أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!















المزيد.....

مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انعقد المؤتمر الإقليمي والدولي في بغداد " لوقف العنف والحرب الأهلية أو إيجاد مخرج سواء للوضع العراقي أو لأزمة القوات الأمريكية.. حاولت الأطراف المجتمعة إبراز حسن النوايا والتشديد على لغة الخطاب الملتزمة والأخوية والمتعاونة والراغبة، والطامحة بنفس الوقت للحصول على مكاسب مقابل المواقف ..والعاملة بأسلوب.. خذوا قدرا كبيرا من التفهم وصغيرا من الممارسة ..خذوا الكثير من الكلام والقليل من الفعل..
يسعى كل طرف إلى إبراز قوته ونفوذه.. تمركزه في هذه النقطة وذراعه الطويلة أو الأقصر مع ذاك الطرف والكل يتبع المقايضة والمبازرة في سوق السياسة.
في هذا الصراخ التجاري على سياسة البيع والشراء المتفرج الوحيد هو " الشعب العراقي ومن ورائه شعوب المنطقة"، الشعوب فقط هي التي لا تثق بالمجتمعين ولا بحلولهم وتواقيعهم ، ولا بما يأخذونه على عاتقهم من مواثيق ومواعيد وخطط .. "الحبر على ورق".. فكلما كثرت الوعود واستطالت أوراق وبنود العقود وصدرت بيانات الشجب والاستنكار، كلما أحس المواطن أنه بيدقاً بأيد اللاعبين وحياته مجرد ورقة للمساومة ..
ــ فإيران تلعب بالورقة العراقية بمواجهة الضغط الأمريكي وتضييقه الخناق عليها في مشروعها النووي، خاصة بعد تعنتها ونفاذ الوقت المتاح لها بتنفيذ شروط المجتمع الدولي بايقاق التخصيب ــ رغم كل الإغراءات الأوربية والأمريكية المقدمة لها ــ وشروع هيئة الأمم لتنفيذ العقاب الأكبر بحقها من خلال المادة السابعة ، والتي حظيت بموافقة كل الأطراف بما فيها الصين وروسيا!، ناهيك عن التهديد الأمريكي بضربات موجعة لأهم المراكز العسكرية الإيرانية ، والتي تعتبرها أمريكا مصدرا للخطر..وذلك حسب التقارير الصادرة عن روسيا وزعمها أن القرار قد اتخذ في واشنطن ولا مجال للعودة عنه وسيتم تنفيذه مطلع الشهر القادم " نيسان ".
ومن خلال هذه الوقائع يمكننا تصور الموقف الإيراني وماهية الأوراق الممسكة بها والتي يمكنها أن تلعبها في المنطقة ، وليست الورقة العراقية الأهم فيها، بل اللبنانية والسورية أيضاً، حيث يمكن لإيران أن تتخلى عن حليفيها " حزب الله والنظام السوري " ، لتتفادى الضربة الأمريكية ولتخفف العقوبات الاقتصادية عليها ..إن كان أمامها بعد متسعا من الوقت للمناورة..
ويبدو هذا جلياً واضحاً من خلال تغير اللغة والسلوكية لدى السيد المتعنت أحمدي نجاد..فزيارته الأخيرة للسعودية ..جاءت لتصب في هذا السياق ..لأن مصلحة المنطقة الخليجية العربية أيضا ليست في ضرب إيران ، وما يمكن أن يعرض على إيران من مساومات لا تصب بمصلحتها ولا بدعاياتها السياسية، " تحرير فلسطين واقتلاع إسرائيل، وإنكار المحارق النازية لليهود!!" في الوقت الذي تطالبها دول الخليج بإعادة الجزر الثلاث التي اقتطعتها من دولة الإمارات العربية!. بل في الحل الدبلوماسي وما يمكن أن تلعبه دول المنطقة بتهدئة الأوضاع بين إيران وأمريكا، خشية من ردود الفعل الإرهابية الإيرانية، التي ستتخذ من دول الخليج مسرحا لانتقامها من" الشيطان الأكبر أمريكا"، لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا لو فعلتها أمريكا وضربت إيران؟.
هنا تصبح اللعبة أكثر خطورة وتدخل المنطقة في نزاعات وانقسامات مذهبية أوسع انتشارا تمتد على مساحة الشرق الأوسط برمته، وهذا ما يفسر النشاط الدؤوب الذي تقوم به كلا من السعودية ومصر ، سواء في تهدئة الوضع العراقي ، ودورهما في مؤتمر بغداد، أو في المصالحة اللبنانية ــ اللبنانية.
ــ يبرز هنا تململ النظام السوري وإحساسه بالخطر القادم، ومحاولته القبول بحل لبناني" لا غالب ولا مغلوب"، ثم قبوله بقيام المحكمة الدولية " الموافق عليها لبنانيا" على ألا يتم " تسييسها"... كما جاء على لسان نائب الرئيس السيد فاروق الشرع أثناء زيارته التصالحية الأخيرة مع القاهرة... وفتح الأبواب المغلقة مع السعودية ، ترطيب الأجواء ونفي الشكوك حيال النوايا السورية قبل انعقاد مؤتمر القمة العربي القادم.ومازاد في أطماع ومواقف النظام السوري الخاضعة دوما للمساومة في المواقف السياسية، الزيارات الغربية المتكررة لدمشق من أجل فتح باب الحوار معها ومحاولة عزلها عن التأثير الإيراني خاصة لأهمية دورها في الوضع اللبناني، فزيارة رومانو برودي " رئيس الوزراء الإيطالي"الأخيرة، تبعتها زيارة خافيير سولانا" منسق شؤون السياسة الخارجية الأوربية، واعتبارهم أن الفرصة الأخيرة متاحة أمام النظام السوري ليلعب دوره الإقليمي المؤثر ويثبت حسن نواياه تجاه لبنان بالذات، لكن الغريب في سلوكية النظام، أنه كلما فتحت أمامه سبل المصالحة مع المحيط العربي والأوربي والأمريكي، كلما زاد من ضغوطه على المجتمع السوري الداخلي!، وحرمه من أبسط حقوقه الإنسانية في التعبير والمساهمة في القرار السياسي، أو على أقل تقدير محاولة إثبات حسن النية بإلغاء القوانين الاستثنائية وعلى رأسها قانون الطواريء ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، أو دخول الوطن الانتخابات التشريعية، من خلال قانون أحزاب وانتخابات حرة ففي الوقت الذي يراقب المواطن السوري بألم وأسى كيف تلتهب حماسة المواطنين وتنشط الصحف والأحزاب في الجزائر ، التي تستعد لخوض الانتخابات التشريعية في 17 أيار ولا ما جرى في الدولة الأصغر والأفقر بين الدول العربية " موريتانيا" من انتخابات حرة ونزيهة تنحى فيها العسكري ليفسح مجال للمدني السياسي ليدير ويقود البلاد! فأي حسرة وأي حرمان سيستمر يتجرعه المواطن السوري بعد أربعة عقود من حكم العسكر والأمن ــ ولن أقول المنافسة بين الأحزاب الفرنسية في الانتخابات الرئاسية ، كي لا أتهم بالمبالغة في المقارنة!ــ
وكأن المواطن السوري أقل بدرجات عن أخيه الجزائري والموريتاني ، أو أكثر تخلفاً علميا وثقافيا واجتماعيا! ..ربما أنه في عرف النظام لم ينضج بعد ولم يبلغ سن الرشد !!.
