أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الخلفية















المزيد.....

(1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الخلفية


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( لمحة عن الكاتب علي الدشتي في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006
ما كان للدين بمعناه الحقيقي أن يضرب بجذرٍ راسخٍ بين عرب البادية أو الأعراب في أي يوم من الأيام ، وهم اليوم لا يزالون أقل الاهتمام بالشؤون الروحية وما وراء الطبيعة . ففي الأرض القاحلة التي عاش فيها هؤلاء , كانوا فقراء دون أيّة مؤسسات اجتماعية مستقرّة سوى بضعة عادات ورسوم. أمّا من حيث المزاج فكانوا متقلبين سريعي التأثر , لا يلبث بيتٌ من الشعر أن يستثير فيهم النشوة أو الغضب؛ وكانوا مكتفين بذواتهم مختالين , يتوقون دوماً إلى التفاخر بصفاتهم ، بما في ذلك نقاط ضعفهم بل وجرائمهم وخشونتهم ؛ وكانوا من الجهالة حدّ الوقوع فريسة سهلة للوهم والخرافة , مهيّئين لرؤية شيطان يترصّد خلف كل صخرة أو شجرة . وقد حالت قحولة أرضهم بينهم وبين الزراعة ، التي كانت أساس الحضارة الإنسانية . وبحسب واحد من أقوالهم المأثورة . فإنّ ذيل البقرة رمز الخزي وذيل الحصان جبهة المجد والسؤدد . وقد تمثّل هدفهم الوحيد في الحياة في تلبية حاجاتهم المادية المباشرة , وتمثل السبب الوحيد لتضرّعهم إلى الأصنام في الرغبة في مدّها لهم يد العون وهم يسعون وراء ذلك الهدف . وكان العدوان أمراً عادياً ومقبولاً، شريطة ألاّ يكون الطرف الآخر حسن العدّة والعتاد ومهيئاً للدفاع عن نفسه . وغالباً ما كان فعل من أفعال العنف يُمَجّد ويُجْعَل موضوعاً لقصيدة بطولية . أما عند سبي امرأة ، فكان الشعراء الأعراب ينمّون على افتقارٍ إلى أي معنى من معاني الفروسية ؛ فلم يكن ليعيقهم شيء عن فضح أسرارها، ووصف ارتباكها، وتقويم مظهرها . وفي أذهان هؤلاء القوم ، فإنّ الله كائنٌ صنعيّ وعرفيّ. فلم يكن لدهم إيمان بوجود الله وجوداً موضوعياً ومستقلاً. ولكي ينافسوا قبيلة لديها صنمها المشهور ، كانوا يبتدعون صنماً آخر ويعبدونه. وكانت الكعبة موضع أصنامٍ مهمّ ، تكثر قبائل الأعراب من زيارتها وتبدي تجاهها أشدّ الاحترام بوصفها مكاناً مقدّساً. ولهذا السبب حثّ عبد الدار بن حبيب قومه جهينة على بناء معبد مماثل في ناحية الحوراء علّ الأعراب ينشدّون إليه بدلاً مكن الكعبة . وحين رفض قومه اقتراحه هذا لما فيه من مطْمَحٍ زائد ومخاطرة ليست مأمونة العواقب هجاهم في قصيدة محفوظة في كتاب الأصنام لهشام بن محمّد الكلبيّ( حوالي 120/737- 240/819أو 206/821)، وهو عمل باكر يُعَوّل عليه ويصوّر ما كان لدى العرب من أفكار دينية أيام الوثنية. وسوف أورد من هذا الكتاب فيما يلي بعض القصص كأمثلة على ذهنيتهم :
" كان أبرهة الأشرم (حاكم اليمن النصراني بعد الفتح الحبشي في منتصف القرن السادس) قد بنى بيتاً بصنعاء ، كنيسة سمّاها القليس، بالرخام وجيّد الخشب المذهّب ، وكتب إلى ملك الحبشة : إني قد بنيت كنيسة، لم يبن مثلها أحد قط. ولستُ تاركاً العرب حتى أصرف حجّهم عن بيتهم الذي يحجّونه إليه. فبلغ ذلك بعض نسأة الشهور ، فبعث رجلين من قومه وأمرهما أن يخرجا حتى يتغوّطا فيه . ففعلا"
" وكان من تلك الأصنام ذو الخلصة. وكان مروة بيضاء منقوشة، عليها كهيئة التاج . وكانت بتبالة، بين مكّة واليمن ، على مسيرة سبع ليال من مكّة . وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر . وكانت تعظمها وتهدي لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن . ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة قال رجل منهم :
لو كنت يا ذا الخلص الموتورا مثلي وكان شيخك المقبورا
لم تنه عن قتل العداة زورا
وكان أبوه قُتل . فأراد الطلب بثأره ، فأتى ذا الخلصة فاستقسم عنده بالأزلام فخرج السهم ينهاه عن ذلك ، فقال هذه الأبيات . ومن الناس من ينحلها امرأ القيس "
