أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور














المزيد.....

المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 06:54
المحور: الادب والفن
    


(نص نثري)
هوَ المقيمُ في حضورها، وهيَ الغائبةُ عن المكان.
وهوَ الذي يسكن أملَ أن يضمَ يديها لوجهه، كي لا ترى دمعاً في عينيه مقيم في لحظة الشعور باقترابِ موعدِ الرحيل.
وهيَ العاجزةُ عن إبقاءِ المكان مهجور.

هوَ ... وهيَ يسكنان المجهوَل في عدمِ الحضور، ويقيمانِ في وحشة الغياب.
هيَ تشبهه حدَ صورتها المعلقة على جدار غرفته، وتعلقه قلادة على صدرها، وتسكنه كملكة الجنِ في الأساطير العربية.
وهيَ التي تحملهُ في أحشائها كما حملت الإلهة عشتار طفلها وحبيبها.
وهيَ التي تسكنُ روحهُ كما سكنت أيضاً عشتارُ روحَ الغاباتِ والأشجارِ منذ العصور السومرية والبابلية.
هيَ صوته في الحديثِ والصمت ... وهوَ الخطوط في الخرائطِ التي تلاحقها في كتب الجغرافيا. وفارس الطاولة المستديرة في داخلها، وهوَ سرُ الكأسِ الذهبيةِ في لوحةِ العشاءِ الأخيرِ معها.

وحينَ يختلفان، يؤرقهما السهرُ الطويل، في انتظار أن ينتهيَ الذي ما كان يجب أن يكون.
فمنذ بدأ الغياب والغدُ لا يأتي، وهيَ لم تنتظر الغد، فمن لا ينام، لا يأتيه الغد، وكأنه يسرقُ يوماً زائداً من الحياة، ينتزعُ الوقتَ من الوقتِ، ليحيى أكثر، حباً في الحياة، أو ربما تمسكاً أكثر بالأمل.
لكن ...
ما فائدة يومٍ زائدٍ في الحياةِ وهيَ تشعر للحظات أنَ وجودها من دونه في الحياةِ زائد،
فليست الحياةُ في كلِّ أساليبها ومستوياتها، سوى سقوطٍ في بئرٍ، ومن ثم محاولة الخروجِ منه، وكلُ ما يفعلهُ البشر ليس إلا علاجًا لخطأ وجودهم، أو محاولةِ إثباتِ أنَ وجودهم لم يكن خطأ، لذلك يحاولونَ تجميلَ وجودهم بالنجاح.

أي نجاحٍ ؟؟ ... لا يدري، ولا هيَ تدري، لكن هيَ محاولات، يحاولونَ التشبثَ بالأشياءِ التي تُشعرهم بالأمان، كالحُب مثلاً، حتى يعطوا لحياتهم شيئاً يستحقُ أن يكونوا موجودينَ لأجله.

فالحُب اعظم اختراعٍ إنساني، هوَ أعظم من الإنسانِ ذاته، لأنَ الإنسانَ في الغالبِ هوَ من يفسد الحُب، ولم يحدث مرةً أن أفسدَ الحُب إنسانا، هوَ دائمًا -وفي التاريخ كلِّه، أطيب وأذكى منه – مع أنه خالقه ومبدعه.
هذا الشعور باختصار هوَ أساس الوجود.
الحُب: هوَ الإحساس الذي يعجزُ الإنسان عن وصفه، والجواب الذي لا يجده لتفسير حالة يعيشها دون أن يكون هناك سؤال.
أن تصبح روحه التي يتنفسها دون أن يَجدَ مبرراً للتنفس، شيئاً أخرَ أكثرَ منَ الحياة.

الحُب: أن لا تسمح لهُ بأن يغادرَها، أو ينسحب، أو يرحل، لأنها لن تسمح له بأن يسرقَ نفسهُ منها، لأن مجرد فكرةٍ تردٌ في بالها بأن أحداً يمكنه أن يأخذهُ منها هيَ فكرةٌ مستحيلة، فكيف من الممكن أن تسمحَ له ذاته بأن يأخذ نفسه منها، كيف يستطيع أن ينتزعَ نفسه من داخلها، أن يمحو صورته المجنونةَ من ذاكرتها.
الحُب: هوَ أن يعجز أن يكونَ الحُبُ حالةً من التعب، حالةً تفوقُ التعب،
الحُب فعالية عالية تسبِقُ كل صلاة، كل نشاط في الحياةِ أو لأجلها، لذلك يُحبها.
هوَ المسافات التي تشبه المدى الممتد بلا حدود، والرغبة في الركوعِ بخشوع، وبحثٍ في الذكريات. هوَ الأمنيات، وكساء من عراء الإحباطِ اليومي، وروتين الوظيفة، ولذةِ الحضور.
يحبها... وهوَ موجود لأجل ذلك.
وهيَ تردد دائما :
أحبك، وهذا يكفي لوجودي.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس الشرق
- من صور العنف النفسي ضد المرأة في العادات والتقاليد
- صورة تشبهني
- قصص قصيرة جداً في زمن حرب عادية
- ناجي العلي المنتمي لأوجاع الفقراء
- نشرة أخبار -لا- إنسانية
- إسرائيل تتنفس الصعداء عبر التصريحات السعودية
- حماس ومحمد دحلان، والخطر المحدق في الشعب الفلسطيني / دراسة س ...
- النظافةُ منَ الإيمانِ السياسيِ
- الدم الفلسطيني ... مانشيت جيد لعنوان قصيدة أو مقال
- الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت
- السلطات السورية وأدت قانون دخول الفلسطينيين لأراضيها
- وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي
- وما زلتِ تسألين !؟
- وكأنما كانت هنا ليلى
- كانتون سياسي أسمه لبنان
- الأخوان المسلمون ضد حماس، حماس في الأسر
- مجلة -حيفا لنا- تعيد ذاكرة الزمان والمكان
- مسرحية -سيمفونية وحشية- لمحمد بني هاني: جدلية الحياة التي تب ...
- الفحولة حين تتحول لأحد مقاييس الأدب العربي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور