أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟















المزيد.....

يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يتداول أبناء الشعب العراقي في هذه المرحلة من تأريخهم مصطلح الفيدرالية بكثرة قل نظيرها ، سواء في الاوساط الشعبية أو في مؤسساتهم الرسمية ، انطلاقا من أن الدستور العراقي الجديد يكفل للجماهير العراقية انشاء فيدرالياتهم الخاصة في أقاليمهم ، وقد تكتنف العبارة الواردة في الدستور من أن العراق بلد ديمقراطي فيدرالي الكثير من اللغط والابهام ، فقد يمكن اعتبارها كلمة فضفاضة تقبل تأويلات كثيرة ، من بينها تشكيل اقاليم جديدة بين بعض المحافظات ، كأن تشكل على سبيل المثال ثلاثة محافظات أقليما ، وقد يكون من بين التفاسير المحتملة للفيدرالية وانشاء الاقاليم كما ورد في الدستور العراقي الجديد ، تشكيل واستحداث محافظات جديدة من قرى وبلدات متقاربة .
لكن الملفت للنظر ، أن المؤسسات الرسمية العراقية كالبرلمان والحكومة وغيرهم يتدارسون ويتناقشون مطاليب الكبار وأهواءهم بغض النظر عن مشروعيتها من عدمه ، ويتجاهلون عن استخفاف مطاليب المكونات الصغيرة وهي مطاليب مشروعة وضرورية يكفلها الدستور الجديد الذي نقش في أتونه أن المواطنين العراقيين سواسية في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والطائفية ، فما هي الحقوق التي نالها حتى هذه اللحظة المكونات الصغيرة من أبناء الشعب العراقي مثل المسيحيين والايزديين والشبك وغيرهم ؟
مسيحيو العراق الذين يتكونون من طوائف عديدة ، أهمها الكلدان والاشوريين والسريان ، لهم حقوقهم ومطاليبهم ، كما للمكونات الاخرى حقوقهم ، وهم يستقطنون منذ الازل، مناطقهم التأريخية في شمال العراق ، المنطقة التي سميت في فترة ما المثلث الاشوري ، والتي كان أهلها على وشك نيل حقوقهم التأريخية حسب الاتفاقيات الاستعمارية في أوائل القرن الماضي ، لكن الاستعمار كعهده نكث بهذه الحقوق وجر على أبناء هذا الشعب المآسي تحت أشكال عدة ، فتم ارغامهم على الهجرة الى وسط العراق وجنوبه على خلفية الحروب المستديمة في المنطقة بين الحكومة والاكراد منذ منتصف القرن الماضي حتى سقوط النظام الدكتاتوري في العام 2003 حيث كانت قراهم وبلداتهم مسرحا لمعارك وغزوات لا تنتهي ، وقد وقف الفقر والجوع وراء هجرة نسبة كبيرة منهم الى بغداد ، فمن الخطأ حصرأسباب هجرتهم من مناطقهم التأريخية بالحروب والاوضاع القلقة ، فقد كان البحث عن فرص جديدة للحياة حافز كبير ، دفع اعدادا كبيرة منهم للهجرة الى بغداد ، فبغداد هي عاصمتهم ، وهي مدينتهم كما دهوك والموصل والبصرة .
أما القسم الاعظم من مسيحيي العراق يستقطن مناطق سهل نينوى * * الواقع في الشمال الشرقي من مدينة الموصل وقد يشكلون في الآغلب الآعم البقايا من مواطني أشور الذين حكموا دهورا طويلة امبراطوريات العراق وكانت عاصمتهم التأريخية مدينة نينوى التي يتغزل بها حبا آشوريوا العراق حتى هذه الايام ،وتتراوح أعدادهم من القاطنين في سهل نينوى بين مائة ومائتي الف مواطن ، وهي مرشحة للزيادة في المراحل المقبلة .
شئنا أم أبينا هناك بلبلة في الساحة المسيحية ، وهي الساحة الكلدانية الاشورية السريانية ، والبلبلة في المفهوم الشعبي تعني الحديث والنقاش في الاوضاع الملبدة والقلقة منذ سقوط النظام الدكتاتوري ، فهم يتحدثون عن وجودهم و حضورهم وهجرتهم وبقاءهم ومستقبلهم والدور المنتظر لهم في العراق الجديد .
هذه الكلمات على بساطتها ، تشكل الهاجس اليومي للمسيحي العراقي الذي يعيش حياة غير آمنة طالما يلقى الاهمال والتجاهل من قبل المؤسسات العراقية ، وقبلها من قبل الحكومة العراقية ، ولا يجد أذانا صاغية تسمع هموم ومطاليب وحقوق هذا المكون الاساسي والاصيل من مكونات الشعب العراقي .
مطاليب وحقوق الكلدوآشوريين السريان في العراق الجديد تعد بسيطة ومشروعة في آن ، رغم أنهم يتجنبون الخوض رسميا في الدعوة لها في المؤسسات والقنوات الرسمية للبلد ، ولعل الظروف المعقدة والمتشابكة التي يجتازها العراق تقف في المقدمة من العوائق ، وكذلك فقدان مسيحيي العراق لوجود قيادة ممثلة لهم تعبر وتدافع بشفافية عن حقوقهم ومطاليبهم ونأي الكنيسة عن الاظطلاع بالدور الضروري لها للنهوض بهم في هذه المرحلة ، وهو الدور الذي كان يقتضي تحفيز ومساندة القوى السياسية لتوحيد كلمتهم في المحافل العراقية ، نجد الكنيسة تدخل طرفا أو أطرافا في الانحياز لهذا الطرف أو هذاك ، مما يفقد قدرتها على التأثير ، وتعرض هيبتها ان سارت على هذا النحو للتراجع ، وقد تكون دوافع الكنائس العراقية على اختلاف مشاربها الطائفية مفهومة ، فالقائمين على ادارتها لا تسرهم في جانب التخلي عن سلطاتهم المسيطرة على رعيتهم منذ عهود المسيحية الاولى لصالح قيادات دنيوية بدأت تسحب البساط من تحت أقدامهم رويدا رويدا ، كما يجب أن لا ننسى وهو الاهم الذي يعيق تقدم ممثلي هذا الشعب ، والمقصود هنا بممثلي الشعب ليس حتما النواب المسيحيون في البرلمان ، فهؤلاء لا صوت لهم ولا قدرة لهم على تحريك بوصلة ما لافتقارهم للقاعدة الشعبية وافتقارهم لاتخاذ القرار المستقل بعيدا عن مرجعياتهم ، مما يفقدهم الصفة الحقيقية للتمثيل المسيحي في البرلمان العراقي، هذا العامل هو حرص مسيحيوا العراق على مستقبل البلد ويجدونها غضاضة حين المطالبة في هذا الوقت بحقوق هي مشروعة وضرورية لبقاءهم في بلدهم العراق لكنها قد تفسر من جانب الاخرين بأشكال اخرى ، مما يمكن اختزال مبررهم ، انهم لا يريدون اضافة هم هلى هموم العراق الكثيرة والمعقدة في هذه المرحلة .
على أن السكوت والتمهل ، لا يلغي وجود البلبلة كما قلنا في الاوساط الفكرية والسياسية لمسيحيي العراق فما يتداولونه كثير ويلهمهم السعي لتحقيق الطموحات المشروعة منها ، فمن بين هذه الطموحات هو استحداث محافظة بأسم كلدوآشور في سهل نينوى تضم القرى والبلدات المسيحية ، وقد يتجاوز طموحات بعضهم تشكيل المحافظة الى تأسيس فيدرالية خاصة بهم ، ففي لقاء مع الاستاذ نمرود بيتو وزير السياحة في حكومة الاقليم الكردستاني نوه الى مشروع كبير ، يتجاوز الطموحات الى استحداث محافظة أو فيدرالية تضم مناطق غرب دجلة بما فيها مناطق عديدة في مدينة الموصل فضلا عن القرى والبلدات المسيحية والحاقها بأقليم كردستان ، ومن جانبي لم أكن أود التطرق للموضوع وطرحه للرأي العام لولا موافقة الاستاذ نمرود وزير السياحة الذي أزاد انهم بصدد الترويج للمسألة ، مما يعني أن الاتحاد الوطني الاشوري الذي يقوده القس عمانوئيل بيتو من الخارج ، وشقيقه نمرود في الداخل العراقي يطرحون فكرة الحاق البلدات المسيحية بأقليم كردستان ، وهي الفكرة التي تلقى رواجا من قبل كثيرين، مثقفين وسياسيين لآسباب عديدة ليس هذا المقال مكان بلورتها .
