أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الفيتوري - دروس الأكاديمية:لا تقول بغ ، ممنوع التصوير ، الكتابة ، الكلام ، القراءة ...















المزيد.....

دروس الأكاديمية:لا تقول بغ ، ممنوع التصوير ، الكتابة ، الكلام ، القراءة ...


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عش البشاعة،
في شارع الإذاعة،
قرب الكاتدرائية،
مزدحم بالغربان السود .
النورس الأبيض؛
الذي في الصورة المعلقة ،
في محل السفريات:
يرقب المشهد
مغتبطا بمنفاه.

لم أعد أذهب لأي منشط عام منذ فترة لا بأس بها، وأخص مؤسسات بعينها لم أحضر لها أي نشاط عام لفكرتي عنها كمؤسسات للبروباقاندا. أما الجامعات الليبية فهي كفتني شر ذلك لأنها مخلوق خلق لغير العلم والثقافة، ولأنها جهة مغلقة علي ذاتها وخاصة علي أمثالي حيث نكاد نكون ممنوعين من التردد عليها؛ بحكم كوني سجين سياسي سابق خرج من السجن منذ عام 1988م، وحتى الآن لم يتمكن أغلب زملائي المساجين مثلي من إتمام دراستهم، وبعض منهم له مادة أو اثنان وكان سيتحصل علي شهادته الجامعية يوم اعتقل.
هكذا إذا كفي الله المؤمنين شر هذه.. لكن المؤمن مصاب لهذا جرتني قدمي لا عقلي لحضور: المؤتمر الثاني للترجمة، في الفترة 19 – 20 نوفمبر ( الحرث ) بمبنى فرع الأكاديمية بنغازي- تحت شعار الترجمة والتواصل في الألفية الجديدة. الافتتاح الساعة 9:30 صباحا.
لم تكن لدي أية فكرة عن أن مؤتمرا للترجمة قد عقد في دورة أولي حتى الساعة، ولم يكن لدي علم بهذه الدورة الثانية، كذا لم يكن لدي أي معلومة أن هذه الأكاديمية لها علاقة بالعلم أو الثقافة بشكل مباشر، وفي صحافة الشارع الشفهية أنها توزع الشهادات العليا علي القاصي والداني، ولم يكن ذلك بجديد فكثيرا ما وصم المسئولون الجامعيون والتعليميون والسياسيون وغيرهم، جامعاتنا بأنها كما الديك لا تبيض.
هكذا إذا جرني فضولي ومحبتي الخاصة للترجمة، ولصداقتي لمترجمين أقدر جهدهم في الخصوص، والفضول يجرك من أنفك، مما جعلني أساهم في توزيع بطاقات الدعوة، واذكر بدعوة البعض مما عادة ينسون؛ وهم أصحاب سبق وريادة في الخصوص، كما حصل مع الدكتور وهبي البوري الذي أوصلت البطاقة حتى بيته علي الأرجل، ومثل الأستاذ فرج الترهوني أغزر المترجمين الليبيين وقد يكون المترجم الوحيد المختص والمتفرغ لهذا المجال.
كان هذا بمحض المصادفة، ليس متغرضا دعوة أمثالي لنشاط كهذا.

