أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مهند صلاحات - اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات














المزيد.....

اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:53
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


انتهت جوقة المفاوضات الفلسطينية - الفلسطينية بين حركة حماس وتيار الجبهة الشعبية بأن اعتكفت الجبهة عن قبول فتات حماس بمنصب وزاري ربما بدون حقيبة للجبهة مقابل مشاركتها في حكومة يشكلها الإخوان المسلمون في فلسطين المتمثلة في حركة حماس، وبذلك تكون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سابقاً أو الجبهة الشعبية التفاوضية حالياً والتي تبحث عن دور لها مهما كان حجمه قد فقدت كل المقومات السابقة التي كانت تمتلكها كفصيل رائد في قيادة اليسار الفلسطيني ككل، ويجب عليها الآن أن تعلن تخليها عن برنامجها الثوري وعن كل شعاراتها الثورية والتحررية والتقدمية، فالجماهير الفلسطينية على ما أظن أصبحت واعية لدرجة أنها لم تعد تتعامل بالشعارات المستهلكة، ومن باب الوفاء لدماء رجال عظام من أمثال وديع حداد وأبو علي مصطفى فعلى الجبهة أيضا أن تطرح مسمى بديل كما فعل الحزب الشيوعي الفلسطيني من قبل حين بدّل اسمه من الحزب الشيوعي إلى حزب الشعب، وبهذه المناسبة ربما يكون مناسباً لها ربما أن تتحول إلى جبهة السلم والتفاوض، أو جبهة السلام غداً.

الجبهة الشعبية بدأت تعاني مرحلة الاحتضار النهائي، هذا الاحتضار الذي لا تتحمل نتيجته لوحدها، فالظروف المحيطة ككل كانت سبباً في ذلك، لكن حالة التأزم والانكسار العام هي حالة عاملة وليست ظرف خاص بالجبهة الشعبية، وهذا الظرف العام لا يبرر لها أن تلهث خلف أي منصب، أو تبحث عن أي دور مع أيٍ كان حتى لو كان مع الخصم التقليدي لمنظمة التحرير الذي تخلى عن برنامجه العسكري كاملاً ودخل جوقة التفاوض السلمي.

الجبهة الشعبية بقيادتها الحالية، والتي تُحكم من سوريا متمثلة بماهر الطاهر وغيره تعاني من فاجعة سياسية يمكن وصفها ب"الجوع السياسي"، لذلك فهي تمارس اليوم ذات الدور الذي مارسه المنشقون عنها وعن فصائل المنظمة الأخرى من قبل من أمثال أحمد جبريل وأبو موسى، وبالتالي فإن بقائهم في حضن سوريا جعلهم يجوعون سياسياً، ويعرون في صحراء الأفق الفلسطيني، ووصلو مرحله التيه والضياع وفقدان البوصلة الحقيقية لمسيرة حزب نضالي، بل فقدت كل مقوماتها كحزب واقعي على الساحة يمتلك أجندة أو برنامج أو حتى شعار واقعي مطروح، وبالتالي خسروا تاريخهم النضالي الطويل الذي رفع في يومٍ مضى منظمة التحرير لمرتبة المنظمة الفدائية العالمية الأولى على مستوى العالم، والتي جعلت كبرى الدول في العالم تسعى لنيل رضائهم، أو في خوض معارك معهم، بل واستطاعت سابقاً أن تستقطب بفضل قيادتها الحكيمة السابقة نخبة الثوار العالميين الذين تعاونوا معها مثل فدائيي الجيش الأحمر الياباني، والثائر الأخطر على مستوى العالم كارلوس، وباتريك ارغيلو، وغيرهم من ثوار عالميين.
اليوم يأتي أحد "غير المسؤولين" فيها ليفرط بتاريخ الجبهة النضالي كاملاً عبر ممارسته لهاثاً سياسياً بدأ بجريمة تورطهم في أوسلو التي انجروا خلف الفصائل الأخرى مثل حماس والديمقراطية وحزب الشعب وغيرها من فصائل حين قرروا التنازل والتخاذل والخوض في انتخابات المجلس التشريعي، واليوم يخوضون معركة القبور المفتوحة بأن لهثوا خلف مقعد سياسي تم تفصيله في "منجرة" الإخوان المسلمين، وفي النهاية لم يكن هذا المقعد بالحجم المطلوب فقرروا عدم الجلوس عليه، مع أن قرارهم بعدم المشاركة بحكومة حماس لم يعفيهم من جرمهم الكبير الذي بدا بنيتهم المشاركة.

الجبهة الشعبية تشارك بقية الجوقة التي أِشرعت سيوفها لقتل منظمة التحرير التي قُتلت فعلاً بأيدي فلسطينية خالصة، وبمباركة أمريكية إسرائيلية، والجبهة ذاتها تمارس اللعب على الكوارث حيث تستغل قضية الأمين العام الذي تم اختطافه من سجن أريحا، وهي في الأصل مسالة كبش فداء تم تقديمه على المذبح اليهودي الحمساوي.

الجبهة الشعبية ماتت سياسياً، والخيار الوحيد المتبقي أمامها أن تحل نفسها نهائيا، على الأقل كي تحافظ على تاريخ رجال فيها سبقوا وكانوا رائدين على مستوى العالم ككل، وأن يعيد رجالها الحاليون سواء القابع منهم في القِنّ السوري، أو الفلسطيني الحالي النظر فيما ينتظرهم، فالمرحلة السياسية الحالية قضت بالإجهاز على كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء، والمرحلة القادمة بحاجة لأحزاب جديدة بأجندات وطرح واقعي وجديد في مرحلة أصبح فيها من ينادي بتطبيق اتفاق أوسلو ثورجي راديكالي، والكل قَبِل بأقل من أسلو بكثير على الرغم من أنهم عارضوا أوسلو في وقته، مما يعني أن عرفات حقيقة كان رجلاً على قدرٍ عالي جداً من الحكمة والنفوذ السياسي، فقد استطاع أن يصنع السلطة والمعارضة ويملكهما الاثنين معاً.
وكما تقول الأغنية الشعبية الفلسطينية : " يا خسارة غاب السبع وتمرد النسناس ".



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوق القانون ...
- عيب ... هاي مطلقة
- رسالة لصديقتي النحلة
- راديو الحرة -يردح- ديمقراطية
- هنودٌ حمر ... ديمقراطيون فلسطينيون
- قراءة في قصة - لوحةٌ وبزّة متّسخة- للأديبة الفلسطينية انشراح ...
- الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير
- ظِلالُ الغُرُبَة ...
- قُبلة العام الجديد
- رحاب ضاهر في -أسود فاجر- : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع ...
- التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟
- أربعُ برقياتٍ ثائرةَ لنساءِ مدينتي ... لإعلانِ الثورة
- لماذا تموت غريب
- مقهى الغرباء
- ليست مرثية على القبر - شعر


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مهند صلاحات - اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات