أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثامر قلو - هل استفاق التيار الليبرالي العراقي من صحوة الحلم الامريكي ؟














المزيد.....

هل استفاق التيار الليبرالي العراقي من صحوة الحلم الامريكي ؟


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يفاجأ التخبط السياسي والعسكري الامريكي في العراق منذ اسقاط النظام الدكتاتوري السابق في الرابع من نيسان عام الفين وثلاثة مجمل المراقبين والمواطنين العراقيين ، كما فاجأ ويصعق كل يوم التيار الليبرالي العراقي وخصوصا تلك الشريحة التي طبل مغفلوها وبشروا لقدوم الديمقراطية الامريكية ، فقد خدع أغلبية العراقيين بالنوايا الامريكية المبيتة ، للدرجة التي أنطلت معها هذه الصولجة الامريكية حول تحرير الشعب العراقي من ربق الدكتاتورية واقامة النظام الديمقراطي البرلماني ، أنطلت حتى على أغلب مفكري التيارات اليسارية ومثقفيهم وأنصارهم ، رغم السنين العجاب التي كابدوها في دراستهم وتثقفهم بما حوى أمهات الكتب الماركسية ، لماهية الدولة الرأسمالية التي يقودها كما درجت العادة عتاة رأس المال من أصحاب الشركات الاحتكارية وذيولهم .

التيار الليبرالي العراقي يمكن عده حديث النشأة ، عند المقارنة مع التيارات الفاعلة في الساحة العراقية ، كما هو شأن التيار الماركسي ، القومي، والديني ، وقد تكون بالاساس ، علاوة على الليبراليين العراقيين الاولين ، منذ عهد الحكم الملكي ، من شرائح كبيرة تنفصل يوما بعد يوم من التيارات السياسية الرئيسية في الساحة العراقية ، لا سيما من الذين يقيمون خارج البلاد و يتأثرون بالنظم الفكرية الغربية التي تؤسس للمجتمعات المدنية والحضارية .
وحسب ظني أن التيار الليبرالي عموما وفي العراق خاصة بات يتشرنق لولادة تيار جديد على أنقاضه أكثر تقربا للانسان ، واكثر ابتعادا عن الدين ، وهو ما يسمى ، التيار العلماني العراقي ، والمعنى أن العلمانيين العراقيون يشكلون الخطوط الامامية للتيار الليبرالي ويمكن عدهم كحاملي الرماح عند الهجومات في عهود الاجداد الاوائل ، وسوف يتحول التيار الليبرالي، تيارا علمانيا خالصا في الازمان القادمة .
لم تكن ولن تكون أميركا معنية باقامة الديمقراطية الحقيقية بأي بلد ، ولا تكترث في الاساس لتقوية التيارات الليبرالية والعلمانية في العالم المتخلف وهي دول العالم الثالث ، وتجربة العراق تعد من أكبر البراهين ، فما تبحث أميركا عنه وتسعى له هو تقسيم منافع الدولة بين الطوائف والملل والنحل ، وتنصيب عشرات الرؤوس لحكم بلد واحد ، تحت ذريعة مشاركة جميع فئات الشعب في الحكم ، والنتيجة هي معروفة سلفا ، تصارع هؤلاء ، وهم في العادة المنتفعون والانتهازيون الذين يركبون موج الطائفية والفئوية والعرقية ، يتصارعون ليس حبا بالفئات التي يمثلونها في الاغلب ، وانما على المنافع المترشحة من غنائم السلطة والحكم ، وهكذا نتلمس عن قرب ما يجري في أروقة البرلمان ، ومؤسسات الحكومة الاخرى .

المأزق مع أميركا وبريطانيا وبقية الدول الرأسمالية ، والمعني هنا الانظمة ، أنهم يتعاملون مع الشعوب البدائية أو الناشئة وهي شعوب العالم الثالث ، ومن بينها شعبنا العراقي باستخفاف ، واحتقار ، مع النية الابدية للاستغلال والبقاء عليه ، وفوق هذا وهذاك يتشدقون لدى شعوبهم ولدى شعوب هذه البلدان ومن بينهم الشعب العراقي بكلام معسول عن تطوير البلاد واقامة النظام الديمقرطي ، علما أن ذاك هو آخر ما ينشده هؤلاء المارقون .
عندما حط الجيش البريطاني في جنوب العراق ، في اعقاب اسقاط نظام الصنم ، كان أول بشراه للجماهير العراقية ، ان طالب قادة هذا الجيش ومستشاروه السياسيون الاجتماع بشيوخ العشائر وأفخاذهم في تلك المناطق ، وعندما صدموا بالتغيرات الجديدة ، كان رد فعلهم سريعا فعجلوا اللقاء برجال الدين والائمة وآيات الله ، هؤلاء الذين ورثوا مقامات الشيوخ وسلطاتهم في العقود الاخيرة ، فأي ديمقراطية يحملها لنا هؤلاء وأولئك !

