أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - حقيقة ما قاله بوش!















المزيد.....

حقيقة ما قاله بوش!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 10:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قرأتُ الأقوال، التي يرغب بعضنا في تصويرها على أنها "اعترافات"، والتي قالت الصحيفة الإلكترونية "روستوري" إن الرئيس بوش قد أدلى بها في أثناء لقاء له مع عضو في حزب المحافظين البريطاني، فلم أرَ فيها من المعاني ما رآه كثيرون ممن لا يختلفون عن قائلها الرئيس بوش، الذي لا يملك الآن دافعا يدفعه إلى شرح وتوضيح أقواله إذا حقا قالها كليا أو جزئيا، لجهة إساءة الفهم، التي إما أن تكون تلبية لحاجة سياسية ليست هي في حدِّ ذاتها السياسة المعمول بها، أو طريقا إلى سياسة سيئة؛ لأن لا سياسة صائبة، قوية وحيوية، إنْ قادها وعي يقوم على إساءة الفهم.

الرئيس بوش لم يقُل ما رغب بعضنا في أن يقوله صراحة، أي لم ينطق بالحقيقة التي لا نعلل أنفسنا بوهم أنه يمكن أن ينطق بها، فقنابل دخانية كثيرة فجَّرتها، وتفجِّرها، وستستمر في تفجيرها، إدارة الرئيس بوش من أجل بقاء الحقيقة، حقيقة دوافع وأهداف غزو واحتلال العراق، بمنأى عن الأبصار والصائر. إنه، وإنصافا للحقيقة وليس إنصافا له، لم يقُل إنَّ "النفط" و"إسرائيل" كانا الهدفين الكامنين في غزو واحتلال الولايات المتحدة للعراق، فقول كهذا، وهو الحقيقة بعينها، لا تسمح الولايات المتحدة بمصالحها كما يراها "المحافظون الجدد"، للرئيس بوش، ولغيره من أركان إدارته، بالنطق بها.

كل ما قاله الرئيس بوش، بحسب تلك الصحيفة، إنما يُفسَّر، يمكن ويجب أن يُفسَّر، على أنه جزء من السلاح السياسي الذي يستخدمه في حربه الانتخابية على "الديمقراطيين" الذين يتَّخذون الولاء لإسرائيل طريقا إلى زيادة وزنهم الانتخابي والسياسي. أراد الرئيس بوش أن يقول للناخبين الموالين لإسرائيل والذين يميلون إلى التصويت لمصلحة المرشَّحين الديمقراطيين إنه من أجل إسرائيل، وحمايتها، يحرص كل الحرص على بقاء الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق. وقد شرح لهم ذلك في طريقة سياسية "طفولية" إذ قال: إذا أنهت الولايات المتحدة وجودها العسكري الآن في العراق، أي قبل أن يستوفي هذا الإنهاء شروطه كما تراها إدارة الرئيس بوش، فإن "الإرهابيين" قد يسقطون الحكومة العراقية، ويستولون على السلطة. فإذا ما استولوا عليها فإنهم قد يستخدمون مصادر البترول (العراقي) التي استولوا عليها هي أيضا سلاحا في حربهم الاقتصادية والسياسية على الغرب، وعلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، والتي هدفها النهائي إكراه الغرب والولايات المتحدة على التخلي عن إسرائيل، أو عن التحالف معها. والكيفية شرحها الرئيس بوش، وكأنه يخاطب أطفالا، على النحو الآتي: "الإرهابيون" الذين سيطروا على مصادر النفط، سيمنعون النفط عن الأسواق، فيرتفع، بالتالي، سعره، ويظل يرتفع حتى يتخلى الغرب والولايات المتحدة عن إسرائيل، أو عن التحالف معها.

وإذا كان من سؤال ينبغي لكل من أحسن فهم أقوال الرئيس بوش تلك أن يجيب عنه فهذا السؤال إنما هو الآتي: لماذا يُعدُّ إظهار الحرص على إسرائيل سلاحا انتخابيا وسياسيا قد يفوق في أهميته سلاح "تخويف الناخب من الإرهاب"؟ الولايات المتحدة، وبحسب فهمنا لأقوال الرئيس بوش على حقيقتها النسبية الانتخابية، لم تغزُ العراق وتحتله، ولم تُسْقِط نظام حكم صدام حسين، من أجل "النفط" و"إسرائيل"؛ وإنما من أجل تحقيق "المُعْلَن من الأهداف"؛ ولكن "النتائج"، أو "بعض النتائج"، التي تمخَّضت عن الغزو والاحتلال هي التي تمنعها من الإنهاء السريع أو الفوري لوجودها العسكري فيه، فـ "الإرهابيون" هم وحدهم الذين لهم مصلحة في فوز "الديمقراطيين"، الذين يفكِّرون في حلول للمشكلة العراقية تفضي، في آخر المطاف، إلى الإضرار بإسرائيل على النحو الذي شرحه الرئيس بوش!

غير أن الرئيس بوش لم يَقُل في شرحه ما ينبغي له قوله إذا ما أراد لـ "المخاطَب" أن يصدِّقه. إنه لم يُقل كيف يمكن أن يؤدي إخراج النفط العراقي، ولو كله، من السوق الدولية إلى جعل سعر برميل النفط يبلغ في ارتفاعه ذاك "المستوى السياسي"، أي مستوى جعل الغرب والولايات المتحدة يفكِّران جديا في التخلي عن إسرائيل، أو عن التحالف معها!

إنَّ الوزن الاقتصادي ـ الاستراتيجي للنفط العراقي في السوق الدولية هو أقل، وأقل بكثير، من هذا الوزن السياسي ـ الاستراتيجي الذي صوَّره لنا الرئيس بوش في أقواله التي كادت المصالح الانتخابية الكامنة فيها أن تلغي ما هو في منزلة البديهية في عقل "المخاطَب"!
الجاذبية الانتخابية لإسرائيل أنست الرئيس بوش جوهر خطابه لمواطنيه، فهذه المرة، لم يَجِد الرئيس بوش من فائدة سياسية في أن يُسمِع مواطنيه قولا من قبيل إن جيش الولايات المتحدة قد ذهب إلى العراق من أجل أن يَسْتَجمع كل "الإرهابيين" فيه، ويقتلهم واحدا واحدا حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى مقاتلتهم في سواحلها!

الأهم الآن، في رأيه، هو أن يقول إن إنهاء الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق في طريقة "الديمقراطيين" سيُصيب إسرائيل بكارثة، فلْيَحجب الناخبون المحبُّون لإسرائيل أصواتهم عن المرشحين الديمقراطيين ولْيُدلوا بها لمصلحة منافسيهم الجمهوريين!

و"الحل"، في رأي الرئيس بوش، يكمن في الإبقاء على الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق حتى يصبح في مقدور "الديمقراطيين العراقيين"، وغيرهم من "الديمقراطيين العرب الجدد"، هزم "الإرهاب" و"الإرهابيين"، ومنع مصادر النفط من الوقوع في أيدي أولئك الذي سيستخدمونها في الطريقة التي شرحها، والتي قد تؤدي، في آخر المطاف، إلى إرغام الغرب والولايات المتحدة على التخلي عن إسرائيل، أو عن التحالف معها، وتركها، بالتالي، فريسة سهلة لهذا "الوحش العربي" الذي تخيَّله الرئيس بوش.

"الحقيقة" لم ينطق، ولن ينطق بها، الرئيس بوش، فهو لم يقُل إن الولايات المتحدة قد غزت العراق واحتلته من أجل "النفط" و"إسرائيل". لقد غزته واحتلته من أجل الأهداف التي أعلنتها، وإن ثبُت وتأكد أنها كانت لبوسا ارتدته الأهداف الحقيقية غير المعلنة. إن بعض النتائج التي أفضى إليها الغزو والاحتلال كاشتداد ساعد "الإرهاب" و"الإرهابيين" هو ما جعل لبقاء الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق هدفا ما كان من قبل، وهو منع "الإرهابيين" من امتلاك ذلك السلاح الذي به قد يجبرون الغرب والولايات المتحدة على التخلي عن إسرائيل، أو عن التحالف معها.

قصارى ما أراد أن يقوله الرئيس بوش إنما هو الآتي: باقون في العراق من أجل أن ندرأ عن إسرائيل مخاطر سيطرة "الإرهابيين" على مصادر نفطه، وإنْ لم نأتِ إليه من أجل ذلك!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر
- الفلسطينيون.. خلاف حاضر وشرعية غائبة!
- عندما تشفق رايس على الفلسطينيين!
- -ديمقراطية- الطبيعة و-ديكتاتورية- التاريخ!
- -الفوضى البناءة- في وجهها النووي!
- آخر خيارات عباس
- سياسة -الإفقار الاقتصادي- للمواطن!
- حلٌّ يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- وزن -الكلمة-
- مشاعر الكراهية للآخر..
- كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!
- -الهزيمة- التي يحتاج إليها الفلسطينيون!
- قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - حقيقة ما قاله بوش!