أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - تناقض الدروب















المزيد.....

تناقض الدروب


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما يعرف الجميع فقد ارتكب الامريكان الكثير من الاخطاء في ادارة العراق , البعض منها متعمد , وحسب اعتقادهم احكام القبضة على العراقيين مثل حل الجيش والقوى الامنية , واعتماد تقسيم العراقيين الى مجاميع قومية وطائفية , وتعميق مشاعر هذه الانتماءات ومنحها السلطة ومكونات تشكيل كياناتها , واضعاف المشروع الوطني بتهميش الاحزاب والقوى الديمقراطية والعلمانية, وايقاف دوران العجلة الاقتصادية مما انعكس بأزمات يومية خانقة مثل الماء والكهرباء والبطالة . وغيرها من الاخطاء .
وأخرى غير متعمدة , مثل عدم تقديرهم بشكل صحيح لعملية التداخل المذهبي والاجتماعي بين الشعبين العراقي والايراني . وهو التداخل الاكثر عمقاً واتساعا بين العراقيين وباقي جيرانهم حتى من الشعوب العربية . والذي استغل اكثر من حدود الممكن لتحقيق الارتكاز المريح من قبل النظام الايراني , وبات العراق الساحة الرئيسية التي يدعو فيها الغرب وبالذات الامريكان لمنازلته عليها .
هذه الاسباب وغيرها اوصلت العراق والعراقيين الى ماهم عليه الآن . العراقيون ومنذ فترة ليست بالقصيرة كانوا يأملون من الولايات المتحدة الامريكية اللاعب الاساس وصاحبة السلطة الحقيقية من تغيّراساليب عملها في العراق , وإلا سوف لن تتمكن من السيطرة على الوضع , وتعّرض كل تجربتها التي بشرت بها العالم من خلق أنظمة ديمقراطية على انقاض الانظمة الديكتاتورية الراعية للأرهاب الى الفشل . وهو الستراتيج الذي اعتمدته في محاربة الارهاب وتثبيت نفسها كونها القوة الوحيدة الاعظم في هذا لعصر . لقد تمادت كثيرا , واعتقدت ان الاقتتال الداخلي وزيادة معدلات العنف لازالت تحت السيطرة , وما دام الاقتتال بين العراقيين انفسهم فانه سيضعفهم اكثر , ويضعهم تحت سيطرة الاحتلال اكثر . وهذا في جانب منه صحيح حيث وصلت اغلب الاطراف الى قناعة بأن تطلب من الامريكان عدم الخروج من العراق وإلا ستكون الكارثة , وأخذت اغلب الاطراف بالتقرب والتملق لسلطات الاحتلال . وبتطور مشكلة المشروع النووي الايراني باتت حتى ايران لاترغب بخروج الامريكان , لتساوم معهم بالورقة العراقية التي اصبحت " جوكرها " في اللعب , او لتجعل من العراق الساحة التي تنازلهم عليها اذا وصلت الامور حد الصدام .
وبعد جريان الماء من تحت السلطات الامريكية , واصبحوا بهذا الوضع المحرج بعثوا بلجنة بيكرهاملتون لتقييم الوضع واقتراح الحلول . ورغم وصف لجنة دراسة الازمات التابعة لهيئة الامم المتحدة للنتائج التي خرجت بها لجنة بيكر هاملتون بأنها لم توصف بدقة الحالة السيئة التي وصلت اليها الاوضاع في العراق , وحاولت هذه اللجنة التخفيف من الانحدار الرهيب الذي يكاد ان ينهي العراق برمته ومن بعده المنطقة بكاملها . خرجت علينا بعض القيادات العراقية بأنتقادات لاذعة لنتائج اللجنة , متهمتا اياها بالسوداوية في تقييم الوضع والانتقاص من الارادات العراقية . ومهما غلفت هذه الانتقادات بتبريرات تتوشح بالوطنية والحرص على سلامة المسيرة السياسية , وبعضها صادق . الاان الخوف من تغيّر السياسة الامريكية وعلى يد القوات الامريكية للخروج من هذا الواقع الامني الرهيب والذي انتظره العراقيون طويلا هو السبب الاساس في هذا الانتقاد .
لقد فضلت بعض القيادات الكردية ان تستمر الحالة العراقية بهذا الوضع الهش , ظنا منها بأن هذه الهشاشة هي الطريق الاسرع لتحقيق حلم الدولة الكردية . سواء بأستمرار ضعف التيار الوطني التقدمي الذي يبغي الحفاظ على وحدة العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد , او في تمزق العراق الى دويلات طائفية وعندها يرفع الحرج والممانعة مع الانظمة التي لاتسمح بقيام الدولة الكردية وبالذات تركيا وايران وسورية .