ــ الموقف الرسمي العراقي، رغم كل المحاولات والخطط لإصلاح الأوضاع وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، وخطة تطهير وأمن بغداد، التي يثبت فشلها يوماً بعد يوم رغم الدعم الأمريكي لها، وما يتسرب في الشارع العراقي عن سقوط أوراق المالكي لدى المحتل الأمريكي وطرح فكرة استبداله بعودة " علاوي " للسلطة!!، يبدو أن أمريكا لم تعد تثق بالمالكي وقد تبين لديها انحيازه للصدر وتستره على ما قامت به قوات المهدي من أعمال قتل وتخريب، ثم عدم رضا بوش بالذات وشكه في علاقة المالكي مع إيران، وضربه عرض الحائط بالتحذيرات والتوجيهات الأمريكية واكتشافهم لتغلغل عصابات " المحاكم التفتيشية الطائفية" في قوات الأمن الداخلي والجيش العراقي!.
وكي نقرأ الوضع بحياد، فإننا نرى أن الوضع العراقي لا يرتبط بشخص المالكي فقط، ولا بالشخصيات المذهبية والسياسية الأخرى اللاعبة على مسرح الواقع، وإنما تتعرض جميعها لتأثير خارجي وارتباط إقليمي ، ناهيك عن الدوافع المكسبية والربحية لاستمرار الأوضاع التقسيمية وانتشار الفوضى والفساد ، الذي يغذي انتفاخ الجيوب والحسابات البنكية ويمول العصابات المذهبية والإرهابية ــ أياً كان انتماؤها ــ بالمال والعتاد .
ــ الدور الأمريكي في المنطقة أثبت أن لا عبيه لا يتحكمون في القدرة على الحركة ولا على الخلاص من مآزق تتكرر وتتواصل يوماً بعد آخر، لكنها أثبتت وأظهرت للمواطن الأمريكي مدى فشل سياسة زعمائه في منطقة الشرق الأوسط، ومدى ضيق الأفق المنحصر في مصالح بترولية وإسرائيلية ضيقة، أغمض خلال تواجده العين عن أهم القضايا وأكثرها تأثيرا وأعمقها حدة وتعتبر اللاعب الأول في رقعة شطرنج الشرق الأوسط، ألا وهي" قضية فلسطين"، وحلها العادل ، والذي أهملته كلياً إدارة السيد بوش وحَمَلت نقاط الخطأ والضعف لحماس وعدم اعترافها بإسرائيل !، إن هروب بوش للأمام في معظم القضايا الملحة بعد احتلال العراق ، أدى إلى تفاقم الوضع في العراق والمنطقة، كما أدى إلى تشجيع انتشار الحركات الراديكالية الإسلامية، وحتى اللحظة ولحين انعقاد مؤتمر بغداد ، نجد أن الدروس العراقية والفلسطينية واللبنانية، لم تمنح الثقة للاعبين ولا لنتائج مؤتمراتهم.
وكي تتحسس عن كثب موقف المواطن العربي في المنطقة، يكفي أن تسأله عن رأيه أثناء انعقاد أي مؤتمر، لتراه يبتسم بسخرية رافعا يده بيأس وقنوط..وداعيا ربه ألا تتطور الأمور بشكل أسوأ مما هي عليه!.. وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على الانفصام القائم بين المسؤولين والمواطن، كل يغني بواد وكل يغني على ليلاه..والمواطن الفقير المزروع بأرضه يفقد كل يوم معنى الحياة ومذاقها..يفقد كل يوم أحد أحبته ..بحروب لا تعني الوطن ولا تحرره، يهان كل يوم من بني جلده ويخسر كرامته كإنسان .



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاعون العراقي!
- نعوة بوفاة الفنان التشكيلي السوري - صخر فرزات-
- حجاب المرأة العربية والمسلمة..هو حجاب سياسي
- يا أنور البني...سوريتك مشكوك بأمرها!!!
- إساءة لسمعة البلاد!
- كل الشكر والامتنان لكم من:
- حوار مع أبي رشا قبل الرحيل
- لماذا لا يوجد بين مشايخنا من يشبه ال(Abbé Pièrre
- قصة زواج الفساد ابن بطة من السيدة سلطة
- مقامرة بوش الجديدة في العراق
- أخبار طازجة من إعداد وبرمجة المطبخ العربي الحديث!
- عدالة نموذجية!
- خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
- نحن والتغيير
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!