أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - وحدها النجوم ترى














المزيد.....

وحدها النجوم ترى


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


من شق صغير جدا تلصصت بعين واحدة ، منذ زمن طويل حل الظلام ، لم يعد هناك أحد في الشارع يراقب البيت ، تنفست الصعداء ، ستخرج لتشتري ما تحتاجه لأيام قادمة ، لم تعد تسمح لأطفالها باللعب في الحديقة المسيجة بسلك شائك ، أوحت للجميع أن الدار غير مأهولة ، وإذا ما تواجدت فوجودها غير دائم وأن لا رجل في الدار، كي تتخلص من الفرق الحزبية واستمارات المعلومات التي ما أن تنتهي واحدة حتى توزع أخرى ، أصبح الأولاد يقضون جل وقتهم في اللعب والقراءة مع أبيهم الذي ترك كل شئ ، وجلس رهينة في الدار كي لا تطاله أيديهم ، ومن كان تعيس الحظ سقط بأيديهم وانتهى، أما صفي جسديا أو معنويا وتركوه يحيا مغسول الدماغ . العمل في حديقة الدار تشفي جراحه الفكرية ، مر زمن طويل منذ التقيا رفيقهم المسؤول وكان القتل والاختطاف والقبض على الرفاق في أوجه لم يتزوجا بعد سألاه عما يفعلان أجابهما ( موجة وترحل ) وهاهو العمر انقضى والشيب يسري في فوديه والموجة حتى لم تنحسر . لم يتواطئ مع السلطة ولم يفض بأسرار الرفاق ولكنه أجبر بطريقة أو أخرى أن يعمل في مجال لا يمت للآخرين بصلة ، ولكن هل سيفهم الرفاق مناورته ، لم تعد حياته ملكا له وحده حاول الهرب ولكن محاولاته فشلت ,. أين الرفاق الآن ، يسمع بين الحين والآخر نتفا عنهم ، الكثيرون استقروا في ديار الغربة ، ساء ل نفسه
: الا يتذكره أحد منهم فيحاول الاتصال به ومساعدته ليتخلص وعائلته الصغيرة من محن لاتنتهي واحدة الا لتبدأ أُخرى . ؟! كم من رفاق ساعدهم أيام المحنة . تركوه يديرجريدة الحزب ومجموعة جد صغيرة لكن سرعان ما داهمتهم الشرطة واستطاع أن يفلت وآخر قبض عليه فيما بعد ولم يعد ُيسمع شيئا عنه .
بابا يطلبون منا نشرة مدرسية ، أصبح الأولاد على أبواب الشباب وهو ما زال كأي عاجز رهين الدار , اتكأ على زوحه في انجاز متطلبات الحياة المعاشيه . ساندتهم الجدة تلك المرأة التي رغم رعبها من السلطة لم تتخل عن ابنتها وأحفادها ، تمد لهم يد المساعدة من غير أن يكلفها أحد كانت عيونا تنقل لهم كل ما يجري في الخارج من أحداث الى أن حل ذلك اليوم المشؤوم ، ماتت الجدة لم تكن كبيرة كفاية ولم تظهر عليها بوادر أي مرض قبل يوم كانت وبقية بناتها عندهم ضحكت كما لم تضحك في أي يوم منذ مقتل ابنها تعجبت من نفسها ساءلتهم كيف نسيت المغدور
رحلت لتترك الخيمة بلا ستار والدار بلا نار .
في المأتم أدرك أن الفصل ربيع وأن عليه أن يغير ملابسه الشتوية ، لأول مرة يجبره موت الجدة على الإختلاط والتعرف الى أهل زوجه ، ما إن انتهى المأتم حتى حل ضياع حقيقي لم يدركا عمق تأثيرها عليهما الا بعد رحيلها .
لم تعد أجور زوجه تفي بمتطلبات الحياة المتصاعد لا بد من البحث عن عمل . لم يجد عملا بل وجد بعض الأصحاب . أصبحوا يساندوه حاول واياهم ترك العائلة والخروج الى الشمال جاءه خبر أن الرفاق يشكون بإخلاصه لهم ، الا يكفي تركهم له و المحنة في أوج ذروتها ؟ ! ألا يكفي تواجده في الجريدة الى آخر لحظة ؟ّ! ما ذا يفعل كي يبرأ نفسه ؟ قالت له زوجه قل لهم كما قال المسيح ( من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ) .
( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) في صباح اليوم المقرر للسفر شنت السلطة حربها المدمرة على الشمال ، امتلأت الطرقات المؤدية للشمال بشتى صنوف المدافع والمجنزرات .
تتباطأ الأيام وتمضي والحزن هو الحزن . لابد من انتزاع جواز سفر له . لم يعد يتحمل ظروفه لابد من الخلاص بالرحيل . سيجابه بعد عشرين عام ما عجز عنه . مازال في العمر بقية إن لم يكن له فلأولاده . فقد الأمل من عودة الرفاق .
بذل نقودا لمرتشين من موظفين لا ُينجز جواز إن لم تدفع بدولارات الى جيوبهم ، خدمهُ حرق القوات المتعددة الجنسية لمركز مديرية الجنسية العامة ، احترقت كل أولايات جوازات السفر القديمة ، لقد كان ممنوعا من السفر . بدأت السلطة باصدار جوازات جديدة ، سيستغل هذه الفرصة بكل ما أوتي من قدرة . في اليوم المقرر لاستلام الجواز حدثت بعض الترميمات في المبنى المخصص للاستلام لابد لصاحب الجواز من الجلوس أرضا ومد رأسه من تحت شباك ملاصق للأرض ، اراد النكوص والرجوع دون أخذ الجواز الا أن زوجه دفعته دفعا وعندما لم يمد يده مدتها بسرعة وانتزعت الجواز من يد الموظف انتزاعا مقنعة نفسها بأن زمان لا بد أن يأتي يصحح كل اعوجاج ..




#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاحياة لمن تنادي
- تداعيات عام مضى وآخر قادم
- اللهب
- وأزهر الشجر
- من أشعل النار فيها
- الندم الثاني
- سعد والله
- زينب والمسرح
- حكاية من زمن الموت
- مناجاة
- التلفاز
- الآن حان الدرس الأول
- الحب بعد الرحيل
- الندم الأول
- أعاصير
- تاريخ أسفارنا /الفارزة الأولى والثانية
- تاريخ أسفارنا / الفارزة الثانية
- في يوم ما
- صورة
- مكتبتي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - وحدها النجوم ترى