أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب هنا - على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..















المزيد.....

على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


يعكف الخبراء والسياسيون الأمريكيون والإسرائيليون، هذه الأيام، على البحث عن أفضل الوسائل والطرق التي بموجبها يستطيعوا الضغط على الفلسطينيون من أجل مزيد من الابتزاز السياسي حتى يتمكنوا من تحقيق السلام وفقاً للمفهوم الإسرائيلي الذي يعتبر نفسه المنتصر في مجمل حروبه مع العرب وبالتالي من حقه قطف ثمار هذا النصر بفرض شروطه مقابل إنهاء حالة الصراع التي مضى عليها زهاء ستة عقود، في الوقت الذي تشير فيه مجمل المواقف العربية إلى هبوط في سقوف شعاراتها بما يتلاءم مع التبعية للإدارة الأمريكية وعدم الخروج عن طوعها إلاّ بالقدر الذي لا يؤلب الجماهير ويجعلها في حالة قلق دائم.
والغالب في البحث عن الوسائل وما يتمخض عنها من نتائج يؤشر إلى أن من حق إسرائيل، دائماً، الدفاع عن نفسها علماً بأنها هي المصدر الأول والأخير في التوترات وزيادة حدة العنف بسبب استخدامه ضد العزل من المواطنين في الكثير من المواقع والأحداث، ومع أن أي بحث جاد لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي يؤكد أن تطبيق قرارات الشرعية الدولية يكفي لوضع حجر الأساس في بنيان قابل للنهوض عالياً فيما لو توفرت الشروط الضرورية الموضوعية لذلك، وهذا يعني بدوره، أن استمرار العنف يأتي كنتيجة مباشرة على بقاء العدوان ضد الشعب الفلسطيني وبتواطؤ صامت من المجتمع الدولي الذي لا يبعد كثيراً عن الموقف الإسرائيلي والأمريكي الداعم له، الأمر الذي يدفع باتجاه التحريض على بقاء حالة الصراع وزيادة حدته ما لم تعترف إسرائيل ومعها المجتمع الدولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة كاملة السيادة، علماً بأن الطرف الفلسطيني دائماً ما تنصب عليه اللائمة ويحمل مسؤولية تفاقم الأوضاع متجاهلين عن عمد التعرض إلى إسرائيل حتى تتمكن من السير وفقاً لسياساتها التي تخدم بشكل أو بآخر المخططات المعادية للشعوب العربية.
أما القول الشائع: إننا بحاجة إلى أزمة شديدة جديدة من أجل حل المشاكل السياسية العالقة، فانه لا ينطبق في كل الحالات على الوضع الفلسطيني لأنه باختصار يحجر على عقول الناس ويدفعهم صوب تبرير استمرار الحروب والعنف بكل أشكاله، وهذا بالضبط ما يسعى إليه الخبراء والسياسيون الأمريكيون والإسرائيليون حتى يتمكنوا من إبقاء الشعب الفلسطيني واقعاً تحت الضغط المستمر من اجل المزيد من الابتزاز وتحقيق السلام وفقاً للمفهوم الإسرائيلي.
فإذا كانت الحروب، مهما كان نوعها، استمرار للسياسة، وإذا كان الاقتصاد تعبيراً مكثفاً عن السياسية المحكومة بسقف التوقعات بعيداً عن قراءة الواقع وحركته الاقتصادية، فإن أي نتائج يتم التعويل عليها محكومة بالفشل، وتجربة حصار الشعب الفلسطيني وعقابه على خياره الديمقراطي بعد الانتخابات التشريعية يؤكد بما لا يبدع مجالاً للشك المراهنات الخاطئة التي قامت على مقدمات غير موضوعية أدت بالنتيجة إلى هذا الفشل .
وما تقوم به إسرائيل من قتل ودمار وتوغلات بين الحين والآخر لا يحسن وضعها الأمني بقدر ما سيزيدها سوءاً، علماً بأنها تأتي في إطار منهج عكفت عليه وتبعته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ اغتصاب فلسطين.
وما تقوم به اليوم من حملة إعلامية وقحة تطالب فيها إعادة النظر في المبادرة العربية حتى تتمكن من الاعتراف بها، لا يهدف فقط إلى نسف الأسس التي تقوم عليها، بل أيضاً إلى إفراغها من محتواها حتى يعاد النظر في المقاطعة العربية بعيداً عن تقديم أي تنازل من إسرائيل في وقت تكون فيه فتحت المجال أمام بعض الدول العربية للاعتراف بها دون خسائر حتى يتم خرق الموقف العربي تباعاً وكلما أتاح الوضع الدولي ذلك.
