أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي














المزيد.....

وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي
على هامش رفض إستفتاء أبو مازن

ليس غريباً على الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه السياسية والإجتماعية والثقافية صنع عقدة الإختلاف كهوية جديدة لهذا الشعب القائم على أسس التعددية، لكن الغريب حقاً هذه المرة أن يسطو الخطاب السياسي على المؤسسات الثقافية الفلسطينية، فبعد عناء طويل في محاولات جادة لخلق مشروع ثقافي فلسطيني دمر الإحتلال جزء منه، والخلاف السياسي الأيدولوجي الجزء الأكبر منه، تأتي المؤسسات الثقافية الفلسطينية بشكل غير مبرر لتتحول إلى منابر "ردح" سياسي بشكل جاهل، فالمثقف من الصعب جداً عليه أن يتحول لسياسي وأن يؤيد أو يرفض القرار السياسي، وأن يتحول بنظره عن المشروع الثقافي بإتجاه المشروع السياسي.

لا شك أن ترابط المشروع السياسي مع الثقافي والإجتماعي كنسيج واحد في بناء البنية التحتية لاي شعب أو دولة، لكن الغريب أن تتبدل الأدوار وتسير بناء على الأهواء الشخصية، بحيث تتحول كل المؤسسات الثقافية والإعلامية والفكرية والاجتماعية إلى مؤسسة سياسية تختلف على القرار السياسي بجهل.

مناسبة هذه المقدمة ما قام به إتحاد الكتاب الفلسطينيين، وتجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين بإصدار بيان مشترك يرفض إجراء الإستفتاء الذي قرره محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بناء على وثيقة الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والحقيقة لست لاقف موقف المؤيد أو المعارض للإستفتاء بقدر ما استنكر تحول الخطاب الثقافي إلى سياسي وبشكل جاهل غير مبرر، فكل ما جاء في البياء بناء على مواقف سياسية لأشخاص كانوا في المعارضة ضد مشروع أوسلو الفلسطيني الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كأحد الإطروحات السياسية المؤقتة لحل القضية الفلسطينية، والذي لم نجد في المقابل من يطرح حلاً بديلاً له في المقابل، بل أكتفى الجميع في الوقوف بالظل في موقف المعارضة أو كما نسميه بالفلسطينية العامية ( حردان).

يحاول البعض أن يحول المؤسسات الثقافية الفلسطينية –هذا إن بقي لدينا حقاً مؤسسات ثقافية- إلى دكاكين سياسية تتبع أهواء اللجان التحضيرية فيها، وهذا يُعيد إلى الأذهان محاولة نقل المؤسسة الثقافية إلى المجرى الحزبي العربي ذي الحزب الأوحد، او الزعيم الأوحد، فأصبحت البيانات الثقافية تصدر على شكل قرارات حزبية من شاكلة ( نفذ ثم ناقش).

إن البيان الذي صدر مشتركاً بين تجمع الكتاب وإتحاد الكتاب لهو خطأ في محاولة جرّ المثقفين الفلسطينيين إلى حلبة الصراع السياسي القائم بين محمود عباس وحكومة حماس، بالتالي محاولة لصنع معسكرين سياسيين من المثقفين، أو محاولة لجر كل المثقفين لمعسكر مثقف السلطة مرة أخرى.

لا يحق لأي مؤسسة ثقافية إصدار قرار أو بيان يتعلق بالشأن السياسي وخاصة في هذا الوقت الذي تتصارع فيه القوى الفتحاوية -إن جاز التعبير- مع القوى الإسلامية على السلطة، بل مطلوب منها أن تقف في الحياد، وتوجه أنظارها صوب المشروع الثقافي الفلسطيني أولى لها من خوض صراعات، وصنع معسكرات سياسية لن تؤدي بالنهاية إلا إلى الحرب الأهلية الفلسطينية، وحينها سنجد المثقف الفلسطيني يحمل السلاح في وجه الشعب فتسقط هويته الثقافية والعلمية.

