أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل















المزيد.....

الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


في خطاب عاصف، ألقاه الأديب الإسرائيلي دافيد جروسمان أمام حشد هائل من حضور الاحتفال بالذكري العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء السابق إسحق رابين. هاجم الكاتب الإسرائيلي حكومته، و مجتمعه، و حالة الهوس التي تجتاح دولة إسرائيل الآن و عماها المتواصل عن رؤية ضحاياها من العرب. لم يكن المثير في الأمر فقط أن كلماته جاءت في أثناء مجزرة بيت حانون و التي تعرض لها الفلسطينيون العزل، و إنما أيضا أن هذا كان أول ظهور للكاتب الإسرائيلي بعد فقدانه لابنه، أوري، في الحرب علي لبنان.
تحدث في البداية جروسمان عن الحرب. قال أن إسرائيل لوحت بعضلاتها العسكرية الرهيبة و لكن من خلفها بالتحديد انكشف عجزها و هشاشتها. اتضح أن القوة العسكرية التي في يدهم وحدها لا تستطيع في نهاية الأمر أن تضمن وجودهم. و اكتشفوا في النهاية أن إسرائيل واقعة في أزمة عميقة، أكثر عمقا مما اعتقدوا.
قال جروسمان: "انظروا ماذا حدث لأرضنا الشابة، الجريئة، الممتلئة بالحماس و الروح التي كانت هنا؟ كيف، مثلما في شيخوخة متسارعة، قفزت إسرائيل من مرحلة الرضاعة و الطفولة و الصبا إلي وضع ثابت من التذمر و الوهن والشعور بالحموضة. أكثر من هذا، كيف نواصل الوقوف علي الجانب و النظر، كأنما نحن منومون مغناطيسيا، إلي سيطرة الجنون و الفظاظة، العنف و العنصرية علي بيتنا؟"
ثم انتقل جروسمان لانتقاد القيادة الإسرائيلية قائلا أن العناصر الأساسية التي تستطيع بها قيادة إسرائيل اليوم تحقيق سيطرتها هي بالأساس عناصر تقوم علي الخوف من ناحية، و علي صناعة الخوف من ناحية أخري. عناصر تقوم علي سحر القوة، والمساومة بكل ما هو غال لدينا. بهذا المفهوم هم ليسوا قادة حقيقيين، وبالتأكيد هم ليسوا قادة يحتاجهم شعب ضال وفي وضع معقد لهذه الدرجة. وتساءل: متي كانت آخر مرة نطق فيها رئيس الوزراء أو فعل شيئا يمكنه أن يفتح أمام الإسرائيليين أفقا واحدا جديدا، مستقبلا أفضل؟ متي بادر بمسيرة اجتماعية أو ثقافية أو قيمية؟"
لن تسامحني
ثم أضاف موجها الخطاب لأولمرت وملمحا لرحيل ابنه في الحرب ولصمته بعدها: "سيدي رئيس الوزراء. لا أقول هذه الكلمات من خلال شعور بالغضب أو الانتقام. انتظرت فترة كافية حتي لا أتخذ رد فعل من خلال مشاعر لحظية. لا يمكنك غفران كلامي الليلة بحجة أن الإنسان لا يحاسب ساعة غضبه. بالتأكيد مازلت ممتلئا بالألم، و لكن أكثر مما أنا غاضب، فأنا متألم. تؤلمني هذه الأرض وما تفعله أنت و أصحابك بها."
"لأكثر من 100 سنة نحن نعيش في صراع. نحن ­مواطني الصراع­ ولدنا داخل الحرب و تدربنا عليها، و بمفهوم ما كذلك تم وضعنا داخل مشروعها. ربما لهذا فنحن نفكر أحيانا أن هذا التطرف الذي نعيش به لمئة عام هو الأمر الحقيقي، الوحيد. هو الحياة الوحيدة المخصصة لنا، و أنه ليس لدينا إمكانية أو حتي الحق في التطلع لحياة أخري. علي سيفنا سنعيش و علي سيفنا سنموت."
