أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت














المزيد.....

الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 10:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


تمر الحالة الفلسطينية الراهنة بمرحلة جدلية مدمرة وكارثية، فهي واقعة ضمن إشكالات صعبة ومعقدة ضمن منظومات عقلية تتراوح ما بين المؤامراتية والسذاجة السياسية، والتعنت، والسلفية الشوفينية، و الرجعية، والفساد من أجل المصلحة الشخصية.

فالجميع يرى ويسمع ويتحسس معركة التجويع ضد الشعب الفلسطيني وبمشاركة سياسية من كل الأطياف من أقصى اليمين على أقصى اليسار، وبتواطؤ واضح وعلني من المجتمع الدولي والعربي على وجه الخصوص. الهدف منها إيصال الشعب الفلسطيني إلى مرحلة الخنوع للبرنامج السياسي المطروح على شاكلة رؤية القاص السوري "زكريا تامر" في قصته الشهيرة" النمور في اليوم العاشر".

لكن مأزق هذا النمر الشعبي الفلسطيني أنه حتى اللحظة لم يدرك ولم يعرف ماذا سيُقدم له من حشائش، بل أنه شَرع ينهش بجسد نفسه في معارك الاقتتال الداخلي بين مقاتليه من مغاوير داخلية حركة حماس الذين فتحت لهم الأبواب والسلاح، وما بين زعران محمد دحلان الرئيس الفلسطيني المرتقب حسب الرؤية والنبوءة الأمريكية والتي صرح عنها علنا الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون في أحد اللقاءات.

فالشعب الفلسطيني بعد أن تم إدخاله لليوم الخامس عشر لمعركة التجويع وجد أنه وحده الجائع بينما كل ملوك الطوائف وحواشيهم بدءاً من حماس ومغاويرها، إلى غباء محمود عباس السياسي، إلى عقلية محمد دحلان وزعرانه، إلى الدول العربية التي تستعرض بجيوشها وفضائياتها على أطلاله والمشهد اليومي لإعدام الأطفال على شواطئ غزة، إلى المجتمع الدولي الذي لم يزل يعض مثل الكلب على عظمة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من ناحية ، ومن ناحية أخرى أن الشعب الفلسطيني شعب إرهابي لذلك انتخب حكومة إرهابية لتحكمه، أن الجميع متواطئ بشكل علني لتجويعه بكل وقاحة، بل وجره لحرب أهلية لإيصاله للسودان عام 1994.

تحاول كل الأطراف الفلسطينية سواء حماس أو عباس أو دحلان تمرير برنامجه السياسي وفرضه على الشعب الفلسطيني مع التلويح بالتجويع، والحرب الأهلية إن لم يقبل الشعب بأطروحته، والكل يهدد بالقبول في مشروع أولمرت "الانفصال أحادي الجانب" إن لم ينصاع الأخر له كبديل عن الوفاق الوطني. والأزمة الكبرى أن هذه البرامج جميعها لا تتقاطع أبداً من منطق الرؤية الوفاقية أو الفكرة، لذلك فالشعب الذي وصل لمرحلة الموافقة المجانية، أو التنازل على شاكلة الغذاء مقابل السلام والهدوء كما حدث مع النظام العراقي السابق إبان انهياره، لا يعرف هذا الشعب حقيقة إلى أي برنامج ينتمي، وأي من هذه الأطراف يمكن له أن يمسك بيده وينتشله من مأزقه، وخصوصاً أنه جرب الجميع،وتأكد من أن الجميع لا يريدون إلا مصالحهم الشخصية، فعباس معروف أن برنامجه السياسي محكوم بغباء لبعض أجهزة المخابرات العربية، ودحلان يعمل على تطبيق الأجندة الأمريكية بكل إخلاص لجهاز المخابرات الأمريكية، وحماس تريد تمرير المشروع الذي يوافق الأجندة السورية الإيرانية، ولا أحد يحمل مشروعاً فلسطينياً حقيقياً، بل الجميع يريد أن يجعل من الشعب الفلسطيني مختبراً للطرف الذي يقف خلفه.

حماس التي جاءت بأجندة إيرانية وطرح سياسي ساذج وسخيف، وطرحت نفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية وأيدها من سوريا الأحزاب المنشقة التابعة شكلياً لأحمد جبريل وأبو موسى، وحقيقة أنها تابعة كجهاز أمني للمخابرات السورية، تريد أن تضع الشعب الفلسطيني في مأزق التجويع لتمرير المشروع الإيراني السوري في المنطقة للتصدي لتيار أمريكا الذي يتزعمه دحلان على حساب الشعب الفلسطيني.

