أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الفيتوري - بورتريه مطاوع















المزيد.....



بورتريه مطاوع


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 08:40
المحور: سيرة ذاتية
    


جاءت شفتاي مع قافلة للعبيد / كان يملكها السنوسى الأكبر./ في الجغبوب عتقهم و نشرهم في الارض. / انهم مازالوا يقنطون الربع الفقير ببنغازي / قرب المستشفى حيث ولدت. أولئك الإغريق / الذين أهدوني حواجبي / ما كان ببالهم البقاء بتوكره. / ولكنهم شموا ذات يوم / رائحة المرمية البرية / وأعلنوا بلادي مسقط رأسهم. / فرسان القديس يوحنا / غزو اطرابلس . / فطلب سكان المدينة النجدة من أسطنبول . / في عام 1531 جاء الأتراك بأنفي. / يعود شعري / إلى إحدى جواري / سبتموس سيفيروس . / كانت تهيئ له فطوره / و أنجبت له أربعة أبناء . / فتح عقبة مدينتي / بأسم الله . / نجلس الأن على حافة قبره وأغنى لك : يا ذات الأهداب الحلوة — حادة كالسهام — / أهذا وجهي الذي أراه منعكساً في عينيك؟ .
شمس في جوفه نشفت ريقه وهو يتلو أشعاره :
في بيتنا نكسر الجوع بتمر من هون / و بأكواب من اللبن الرائب ./ ثم بأقداح من شوربة / بلحم الخراف ونكهة النعناع . / و منها لاطباق من المحشى / وصحون من الفول المبهر / يسبح في بركة من الزيت والليمون . / وهذه هي البداية فقط .
ليت كل ما لدي أن أخبرك / جميل مثل قصة الوردة . / وصل موسوليني إلي سرت قابله غريزياني و جمعٌ من البدو الجائعين / كانوا لتوهم أٌخرجوا من معسكرات الاعتقال / صاحوا " ال كابو… ال دوتشي " / وهمَ احد قادتهم العجائز / (عيناه مضروبتان بالتراكوما) / بإلقاء قصيدة للمناسبة . / ثم قامت فرقة من غاتٍ البعيدة ( أتوا بهم عبر الصحراء بعربات مكشوفة ) / برقص رقصة علي جمال متعبة نحيفة.
في اليوم التالي ..
وصل موسولينى لبنغازي / لم اكن بعد في السابعة من سني / ولكني أول من قابله / بوردة حمراء / علي مخدةٍ مخملية سوداء . / كان مصدوماً / كأنه يتسأل / " أين المتوحشون؟ " / مشي خطي قليلة / ثم رمي الوردة لأحد أعوانه . / تلك الليلة سمعت أبي وأصحابه / من القضاة و الزعماء / يضحكون علي / و كيف وقفت منتظرة "ال دوتشي" / أن يقبل خدي . / مرت سنين قبل أن افهم – سمه ما شئت – كبرياء الضعفاء / أم قدرتهم الخارقة علي / استيعاب المفارقة .
أنا أتحدث عن الليثي . ولا أقصد بذلك الحي الذي ببنغازي / على بعد خمسة كيلومترات من المطار حيث يبني أبي بيتا / بدون مهندس, بدون خريطة / بدون مقاول وبدون أية تجميلات . / تقول أمي : أنه كبير جدا./ يقول أخي : لا فرق بينه وبين البيت القديم .
كان خالد مطاوع يلقى قصيدته هذه بفصاحة انجليزية لعثمتها لغته الأم في مدرسته بالولايات المتحدة ؛ زد عما سلف أن خالدا هذا لم يتسن له أن يركب جمل البحر ، لم يتسن له أن يمتطى سفينة الصحراء ، تسنى له أن يتخذ من طير أبابيل وسيلته لمغادرة البلاد صبيا . في صباه ذلك لم يتمكن أن يصيد سمك بحيرة بودزيرة الميت ، التي تقع قبالة الحى الذي يسكنه " الليثي " ؛ البحيرة دار حولها كثيرا ، هي بحجم قبضة غولة بنغازية لكن عمقها مهول ، وقيل أنها حنجرة النيل الذي ينفث فيها ما يشوبه من ملوحة لذا تركز ملحها . بعد أن تعب من مطاردة زرازير بحيرة بودزيرة وكابد العطش ، شرق في اتجاه بحيرة عين زيانة ، هناك بضمة يد كان يغرف الماء الحلو من وسط البحيرة المالحة التي لها بوغاز نحو البحر أضيق من خصر مارلين مارلوا ، صاد هناك سمكا برأسين ؛ رأس – معتاد - في الرأس ، رأس ثان – غير معتاد – بدل الذيل ؛ حين تسنى له الحوت والصبارص والليم القارص أولم نفسه وغادر البلاد ليكتب قصيدته ، قبيل توسيع بحيرة جليانة التي شكلت صرة لبطن المدينة الرخوة .
