أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ييلماز جاويد - وجهتا نظر














المزيد.....

وجهتا نظر


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 11:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعتبر القضيّة العراقية من القضايا الساخنة الراهنة التي تهم الشعوب العربية وتؤثر في حاضرها ومستقبلها . وقد إختلفت وجهة نظر العراقيين في أسلوب إزاحة نظام صدام حسين وما آلت إليه الأوضاع بعد التغييرعن وجهة نظر عامة الشعوب العربية . فما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الإختلاف في وجهتي النظر ومن المستفيد في إدامتها وديمومتها ؟

كان نظام صدّام حسين أعتى وأقسى نظام حكم مرّ على العراق ، فمن حروب مدمّرة زج العراق بها إعتباطاً أتت بالخراب على الشعب بفقدانه خيرة شبابه والتي زادت على المليون من الشهداء والمعوقين وما خلّفته هذه المأساة من مئات الألوف من الأرامل واليتامى . وقد نفذ عمليات الأنفال العسكرية وإستخدم السلاح الكيمياوي ضدّ الشعب الكردي في كردستان والشعب العربي في الجنوب وبدليل مئات من القبور الجماعية التي تكشّفت والتي تضمّ رفاة الألوف والألوف من الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال . وكذلك قام ببناء شبكة واسعة من أجهزة الأمن والإستخبارات التي جعلت أبناء الشعب لا يأمنون الكلام بسوء عن النظام بحضور أقرب الناس إليهم ، فالأب لا يستطيع الكلام في حضور إبنه أو إبنته ، والزوج لا يستطيع الكلام في حضور زوجه وكذا الأخ والأخت لا يستطيعان الكلام مع بعضهما عن سوء النظام لكون أقلّ العقوبات في شرع صدّام كان الإعدام . فكم من الناس أعدموا بسبب وشاية من أقرب الناس إليهم . ورُبّ سائل لماذا يشي الأب بإبنه أو الأخ بأخيه ، فالجواب أن الواشي إنما يؤدي واجباً تجاه نظام ليس في ميزانه التسامح ، فالوشاية عندئذ تكون ثمن بقاء الواشي على قيد الحياة وإن لم يفعل فالإثنان معرضان للإعدام . لقد إستخدم صدّام اجهزته الإعلامية المحليّة وبذخ الأموال على وسائل الإعلام العربية والأجنبية المقروءة والمرئية لرسم صورته بالمدافع عن البوابة الشرقية و العروبة و الدين الحنيف وهو لا ينتمي إلى هذه أو هذا بأي عقيدة . لقد نفّذ صدامٌ من حيث يدري أو لا يدري ( والعراقيون يعلمون أنه كان يدري ) مخططاً رهيباً لخدمة الإستعمار بأن دمّر أقوى وأغنى دولة عربية في المنطقة وجعل تواجد القوات العسكرية للدول الإستعمارية فيها أمراً واقعاً . كان تمسّك صدّام بالسلطة ورفضه الوساطات الدولية والعربية مبرراً للولايات المتحدة لإحتلال العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل و التعكّزعلى ما سمّي بالمعارضة العراقية .

كانت الأيام حُبلى بالثورة الحقيقية للشعب وإستقرأت الإستخبارات الأمريكية أن أيام خادمها تقترب من الصفر ، فلجأت إلى أسلوبها القديم المعروف بإجهاض الثورة الحقيقية ووجدت ضالّتها في بعض الفصائل التي كانت تعمل لإسقاط النظام . ووجدت تلك الفصائل الوسيلة الأضمن لتحقيق مآربها في التغيير ، فتمّت الصفقة من وراء ظهر الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في تغيير النظام الجائر . ومن هنا كانت فرحة الشعب العارمة يوم سقوط الصنم ، إذ تحوّل الشعب في ذلك اليوم بالذات من شعب يائس فاقد الأمل بالتغيير إلى شعب يأمل بحياة أفضل بعده .

صحيح أن مسيرة الثلاث سنوات بعد التغيير كانت قاسية وجعلت الكثير من بسطاء الناس ومن قصيري النظر يترحّمون على الأيام الخوالي ناسين أو متناسين ، في لجّة المعاناة اليومية ، أيام القهر والموت والدمار التي مرّت على البلاد بسبب نظام صدّام .

إن الشعب العراقي الذي عاش خمساً وثلاثين عاماً من نظام صدام بساعات أيامها السوداء هوالذي يده في النار والشعوب العربية الأخري يدها في الماء ولا يمكنها معرفة معاناة العراقيين . إن العراقيين ليسوا أقلّ وطنية من أي شعب حرّ آخر ولا أقلّ غيرة على وطنهم من أولئك ولكن وجهة النظر هذه تختلف بسبب المعطيات المتوفرة لديهم والتي تختلف عن المعطيات المتوفرة لدى الشعوب العربية الأخرى .

تعرف الشعوب العربية بصورة عامة أن أنظمة الحكم فيها لا تمثلها بشكل منصف مع الإختلاف بين واحدة وأخرى . إن هذه الأنظمة قد فرضت نفسها على شعوبها بأساليب بعيدة عن تمثيلها الحقيقي لها ، فأساليبها في الحكم إن لم تكُن فى قسوة نظام صدام حسين إلاّ أنها لا تختلف عنها في الجوهر ، فالحريات إن وجد منها شيئ فهي منّةٌ من الحاكم ، والمعارض جزاؤه قاس وأساليب تعذيب المناوئين أو تصفيتهم متشابهة ، والإنفراد بالسلطة وتوزيع المغانم على المقرّبين والمتعاونين لا تختلف ، والتبذير في شراء وسائل الإعلام المأجورة صفة مشتركة . ولذلك فإن وسائل الإعلام هذه قد ركّزت وبتوجيه من تلك الأنظمة على صياغة المعطيات للشعوب العربية على الشكل الذي يجعلها ترى الأمور في العراق على غير حقيقتها بقصد كسب الرأي العام المحلّي إلى جانبها وتصوير التجربة العراقية الحديثة بأنها كارثة من النوع الذي تجب مكافحته ، وذهبت بعض الدول إلى أبعد من ذلك بإرسالها المرتزقة والسلاح والعتاد إلى العراق بقصد إشعال الحرب الأهلية فيه وجعل التجربة غير جديرة بالإقتداء . كلّ ذلك بقصد تخدير تلك الشعوب العربية وجعلها متفرقة متناحرة لا تفكّر في أوضاعها وأسباب تخلفها عن الركب الحضاري العالمي .

إن شرائح الشعب العربي المتضررة حقّاً من أنظمة الحكم في بلدانها ، وهي فعلاً جماهير واسعة ، تتحسس ما كان يعاني الشعب العراقي من ظلم حاكم يحمل جنسيتها ولكنّه أقسى عليها من الشيطان . ولذلك رحّب الشعب العراقي بقتل الحية بسُمها ، ورحّب بالشيطان على أن يخلق الأمل في يوم خلاص في المستقبل بعد أن كان يائساً من التغيير .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة
- الديمقراطية في التربية والتعليم والثقافة العامة
- الطبقة العاملة في الصّراع
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه
- وأخيراً حكومة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ييلماز جاويد - وجهتا نظر