وفي الجانب الاخر ، كان الرأي حول الموضوع مختلف تماما لدى الحركة الديمقراطية الاشورية ، والذي يمكن اعتباره حزبا جماهيريا في الساحة المسيحية ، فقد استبعد الفكرة وشوهها الاستاذ يوسف سميلي البازي العضو القيادي في الحزب المذكور ، عندما افصح لي عن مخاوفه من تحقيق الفكرة ، حيث قال مبررا مخاوفه بالتساءل التالي، ماذا لو اسند الاكراد المحافظة الوليدة لمسيحي من طراز سركيس أغا جان ؟ من يمنعه من توزيع الاف القطع السكنية على الاكراد مثلا او غيرهم ، وفي غضون سنوات يصبح مسيحيوا المنطقة أقلية تفقد امتيازاتها المشروعة !
ما بدأ يفهمه الناس في العراق أن الكبار يبحثون عن مصالحهم ، ويا ليتها كانت مصالح مشروعة تخدم الناس والبلد معا ، يبحثون عن تأسيس الفيدراليات الطائفية التي تمزق البلد وتقسمه ، في وقت يشكلون هم أغلبية الشعب التي لا تحتاج حسب كل الاعراف حماية ، لانهم الاقدر على حماية انفسهم بل التعدي على الاخرين ان راودهم حلم شرير ، ويتجاهلون في الوقت ذاته الحقوق والمطاليب للمكونات العراقية الصغيرة ومن بينهم المسيحيون الذين يحتاجون الحماية فضلا عن توفير الطمأنينة لهم تلك التي تحثهم على البقاء في بلدهم وتجعلهم يشعرون بالمواطنة الحقيقية .
مطالب مسيحيي العراق هي استحداث محافظة كلدوآشور في سهل نينوى أو على الاقل طمأنتهم على استحداثها في المستوى المنظور ، وجعلها منطقة آمنة تستقبل المسيحيين الهاربين من الفوضى العراقية في المناطق الاخرى ، وربما تمهد لعودة المهجرين الى بلدان الجوار من المسيحيين الذين ضاقت بهم السبل في بلاد الغربة ويسعون للعودة يوما ما ، وليس من العقل والمنطق في شيء ، أن يبخل العراقيون الوطنيون والمخلصون لعراقيتهم على مسيحيي العراق حقهم الصغير هذا ، فان تحقيق مثل هذه الوعود وطمأنتهم على مستقبلهم كفيل بمناصرة المسيحيين لخيارات البلد الجديدة ، ولا تدخل في باب التقسيم والانقسام أبدا لان ارتباط المسيحي العراقي بوطنه العراق يفوق أي ارتباط فهو ارتباط وجداني وتأريخي ومصيري .
هذه ليست غير دعوة ومقترح يقتضي المؤازرة وخصوصا من الكتاب الوطنيين والتقدميين العراقيين الذين ستضيق بهم مناطقهم يوما بسبب المد الطائفي والديني والرجعي ، وتوفر لهم كلدوآشور سبلا جديدة للاحترام والراحة والاقامة والامان ، وهي في الوقت ذاته دعوة للكتاب المسيحيين ومؤسساتهم لابداء دلوهم وآراءهم في الموضوع .

**



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحفر الخنادق الخنادق لحكومتنا الرشيدة حول بغداد ؟ !
- لماذا يصمت الحزب الشيوعي العراقي على مؤامرة تقسيم العراق ؟!
- جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !
- حب في الجامعة ! / قصة قصيرة
- عشرون مصالحة وطنية أخرى لا تجدي نفعا !
- محكمة الثورة كما شاهدتها عام 1986
- عشيرة بني أسد تستنجد بالكاتب رشيد الخيون لمنازلة خصومهم !
- أزمة المثقف اليساري العربي!
- كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !
- نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !
- هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..
- قائمة اتحاد الشعب والاخرون ...!
- اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !
- أيها الكلدوأشوريون لا تحرقوا أصواتكم ؟!
- توفيرمنطقة امنة للمسيحيين في العراق ضرورة ملحة لا تقبل التأج ...
- حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2
- اصوليونا الشيوعيين ....... ما دهاكم ؟ حول صراع سلفيينا في ال ...
- ما هكذا يحارب الارهاب يا سادة ؟


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