أخذ الأب ، الذي يبنى بيته دون مهندس ، يفكر في كثيرا وقد بنانى أيضا دون مهندس ولكن بعزم ، كنت ابنه الذى أثقل ظهره بهموم لا تشغله وان أحبها ؛ أن ينشغل ابنه بقضايا الثقافة والآداب في بلد يضيق صدره بكل معرفة لا يعرفها ، وبكل سؤال يقلق مضجعه .
نزل الأب بنغازي من فاه من فويهاتها ، حط بزقاق بروين في شارع بوغولة ، هناك لمته مع فنانين جمعتهم غربة الفن ، مثل على الشعالية الذى ربطه به نسب بعيد ، وحسن عريبي الذى هج عن مدينته طرابلس بمالوفها الغناء الليبي المميز ، ليحط الرحال حيث يتسنى الغناء . الأب يسوح قمينس البلدة المحادية بنغازي على حمار يبيع بضائع جلها نسوى بقامته الفارهة ووسامة وجه بشارب هتلر موضة الزمان وعيون واسعة ببريق شهواني - ما سيرث الابن من قليل يورث – ، اعتناء خاص بالملبس القميص الأبيض والكاط الأزرق المحروق والشنة الحمراء على معرقة بيضاء والطيب ووسامة الرجل ، هذا عرف في كل بادية قمينس حيث يستبدل بضاعته ببعض من منتوجات الرعاة خاصة نسائهم . يحكى الأب أن فيه ما في سيدنا يوسف وما جاء عنه في الكتاب ؛ كنت أنوى الزواج لما كنت في الغرب في زليتن تحديدا وقد توجهت وصديق للسوق البعيد عن البلدة كى اتبضع حوائج العروس والعرس ما حمل الجمل في العودة عند العشية في خلأ طلع علينا على بابا وأربعين أو ما شابه ، فر صاحبي وأثقلني أني صاحب المال وما في القلب من حرارة العشق وزهو الشباب سرعان ما غلبت على أمرى وكنا عند بئر حين سمعت رأس العصابة : أخذ الحوائج لكنى لا أخذ الروح ، طوحوا به في البئر ان عمره طويل فكته السبل . رميت وفي ساعات جاء القدر مرت قافلة تتغى الماء ، فبعث . تزوجت وطلقت بعد رزقت بنت أخذها باريها ، وجدتنى في قمينس تاجر كاليهود عادة أسوح بحاجات النسوة وأطفالهن أستبدل بضاعتي ببضاعتهن أيا كانت ، عاشق الحياة عرفت ، نهارى نساء سافرات وليلي خدرهن والخمر وما من أمر . المنادمة تضم خالى وخالك الذي قد هج مع أمه من غريان رفقة أمه وأخويه وأخوات ثلاث ، تزوج صديقين من بادية البلدة الاثنتين الاكبر وفي سكرة منحنى الصغرى التي تجاوزت العقد الاول من عمرها بعام أو أقل من عامين، كانت طفلة تلعب مع الاولاد حين زفت لى لكن خالى برر ذلك في تلك السكرة أن نبيئنا تزوج أمنا عائشة في عمر يناهز ذلك ، وتهكم خالك ان فيّ من الانبياء شواهد : تاجر جده عبدالسلام الاسمر وسيم وعلى يسر وفاض للمنازعات شيخ في العقد الثالث ، بقي خالى يردد أنه لم يستلم مهر أخته من أبي أبدا . ضاقت قمينس ومن بنغازي كنت أتسوق غادرت البلدة للمدينة فالتجارة مدنية ، حططت في البدء بزقاق بروين وسط سوق بوغولة ، ضمت جلسات الانس وقد حضر الفن وتوفر الخمر أجسادا بضة أوربية نأتي بها من ملاهي المدينة التي في الحرب عانت من الاتراح ، لذا غب الحرب اقامت الافراح والليالي الملاح .
عرف الأب – ككل أب جاد في أبوته في هكذا مدينة – بالصرامة ، الجدية ، الحزم ، الحسم في النهارات ، عند مجئ الليل يشلح ثوب الشيخ ، وتحت غطاء الظلام تنحل النفوس وتتحل من كل موثق . في الصبا وقد قر للايطالين الامر عملت عند ايطالى أقام مخبزا وقد كنا قبل نصنع خبزنا في البيوت ، هكذا تعلمت صنعة فيها جدة قلعت التنانير من البيوت ، في مقتبل الشباب تجندت في الكبنيارى أو البوليس المحلى ما علمنى الحزم والضبط عند اللزوم وتفتحت آفاق . عند بيت النار في الفرن يضع زجاجة النبيذ وهو يدخل الخبز بعد أن يتناول جرعة ، عارى الصدر فيه ناران يخرج أمام المخبز في الشارع آخر الليل ، يتروح بزهو الصانع الثمل ؛ يعجن الدقيق أول الليل برجليه ثم بيديه يشكل الارغفة ويلقفها النار ، اتقاد دائم ركزه نقطة دائرة في الصابري حيث انتقل وثبت أقداما راسخة .
دكاكين حميد صف من محلات تطل على الشارع الرئيس مخرج المدينة الشرقي ، خلف المحلات محلات تقتبلها محلات بنيت من طين وزوقت بالجير وطلاء الابواب أخضر يانع ، هنا يباع كل شيء . للأب محل مواد غذائية بضائعه ، سواك النسوة ، الأسبيرن ودهن الفكس ولصقة جونسون ، الدقيق ، المعلبات من كل لون وكذا الخضار ، الفاكهة ، الفنارات ، القاز والفحم والحطب ، الأبر والخيوط والحبال وعدت الحرث والحصاد ، القرنفل والتوابل والفلفل المطحون والبزار والعطور ، كل حوائج نساء البدو وحاجة البدو تتم مقايضتها بمنتوجهم من خراف وصوف وسمن ، في البيت مستراح لعلية الزبائن هؤلإ ولشبابهم نقود للهو في شارع الشطشاط ، كل هذا من بضاعة ومقايضة يدون شفاهيا ! حتى يكبر الأبن البكر فيكون من عامه الدراسي الاول المدون الوزرقي . للأب مطحن يجعجع بحبوب الزبائن البدو ويطحن الملح ما يغلف في ورق خشن ويباع بالكيلو ، كذا يكبس الشحم في مغلفات مماثلة وللأب فرن جير فليس لمثل هؤلإ الزبائن من حاجة إلا وتم حصرها . اذا حاذيت البحر شرق ميناء المدينة يلتقيك شاطئ يحاذى زرائب العبيد ، العبيد الذين اعتقوا عقب الغاء العبودية واسكنوا عششا من سعف النخل وسيقانه وتفل البحر والصفيح خردة الحرب ، غرب هذه الزرائب يسكن أهل البلاد من غير العبيد وان كان بهم عوز . هنا حط الأب وبنى بيتا على الطرز الليبية لكن المطورة ؛ يجلب الماء المر ملوحة للبيت وراد من ماسورة البلدية التي تتوسط الحى لهذا أطلق مثلا مفارقا : بلا جميلت الوراد نشرب مية الصابري ؛ حيث يتمكن اطفال البيوت الفقيرة من جلب الماء دون عناء ودون نقود طبعا ، لكن مثل بيتنا يجلب مائه سبيكه كما يدعى الوراد الذي يحصل مقابل ذلك القليل من المال . أما الماء الاسود والفضلات فتسحب من حفرة تحت المرحاض ، من قبل السائح اسم الرجل الذي يقوم بهذه الخدمة في حبور وزهو وهو يخيف الاطفال من رائحته العفنة ، لكن طيبة قلبه والحلوى تجعلانه معشوق أطفال الحى ، وحوله دارت أساطير أنه ابن اسرة ثرية لكن عشقا أصاب قلبه لفتاة زوجت من ابن عمها غصبا - كما تستدعى التقاليد - جعله هذا مغبونا يدس نفسه في حنايا أطفال الحي ومراحيضه . ما بنى الأب دعى بالعلى لوجود غرفة فوق السطح يعتزل فيها ويقيم لياليه الصاخبة ، وأعلى شأن البيت لوجود الكهرباء فيه عن غيره من البيوت التي تنار من فنارات وفتائل القاز . يكد الأب نهاره كى يجعل من ليله خمر الذي يبيعه أحد الجيران في البيت ، في شرق البلاد منع الملك بيع الخمر للمسلمين ، كانت أخت بائع الخمر صبية تقوم بنقل القناني في قدقود ؛ حقيبة من سعف النخل ، على درجاتها الايطالية الصغيرة العجلات تحت وابل من معكساتنا الصبيا والشباب ، تقف عند باب بيت الزبون وتستبدل الزجاجات الفارغة بالمملؤة . عند المساء يفرش الأب جلسته وسط البيت يعد مزته بنفسه سمك مشوى ، فول أخضر مطبوخ ، كبدة بالمكرونة ؛ تعلم الطبخ على أيدي ايطالية مدربة ، ثم يجمعنا حوله كى نحتسى بعض الكؤوس ، ويقيس درجة سكرنا بان يطلب من كل واحد رفع صحن صيني وتوصيله للمطبخ فإن سقط الصحن فإن حامله يغادر الجلسة . معاقرة الخمر في البيت أو الحى شيئا معتادا ، لم يكن ثمة من رفاق الأب وصحبه واقاربه من لا يتعاطها .هكذا تميز الأب بشخصتيه الصارمة نهارا اللينة ليلا ، المنضبطة في شغلها المستمتعة في أجوائها الخاصة . كانت المدينة تقيم الكثير من الفواصل بين الحى والحى ، بين واجهة الحى وخلفيته ، بين البلاد قلب المدينة وبين ضواحيها ، بين الشارع والزقاق ؛ لهذا تسنى للأب أن يقيم فواصله ، زوجتان في البيت ولليل ما ملكت يده فإن تعاركتا الضرتان ربطهما في حبل واحد ووضعهما معا في حمام البيت الضيق وارجع الباب خلفه ، عند خروجه يطلبان منى فك الحبل ليتسامرا معا ويأكلان ويضحكان حتى قرب عودته للبيت ، عندها يطلبان منى أيضا أن أعيد ربطهما . لا شييء يتم دون اذنه حتى الخروج لبيت الاهل أو الجيران ، كنت في التاسعة حين تخطيت البيت لبيت الجيران في الشارع الخلفى جلدني ، حبسنى في الحمام وملأه بالماء كى لا أتمكن من الجلوس ، ترك باب الحمام موارب وخرج من البيت لم أقدر على الخروج وخافت الأم وضرتها اخراجي فقد يعود فجأة . المخبز قبالة البيت يشعل الحطب والقش في بيت النار عند تكون الريح جنوبية يختنق البيت ، بيت الخباز لا ينام ، أحيانا يدخل الأب جذلانا يحمل أرغفة ساخنة أعدها لنا بطريقة خاصة : يعجن الدقيق بالزيتون واللحم أو التن والفلفل الاحمر ثم يضع هذه الخلطة في الفرن ، في سكره يحب أن تكون مزته لحم طاجين من الخبز كثيرا ما يعجبه طبخه فيحمله ويطرق باب البيت مسرعا ومتلهفا كى يوقظنا لنأكل ما لذ عنده وطاب . يحرث الأب نهاره في أرض الملح هذه بين دكانته ومخبزه والحى المحوط بالسباخ والبحر ، ويتقنع يومه بصرامة جبلت نفسه عليها قساوة مدينة مائها وخبزها خلائط من ملح ودم من هذا كان للأب قبضة قوية على بيته ببنيه وبناته وزوجاته مسورا مملكته هذه برحمة القسوة أو قسوة الرحمة حسب الظرف والحاجة . مرة طلب جدى منى أن أحضر له في زجاجة قازوزة قليلا من زيت الزيتون من دكانة ابنه ، ملأ الأب من برميل الزيت قليلا ثم عزم أن يكمل من برميل آخر هو لزيت يعرف با لتريبيا وهو غير زيت الزيتون وأرخص وأقل قيمة ، اندهشت للأمر لكن لا يمكن لى أيا تعليق ، عدت إلى جدى الذي علق قبل أن يستلم الزجاجة : دارها الله ايسامحه .
فجر اليوم التالى أخذني أبي كالعادة معه للدكانة قبل أن يفتح الباب شاهد بحيرة من الزيت ، لم ينبس ببنت شفة أمسك بيدى مهرولا وعند بيت جدى توقف يطرق الباب ، دخل إلى حيث يقعد الجد أخذا في تقبيل يديه طالبا السماح . الجد أعمى يتلحف عبأة صوف على الجلد والعظم ، وكمتصوف خيل لى أنه يقتات من ترديد آيات القرآن والذكر ومدح الرسول ، لم يكن يفك الخط لكنه حفظ الكتاب عن ظهر قلب ، اعتزل الناس مكتفيا بأنه فك لغز الحياة وانحل في الوجود . كشبح من طيب ترأ لى هذا القارئ الموجود من خلال ما يردد في خلوته ؛ من الحرف عنده طائر لا يجب أن يؤسر في دواة وحبر و لا أن يرقن : ما يرقن سيكون طعاما قديما لا يمكن انقاذه وغذاء للعث ، جدى حكيم نقش في صدره معارفه لهذا كرهت الورق ، كثيرا ما شهدت على مريض يستغيث ببركة جدى ، الذي يتمتم جهرا بآية قرآنية مشفوعة بادعية سرية على رأس المريض حيث يضع يده ، ولأن الشفهي مخلوط بالروح عادة لم يخرج هذا المريض من بيتنا إلا شفي عفي . ما أن صار للأب أولاد حتى عزل الجد في خلوته واتخذ من الحفيد مرسال . أما الجدة فاتخذت من بيتها متراسا بعد ان اتخذ الأبن بيتا خاصا ، وأعلنت الحرب على زوجتي ابنها الذي لم يطاوعه قلبه أبدا أن لا يستمع لمواجعها ولطلباتها من حوائج الزينة النسائية في محاولة لسحن كبدت نسوة ابنها ، لكن كبدت ابنها كما كانت تدعوني فله كل التدليل ، كذا فإن الأكل التقليدي واجادت طبخه هذا ما عزمت الجدة على اعتباره فخها المفضل لاستدراج ابنها وحفيدها الأول ، بين يوم وآخر تطبخ البازين من دقيق الشعير الخشن بالقديد أو لحم القعود - ان تمكنت من فك قروش من الابن - وتطبخ المقطع أو الحساء ، وفي بيتها أصرت بالحاح على التنور وان تعد أرغفتها فيه ، ولم تعترف حتى لنفسها أن حربها خاسرة وأن الوقت يلعب ضدها متحالفا مع عدواتها ، في زمن غدت فيه الجدة بحق هي أم الأم بعد أن انعزل الزوج في بيت خاص .
جدتي لأمي هي حكايتي ، هي السارد ومن حكاياها حكايا المدينة ؛ ككل مدينة فصاحتها شفاهية ، من حلاوة الروح : عذوبة الأمومة طلقت الفراش وتركت الدفء ، زحفت لصغاري على الركب حتى دميت ، بالدم رصدتهم وبحجاب الأم حصنتهم وكانت بنغازى تناديني فلبيت مسرعة النداء . من قمينس بلدة النعناع إن جادت السماء وبلدة العطش إن لم تجد ؛ وجدتنى أفر كما يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته ، ويفر ببنيه من جوع أو خوف لأمل وأمنية .كذا كنت أفر من قمينس حيث لاشغل ولا مشغلة ، فقد توفر الماء ، وقصرت اليد عن المحراث فما فى الجب من حب ولا مال ، فتحول الماء لسراب وبنغازى مآب لملئ جيب البطن والرأس وجيب السروال إن وجد . خادمة و لا الموت بالحسرة قلت والخطى تحث إلى المشرق فالصبح لاح ، فى بنغازى بيوت لآل مصراته تجار البلاد أصحاب المال ، وإن لا يقدرون غب الحرب على الحشم قدروا على الخدم . ساعة خرجت وبنى إلى الطريق ، لم يكن فى الأفق حمامة أو يمامة ، لكن الأمل يرفرف فى الأنحاء . بنغازى مدينة مسحورة ؛ الأرض بيضاء فهى سباخ مترامية الأطراف يحدها الأزرق كشبه جزيرة ، فى مرمى البصر جبل أخضر بينها وبينه أحمر سهل من طين برقة الحمراء ، هى بساط والرحبة والقار قار يونس بوابتها الغربية ،كما الربوة ربوة سيدى يونس بوابتها الشرقية ، والأفواه أو الفويهات كما يصغرها البدو – قرى كما كف اليد صغيرة ومبسوطة وحاميات من عثار السفر وراحة من تعب ، هى مسحورة ليس بالأخلاط من أزرق وأبيض وأحمر ، لا باليباس والرطب والسائل ، لا باليم والوعر والسهل ، لا بهذا ولا بذاك ؛ لكن بطلوعها بقعة بقعة فهى مسارب وخلجان يحوطها ماء أجاج ، تحوط الحياة التى تنبثق عنها كما العجب أو ثغاء الحملان ؛ مأوى الذائح والذبيح والفار من سباع الأرض والدهر ، حين هممت بها كان التوق وقد أشعله الأمل دليل الفؤاد وزيت الروح ، طلعت بنغازى المسحورة فجأة عجوزا تتسربل ثوب العجز تطلب وتلح على القعود ؛ هى مدينة الغريب دون نزاع ، تتلبس الروح الشفيفة وتشغف القلب الملهوف ؛ راحة مذاقها ملح وخبزها الألفة ، كالجديد فى القدم حلم وكالقديم فى الجديد ماض ولى ، وكما فى الأرض - فى الخاطر ثمة مطرح لكل أحد حيث كل مطرح ليس لأحد . بنغازى مدينة مسحورة ، قبل أن أجيها عرفتها ؛ فهى طوق الحلم ، وجدت لما لم تكن موجودة ؛ مدسوسة فى غياهب الزمن ، كما هى يابسة مدسوسة فى البحر فهى رطب الحلق عرق البلح ،كما الأمنية ننسجها بالتوق ونجسدها بالمكابدة – هى أليف اللغة لأنها مدينة بشرية ؛ من صنع البشر الذين تحدوا الطبيعة التى حاولت جهدها إخفاءها عنهم ؛ لما حوطتها بالملح والماء ، إنها المدينة التى نصنعها كما نصنع أنفسنا فيها ، هى منحوتة رغبة ونقش شهوة وأيقونة روح وشهقة نفس وتبرعم الجسد وكأس الحياة ؛ هكذا تجلت عن خفاء فهى مدينة نهر النسيان - كما جاء فى كلام الأولين حيث المآب الأخير ، لم تفتح مرة فهى التفتح الأبدى ، فى الخرائط مركونة فى الركن كما البئر فى البيت ، الخيال فى النفس ، المنى فى الجسد والروح فى الكلام ، بنغازى مدينة الحقيقة غائبة عنا فى الوصف والتوصيف ، هى متجر الذهب الأبيض ، و محل المتعقبين من العبيد ، محطة آخر القوافل ، وأول محطة لغارات طير الحديد ؛ حتى تحولت سماؤها إلى غربال من أثر ما أخترقها من قنابل ورصاص ومتفجرات آخر ، من فوق ومن تحت ومن يابس وبحر ، فإنها مدينة الغارات الجوية فى الحرب الأخيرة ، لما كانت أرضها مفتوحة لكل أحد بنغازى ليست مدينة أحد ومدينة كل أحد جمعت وأوفت ؛ جمعت من كل فج أفواج المغتربين وأفواج الحيارى وأفواج الضائعين ، ولكل فوج فتحت مساربها ؛ هى مقر الغرباء ومقام النسيان ، قيامة النفس التواقة وحصير التعب ، مسكن الجن والأنس وما بينهما ، ومنارة ( سيدى اخربيش ) تشى بها للسفن التائهة والبحارة المساكين ، والقراصنة الفارين من أشباح المطاردين وأساطيل الدول العظمى ، لهذا هى بيت شمل يغمر السائح وملاذ الغريق - قال قريتلى : حينما استولى النصارى القريت على جزيرتنا ، وتركتنا فلول الأتراك المهزومة ، فررنا بالأسلام ديننا من عقاب أهلنا الذين عدونا من الخائنين ؛ أوينا بنغازى ، وقال لى قرصان مالطى لما حوصرت القرصنة ومنع البحر عنا كانت بنغازى المأوى ، كذا قال انقليزى وقالت يونانية فتحت خمارة هنا لما عاثت جيوش ألمان وطليان ببلادى وكذا فعل أرنأوطى ( ألبانى ) ، ركن ألمان من تعب – تعبوا من طموح قادة بلادهم وعسفهم – ببنغازى ، وشامى ويمنى ومصرى جاء بهم الترك ؛ فبعد عنهم موطنهم اتخذوا بنغازى وطنا ، وجعلوا منها جمعهم مدينة ولما جئتها سبقنى الكثيرون من أهل البلاد ؛ الفزازنة خبازون وأهل الغرب بناؤن والبدو شيالون ، ومنهم من قدم منذ قدم ؛ فكان أول من أهل الأرض وصيرها مدينة بنغازى الحقيقة التى أوتنى من جوع وخوف ؛ بنغازى المسحورة التى تعطى نفسها لكل من عجنته الصعاب وألف المكابدة ؛ كل عنيد صاحب تغريبة ، هى أرض الملح وفى الملح خبز تخبزه الأيدى من شقاء ، تحوله الروح الوثابة إلى جار أليف فى زرايب العبيد بالصابرى مستعمرة السود والفقراء من قش وبقايا الحرب من زنك وحديد ، وفى السبالة بالكيش نجع فقراء البدو حيث شيدوا بيوتا من الصفيح فتحلقت الحلاليق و البراريك بالمدينة ، وساكنيها الأقدم فى البركة وسيدى حسين اللذين يربطهما بـالبلاد ؛ وسط المدينة، مسرب من اليابسة يجانبه السباخ . حين نزلت بنغازى رأيت بأم عينى أهلها يعودون بعيد الحرب من حيث هجوا فى البوادى والجبل ، كما رأيت أهل طرابلس يهجون عنها إلى دواميسنا بجبل غريان ، عاد أهل بنغازى إليها وقد غدت حطاما وكبرت فى سنوات الحرب فصارت أعجز من عجوز ؛ البيوت دكت وحطامها أغرق الشوارع حتى سدت ، والميناء جبانة للسفن ، والموت يخرج لسانه فى كل درب للسائرين ، وكنا نتخطاه ليس عن جدارة وإتقان بقدر ما هى الصدفة .فى البدء كانت الصدفة هكذا أحببت بنغازى من أول نظرة ، كما ولدت فى غريان من أم إسمها عربية وهى عربية وأب جبالى بربرى يدعى بريبش ، كما تزوجت البشير العربى ، وكما قطعت سرتى فى الجبل الغربى شدتنى سرة للجبل الأخضر ، لأسكن سفحه ، فى هذه المدينة التى ليست كالمدن ، فهى ليست مدينة كما ليست قرية ؛ هى جمع شمل يسكنه النفس قبل الجسد ، ضفة للبر وعنق تشرئب للبحر ، لما أطلت على طلعت الروح راضية مطمئنة ، كان عناق من خرج عن صحراء سرت ، ومن خرج عن البحر فرحا بأنيس ، وإن كان غريبا فبنغازى الغريبة ؛ عن الجبل بعدت وفى البحر سكنت ، إلى الصحراء فتحت يديها للناجين - وكنت منهم رغم كل ما دسه الطليان والأنقليز والألمان من لعب الموت فى شوارعها وعلى ضفافها وفى أحشائها من بيوت وعمارات هدمت ،فى الحضن دستنى وعن القنابل والألغام أبعدتنى وأبنائى ، فى عمارة متهدلة سكنت كما الناس ، فى شوارعها سرحنا نجمع بقايا الحرب من نحاس قنابل متفجرة - بعضها ختل الناس وأخذهم بغته وهم يحاولون تحويلها لقوت يومهم ، وكان تاجر يدعى السوسى ؛ يجمع من الناس ما يجمعون من بقايا الحرب التى آثارها تفعل فعلها حتى بعد زوالها لهذا قتلت الآثار من قتلت وأحيت من أحيت ، وكما شردت أطفالا أغنت رجالا وعهرت نساء ، علمت الصبيان النهب والتسول ، فتحت ملاجئ ومدارس ليلية وإدارة انقليزية