أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - المطاردون رواية تسجيلية أنصارية















المزيد.....

المطاردون رواية تسجيلية أنصارية


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


المطاردون رواية تسجيلية تتحدث عن تجربة ومآثر الأنصار الشيوعيين العراقيين ( البيشمركة) في كوردستان العراق , والرواية هي من تأليف الكاتب كفاح حسن ( ملازم كريم ) , وهذه التجربة الروائية الأولى للكاتب وهي رواية تسجيلية استطاع عبرها الكاتب ان يطلع القاري على الأبعاد الثلاث لروايته التسجيلية من خلال تصوريه فضاء الرواية عبر الاحاطة والإلمام بكل ماهو رمزي متعلق بالموروث والثقافة والعادات والتقاليد في كوردستان العراق و خصوصا منطقة اربيل وأريافها وأرياف بتوين وناوى شوان , والربط بين فهم الأنصار لهذه التقاليد وتعاملهم معها وانسجامهم مع المحيط الذين يعملون فيه وتكيفهم مع هذه الفضاءات , فأحد أبطال الرواية النصير هلكوت يضع القارىْ بجزء من هذا الفضاء( لقد تحطم السكون الذي لف كاني شه هيدان منذ سنين وعاد صوت الرصاص يلعلع فيها , ليذكرها بثلاثة عشرين عاما مضت ) ص11
بينما بطلها الأخر النصير قاله يبحث عن البعد التاريخي للأسماء من خلال البحث عن اصل كلمة ( حرب العصابات ) اللاتينية ( بارتيزان ) , فيقول [ما كنت أسمع عنه ( البيشمركة ) والذي ارتبط بخيالي_ منذ الصغر_ إنسانا يعيش في الكهوف , ويرتدي وينتعل جلود الحيوانات البرية ] ص53 لقد كان الفضاء احد الأبعاد الثلاث لرواية الكاتب كفاح حسن , والبعدين الآخرين هما المكان والمجال , وفي بعد الفضاء استطاع الكاتب الولوج بعيدا لتوضيح البعد التاريخي للمكان الذي تدور حوله الإحداث الحربية والمعركة الغير متكافئة والهجوم الغادر على المفرزة الأنصارية من قبل المرتزقة والقوات الحكومية , فكان ذلك الكوخين الذين بني من النايلون ليكون مقر لهم بعيدا عن عيون السلطة الفاشية الصدامية في الجبل الصامت الذي جردته الأنفال وفق سياسية الأرض المحروقة من أهله وناسه , جعل منه الكاتب مركز للإحداث روايته ولم يكن هو من ضمن (البشمركة) الذين تعرضوا لهذا الهجوم ولكنه ظهر في الرواية على لسان إبطالها الذين يحاورنه ويتذكرونه في العديد من المواقف والمشاهد والإحداث التي تناولتها هذه الرواية .
يواصل البطل قاله تصويره للإحداث وكأنه يحمل إلة تصوير [ لقد سبقنا (هلكوت) نازلا صوب الكوخين الذبحيين بعد إن بدأت الشمس تودع المنطقة , مائلة بلون أحمر دموي , والذي الذي حدثنا عنه ( ملازم كريم) قائلا : أن الشيعة يعتقدون بأن هذا اللون يشير إلى دم (الحسين )
الذي ذبح وصحبه في معركة بطولية انتحارية يوم عاشوراء.....] ص56
من خلال أبطال روايته سعى الكاتب إلى الربط بين فضاء الحاضر والماضي , بين تاريخ المرتزقة( الجحوش) الخياني الذين يطاردونهم في جبل كوسرت بالقرب من( كاني شه يدان ) , وكأنه تكرار لمأساة إنسانية سابقة تعرض لها الأكراد في وطنهم كوردستان , كما جاء على لسان أحد أ بطال الرواية هلكوت يقول [وفي يوم أسود كيومنا هذا , وبينما كان بضع عشرات من أل(بشمه ركة ) الشجعان يقضون استراحتهم في ضيافة عين الماء المتواضعة هذه , بعد معارك مرهقة طويلة مع مرتزقة السلطة , فاجأهم المرتزقة الذين لطخوا بالعار تاريخ أبناء (مديا) منذ ورطهم السلطان (عبد الحميد ) بال( فرسان الحميدية) , جاءهم رفاق الأمس الذين كانوا يحملون معهم السلاح , ليسقوهم الموت .] ص12
اما في البعد الثاني المكان فقد حاول الكاتب رسم العديد من اللوحات الفنية للمكان بريشة ليضفي مسحة جمالية لتحرك إبطاله في ابعاد المكان وتفاصيله , فشخوص الرواية تعاملوا مع تفاصيل المكان بدقة حتى مع التفاصيل الصغيرة ألمحيطه بالكوخين , فالبطل هلكوت يقول [ بحذر شديد تسلقت القطع الصخري الذي يعتليه السن الحاد.وصلته وأنا أراقب المنطقة بحذر ] ص11
بينما عولا رشاش يحاول بحواراته إن يخبرنا عن محيط تحرك المفرزة الأنصارية [ لقد ضجت قرى (خاسه) و(باني شوان) و(قه لاتوكان ) و( شيخ بزيني) و(باني سالي) بأخبار مفرزتنا ] ص41
استطاع الكاتب كفاح حسن إن يتحرك مع بطله كور دو وهو يراقب انسحاب المرتزقة [ انتظرت انسحاب أل(الجأش) الذين اصطفوا في طابور طويل بطيء على الطريق الوعر الذي استدرجني إلى هذه الصخرة ] و يواصل كور دو توصيفه للمكان [ سارعت إلى ترك موقعي وسط أغصان شجرة (قه زوان ) قبل إن يحل الظلام ..... لقد صمدنا أحد عشر يوما في قمم (بنه باوي ) الجرداء في معركة جبهوية تركت الذعر في قلب الأعداء والحب في قلوب المنطقة ] ص70,71,73 .
صور الكاتب مشاهده ببراعة مما يجعل من القاري يرى الإحداث أمامه كأنه يشاهد فلم وثائقيا يتحدث عن أوضاع الأسرى وطرق التعامل معهم وأحوالهم النفسية في داخل طائرة الهليكوبتر , وبالرغم من اعتماده على الخيال في تصوير لهذه المشاهد إلا انه أستطاع إن يقنع القاري بالحدث وواقعيته بلغة بسيطة وسهلة .
أما البعد الثالث للرواية فكان مجالها الذي اتسم بتعدد الفصول والعبور من فضاء إلى فضاء اخر, متجولا عبر ابعاد ذاكرة أبطاله الذين يحاولون الربط بين أختلاف الفصول الطبيعية والتغيرات المناخية , فالبطل هلكوت [قضينا ليلة كان مطرها هطالا , معلنا اقتراب الربيع الذي ننتظره بفارغ الصبر ]ص7 , و [ رغم الصعوبات التي يخلقها لنا المطر , ونحن في وكرنا الذي تعبث به الطبيعة ] ص7 , و [ بدأت خيوط الفجر تعلن بين الغيوم السوداء , عن بزوغه, فيما الظلام ينسحب رويدا رويدا, صاغرا أمام ضياء الشمس الخافت ] ص8 .
الذي يقرا الرواية بإمعان يجد الكاتب لم يقحم إبطاله عنوة بالرمز بل حول من خلالهم إدخال الرمز على الرواية وربطه بالحاضر [ رحمك الله يا( كاوة الحداد) قتلت ( الضحاك ) وأشعل أنصارك النار مبشرين الفقراء بالنصر , وأنصار ( ضحاك زماننا ) يشعلون النار معلنين بقاء (ضحاكهم )هكذا ردد مع نفسه دلشاد أحد أبطال الرواية وهو ينظر إلى الأفق البعيد الذي تلفه ظلمة الليل الموحشة .
كاتب الرواية بالرغم من تجربته الأولى لكنه أستطاع عبر هذا العمل أن ينجح في تقديم روايته متكاملة تحدثت عن جزء من تاريخ حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين ونضالهم المسلح الذي خاضوه ضد دكتاتورية صدام حسين الفاشية , ليضعها بين يد القراء للتعرف على هذه التجربة الإنسانية .
[email protected]



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدرالية الوسط والجنوب ومفترق طريق الوحدة الوطنية!!؟
- الشرق الاوسط الجديد... أعلان للحرب المفتوحة على الشعوب!!؟
- توازن الرعب ...والحرب الاقليمية المحتملة
- الرياضيون العراقيون من محنة الديكتاتورية الى طامة الارهاب
- نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي ... الاشتراك ...
- انتفاضة معسكر الرشيد ...قراءة الماضي لمعرفة الحاضر واستشراق ...
- أضواء على مشروع المصالحة والحوار الوطني
- عزيز السماوي...شاعر القصيدة الشعبية الملحمية المبدع
- ..الوصع السياسي الراهن ومهام القوى الديمقراطية العراقية
- كمال سبتي طائر الجنوب الرمادي
- اليسار وكتابة التاريخ !!؟
- الشراكة الوطنية مصلحة الوطن اولا
- ثغر العراق الباسم يودع الشعر ويستقبل الرصاص !!؟
- الجماهير الشعبية العراقية هي الوحيدة القادرة على وقف نزيف ال ...
- الطبقة العاملة العراقية بين تعقيداتي الماضي وأشكاليات المستق ...
- الحرب على الارهاب واستراتيجية الحرب الدائمة
- الحكومة العراقية الجديدة والمشروع الوطني الديمقراطي !!؟
- أزمة الائتلاف العراقي الموحد السياسية سوف تقود البلاد نحو ال ...
- هل يحتاج شيعة العراق الى دلائل وبراهين للاثبات وطنيتهم !!؟
- المواطنة الاتحادية والحرب الطائفية الغير معلنة !!؟


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - المطاردون رواية تسجيلية أنصارية