أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - العراق يواجه سياسة الارض المحروقة















المزيد.....

العراق يواجه سياسة الارض المحروقة


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في التاريخ المعاصر كثير من الشواهد تدل على ضراوة الصراعات وقسوة الحرب منها يوم قررت فيتنام عند حربها مع أمريكا أن تهيء شبكة أنفاق على طول وعرض شبه الجزيرة الفيتنامية وتنزل كل ما على الارض ليكون هدفا للقنابل الامريكيين وبعضها كان سيلا من قنابل النابال محملة بسلات تحوي كل واحدة على بضع عشرات من القنابل لتحرق الارض وعلى مساحة ميل ونصف (قطرا) هذه هي حرب أفيتنام التي أطلق عليها حرب الارض المحروقة.

هتلر في الحرب العالمية كاد أن يقضي على الاتحاد السوفياتي لولا قرار أستالين وقوله المشهور لندع الآم الروسية تأكل أبناءها والغازي فأمر جيوشه بالتراجع المنظم وأن يعملوا على حرق كل شيء في طريقهم فلا يجد الالمان للحياة أثرا وكانت هذه الحالة بارزة في ستالينكراد وموسكو وبقية المدن السوفياتية ...!

لعل المتتبع يدرك أن سياسة الاحتلال في العراق هي نفس سياسة الارض المحروقة تدرجت بالمراحل التاليــــــة:-

المرحلة الاولى : أقنعت أدارة بوش الرأي العام العالمي ودوله بأن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل وما كان هذا الا أكبر أكذوبة يسجلها التاريخ ...!

وكذب من قال أن البنتاكون أعتمد على تقارير رئيس حزب المؤتمر الدكتور الجلبي فليس الجلبي ألا أحدهم أراد أن يجر مغنم لشخصه ... فركض مع الراكضين وهوس مع المهوسين ورفع شعارا ظاهره نفع العراق وباطنه رغبته في الثراء السريع والوصول الى السلطة وهو واحد منهم وغيره هم كثيرون.... وكثيرون لا زالوا يصرون بأنهم قادة أنقاذ العراق ومصدر خلاصه من الطاغية صدام.

هكذا حصل الاحتلال وأيامه لا تنسى أبدا وكيف تنسى ولا زال دمار القصف العشوائي وعلى المناطق المدنية سواء من الطائرات أو البوارج والذي أستمر بدون رحمة لمدة أسبوع كامل والكل يعرف أن قنابله العادية والمحرقة لا تفرق بين هدف مدني أو مقر للحرس الجمهوري ولا داعي أن نصف ما حدث في كونه حدث جلل من حيث الدمار وهذا بالضبط يطابق سياسة الارض المحروقة.

المرحلة الثانية :

أ - قرار أول حاكم أمريكي ( بول بريمر ) بحل الجيش العراقي وتبعها قرارات ذات طابع تدميري وحرق كل شيء فيه معلم للحضارة الانسانية منها بالاضافة الى حل الجيش وهو الجيش الذي كان يدرج بأنه يعتبر الخامس في العالم من حيث القدرة القتالية والاحتراف القتالي المستمر وقادته من الضباط الامعيين معظمهم من خريجي كليات الاركان في العالم المشهورة مثل كلية هارس وهي أرقى كلية أركان في أوربا.

ألا يكون مثل هذا القرار بعيدا عن الاعراف الدولية وراغبا ومصمما على دمار العراق وتمزيقه بالكامل...؟

ب - حل كافة الوزارات بأستثناء النفط والعمل على تدمير محتوياتها وسرقة ما بذل بناءا بيد الشعب العراقي جهودا وأموالا لسنين طويلة في أعماره بدأ من العشرينيات أيام الملك فيصل الاول والذي كان تكملة لما سطره التاريخ القديم أي قبل 5000 سنة وكان جنود الاحتلال يتراكضون حاملين أغلى وأندر الآثار البابلية والسومرية لانهم لم يحاولوا وضع الحراسة حول الآثار والمناطق الاثرية التي هي قيد التنقيب فكانت مهيئة ومفتوحة للسرقة.. اليس هذا شكل من أشكال سياسة الارض المحروقة التي مارسها الجنود الامريكان ( اليانكي) رعاة البقر الامريكان هذا ما سيثبته التاريخ مستقبلا.

ج - تعمد الاحتلال بفتح حدود العراق على أربعة محاور فأصبح العراق هدفا مفتوحا لكل طامع غدار .. طامع فيه وبأرضه وبثروته ومحقق أغراض له سواء أكانت تكتيكية أو أستراتيجية وعبرت هذه الحدود سيول بشرية مدربة على التدمير والقتل وخاصة من الحدود الشرقية أيران وكذلك لم تعدم الحدود الاخرى من دخول المحافل ذات الغرض الخاص ومنهم التكفيريين مرتدي الدشاديش القصيرة! واللحايا الطويلة حاملين سياسة تدمير كل شيء يخص الشعب العراقي وحرق كل معالم حضارته.

المرحلة الرابعة :

كل المراحل المتقدمة كانت مسطرة من أدارة الاحتلال وخاصة من البنتاكون ضمن سياسة الارض المحروقة رغم أن الحكومة الامريكية روجت كثيرا على أنها تسعى لخلق مجتمع مدني بعد الاحتلال ولكنها كانت تنوي أنهاء أسم العراق ومسحه من الخارطة الجغرافية... لذا وجدنا أنهم هم من وضع اللبنة الاولى في مؤتمرات لندن والتي أمتازت في نشاط محموم لنفر لا يحمل شيء سوى مصلحة طائفية أو عنصرية ومن خلالها يفتح له أبواب الثراء وهؤلاء قياسا على مجموع الشعب العراقي لا يتعدون حفنة أو حفينة ولكل فرد منهم في خلق الدمار في العراق أضعاف ما يستطيع أن يقدمه أشخاص هم الذين يحرصون على العراق ووحدته لذا نجدهم أستطاعوا تفريق العراق الى سنة وشيعة وعرب وأكراد وللاسف الشديد أن السفينة التي كانت تسير في عباب هذا المحيط المدمر كنت مراقبا له عن طريق صديقي المرحوم محمد الظاهر وهو رئيس الحزب الديمقراطي وكان متعاونا مع الدكتور عدنان الباجه جي وكنت الاحظ عدم رضاهم أو أستيعابهم لما يجري في قاعات أجتماعات المعارضة تحت أشراف ودعم الامريكان قيل أنذاك أن أكثرية اللقاءات والحوارات كانت تدور باللغة الفارسية وبعظهم يحمل التلفون النقال ليكلم طهران ويأخذ الاذن منها على قرار وباليد الاخرى سبحة اليسر السوداء مع الحرص على وضع الترب للصلاة عليها في أوقاتها.

حاش لشعب مثل الشعب العراقي أن يكون قادته مثل هؤلاء وحاش أن يكون للاجتماعات الوطنية تلك العمائم السوداء والبيضاء وخاصة العمائم التي أتى بها الامريكان هؤلاء فعلا كانوا متواجدين في الاجتماعات يريدون للعراق أن يدخلوه في عنق زجاجة مظلم والتي أدت أن يكون للعراق أيام سوداء وليالي رهيبة على مدار الساعة ولسوف تستمر وتتضاعف على أصرار هؤلاء على هذه الخطة تنفيذا لخطة الاحتلال.

ليت هؤلاء يصحون الى أنفسهم ويرجعوا الى ظمائرهم والى متى تدوم هذه أخفاءة الضمير وهل قتلت في نفوس هؤلاء المواطنة الحقيقية وهل ذهبت مخافة الله عنهم والى متى...!!!!


أبو خلـــــــــود
2006



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
- يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد
- ابطال العراق بين الوهم والحقيقة
- عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق
- هل وضع العراق ... الامني .. والاجتماعي يتحمل المزيد من اللعب ...
- حان الوقت على التعريف المحدد للإرهاب
- هربت بجلدي.. من العراق الوطن الغالي لان أسمي عمر...!!
- الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي... والفرنسي ..نموذجاً. ...
- خطر وجود مليشيات الاحزاب ..!!!
- أمريكا أرحم بالشعب العراقي من طالبي تشكيل الميليشيات
- دور المرأة العراقية في بناء الديمقراطية
- اعلى مراحل القسوة والقمع الان تقع على العراق تمارسها الحكومة ...
- الجدوى من المقاومة المسلحة
- الاستقرار يستلزم وضع لعراق تحت مظلة الامم المتحدة
- إلا ينتهي مسلسل تفجيرات الموت والدمار
- يلزمنا الحذر من الوصوليين
- واقعنا المؤلم يفرض علينا الحوار لا مناص منه !!
- العشائر العراقية دورها التاريخي والسياسي


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - العراق يواجه سياسة الارض المحروقة