وهكذا من حيث الظاهر، تبدو إسرائيل مستعدة للتعاطي مع المستجدات وجنوح القادة العرب إلى إنهاء حالة الصراع وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما الخافي ما يحدث على الأرض يومياً من قتل ودمار وبناء المزيد من المستوطنات وإقامة الحواجز وبناء جدار الفصل العنصري الذي التهم آلاف الدونمات من أراضي المزارعين الفلسطينيين، ومهما يكن من أمر حكم المرء على جوانب الخطأ والصواب في الممارسات الإسرائيلية على الأرض، فإن السبب الرئيسي لاستمرار هذه الأوضاع هو الاحتلال الذي يرفض الشرعية الدولية ويتنصل من الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة الدولة كاملة السيادة رغم مطالبة معظم دول العالم بقيامها على طريق إنهاء حالة الصراع.
من هنا، فإن المطلوب من إسرائيل بدلاً من الضغط على الفلسطينيين لانتزاع الاعتراف بها من قبل الحكومة الجديدة التي أعلن عن تشكيلها النهائي للتو، أن تبادر هي، بل وأن يطالبها العالم بالاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني واستعدادها تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحديد سقف زمني لانسحابها إلى ما وراء حدود الرابع من حزيران 1967، ليس فقط من أجل إثبات حسن نواياها بل أيضاً كي يتأكد الجميع أنها لا تسعى إلى سلام حقيقي مع العرب والفلسطينيين وإنما بقاء الوضع على ما هو عليه أملا في تحقيق التغيير المطلوب على الأرض قبل أن تصبح مستعدة إلى التعايش مع جيرانها، وهذا هو بيت القصيد الذي يزيد الوضع سوءاً ويدفع إلى مزيد من العنف المضاد رداً على العنف الإسرائيلي الذي لا يتوقف على الشعب الفلسطيني.
بهذا المعنى، فإن كسب الحرب أياً كانت، مرتبط بتحديد أهدافها سلفاً، والسياسة هي حرب من نوع آخر وينبغي تحديد أهدافها من أجل الكسب، وهذا ما يفرض بالضرورة على الفلسطينيين والعرب تحديد أهدافهم قبل خوض الحرب السياسية مع إسرائيل التي تجيد استخدامها تماماً، فضلاً عن الدعم والتواطؤ الأمريكي والدولي لها.
وعليه، لابد من الإشارة إلى أن شروط الرباعية التي تطالب أمريكا الحكومة الفلسطينية الاعتراف بها قبل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، لم نسمع قبله ولو للحظة واحدة مطالبة إسرائيل بسحب تحفظاتها الأربعة عشر عليها، علماً أن التحفظات كان شارون قد أعلن عنها منذ رأت خارطة الطريق النور، وهذا بدوره يدعونا للتساؤل في الوقت الذي نقول فيه: على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية حتى تجنب منطقة الشرق الأوسط مغبة استمرار العيش في دوامة الصراع الذي لا ينتهي ما لم يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل 7 من رواية كش ملك
- الفصل 8 من رواية كش ملك
- صدور حكم الإعدام بحق كتاب -قول يا طير-
- الفصل 6 من رواية كش ملك
- الفصل 5 من رواية كش ملك
- الفصل 4 من رواية كش ملك
- رسائل حب إلى أطفال لبنان
- هل نحن إزاء ضربة أمريكية ترجيحية واحدة ؟
- الفصل 3 من رواية كش ملك
- الحكومة الفلسطينية .. عشرة شهور على الأزمة
- الفصل 3 من رواية :كش ملك
- اتفاق مكة الثنائي
- إيران والعد التنازلي للحرب
- الفصل 2 من رواية : كش ملك
- الفصل الأول من رواية :كش ملك
- فرصة اللحظات الأخيرة
- مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام
- الحب الفجيعة :قصة قصيرة
- الراقص المقعد :قصة قصيرة
- قلعةلبنان تقتحم من الداخل


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب هنا - على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..