أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - هل يكفل الدستور العراقي حكما ذاتيا لمسيحيي العراق ؟ !














المزيد.....

هل يكفل الدستور العراقي حكما ذاتيا لمسيحيي العراق ؟ !


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 07:45
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا يختلف اثنان ، على أن التطورات الجارية في العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق تحمل في طياتها أحتمالين لا ثالث لهما ، وهما اما اقامة دولة عراقية مركزية قوية تكفل للمواطنين العراقيين بمختلف شرائحهم ومكوناتهم الحقوق المتساوية في حق الاقامة وتكوين مناطقهم الذاتية على غرار المحافظات الادارية أو تطوير تشكيلة المحافظة والمحافظات الى أقاليم عن طريق ارتباط محافظة أو اكثر بصيغ ادارية مع بعضهما البعض ، وهو الامر الذي يعني مقدرة أو فسح الطريق أمام المكونات العراقية وخصوصا ذات الكثافة السكانية الصغيرة كالمسيحيين الذين يعدون من المكونات الاصيلة في العراق لتنظيم أمور حياتهم الادارية والثقافية والاجتماعية في مناطقهم التأريخية التي يشكلون فيها أغلبية السكان ، لا سيما في مناطق سهل نينوى .

والاحتمال الاخر ، الذي يرجح ان تحمله الظروف العصيبة الجارية في العراق ، هو انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى ، وبالتالي انهيار المؤسسات العراقية وتلاشي سلطة الدولة ليحل محلها أمراء حرب قادمون ، يستطيع المرء تحديد ملامحهم من الآن دون عناء ، وساعتها لا تبقى لاي كان ، وليس لمسيحيي العراق فقط أي حقوق ، عدى أن الخاسر الاكبر من انهيار مؤسسات الدولة العراقية سيكون مسيحيوا العراق لفقدانهم مقومات القدرة على البقاء في بلادهم ، وهو عامل موضوعي مهم ، الى جانب اهمال وتغافل القوى الكبرى وغض النظر عن وجودهم وحمايتهم للصمود والبقاء في بلادهم العراق .

وعلى أمل التفائل الذي يحيط بالعراقيين مهما تبلغ الظروف المعقدة في العراق ، يبقى الحلم الازلي لكل عراقي ، ينطوي على اجتياز المحن العراقية ومآسيها قائما لا يلين ، لكنه من المحتم ، أن تحقيقه لن يتم عبر سلطة مشكوك في قدرتها على التعامل مع العراقيين ، على اساس المواطنة ، بعيدا عن الطائفية ، كما يتلمس العراقي عن قرب هذه الحكومات البائسة . لذلك يبقى الحلم قائما ، وتبقى حركة الحياة ، ويتطلع العراقيون ومن بينهم مسيحيوا العراق لاستتباب الوضع ، لانها تمثل المرحلة الاولى للانطلاق لنيل حقوقهم، تلك الحقوق التي لا يضر منحها أحدا من المكونات العراقية الاخرى .
من المفرح أن منح المسيحيين حقوقهم ، في العراق الجديد ، لا يحمل أي مساس بحقوق الاخرين ، فلا يوجد لهم مناطق تأريخية أزلية يطالبون بها ، كما هو شأن الاخرين ، رغم التهافت من قبل بعض التيارات الصغيرة في مجتمعهم على الغوص في بحار الاحلام بعيدا عن الواقع الملموس ، فهؤلاء ، يبقى شأنهم ، لا يتجاوز التهليل الفارغ ، وكل ما في الامر أن للمسيحيين العراقيين مناطق يقطنونها منذ الازل ، ويشكلون فيها اغلبية السكان ، يتطلعون لتطوير الحالة الادارية بها وفق القوانين المرعية .

حسب المتطلعين ، يبقى الدستور العراقي فضفاضا يحمل بذور الفرقة ، على الاقل في هذه الآوان ، حيث تفتقد الدولة للقوة الضرورية لفرض القانون ، وتكريس الاستقرار ، وقد لا يتفق معي في هذه النقطة كثيرون ، فقد تتوفر في البلاد القوة وهي المؤسسات العسكرية والقدرات المالية ، لكنها ، وهي القوة والقانون والقدرات المالية ، مرهونة تحت تصرف أناس في الحكومة ، أو هي الحكومة بعينها ليست مؤهلة للنهوض بأعباء العراق الجسيمة ، مما يعني لا يمكن بناء الدولة العصرية دون توفر المقومات الضرورية ، التي يمثل أركانها الاساسية ، حكومة تنهض باعباء الشعب كله دون تفرقة ، فضلا عن وجود قوة تنفيذية لا تتوانى عن تطبيق القانون تحت أي ظرف كان .

والدستور العراقي الجديد ، يمنح المواطنين انطلاقة كبيرة لتقرير مصيرهم بالشكل الذي يناسبهم ، مما يعني اعتباره حالة تطورية كبيرة ، لو كانت النيات صافية ، وانطلق هؤلاء كلهم للبحث عن وجودهم على محبة العراق الموحد ، لكنه هيهات ، فالآمر برمته في شأن الدستور يبقى محل شك ، لكن ما يهمنا في هذه المقالة نصوص الدستور التي تشي حول قدرة المواطنين على تنظيم أمورهم الادارية والذاتية وهي على حسب ظني المادة 140 التي تسهل للمواطنين استحداث استفتاءات للجماهير الساكنة في مناطق معينة حول تشكيل مناطق ادارية على شكل محافظة أو أقليم ، وما شايه ذلك .

عبر هذه البوابة التي تمثل المادة 140 يشع الامل الدستوري لمسيحيي العراق للبحث عن طريقة ينالون من خلالها حقوهم الادارية والثقافية ، ويكرسون من خلالها أيضا المحبة والارتباط المصيري بالعراق شعبا وحضارة وتأريخ ، فهناك في سهل نينوى ، لا غيره يمكن البحث وتكريس منطقة ادارية تتكون من القرى المسيحية في تلك المناطق التي يشكل المسيحيون أغلبية السكان فيها ، فالمسيحيون العراقيون ، هم في أمس الحاجة لدعم القوى العراقية ، أحزابهم ، ومؤسساتهم ، برلمانهم وحكومتهم لطمأنة المسيحيين على مستقبل موعود لهم في العراق الجديد ، وهو الامر الذي سوف يترك آثارا ايجابية على أفراد هذه الشريحة من العراقيين ويحول دون خروجهم وهجرتهم من بلادهم العراق ، وهو الامر الذي يعني أيضا تحفيز شرائح كبيرة من مواطنيهم المشردين في بقاع العالم وخصوصا في الدول المجاورة للعراق كسوريا والاردن للتأني مليا للعودة يوما الى بلدهم العراق .



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاوي ، لاينفع التحرك بعد خراب البصرة !
- تعقيب حول مقالات بعض الكتاب حول قانون الاقاليم
- وقفة مع قيادة حزبنا الشيوعي العراقي حول قانون تقسيم الاقاليم ...
- يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟
- من يحفر الخنادق الخنادق لحكومتنا الرشيدة حول بغداد ؟ !
- لماذا يصمت الحزب الشيوعي العراقي على مؤامرة تقسيم العراق ؟!
- جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !
- حب في الجامعة ! / قصة قصيرة
- عشرون مصالحة وطنية أخرى لا تجدي نفعا !
- محكمة الثورة كما شاهدتها عام 1986
- عشيرة بني أسد تستنجد بالكاتب رشيد الخيون لمنازلة خصومهم !
- أزمة المثقف اليساري العربي!
- كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !
- نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !
- هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..
- قائمة اتحاد الشعب والاخرون ...!
- اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !
- أيها الكلدوأشوريون لا تحرقوا أصواتكم ؟!
- توفيرمنطقة امنة للمسيحيين في العراق ضرورة ملحة لا تقبل التأج ...
- حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - هل يكفل الدستور العراقي حكما ذاتيا لمسيحيي العراق ؟ !