إن موضوع الإستفتاء لمن اراد أن يعلق عليه من المثقفين الفلسطينيين أن يعلنه بموقفه الشخصي، لا ان يقوم بتمرير أراءه الشخصية بأسم تجمع أو إتحاد أو مؤسسة ثقافية تجمع عدد من المثقفين والكتاب من كل الأطياف السياسية، فالبعض يرى في الإستفتاء محاولة لإنتشال الشعب الفلسطيني من المأزق الذي سقط فيه بعد إنتخاب حماس، والبعض الأخر يراه محاولة لزج حماس للإعتراف بإسرائيل ضمناً، والأخر يراه إستكمالاً للعملية الديمقراطية الفلسطينية التي أوصلت حماس للسلطة بطريقة ديمقراطية، وربما يُسقطها كذلك بذات الطريقة الديمقراطية، لذلك يجب أن ندع السياسي يقوم بعمله، وإن إستوجب الأمر للأسف الوصول لتناحر سياسي، فيجب أن يبقى هذا التناحر مقتصراً على من يرى الدم الفلسطيني رخيصاً، ارخص من الكرسي الذي يجلس عليه.

لن نكون كمثقفين شركاء إراقة الدم الفلسطيني – الفلسطيني، عبر محاولة بعض المتنفذين في قرارات المؤسسات الثقافية الفلسطينية بزجنا في المعركة السياسية بشكلٍ سافرٍ غير مبرر.

يجب أن يعي الجميع أن المثقف هو ارقى فئات المجتمع، وليس فرداً عادياً لتمر عليه مرور الكرام محاولة زجه بالمعركة السياسية الحزبية بشكل خاص بين حزب عباس وحزب حماس.
لذلك نرفض كمثقفين فلسطينيين أن يقوم إتحاد الكتاب أو تجمع الكتاب أو غيره من إصدار بيانات كتبها الأمين العام للإتحاد أو التجمع وأصدرها بأسم الجميع دون أن يأخذ رأيهم أو يجري إستفتاء على ما يصدره بأسمهم، فنحن كمثقفون سنقف في خندق الشعب دوماً، ولن نكون في صف أي حزب سياسي، ومن يحاول أن يحول التجمع الثقافي إلى مؤسسة حزبية فالأولى به أن يعلن عن تأسيس حزبه بدلاً من أن يستغل المؤسسة الثقافية لتكون منبره الحزبي.

المشروع الثقافي الفلسطيني تم القضاء عليه كاملاً، ولم يعد لدينا أي نواة لتأسيس هذا المشروع، والمحاولات الفردية التي يقوم بها البعض من المثقفين في محاولة إحياء هذا المشروع، يحاول بعض الجاهلين بعمد أو بغير عمد وأدها عبر الزج بالمثقف الفلسطيني بالمعترك السياسي، وهذا الأمر خطير جداً ولا يجب السكوت عليه.

مهند صلاحات
كاتب فلسطيني
[email protected]



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما زلتِ تسألين !؟
- وكأنما كانت هنا ليلى
- كانتون سياسي أسمه لبنان
- الأخوان المسلمون ضد حماس، حماس في الأسر
- مجلة -حيفا لنا- تعيد ذاكرة الزمان والمكان
- مسرحية -سيمفونية وحشية- لمحمد بني هاني: جدلية الحياة التي تب ...
- الفحولة حين تتحول لأحد مقاييس الأدب العربي
- مسرحية -سمفونية وحشية- لمحمد بني هاني : مقارنة ما بين الواقع ...
- حماس، ومحاولة تصدير الثورة الإيرانية لفلسطين
- -the God Is Big Swindler -
- أنا رجل يخشى النساء... وأنت مرآته الكبرى
- محمد الماغوط ... الاتجاه الخامس
- ثلاثة رسائل كتبتها راشيل كوري
- حماس تراود اليسار الفلسطيني عن نفسه وتغلق الأبواب
- اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات
- فوق القانون ...
- عيب ... هاي مطلقة
- رسالة لصديقتي النحلة
- راديو الحرة -يردح- ديمقراطية
- هنودٌ حمر ... ديمقراطيون فلسطينيون


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - وأد المشروع الثقافي الفلسطيني بزجه في المعترك السياسي