أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ثامر قلو - وقفة مع قيادة حزبنا الشيوعي العراقي حول قانون تقسيم الاقاليم !















المزيد.....

وقفة مع قيادة حزبنا الشيوعي العراقي حول قانون تقسيم الاقاليم !


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:53
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


عندما قرات مقالة منشورة في الموقع الالكتروني المعروف ايلاف عن تصويت نواب الحزب الشيوعي لصالح قانون تشكيل الاقاليم كما يسمى في الدستور ، أو قانون تقسيم العراق طائفيا كما يفهمه الوطنيون العراقيون الذين شكل الشيوعيون العراقيون طليعتهم المركزية منذ عهد الرفيق فهد وربما قبله ، لم أصدق الخبر بتاتا ، وصرت أبحث في المواقع الالكترونية وغرف الدردشة والقنوات التلفزيونية عن اشارة أو خبر هنا أو هناك يبدد ما قراته ، ويعيد الي توازني ، لكن هيهات ، حتى هالني تصريح الرفيق الاعلى مؤكدا الحدث ومدافعا عنه بلغة رادفها التلعثم وقلة الحيلة والمنطق، و لعله التلعثم الاول في مسيرة رفيقنا السياسية ، ولعله الخطأ الفادح ، ويا ليته كان خطأ بل أنه الامر الجلل والمصيبة الكبرى بل انها الجريمة الكبرى التي اقترفها قادة حزبنا بحق حزبهم ومستقبله السياسي والاستراتيجي على امتداد دهور قادمة قبل أن يطال مستقبل الوطن العراقي .
يتعكز رفيقنا حميد مجيد موسى سكرتير الحزب في تبريره الحضور والموافقة على القرار المشؤوم ، بالحرص على تنفيذ ما كان تم الاتفاق عليه بين الفصائل العراقية قبل اسقاط النظام ، وبعدها ذلك الذي يحفل به الدستور العراقي المقر ، وقد يكون في هذه المراوغة بعض حجة ، ان هي للمدركين لبواطن الامور في العراق حجة واهنة ، ولكن، هل حقا ان النظام الفيدرالي الذي اتفق عليه العراقيون وفصائلهم السياسية حينها كان الهدف منه منح المكون الشيعي من شعبنا فيدرالية خاصة بهم ، وهل كان احدا يومها يتوقع االانزلاق الخطير للوطن العراقي على هذه الشاكلة المأساوية التي يمر بها في هذه المرحلة العصيبة من تأريخه ؟
الفيدرالية التي كرسها الرفيق الاعلى كضرورة مبدئية وجب الدفاع عنها وتطبيقها كما في تصريحه لم تكن تتعدى حسب الشيوعيين والوطنيين العراقيين منح أقليم كردستان العراق فيدرالية خاصة بهم ، وهو الامر الذي ناضل ويناضل الشيوعيون العراقيون من أجل تحقيقه سنين طويلة ، فاننا لا ننسى ولا نتغافل أن الحزب الشيوعي العراقي كان دعا لممارسة حق تقرير المصير للشعب الكردي قبل أن يطالب به الاحزاب القومية الكردية ، ولو كان التصويت الذي وافق عليه النواب الشيوعيون في البرلمان العراقي على تحقيق فيدرالية الشعب الكردي لما اعترض شيوعيا واحد ولا وطنيا عراقيا واحدا ،لان الشعب الكردي يمتلك المقومات الضرورية لبناء وحدته الفيدرالية بما فيها الانفصال ، لكن شتان ما بين الفيدرالية التي حلم بها العراقيون الوطنيون والفيدرالية التي سوقت وتسوق هذه الايام، فضلا عن انه لا يبرر لقيادة الحزب موافقة الشعب العراقي على نوع محدد من تقسيم الاقاليم لدى اقرار الدستور قبل سنة او اكثر، على اعتبار أن موافقة الشعب العراقي على الدستور في حينها جرت ، عسى ولعل أن يوفر قادة العراق بعض الهدوء والطمأنية والامن لهم ، لا يبرر لهم التصويت والموافقة على بند الفيدرالية في الدستور ، لان الواقع يتغير بين يوم وأخر ، فالظروف الامنية والحياتية لم تكن من الهشاشة والخطورة على مستقبل الشعب العراقي ووطنه كما تبلغه هذه الايام ، فاين حنكة الحزب وقيادته ، أين هم من المحاولة في تقويم ما بات نشازا وخطرا لا على مستقبل البلد بل على مستقبل الحزب الشيوعي العراقي نفسه ؟.
كما لاببرر أيضا أن الموافقة تمت بدافع الحرص على الفيدرالية الكردية ، لان الفيدرالية الكردية قادمة لا محالة وسبل تحقيقها متوفرة شاء من شاء وأبى من أبى ، ولعل الاخطار المحدقة بالتجربة الكردية وفيدراليتهم تنبع من الاخلال الكبير في الوضع الامني وما يواكبه بعدها من انهيار مؤسسات الدولة ، عندها تصبح فيدرالية الاقليم الكردستاني محل خطر محدق ، وهو الامر الذي يفاقمه المصادقة على قانون الاقاليم فمن البداهة أن المراحل القادمة تزيد من هشاشة الوضع الامني والمعيشي للمواطنين مما يلقي بظلاله على مستقبل التجربة الكردية .
كثيرون يعللون الخطوة بالانسياق وراء الرغبات الكردية ، والامر ليس محل شك في بعض جوانبه ، فلا يمكن أن تنسب قيادة الحزب مثل هذا التوجه الخطير انطلاقا من مصلحة الحزب والبلاد ، فلا هذه ولا تلك تتحقق من الموافقة على بنود الفيدرالية الطائفية في الدستور العراقي ، بل أن الحزب فقد بهذه الممارسة الطفولية ساحته الحقيقية للكسب الحزبي والجماهيري ومهد السبيل للاخرين بأن يعتلوا عن جدارة صرح الوطنية العراقية ، فلم يعد هناك أحد يشك بان علاوي وامتداته التى تخلت عنها قيادة حزبنا صار هو الوطني الاول ، فمبروك لك يا علاوي فانك والله تستحق اللقب عن جدارة .
على قيادة الحزب أن تضع نصب عينيها مصلحة الحزب المركزية ، وهو حضوره الجماهيري ، فكيف لهم الان التحرك لكسب الجماهير ، هل يروجون للفيدرالية الطائفية ، فان كان هذا طريقا ، فان الناس تفضل بعض الاحزاب الدينية والطائفية ، لان رقصهم في هذا المضمار طويل ومرير، وان كان الهدف كسب الساحة الكردية ، فهذه أيضا لا تثمر لان أبطالهم موجودون في الساحة، وأما ان كان كسب الوطن وشموخه ، فان الحالة تفاقم تمزق الوطن وتنتكس من شموخه .
المعنى أن الحضور الجماهيري وتفعيل دور الشيوعيين في الساحة السياسية كان أخر المطاف مما فكر به قادة الحزب ، والا ما وسيلتهم لتبرير الامر، فهل هو ان الحزب فعلها ، تنفيذا لعهوده مع الاخرين ، فكم يكون المبرر ساذجا ؟
لكن الرفيق الاعلى قال مبررا ، انه الايمان المطلق بالفيدرالية التي ناضل من أجل تحقيقها الحزب طويلا ، فهنا تزيد المآساة وتتفاقم عندما ينسبها لحقوق وصلاحيات المحافظات والاقاليم .
نسأل رفيقنا حميد موسى ، هل أن نيات الحكيم وبعض من التيارات الطائفية الذين يدعون لاقرار الفيدرالية خالية من نية تقسيم البلد مستقبلا ؟
في اجابته عن السؤال يكشف عن شفافيته أو عن مراوغته ، فهل يجرؤ الرفيق حميد موسى عن البوح عما يدور بخلدهم علنا ؟ !
دعونا من هذا وهذاك ، فان أمرا جلالا مثل هذا ، بالله عليكم ، ألا يستحق مفاتحة قاعدة الحزب للاستئناس بأراءهم ، أم أن الشلة والشلل والمصفقون ، كان قد أخذ رأيهم وساندوا العملية ، وهو ما سوف تبلغ قاعدة الحزب به عاجلا كما تعود قادة الحزب على امتصاص سخط هذه القاعدة التي يستغل قادتنا حرصها الشديد على مصلحة الحزب ومستقبله ووجوده ، هذا الحرس الذي يبلغ درجة السذاجة في احايين كثيرة .
الغريب في الامر أن بيانات الحزب المعلنة وتلك الموجهة لاعضاءه كانت تروج حتى قبل مدة وجيزة لمناهضة الفيدرالية الطائفية وبيان وطأتها على مستقبل العراق وشعبه، وكان العزم يسخر لدفع مواقف القائمة العراقية بهذا الاتجاه انطلاقا من أن وطنية الشيوعي لا تقارن في عظمتها مع وطنية الاخرين ، مما يلقي التكهنات قريبا وبعيدا عما جرى لقيادتنا .
لا اطلب من قادة الحزب غير المرور على محاضر اجتماعات منظمات الحزب التي صار واضحا اما انهم لا يعيرونها اهتماما أو لا يطالعونها مطلقا ، ليدركوا كم النسبة المئوية من الشيوعيين يناصرون الفيدرالية الطائفية ، أوبعبارة اخرى ، كم منهم يناصرون قانون الاقاليم كما يحلوا لهم تسميته ؟، لكنها القاعدة التي تستكين ، فمنذ السقوط المدوي للبلدان الاشتراكية ، ما عاد البريق يوحي للاخرين من شيوعيي القاعدة الحزبية والمناضلين الذين لا يجيدون حب التملق ، حب المنافسة ، فتركوا الساحة فارغة ، يلهو بها بعضهم ممن يجيد ...!
لم أكن أود الخوض في هذا الموضوع الحساس للحرص على سمعة الحزب ومناضليه ، لكن السكوت هو الخطأ الفادح وهي الجريمة ، فلو كان في الحزب مثقفون ينتقدون سياسة الحزب ليس بطريقة التمني والتوسل ، بل بلغة التحدي والمنافسة لكان للحزب شأن أخر ، لكنه كم من الشيوعيين المساكين يتقبلون مقالة كهذه ؟
كثيرون سوف يضعون مائة علامة استفهام حول كل من يتعرض لسياسة الحزب وقادته بانتقاد ، وقد كنت أنا أحد هؤلاء وما زلت في كثير من الاحيان !
أقول لن نبني حزبا شيوعيا حقيقيا ، طالما الرفيق الاعلى يستكين على قيادة الحزب دون منافسة ، ودون تحدي حقيقي من تيار أخر يجب أن يقوى في الحزب ،
نعم على مثقفي الحزب بلورة رؤى حقيقية تخالف علنا مواقف قيادة الحزب وتنتقدها بصوت مسموع كلما خرجت القيادة عن الطريق المرسوم الذي ينبغي أن يقتديه الحزب الشيوعي ، فليس منطقيا أن تصفق كل قيادة الحزب كما يصفق حميد موسى ، وليس من المنطق بشيء أيضا أن تلقى كل طروحات القيادة وقراراتها قبولا مطلقا لدى قاعدة الحزب .
ان الشيوعي العراقي الذي سقى شجرة الحزب يوما منذ تأسيسه ، ينبغي أن يكون حزينا لان قيادة الحزب اقترفت الخطأ الاستراتيجي الاول على امتداد مسيرة الحزب منذ تأسيسه حتى يومنا هذا دون مبرر منطقي او جدلي، هذا ما أراه أنا فقد يختلف معي بعضهم وقد يتفق معي اخرون ولكني رايت أن الامر يستحق المرور عليه .

ثامر قلو



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟
- من يحفر الخنادق الخنادق لحكومتنا الرشيدة حول بغداد ؟ !
- لماذا يصمت الحزب الشيوعي العراقي على مؤامرة تقسيم العراق ؟!
- جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !
- حب في الجامعة ! / قصة قصيرة
- عشرون مصالحة وطنية أخرى لا تجدي نفعا !
- محكمة الثورة كما شاهدتها عام 1986
- عشيرة بني أسد تستنجد بالكاتب رشيد الخيون لمنازلة خصومهم !
- أزمة المثقف اليساري العربي!
- كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !
- نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !
- هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..
- قائمة اتحاد الشعب والاخرون ...!
- اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !
- أيها الكلدوأشوريون لا تحرقوا أصواتكم ؟!
- توفيرمنطقة امنة للمسيحيين في العراق ضرورة ملحة لا تقبل التأج ...
- حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2
- اصوليونا الشيوعيين ....... ما دهاكم ؟ حول صراع سلفيينا في ال ...
- ما هكذا يحارب الارهاب يا سادة ؟


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ثامر قلو - وقفة مع قيادة حزبنا الشيوعي العراقي حول قانون تقسيم الاقاليم !