لقد فات القيادات الكردية ان العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد هو الضمانة الحقيقية لتثبيت حقوق الشعب الكردي , ونجاح الفيدرالية الكردية في العراق هو الذي سيحفز ويسرع بأنجاز طريق قيام الدولة الكردية لكل الاكراد في المنطقة . الا ان طبيعة قلق الفكر القومي واستعجاله بالوصول لهذا الحلم القومي المشروع دفع هذه القيادات لتثبيت الفيدرالية بدون صفتها القومية الكردية , وهذا ما ارادته الانظمة التي يتواجد على ارضها الاكراد . مما جعل بعض اتباع هذه الانظمة يطالبون بفيدراليات طائفية , وربما تتبعها مطالبات بفيدراليات عشائرية واخرى تابعة لبيوتات معروفة مما يعّوم المفهوم ويجعله ادات لتمزيق الشعوب وليس لوحدة بناءها الديمقراطي .
الايرانيون لم يدخروا وسعا في تقوية ورقتهم العراقية , وقبل ان يزجوا بالعمود الفقري لقواتهم العراقية " المجلس الاعلى " لديهم عدة خطوط , واولها " التيار الصدري " الذي تموضع منذ البداية في مواجهة الامريكان . وتبقى الصراعات الشخصية في التزعم احدى اكبر نقاط الضعف في السيطرة وتوجيه الشارع الشيعي . وهذا الفشل في القضية العراقية الذي لازم قيادات " الائتلاف " هو الذي دفع آية الله العظمى السيد علي السيستاني لعدم مواصلة دعمه لهذه القائمة التي تشكلت بتوجيه منه .
وكما هو معروف ان البعثيين الذين اختطفوا اسم السنة لادين لهم ولا قضية غير العودة الى السلطة . ومنهم من يريدها بالكامل مثلما كانت ايام النظام المقبور ليفلت من العقاب الذي يتربص به حال استقرار دولة القانون , وآخرين يبغون الحصول على قدر المستطاع وهم اقل شروطا من سابقيهم الذين تحالفوا مع القاعدة والسنة التكفيريين . وهناك الكثير من الذين لاحول لهم ولاقوة ويرغبون بالمشروع الوطني العراقي حالهم حال التيار الديمقراطي العلماني والمتمثل بالقائمة " العراقية " . وهو اضعف التيارات الفاعلة ليس بسبب الظروف الموضوعية فقط , ولكن بسبب تضافر جهود باقي التيارات السياسية العراقية مع سلطات الاحتلال على اضعافه . مما دفع البعض من اطرافه للبحث عن مواقع يلتحق بها مع طرفي النزاع .
الامريكان وحسب ما صرح به الرئيس الامريكي جورج بوش خلال مؤتمره الصحفي بمناسبة قرب انتهاء العام الحالي وقدوم العام الجديد المنشور في صحيفة " الشرق الاوسط " ليوم 20061221 : أكد على استراتيجية جديدة لاتراجع فيها ولا قبول في الهزيمة , واكد ان عام 2006 كان عام الصعوبات في العراق , و2007 للتضحيات , وانه سيحدد في اقرب وقت ممكن كيف يمكن زيادة عدد القوات وفقا لاستراتيجية المضي قدما , وبناءا على مشورة وزير دفاعه الجديد روبرت غيتس الذي وصل العراق بعد يومين فقط من ادائه اليمين الدستورية , واكد الوزير من ان الفشل في العراق سيؤدي الى " كارثة " , وسيكون نكبة تطارد امتنا ويضعف من مصداقيتنا ويعرض الامريكيين للخطر لعقود قادمة .
بهذا الوضوح والتصميم لن يدع الامريكان ان تسير المياه من تحتهم اكثر , ولن يسمحوا بالبقاء على هذا الوضع الهش , ولن يسمحوا بتقسيم العراق كما ترغب بعض الزعامات السياسية" العراقية" رغم اختلاف دوافع الامريكان في ذلك . ومن المؤلم مرتا اخرى وبعد ان فرضت مصالحهم وازاحوا لنا النظام المقبور , يحافظون اليوم على وحدة العراق والعراقيين اكثر من بعض ابنائه .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاريع في طريق التنفيذ
- بين الفيدرالية والتصويت في البرلمان
- بين الفيدرالية والحكومة المركزية
- باب البعث الدوّار
- حكومة المالكي والمشروع الوطني
- للتذكير فقط
- تجريف كردية الفيدرالية
- التراقب القلق
- المشروعان والأفق المفتوح
- على ذات الخطى
- النفط وتداخل مقومات الأزمة
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة
- بين الخديعتين
- مخاوف لا تنتهي


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - تناقض الدروب