وفي حين كانت الأقوام البدائية الأخرى تعبد الشمس والقمر والنجوم ، كان الأعراب مأخوذين بالحجارة ولديهم عادة الطواف بها . وفي كل محطّة من محطات رحلة الأعرابي في الصحراء ، كان أول ما يقوم به هو أن يجد أحجاراً أربعة ، فيضع أنعمها على الأرض ويدور حولها ، ثم يستخدم الثلاثة الأُخّر موقداً لطعامه . وكان من الموجب ذبح الأضاحي والخراف , والماعز ، والإبل أمام حجرٍ على نحوٍ يصطبغ فيه ذلك الحجر بالدم الأحمر .
ولقد سبق أن قلت إنّ الأعراب القدماء لم يأخذوا وثنيتهم على محمل الجدّ ، بل على محمل الجهالة والسذاجة ليس غير . وبهذا الصدد ، فإنّ ثمّة قصة أخرى في كتب الأصنام جديرة بأن نوردها :
" كان لمالك وملكان ، ابني كنانة ، بساحل جدّة وتلك الناحية صنمٌ يقال له سعد وكان صخرة طويلة. فأقبل رجلٌ منهم بإبل له ليقفها عليه ، يتبرّك بذلك فيها . فلمّا أدناها منه منه نفرت وكان يراق عليها الدماء . فذهبت في كل وجه وتفرّقت عليه . وأسف فتناول حجراً فرماه به ، وقال: لابارك الله فيك إلهاً‍ ا أنفرت عليّ إبلي ا ثم خرج في طلبها حتى جمعها وانصرف عنه وهو يقول :
أتينا إلى سعد ليجمع شمـــلنا فشتتنا سعــــد فلا نحن من سعد
وهل سعد إلا صخرة بتنوفة من الأرض لايدعى لغيٍّ ولا رشد
وتترك دراسة السنوات الأولى من سيرة النبي في المدينة انطباعاً مما ثلاً عن طبع الأعراب . فما شدّ القبائل المجاورة إلى المسلمين كان الخوف أو الطمع بالغنائم، فلا تلبث أن تشيح بوجهها عنهم أو تتحول إلى الطرف المقابل كلما أصيب المسلمون بنكسة كهزيمتهم في اُحد . . وكان محمد يدرك عقليتهم وأساليبهم . وكثيراً ما ظهر هذا الأمر في آيات من القرآن ، خاصة في سورة التوبة ، التي هي من حيث التسلسل الزمني آخر سور القرآن ويمكن أن تؤخذ على أنها وصية النبيّ. ففي الآية 97 : ( الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً وأجْدَرُ ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) . ولذلك كانوا يتمنون ، كما تبيّن الآية 198 من سورة الشعراء ( لو نزّلناه على بعض الأعجمين ) وفي الجزء الأكبر من الجزيرة العربية على الأقل ، كانت الخرافة متفشية والصلوات تُوَجّه إلى الأصنام طلباً لعونها في تلبية الحاجات العادية والطارئة .
( من كتاب : 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية )
( الكاتـــب : علي الدشتي وترجمة ثائر ديب وإصدار رابطة العقلانيين العرب )



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة العراقية ...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية- ما بعد بعثته ..؟
- تزايد السكان العشوائي والجهل أهم أسباب جائحة العنوسة..؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - بعثته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة
- إذا اجتهدتم لا تشوهوا صورة الخالق ...؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة..
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية .طفولته
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية ... طفولته
- لجوء الجار العراقي إلى سورية ونجدته واجب إنساني قبل القومي ؟
- (3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية... ولادته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - ولادته
- (1) ثلاثة وعشون عاماً في الممارسة النبوية - ولادته
- الفاضلةgrce lady.....
- العودة إلى الحنبلية وآراء بن تيمية في اتهام الشاب عبد الكريم ...
- طريق الموت يحصد هذه المرة 26 قتيلاً و5جرحى...؟!
- (4) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية . الخلاصة
- (3) ثلاثة وعشرون عاماًفي الممارسة النبوية. الخلاصة
- هل الإسلام موجود في العراق ...؟
- (2) ثلاثة وعسرون عاماً في الممارسة النبوية . الخلاصة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الخلفية