أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ثامر قلو - أزمة المثقف اليساري العربي!














المزيد.....

أزمة المثقف اليساري العربي!


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 10:36
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لا نغالي القول أن المثقف العربي اليساري يعيش أزمات فكرية متناقضة منذ تراجع سطوة النفوذ الاشتراكي في العالم نهاية السبعينات من القرن المنصرم ، حتى بلغت هذه التناقضات مدياتها القصوى مع انهيار التجارب الاشتراكية وخصوصا تجربة الاتحاد السوفيتي .

قبل الانهيار كان المثقف اليساري يؤمن بالحتمية التاريخية ، ليس من باب الترهات الايديولوجية والفكرية النظرية فقط، وانما بالقدرات المادية التي حققتها تجارب سبعون سنة من البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الاخرى .ولا نغالي القول أيضا مدى الثقة المفرطة التي لازمت هذا المثقف اليساري ، ايمانا بالنظرية العلمية الاشتراكية ،وشمولية افقها ، وحتمية اكتساح الفكر الاشتراكي مجالات الحياة بمختلف جوانبها للدرجة التي كان هذا المثقف يستهزء بالتجارب الاخرى على مستوى النظريات ، ويستهزء وان كان في قرارة نفسه لا يبوح به مع التجارب الفردية للاخرين .

من، من المثقفين اليساريين كان يولي اسلاميا أو بعثيا أو ليبراليا بعض انتباه ؟! كانت مناوشاتهم الفكرية لدى المثقف اليساري هذيانا أو ترها في احسن الاحوال هذا في الجانب الافقي من النقاشات والسجالات التي تحصل عادة بين المثقفين ، أما في الجانب التنظيمي العمودي ، كان التربص بالاخرين لا يقل استخفافا، فكم من الاحزاب الشيوعية تبارى لاستحداث جبهات وطنية ، أو تحالفات استراتيجية هدفها زمني لا غير ؛ انطلاقا من قاعدة فكرية تقول ، لا يصح الا الصحيح ، ولا شك ان الصحيح لدى الحزب اليساري كان حتمية شيوع النظرية في المجال الفكري بالاستناد الى فكرة الجدلية المادية التي لا تقهر ، وفي جانبها المادي وجود دولة عظمى بقدرات الاتحاد السوفيتي السابق .



اليوم تختلف المعايير ، فهذا المثقف اليساري الذي كان يرى نفسه عملاقا بالمقارنة مع الاخرين صار يعيد النظر بالمسلمات التي آمن بها واعتنقها ، وبات ينظر للاخرين نظرة اخرى مغايرة ، أفقها القبول بالاخر والاستناد الى ما تطرحه الحياة بكل تجلياتها . فصار له الاسلامي ندا والقومي ندا والليبرالي ندا وهكذا ، ولكل هؤلاء الانداد والخصوم ان جاز التعبير امتدادات تعينهم وتمدهم بما يجعلهم يدخلون ساحة الصراع السياسي من أوسع أبوابها عدا هذا المثقف اليساري الذي بات بين ليلة وضحاها عاريا لا يملك غير بقايا نظرية يحاول التمسك بها بعد أن راى ضرورة التخلي عما يشيخ من فكرها .



قبل سنين تبرم القرضاوي ، المنظر الديني الرجعي المعروف في احدى حلقات برنامجه المعروف على قناة الجزيرة الفضائية من مواقف اليساريين المؤيدة والمساندة للانظمة العربية في مكافحتها للتيارات الدينية ، أو الوقوف في أفضل الاحوال مواقف المتفرجين مما يجري في الشارع العربي ! مع أن أغلب القوى والاحزاب اليسارية لا تدعم الانظمة العربية ولا تساندها في بعض الاحايين حبا بها وانما خوفا من الهواجس المحيطة بالمشروع الديني الذي يدعو له القرضاوي والتيارات السياسية الاسلامية ، فالمثقف اليساري الحقيقي المواكب لتطورات الحضارة على امتداد التأريخ يدرك ماهية الدين ، ويدرك أيضا ماهية الرجال الذين يقودونه ، وعندما يختلط الدين بالسياسة والحياة تشمل مأساته كل كتلة تنبض بالحياة وقد تطال حتى الكتل الجامدة كما حدث لتماثيل بوذا في افغانستان من قبل أحباب القرضاوي .

لا شك ان المثقف اليساري ، يصبح ضحية أولى لاي انتصار يقوده التيار الديني وفي أي بقعة من الارض ، ومن يعتقد خلافه له الرجوع ونبش التجارب الحية لانظمة عديدة .

هل يستطيع حزب ألله توفير جو من الامان في الساحة اللبنانية ، أو بمعنى أخر، ما الذي قدمه الحزب المذكور للطبقة العاملة اللبنانية وللمرأة اللبنانية ، غير جعجعة السلاح والتباهي به ، وان أي انتصار له يعني ، زيادة الظغوط على المقف اليساري والعلماني وعلى المرأة ، وعلى حركة الحياة في كل جوانبها ،

قد تكون هذه الزلات بمستوى ترهات لدى تيار أو تيارات عديدة لدى المقارنة مع الانجازات المتحققة حسبهم على سبيل المثال، لكنه يجب النظر لها من باب أخر من قبل المثقف اليساري .

ثم ما الذي تستطيع التيارات الدينية في العراق تقديمه للشعب العراقي ، على سبيل الاستشهاد بتجربة اخرى لاتزال ماثلة للعيان ، أبطالها هذه التيارات ؟ فالمثقف اليساري والحزب اليساري خانع في هذه التجربة ، وحتى هذا الخنوع لا يشفع في أحايين كثيرة !



للامبريالية وجهها التقدمي شئنا أم أبينا كما تقول الكتب الماركسية ، وكما يلحظ من حركة الحياة ، وعند المقارنة يتفوق هذا الوجه التقدمي للامبريالية ، لان التيارات الدينية يحملون كل سيئات الامبريالية فضلا عن حملهم الوجه الرجعي للحياة وهو العودة الى حيث بدأ التأريخ .



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !
- نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !
- هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..
- قائمة اتحاد الشعب والاخرون ...!
- اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !
- أيها الكلدوأشوريون لا تحرقوا أصواتكم ؟!
- توفيرمنطقة امنة للمسيحيين في العراق ضرورة ملحة لا تقبل التأج ...
- حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2
- اصوليونا الشيوعيين ....... ما دهاكم ؟ حول صراع سلفيينا في ال ...
- ما هكذا يحارب الارهاب يا سادة ؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ثامر قلو - أزمة المثقف اليساري العربي!