ومعسكرات ورأيت لأول مرة أهل المدينة أهلى فسمعتهم يسمون أنفسهم ليبيين ؛ رأيتهم جماعات جماعات : الأستقلال أو الموت الزؤام ، تساءلت عما يحدث قيل يتظاهرون من أجل حرية بلادنا فرحت دون أن أعرف السبب ، وكان إبنى الأكبر فى هذا الوقت يسطو على دارات الأنقليز من ضباط وبعض الجنود الذين قيل أنهم استرال ، وبنغازى تنهض من جب غميق دكت فيه فنهضنا بها . أجرت بيتا بشارع بوغولة زقاق بالروين ، بعيد أن اشتغلت خادمة فى بيت المال عائلة جعلتنى منها لما بينت لهم مقدرة فى التعلم والأتقان ، فى بيتهم راديو وكان أمرا جلل وهلم من كل شئ حديث وجد أيامها ، وهم أغنياء وسط فقراء لكنهم به – بالغنى شغلوا الكثير من رقاد الريح وأوهم من مسغبة ورعب بعد الحرب ، وتميزت فى الطبخ الحديث مكرونة سباغيتى صلصة ومبكبكة ، محشيات بــراك وطواجين لحم وسمك كما فـى الشعبى من بازين ،كسكسى ، رز مبوخ ومطبوخ ، والناس يقتاتون من الموت من بقايا الحرب اقتت من بقايا العائلة التى أخدم .ما بعد الجوع إلا الشبع ؛ اتخمت المدينة بمآسيها فلم تجد وسيلة للحد من ذلك إلا بأن تذهب فى المأساة إلى مداها ؛ بقدرة غامضة تحولت إلى [ الحاضرة ] التى تحضر إليها وتجمع حولها كل معاناة الحرب الطويلة منذ مجئ الطليان حتى دخول الانقليز ؛ مؤتمرات وخطب واعتقالات واجتماعات وسجون ، ومهمتى أن أطبخ القدور تلو القدور فى بيت المصراتى الذى تحول لمضافة لأناس قدموا من درنة ومن طرابلس وفزان ومن مصراته والزاوية الغربية وحتى من بلدتى غريان ؛ يناقشون السياسة والتجارة . وفيه رأيت عجب ؛ رجال وأى رجال متعلمون وآل جاه يلبسون الافرنجى والوطنى : الجرد ، الكاط الملف ، الشنة الحمراء أو السوداء ، يتحلقون حول ورقة يسمونها جريدة الوطن يقرأون ويعلو صوتهم ثم ينصتون لأذاعة لندرة ويتخاصمون ثم يتعارفون ويفترقون ليجئ غيرهم ؛ فلقد صارت بنغازى القبلة وعاصمة إمارة برقة التى أميرها إدريس السنوسى ، لم تنته الحرب قلت فى نفسى إلا لتبدأ حرب أخرى ، لم أر فيها السلاح لكن رأيت الكدر والحيرة ؛ فلأول مرة لا أعرف من أنا ولا من سوف أكون ، اختلط على الأمر وأنا أطلب من ابنى البكر أن يفكر فى الزواج رغم صغر سنه قلت : انبيت البكر ونرتا.. ثم تساءلت أأريده صاحب بيت واسم أم أريد أن اتخلص منه ، أم أنى أنا التى تريد بيتا لكن تخفى الأمر حتى على نفسها . ما أصعب البدايات أى بدايات هكذا داخت بنغازى إثر الحرب ، وفى فترة كأنها خدعتنى ببساطها الأحمدى ، وأنى خدعت النفس وزينت العجوز بما فى دكان العطار ، فقد كشر الدهر عن أنيابها أو هكذا راودتنى نفسى لما وجدت جنيهها المصرى عملتها الجديدة يذوب كما تذوب الأحلام ، ووجدتنى غرباوية يقولها اصحاب السبق فى التوطن بالمدينة ، ووجدت الملاهى الليلية : الريفيرا ونسائها الانجليزيات والايطاليات واليونانيات .. والسينما : برينتشى .. ونسائها المصريات ؛ كوكا وتحية كاريوكا وشارع [ الشطشاط ] قد أخذ أبنائى ، كما أخذ القمار والخمارات أبناء الفقراء الذين استطاعوا أن يغتصبوا القرش بالكد والعرق الأسود من ايام الغصة ، لكن بنغازى مدينة مسحورة فسرعان ما شمرت عن ساعدها ودارت فيها الطواحين غب أن حصد الزرع الذى عاما عن عام يكون صابة ، فتزوج البكرى إمرأة مدينة ، وفى ريقى ذابت بنغازى وكنت أذوب فى حلوى بر الترك التى يصنعها كانون ، سحت فى الزلابية والمخارق والسفنز ما تعلم إبنى الوسط خليفة صنعه ، غاصت قدماى فى السبخة وكأنى مرصودة ، تشبت ببنغازى فأخذنى وجد ، طلقت الرجال ورضيت بها حامية وظل ؛ مدينة الشرق الحاضرة التى ليست من ولا كـ المدن فى شيء .