واقعة الأكاديمية !
الافتتاح عند التاسعة والنصف أصر علي صديقي من سنذهب معا، حاولت التملص بأن ليس ما يقال يحدث في البلاد فكثيرا ما يحدث العكس. أصر وكان أمام بيتي في الموعد كنا أمام باب الأكاديمية: في مدينة بنغازي سبخة في هذه السبخة تقع أسواق العرب والحديقة وسوق مواد البناء والفرش، ومحطات الركاب إلي ضواحي المدينة وغيرها من المدن والدول، المقاهي، صياح الباعة والمنادين علي الركاب، يقع مقر نادي التحدي ومحلات بيع قطع غيار السيارات، عند تقاطع الطرق والسمافروا الذي يحيلك لسوق الخضرة ثمة مبني، مبني مدرسي تداعي تحت مرض الزمن والملح والإهمال ليكون هيكلا عظميا.
في المدخل فعلت الأوساخ التي تلقي أمامه فعلها كما فعلت الأمطار، هذا المبني في سبخة الصابري هو أكاديمية الدراسات العليا فرع بنغازي – فيما سبق كنت تعاقب لو استعملت لفظة أكاديمية فهي أجنبية وتذكر بالاستعمار الإغريقي الذي احتل البلاد قبل التاريخ -، تدخل من الباب الذي ككوة زنزانة إلي فناء مدرسي إسمنتي محاط بغرف كقن الدجاج؛ هذه قاعات المحاضرات والإدارة علي الجانب، تصاب برشح الدهشة والعطس من أثر الغبرة، في الفناء شباب ذكور وإناث كأنهم طلبة يسوحون في المكان، وبعض الرجال من أساتذة وإداريين.
خلف مبني الإدارة ثمة خيمة مما تستخدم في المدينة في العادة للمآتم والأفراح، هنا تبين أنه سيقام حفل الافتتاح وما إلي ذلك، فكرت لو قامت ريح وسقطت أمطار لكان للندوة معنى أكثر؛ أليست تدور حول الترجمة وفي العادة الترجمة عن اللغات الأوربية هكذا سنكون في المكان الصحيح.
أخذت أصور أصدقائي أمام خيمة الترجمة للذكرى، صوت أمر: لا تصور ، لا تصور
لكنه صوت امرأة لم أخف فقد تعودت الأوامر من الرجال، وانتبهت إلي أنها غضبة من التصوير وتذكر فيم تذكر أننا ممنوعين من التصوير، بغضب قلت: سأصور ويمكن استدعاء البوليس لمنعي وأن هذا تعسف، مصرة بمنعي من التصوير اتضح أنها دكتورة أي أكاديمية ومن خلال تصرفها وكصحفي، تجاوزت تجربته الصحفية العقود؛ بالتحديد كانت البداية مع عام 1971م في جريدة الحقيقة يوم كان للبلاد صحافة، كصحفي وكاتب متمرس في وصف البشر ومشاعرهم رأيت ملامح مسؤول مقتدر يصدع بأن التصوير ممنوع.
ولما رفضت الانصياع، وفي جو من حيادية الأساتذة والدكاترى والاكاديممين المعتادة، استجوبتني الدكتورة هل أنت مدعو؟ ، قلت: لا ، قالت: إذا اخرج من هنا.
لم أخرج فالثقافة تخلق في النفس عدم الانصياع للقهر، وتخلق النفس السائلة والروح الناقدة حيث الإبداع نقد بالضرورة، ولبوس النقد السخرية من الفرض والسائد ومن القوة والعياذ بالله. استعذت من النفس اللوامة وخرجت بعد حين، تذكرت أني لست في مكاني وأن ما يحدث لي هو ما يحدث هنا وعادة ، خرجت معتذرا لنفسي وللعلم .

إذا عرف السبب ...
لم أكن أعرف سببا للغضب هذا وان كنت اعرف أسبابا للغة التعسف هذه و أجد للدكتورة الأعذار، لم تطل حيرتي حتى نبهت إلي أن الدكتورة نوارة مسلم أو هكذا سميت لي؛ مسئولة الندوة أو مقررتها أو شيء من هذا، وأن زميل لي هو الأستاذ سالم العوكلي قد كتب مقالة من يومين حول ملصقات معلقة في ممر الإدارة مما جاء فيها:

العديد من الملصقات تحمل عبارات أقل ما توصف به أنها معيبة.
زميلة أرادت الدفاع عن السلوك الذي ووجهت به قالت : أنتم نقدتموهم .
صيغة الجمع وصيغة الاستهجان للنقد ، كأننا قطيع غنم يستحق الذبح وكأن النقد مصيبة تبرر ذبحنا ، فأي بلاد هذه.
فلماذا يا صديقي سالم العوكلي تحب الجمال وتستهجن القبح كي أسفّ عنك التراب ؟، قد أعذرهم لكن ليس لك عندي عذر، لماذا تحب أن تنقض القبح بالجميل فيكون جميلك علي عقاب ، وأكون فرجة للسادة والسيدات من حملة الدكتوراه والأساتذة ومن صديقي والزملاء؟ ، ليس لك عذر أن تحب الجمال وتستهجن القبح، وأن تكون الناقد في زمن المداحين والرؤوس التي تعمي عيونها فيكون عندها كل صغير كبير وكل كبير أكبر ، ليس لك عذر يا صديقي سالم العوكلي ولهم كل العذر.



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة حب متأبية بطريقة خ ، خ
- تعيش جامعة العرب
- زلة عرجون اليأس
- فرج الترهوني : ترجمان كثبان النمل
- ..وكذا حبيبتي في الشعر.
- ذئبة من بعيد ترنو ، ذئبة تندس في غابة عينيه
- بغداد أفق مسفوح في بحر اللامتناهي
- شارع الإذاعة : سر من رآه ، سر من لم يره
- بورتريه الثعلب
- بورتريه العنيزي
- بورتريه البوري
- بورتريه الفلاح
- بورتريه الكوني
- بورتريه المنتصر
- بورتريه مطاوع
- بورتريه زغبية
- بورتريه مطر
- بورتريه لوركا الليبي
- بورتريه توينبي
- المفكر الليبي عبدالله القويرى ومشكل الهوية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الفيتوري - دروس الأكاديمية:لا تقول بغ ، ممنوع التصوير ، الكتابة ، الكلام ، القراءة ...