في المقابل يقف محمد دحلان "حامي العقيدة الأمريكية" في فلسطين ليتصدى لحماس وبرنامجها في محاولة لإسقاطها بدعم أمريكي واضح عبر إستراتيجية الحرب الأهلية.

ومحمود عباس الغارق في غبائه يحاول تنفيذ نصائح أجهزة المخابرات العربية بالاستفتاء مرة، ومرة أخرى بسحب صلاحيات حماس وصنع فراغ مؤسساتي سياسي في منظومة السلطة الفلسطينية دون طرح بدائل واقعية حقيقية.

أما إيهود أولمرت " الرجل الأكثر حرصاً على مصلحة إسرائيل" يطرح أخطر المشاريع والحلول بالنسبة للمنطقة كلها، لكونه المستفيد الوحيد من الحرب الأهلية الداخلية الفلسطينية التي أعلنها دحلان، وغرقت فيها حماس، فطرح خطة الانسحاب أحادي الجانب والتي تعني هدم كيان السلطة الفلسطينية كاملاً، ومن ضمنها عباس وحماس في آن واحد، وهذا ما استدعى الملك الأردني "عبدا لله الثاني" إلى التصدي بكافة الوسائل التي وصلت إلى السفر للبيت الأبيض والطلب من بوش الضغط على أولمرت لوقف هذه الخطوة المجنونة.
لأن مثل هذا المشروع لو نُفذ سيستدعي بعد سقوط السلطة الفلسطينية إلى تدخل دولة عربية قريبة لفرض بديل عسكري أمني في داخل الأراضي الفلسطينية لوقف حالة الفوضى التي من الممكن أن تنعكس على كل الأطراف والدول المجاورة، والبديل المنطقي والمطروح حسب التقسيم الجغرافي هو الأردن.

فسقوط السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى تأزم منطقة الشرق الأوسط أكثر، وكذلك التدخل العسكري الأمني الأردني سيحدث صداماً مسلحاً بين قوات الأمن الأردنية والمليشيات الفلسطينية، مما يعني أن دحلان وحماس ستلعبان في أوراق المخيمات الفلسطينية، فتنتقل المعركة للساحة الأردنية وزعزعة أمن الأردن.

والغريب أن جميع القوى الفلسطينية، سواء التي استراحت بالظل مكتفية بلم فتات مِنِحِ الاتحاد الأوروبي لمؤسسات المجتمع المدني كاليسار الفلسطيني، أو دحلان الساعي لتفجير الوضع الداخلي الفلسطيني لتحقيق أكبر مكاسب عبر تجارته بالمخدرات والأسلحة، وتبييض الأموال عبر شركاته في دبي والأردن وفلسطين، وخلق جو مناسب من الفوضى للترويج لسلعه، أو حماس التي تتعنت بغباء وترد على دحلان بتوتير الجو أكثر، أو عباس صاحب أكبر مؤسسة فساد ومحسوبية، فهم متفقون جميعاً على تشجيع أولمرت لمشروعه المجنون.

والكل متفق على قتل الشعب الفلسطيني، ولا أحد يملك مشروع فلسطيني، حتى الفلسطينيون أنفسهم.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطات السورية وأدت قانون دخول الفلسطينيين لأراضيها
- وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي
- وما زلتِ تسألين !؟
- وكأنما كانت هنا ليلى
- كانتون سياسي أسمه لبنان
- الأخوان المسلمون ضد حماس، حماس في الأسر
- مجلة -حيفا لنا- تعيد ذاكرة الزمان والمكان
- مسرحية -سيمفونية وحشية- لمحمد بني هاني: جدلية الحياة التي تب ...
- الفحولة حين تتحول لأحد مقاييس الأدب العربي
- مسرحية -سمفونية وحشية- لمحمد بني هاني : مقارنة ما بين الواقع ...
- حماس، ومحاولة تصدير الثورة الإيرانية لفلسطين
- -the God Is Big Swindler -
- أنا رجل يخشى النساء... وأنت مرآته الكبرى
- محمد الماغوط ... الاتجاه الخامس
- ثلاثة رسائل كتبتها راشيل كوري
- حماس تراود اليسار الفلسطيني عن نفسه وتغلق الأبواب
- اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات
- فوق القانون ...
- عيب ... هاي مطلقة
- رسالة لصديقتي النحلة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت