أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصر القوصى - رحلة مومياوات الفراعين من اللعنه الى العلم














المزيد.....

رحلة مومياوات الفراعين من اللعنه الى العلم


نصر القوصى

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 10:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تثير كلمة مومياء فى النفس الغموض وعبور الواقع الى ما وراء الخيال فالعامه من الناس ينظرون الى الكلمه على أنها جسد ميت قديم تتلبسه الأرواح الشريره وتجلب النحس والتشاؤم لكل من يلمسها أو يقترب منها لذلك لم يكن الطريق أمام العلم سهلا مفروشا بالورود فقد أتجه الى اسواء من الدجل حيث أتجهت الأنظار الى الناحيه التجاريه وفى أحيانا آخرى كانت المومياوات نوعا من اللوحات الفنيه التى يقتنيها الآثرياء الأوربيون حبا فى الغموض المغلق بالسحر غير أن القرن العشرين من التاريخ الميلادى مثل نقطة تحول فى علم دراسة الأجساد المحنطه والذى عرف باسم ( الموميولوجى) وأصبح فى النهايه علما له أسس ويؤدى الى نتائج قد تغير فى تاريخ البشريه كما تفيد فى حاضرها وفى دراسه قام بها مجموعه من الآثريين اكدوا فيها أن ارتباط اللعنه بالمومياوات الفرعونيه لم يكن بمحض المصادفه أو أنه جاء من وحى الخيال بل هو سوء فهم للنصوص المصريه القديمه ففى مقابر الدولتين القديمه والوسطى (بين القرن الثامن والعشرين والقرن السابع عشر قبل الميلاد توجد نصوص شاعت بين علماء المصريات باسم (نصوص اللعنه) وهى كتابات موجودة على أوجه المقابر تهدد كل من يلمس المقبره بسوء بأنه لن يفلت من عقاب الثعابين والتماسيح والأشياء المخيفه غير أن الهدف الرئيس من هذه النصوص هو حماية المقابر من المعتدين ويذكر أنه وجد داخل حجرة الفن لمقبرة الكاهنه الطيبه (حنوت محيت) هذا النص هو أن يا من جئت لتسرق لن أسمح لك أن تسرق فأنا حامى المرحومه (حنوت محيت) مؤكدا أن نصوص اللعنه عند قدماء المصريين لم تكن إلا لإضافة اللعنه وذلك لإدراكهم أهمية الكلمة ومفعولها السحرى فى التخويف وليس بهدف أن تتحول الى حقيقة والا تعرض كل العاملين فى مجال الآثار الى اللعنه وقد أتهم الآثريين الروائيين والسينمائين فى ترسيخ هذه الفكره لدى العامه موضحا أن أول حادثه إرتبطت بفكرة اللعنه تلك الحادثه التى وقعت عام 1699 عندما أشترى أحد تجار الآثار الأوربيين أثنين من المومياوات المصريه وحملها معه فى باخرة الى أوربا فى عرض البحر المتوسط هبت عاصفة شديدة فانقلبت الباخرة وغرق أغلب من فيها فظن التاجر أن سبب هذه المحنه التى تعرضت لها الباخرة هى المومياتان المصريتان اللتان أستدعتا الأرواح الشريره لتقلب الباخرة فقرر التاجر إلقاء المومياتان فى البحر الجميع أكد أن تلك القصة لم تكن إلا من وحى خيال الكاتب الفرنس (لويس بنشييه) وهى أقدم قصة خياليه تد ور حول المومياوات المصريه وقال الآثريين أنه من أشهر القصص غير الواقعيه هى محاولة تبرير غرق السفينه الشهيره تيتانيك عام 1912 بوجود مومياء مصريه على سطحها وقت الغرق وهى نفس المومياء الموجودة فى المتحف البريطانى تحت رقم 22542 بل إن الكنديين أكدوا صحة هذه الأسطورة وأضافوا لها أن هذه المومياء أرسلت الى مونتريال بعد غرق السفينه تيتانك وغرقت فى المياه الكنديه سانت لورانس مؤكدين أن المومياء المقصودة لم تكن جسدا ولا مومياء بل هى غطاء خشبى ملون كان موجود على تابوت لكاهنه من الأقصر غير معروف أسمها وترجع للقرن الحادى عشر قبل الميلاد ويبلغ إرتفاع الغطاء حوالى متر و62سنتيمتر موجود بالمتحف البريطانى تحت رقم 22542 ولا يزال بعض البريطانين يخافون أن يلمسونه أو حتى الإقتراب منه معتقدين أنه سيجلب لهم اللعنه والحظ السيىء وأشار الآثريين الى أن المومياوات المصريه مرت بالعديد من المراحل قبل الوصول الى علم دراسة الأجساد المحنطه فى القرن العشرين من التاريخ الميلادى مؤكدين أنه وفى القرن العاشر الميلادى كانت نظرة لعالم للمومياوات المصريه نظرا غريبه فقد إعتبرها مصدرا جيدا للدواء وعلاج الناس وقالوا أن المؤرخ العربى عبد اللطيف البغدادى ذكر أنه ظهر فى ذلك العصر طبيب عربى يدعى (المجر) وكان يصف لمرضاه الذين أصابتهم أمراض جلديه دواء يتكون من مسحوق بوددرة عظام المومياوات المصريه بل إن أحد أمراء أوربا وهو والد زوج الأمبراطوره الفرنسيه (كاثرين )كانت تصيبه نوبات عصبيه وهستيريا ولا يوقفه سوى إبتلاع مسحوق بودرة المومياوات المصريه وسجل كاتب عربى آخر فى عام 1424 أن الناس كانوا يبحثون عن المومياوات فى المقابر ويعلونها فى المياه تحت درجة حراره عاليه حتى تتساقط جلودها ويجمعون الزيت الذى طفا على السطح المغلى ويبيعونه للفرنسيين مقابل خمسة وعشرين قطعه من الذهب كما أنه فى العصر فطن أباطرة المخدرات فى أوربا الى أهمية هذه المومياوات فقاموا بشرائها لسحق عظامها وخلطها بالهيروين أم فى القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين تغيرت النظرة العالميه للمومياوات وتحولت من تدميريه غير حضاريه الى فنيه راقيه وجمل أثرياء أوربا قصورهم بالمومياوات بديلا عن اللوحات الفنيه وكان أول رجل فكر فى ذلك هو الفرنس (دوكاسييه) الذى أشترى من القاهرة مومياء وتابوتين عام 1605 ميلاديه وفى بداية القرن التاسع عشر بدء مولد المويولوجى وعلم المصريات ففى عام 1814 ظهرت أول دراسة علميه على مومياء مصريه قام بها عالم المصريات الشهير الفرنس شامبليون وساعده أخوه جالا جوزيف حيث قاما بفك لفائف مومياء شاب صغير من العصر البطلمى غير معروف الأسم كانت معروضه بمتحف جرنوبل ولكن علم الموميولوجى بدأ فى الظهور عندما بدأت تتوالى إكتشافات خبيئات المومياوات فى مصر بدءا بخبيئة الدير البحرى عام 1881 فقد قام كل من الأنجليزى فلندرز بترى والفرنس ماسبيرو بوضع دراسات وصفيه لأغلب المومياوات التى تم الكشف عنها ولكن الدراسه الوصفيه لم تحقق نتائج قويه لأنها تصف
الجسد من الخارج دون التعرف على حالته الداخليه وإنتظر العلماء قرابة عشر سنوات ليجدوا حلا لذلك حتى إكتشف العالم الألمانى (فيلهلم روتنتجن) أختراعه المعروف بأشعة إكس اى الأشعه السينيه وفى عام 1895كان فلندر زيترى أول عالم مصريات يدرك أهمية هذا الأكتشاف فى دراسة المومياوات المصريه



#نصر_القوصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع الأحجبه على جسد المتوفى سر الخلود عند الفراعنه
- الغموض يخيم على مصير مومياء دندره بعد منه من السفر لبريطانيا
- صلح وهز يا وز والرست وشد الحبل ألعاب مصرية قديمة
- شوال ملوخية ناشفة وآخر للويكة وعشرين كيلو ملح عادات يوم العف ...
- التوريث باطل شرعا وقانونا
- دراسة تؤكد أحتفاظ الصعايدة بنقاء الجنس المصرى
- طقوس الزواج وتعدد الزوجات عادة فرعونية قديمة
- ضياع ذكورة وطن فى لمحة بصر
- توريث المرآه عار على رجال الصعيد
- ايونو _ أنشئت _أيمحوتب أشهر كليات الطب فى مصر الفرعونيه
- مشروع متطور لدراسة مرض البلهارسيا فى العصور القديمة
- أثرى يستعرض تاريخ طيبة فى صور
- طالما هناك آثار وجهل فهناك تنقيب وسرقة للآثار
- الغموض يخيم حول خبيئة المومياوات بوادى الملوك
- تجربة شخصية مع بوتيكات المتاجرة بهموم البسطاء المدعوه حقوق ا ...
- الديمقراطية تؤخذ بالشوكه والمعلقه ام بالحديد والمظاهرات
- سحب قانون مكافحة الشائعات وانتصار جديد للحرية
- قانون مكافحة الشائعات وضربه جديدة للحريات
- الأخوان المسيحيين وضياع القضيه
- المدونون هم الجيل الصالح لنهضة الأمه وليس الأخوان المسلمين


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصر القوصى - رحلة مومياوات الفراعين من اللعنه الى العلم