في البلاد في شارع اللواحي كنا في منزل جدتي حين صرخت أمي ، كنا بين الحين والأخر نزورأمها في منزلها لما يسمح الأب بذلك ، نجلب معنا قفة تضم خضار ولحم وزيت وعلبة طماطم ، ما يفترض أنه غذائنا ، هذه المرة كان اللحم ربع خروف على غير العادة ، علق خالى الصغير اللحم بسنارته حيث وصلنا مع قدومه ، انغرست السنارة في يد أمي .
قبل هذا اصطاد خالى هذا سمكة فروج كبيرة جلبها لأمي كى تعدها كطعام ذلكم اليوم ، كان يدور في الأحاديث أن البحر اصطاد صبي منذ يومين ، لما فتحت الأخت بطن الفرج وجدت اصبعا صغيرا ، انكر خالى وادعى انها من تخيلات أخته لكن أمي لم تعد تطيق صبرا لذكر البحر فما بالك أبنائه وبناته الاسماك . هكذا حرم علينا تناول السمك في بيت أبي الذي كثيرا ما اضطر وشهوته الفذة السمك ، أن يرحل زوجته أمي لبيت أهلها حال تغيب الزوجة الثانية ليقوم بطبخ ما جلب من سمك في الغالب اصطاده وحينا اشتراه ، يومها تكون وليمة ملكية كما يقول وكما هي حقا ، بهذا وغيره كانت الأم ظل البيت . لم يكن أحد يتحقق من وجود ظله إلا ساعة غضب الأب الغاضب كل الساعات ، فإذا كان الأب العصا في بيت كبيتنا فإن الأم من يتلقي هذه العصا دون وجع دون كلل ، من حبور عصافيرها تستمد صبرها ومعنى وجودها . حرجانة اخذت أمى مرة لبيت أهلها ، أمها تحصد الزرع عند عائلة بدوية في البر بالرجمة التي تبعد ممشى ليلة ونهار للراجل ، أخذت غصبا أزبد أخوها ورغا معللا تصرفه هذا : أن زوجها هجرها بعد لم تنجب طفلا وقد تعدت السن اللازمة عمرها تجاوز الستة عشر . ليلتها لم تكتمل شغف يشدها تسللت حافية راجلة ، تندس بين ثنايا الليل وتؤنسها الذئاب بعوائها ، تتعثر فتمسك بشعر الليل من شجيرات البطوم والشمارى عند سفح الجبل الأخضر وكدت العزم على أن راجلها ملاذها ، فلق الصبح عزمها فتوثبت كذئبة تركض في طريق شقته بفكرة أن تخطب لزوجها امرأة ولادة ؛ ابنت خالته أرملة ولدت وفجعت في وليدها :
- سأفرحها وان حزنت ، فإن لم يكن لى ولد يكون له ولد .
لكن لم تطيق صبرا حملت بي أنجبت ولدا قبل أن تنجب ضرتها ابنة بشهر ، احتفى الأب بالولد - صرت ابن أبيه - كما لم تحتف الأم التي تحولت للانجاب وللاهتمام بما تنجب ، حسبها أن تكون المرضعة ودفء الفراش والفؤاد الملتاع بهم ؛ لهم جميعا .



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورتريه زغبية
- بورتريه مطر
- بورتريه لوركا الليبي
- بورتريه توينبي
- المفكر الليبي عبدالله القويرى ومشكل الهوية
- نقد ثقافة التنمية
- اطرابلس : طرابلس الغرب ، طرابلس الشروق
- الفارس الوحيد يتكلم الآن
- محاكمة عمر المختار
- لو لم يكن رضوان بوشويشة ما كانت طرابلس الغرب
- حربستان .. عشق آباد
- ثلاثة وجوه لسيرة واحدة!
- الإصلاح ملابس داخلية!
- لماذا لبنان يدفع فاتورة الديموقراطية؟


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الفيتوري - بورتريه مطاوع