أول الناقمين على التيار الليبرالي الموعود بدعم أميركا، كان الجلبي ، فقد استشعر مدعوما بفطرة الرأسمالي ، مجسات العم سام سريعا ، وانقلب على تياره وتحول دينيا ، أو راوغ حول امتيازات التيار الجديد ، بعد أن أطال له لحية خفية ، وآخرهم كان المصلاوي الشهير في غرفة البالتوك العراقية ألذي تحول بعثيا أو مستنجدا ببقايا البعث لتحريرالعراق من المد الاسلامي ، وشتان ما بين تحول هذا وهذاك ، فالجلبي لا يهمه شأن البلاد ومستقبلها ، بقدر ما يهمه مصالحه الذاتية بينما كان تحول المصلاوي والوف أخرون، هاجسهم الخوف من المصير المظلم للبلاد على أيدي التيارات الدينية ، وبذلك صار حالهم كحال الغريق الذي يتشبث بأي قشة من أجل النجاة .
أما من فئة المثقفين والكتاب ، فلم يعد مبينا حتى هذه اللحظات ، ان كان الكاتب المعروف عبد الخالق حسين قد فطن للنوايا الامريكية أم انه لا يزال يجد لهم المبررات تلو المبررات ، لكن الضحايا العراقيين الساقطين كل يوم من الفقراء الكسبة في ساحات بغداد وزوايا المدن العراقية الاخرى أمام أنظار الدولة المحتلة ، والحكومة الطائفية المائعة عن تعمد أو غباء ، تجعل أشد الناس التصاقا بأمريكا يفكرون الف مرة بخطلها وشذوذها ولا مبالاتها قبل الركون الى أحلامهم النرجسية .
دعونا نصفق لجورج بوش اسقاطه للنظام الدكتاتوري ، وهو أمرقابله الملايين من العراقيين في الايام الاولى للسقوط بالحسنى ، ولكنه السؤال الاهم الذي يقتضي طرحه على بوش وعلى الاخرين ، هو ماذا بعد السقوط؟ وقبل تلقي الاجابة من الرئيس بوش ، لعل أحدهم ينجده بالمغزى من دعوة رئيس المحاكم الاسلامية المهزوم في الصومال للاشتراك في حكومة توافقية على غرار الحكومة الحالية في العراق !

* المقال مهداه الى ،، مكسيم ،، ابني البكر الذي ولد ليلة أمس في الوطن !



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثرية الطلباني والمالكي تفوق نثرية صدام!
- هل يكفل الدستور العراقي حكما ذاتيا لمسيحيي العراق ؟ !
- علاوي ، لاينفع التحرك بعد خراب البصرة !
- تعقيب حول مقالات بعض الكتاب حول قانون الاقاليم
- وقفة مع قيادة حزبنا الشيوعي العراقي حول قانون تقسيم الاقاليم ...
- يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟
- من يحفر الخنادق الخنادق لحكومتنا الرشيدة حول بغداد ؟ !
- لماذا يصمت الحزب الشيوعي العراقي على مؤامرة تقسيم العراق ؟!
- جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !
- حب في الجامعة ! / قصة قصيرة
- عشرون مصالحة وطنية أخرى لا تجدي نفعا !
- محكمة الثورة كما شاهدتها عام 1986
- عشيرة بني أسد تستنجد بالكاتب رشيد الخيون لمنازلة خصومهم !
- أزمة المثقف اليساري العربي!
- كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !
- نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !
- هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..
- قائمة اتحاد الشعب والاخرون ...!
- اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !
- أيها الكلدوأشوريون لا تحرقوا أصواتكم ؟!


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثامر قلو - هل استفاق التيار الليبرالي العراقي من صحوة الحلم الامريكي ؟