"ربما يكون هذا هو تفسير اللامبالاة التي نتسامح بها مع تقصيرنا التام في عملية السلام، التقصير المستمر منذ سنوات و يحصد ضحايا أكثر وأكثر. هكذا يمكن أن نفسر أيضا عدم رد غالبيتنا علي الركلة الفظة التي تعرضت لها الديمقراطية مع تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا كبيرا بتأييد حزب العمل. مع تعيين رجل الحرائق هذا الذي عليه أن يكون رئيس مطافئ الدولة."
"هذه أيضا جزء من العناصر التي بسببها انحدرت إسرائيل في وقت قصير للغاية إلي البلادة والقسوة الحقيقية تجاه الفقر و المعاناة بداخلها. هذه اللامبالاة تجاه مصير أشخاص جائعين، عجائز، مرضي و معاقين، أمام كل الضعفاء، هذه اللامبالاة لدولة إسرائيل تجاه الإتجار بالنساء، أو أي استغلال للعمال الأجانب، و العنصرية العميقة المؤسسة ضد الأقلية العربية."
مقتل ابني
يضيف جروسمان في فقرة عدت هي الأكثر إيلاما في خطابه بالنسبة للإسرائليين:
"الصديقات و الأصدقاء. الكارثة التي حلت علي عائلتي و عليٌ مع مقتل ابني، أوري، لم تعطني أي حقوق إضافية في النقاش العام. و لكن يبدو لي أن الوقوف أمام الموت و الفقدان يعطينا نوعا من الصحوة و صفاء الرؤية، علي الأقل فيما يتصل بالتمييز بين الأساسي و الهامشي، بينما ما يمكن الحصول عليه و ما لا يمكن. أي إنسان عاقل في إسرائيل، و أعود وأقول، وأيضا في فلسطين، يعلم اليوم بالضبط خطوط التشابه الممكن في الصراع بين الشعبين.
"تعالوا ننظر للحظة إلي من يمكنه أن يكون شريكا لنا. وضع الفلسطينيين علي رأسهم حماس التي ترفض التفاوض معنا بل و ترفض حتي الاعتراف بنا. ما الذي يمكن فعله في وضع كهذا، ماذا تبقي لنا لنفعله؟ أن نواصل و نخنقهم أكثر وأكثر؟ أن نواصل ونقتل مئات الفلسطينيين في غزة، وغالبيتهم الكاسحة مواطنون أبرياء مثلنا، أن نقتلهم و نجقتل إلي ما لا نهاية؟"
الحنين للإرهاب
"توجه إلي الفلسطينيين يا سيد أولمرت، توجه إليهم متجاوزا عن قائد حماس. توجه إلي المعتدلين فيهم. هؤلاء الذين يعارضون مثلك ومثلي حماس و طريقهم. توجه إلي الشعب الفلسطيني، تحدث إلي ألمهم و جرحهم العميق، اعترف بمعاناتهم المتواصلة، لن ينتقص هذا منك و لا حتي بمكانة إسرائيل في مفاوضات مستقبلية."
"فقط القلوب هي ما سوف يتفتح بعضها للآخر، و لهذا التفتح قوة عظمي. قوة مستقرة طبيعية تشمل عليها الشفقة الإنسانية البسيطة _ بالتحديد في وضع كهذا من الجمود و الكراهية. تطلع إليهم مرة واحدة ليس عن طريق مهداف البندقية و لا الحاجز المغلق. سوف تري هناك شعبا لا يقل عذابا عنا، شعبا مقموعا و محتلا و يعيش بلا أمل."
"بالتأكيد أن الفلسطينيين مسئولون كذلك عن الطريق المسدود. وبالتأكيد لهم نصيب محترم من فشل عملية السلام. و لكن انظر إليهم للحظة واحدة نظرة مختلفة، وليس فقط إلي المتطرفين من بينهم، ليس فقط إلي هؤلاء الذين هم علي علاقة عهد ومصالح مع المتطرفين بيننا. انظر إلي الغالبية الكاسحة لهذا الشعب البائس، والذي يرتبط مصيرنا بمصيره شئنا أم أبينا."
"قدم لهم عرضا ليكن عليهم أن يقرروا هل يستجيبوا له أن يظلوا رهينة للإسلام المتعصب. اذهب إليهم بالمشروع الشجاع و الأكثر جدية الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل، بمشروع يعرف كل إسرائيلي و فلسطيني عاقل أنه خط الرفض و التنازل الأخير لنا و لهم."
"لا نملك وقتا. إذا ترددنا، بعد فترة قصيرة سوف نشعر بالحنين لمداعبات الإرهاب الفلسطيني. سوف نضرب علي رؤوسنا و نصرخ _ كيف لم نعمل كل مرونتنا في التفكير، كيف لم نعمل كل الإبداعات الإسرائيلية لأجل اجتثاث عدونا من داخل فخهم الذاتي."
اجتمع بالأسد
"وبشكل عام، سيدي رئيس الوزراء، ربما يجب تذكيرك ثانية بأنه إذا أرسل قائد عربي ما بوادر علي السلام، و لو حتي أبسط علامة و اكثرها ترددا، فعليك الاستجابة له. عليك أن تدرس فوريا مدي صدقه و جديته. ليس لك الحق الأخلاقي في عدم الاستجابة له. أنت ملزم بهذا لصالح هؤلاء الذين تطلب منهم التضحية بحياتهم إذا اندلعت حرب جديدة."
"ولذا، إذا قال الرئيس الأسد أن سوريا ترغب في السلام، حتي و إن لم تصدقه و نشك كلنا فيه، فعليك أن تعرض عليه لقاء في نفس اليوم. لا تنتظر يوما واحدا. فها أنت عندما خرجت للحرب الأخيرة لم تنتظر و لو لساعة. ثرت بكل قوة، بكل الأسلحة، بكل قدرتك علي التدمير."
"لماذا، عندما يظهر اي بريق للسلام، ترفضه فورا، تسحقه. ما الذي لديك لتخسره؟ هل تشك به. تشك في الرئيس السوري؟ إذن اذهب و اعرض عليه شروطا لتكشف مؤامرته. اعرض عليه مسيرة سلام تستمر عدة سنوات و فقط في نهايتها _ إذا استجاب لكل الشروط و كل الحدود يستعيد الجولان. الزمه بمسيرة من الحوار المتواصل، افعل هذا حتي يصاغ في رؤوس أبناء شعبه لأول مرة هذا الاحتمال. ساعد المعتدلين والموجودين بالتأكيد هناك أيضا. حاول أن تشكل الواقع، و لا تكن فقط متعاونا معه. لهذا تم اختيارك، بالتحديد لهذا تم اختيارك."
"الاختلافات اليوم بين اليمين و اليسار ليست كبيرة في الواقع. الغالبية الساحقة من مواطني إسرائيل أصبحت تفهم، و ليس الجميع بحماس زائد، أصبحت تفهم و تعي كيف تبدو خريطة حل الصراع. أغلبنا نفهم، إذا كان الأمر هكذا، أن الأرض سيتم تقسيمها. أن هناك دولة فلسطينية ستقوم، لماذا، إذا كان الأمر كذلك، نستنزف نفسنا في التقاتل؟"



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كفر قاسم الى بيت حانون:ولازال القتل مستمرا
- الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسط ...
- بيني و بين أبي. بين الإخوان والقاعدة
- كتب المسلمين الاعلى مبيعا في اسرائيل.. اشكال من العنصرية ضد ...
- الرواية بعد محفوظ.. العقوق الجميل لأبناء الجبلاوي
- يوم الكيبور.. صفعة لصورة الدولة التي لا تقهر
- السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية ...
- حسين عبد العليم: تحريم الجنس أمر ممل جدا
- الأم المقدسة، أمي، الأرض و الهوية
- أمي، الأم المقدسة، الأرض و الهوية
- عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر
- صلالة مدينة تشبه الألعاب الإلكترونية
- الجمالية ترد الحكي على نجيب محفوظ
- تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم
- منع الرؤية و مباركة الجنود.. العمى المرغوب فيه لإسرائيل
- في بيان من تشومسكي وساراماجو: إسرائيل هي الحلقة الأولى في سل ...
- سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم
- صورة حسن نصر الله عند المثقفين المصريين. دفء و ملاحة و مقاوم ...
- ماذا يفعل أدباء إسرائيل وقت الحرب !؟
- من قلوبنا سلام لفيروز


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل