريق الى الشمس ، فاذا بالجميع ينتهون من حيث انطلقوا في رهانات الخيبة الدهليزية اللامتناهية .

وبالطبع ، فإن هذه الفوضى التنافسية القائمة في مضامير الغياهب الدهليزية إنما تجري على جثث المواطنين العراقيين ، وحتى هذا الجزء (الحيّ ) من واقعية (الموت) فقد اختلف حوله المختلفون ليس على أساس (قيمة ) الإنسان العراقي وإنما على أصفار ( الرقم ) العراقي من المغدورين ......، وعلى طول القبر الجماعي المفتوح،الشـّره ،الممتد بين شاهدتين مجهولتين ، وقف الحفارون في حيرة من أمرهم بانتظار (العدد ) الرسمي النهائي للمغدورين العراقيين قبل دفنهم ومن ثـمّ الإنتقال الى افتتاح مقبرة جماعية أخرى تحت إلحاح المشارح الفائضة بركام جثث القتلى، وحتى هذه اللحظة ماتزال (الأرقام) تتضارب فيما بينها تاركة (للأصفار) حرية التنقل في أوسع هامش غرائبي يمتد من الثلاثين ألف قتيل الى الستمئة وخمسين ألف قتيل عراقي (!!) سحقتهم الى الآن حادلة (المؤامرة) القاصرة التي صارت بحاجة الى مؤامرة جديدة لعلها ترشدها الى شاطيء النجاح !!.

هذه هي الفجيعة الإنسانية الجامعة في الفجيعة العراقية المانعة ... ، إنها أمثولة العجـزالبشري عن بلوغ الكمال الإبليسي ..، فبينما (ينبغي) على كل فجيعة أن تكتمل ، تأبى الفجيعة العراقية أن تبلغ غايتها بسبب من رداءة أدواتها الإنسانية ، فالمنتصرون لم ينتصروا وإنْ أنتصروا والمنهزمون لم ينهزموا وإنْ انهزموا ، والمتفرجون شاهدوا كل شيء ولم يشاهدوا أي شيء، .. وحـده الشهيد العراقي بلغ (كماله) الملائكي على الطرف النقيض من الفجيعة الناقصة .

فأينك إبليس ؟؟ أينك .. أينك ؟؟
أينك أستاذ التلامذة المعوقين من بوش وعصابته الى بلير ورهطه ...، أينك أستاذ تلامذة الغباء المُعمّمين والمعولمين في عراق المنكوبين.. ، أينك مدير معلمي المدرسة الممتدةعلى طول خطوط الطول وعرض خطوط العرض ..، تعال يا سيد الجريمة الكاملة وانجز مهمتك العراقية من حيث فشل كل هؤلاء .

أيها الوسواس الخناس : لم تعد تجدي نفعاً وسوستك في صدور الناس .. ، فأظهر علينا بلا مواربة ، شرفنا بإطلالتك الماورائية المهولة ، أزح طلا ّبك الساقطين في امتحان الفجيعة العراقية .. وحـلـّها كما تشاء ، فيقينــاً أن حلــّك الشيطاني الصّرف أهـون على العراقيين من رحمة أشباه الشياطين الفاشلين.

أستغفر الله لي ولكم .



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعات يوم الإنقلاب
- لا فرق بين الفرق
- سقائف وقمصان عثمانية وطفوف ومصاحف
- ممكن أضيف؟؟
- بين نارين
- مابعد العبره
- دفوف الغجر أو دفوف النصر الموقوف
- النسبية الثالثة
- فوازير الشرق الأوسط الكبير
- ما تيسر من سيرة القهر
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمدعبدالرحمن - فجيعة الفجيعة العراقية