أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - بعض من أوجه -قوة المثال-!














المزيد.....

بعض من أوجه -قوة المثال-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"قوة المثال".. هذا هو أهم ما في "الحرب السادسة".. "الأولى" في أهميتها الاستراتيجية والتاريخية. هذا المثال، الذي هو "حزب الله"، هو الذي يتضافر كل المتضررين منه، علنا وسرا، ومهما اختلفوا وتباينوا في أمور أخرى، على تحطيمه، وتحويله، بقوة الحديد والنار، وبقوى أخرى، إلى نقيضه، فالشيخ أسامة بن لادن، مع قاعدته، يظل أفضل لهم، ولمصالحهم وأهدافهم، ولوجودهم برمته، من السيد حسن نصر الله، مع حزبه. شبابنا، الآن، الناقم الساخط، الكاره حتى لنفسه بسبب أن كل شيء يحبه ويعتز به في الحياة قد مات ويموت، والذي جعلوه يرى العدم خيرا من الوجود، ما عاد يستهويه مثال بن لادن وقاعدته، وإنَّما مثال نصر الله وحزبه. شبابنا الآن أصبح قادرا على تمييز "الإرهاب" من "المقاومة"، فلو أنَّ استطلاعا للرأي أجري لرأينا تحوُّلا كبيرا في الإعجاب عن بن لادن إلى نصر الله، وكأن "الحرب السادسة" قد قالت لشبابنا: "إنَّ المقاومة التي ترون هي خير وأبقى من الإرهاب". إنَّ تغليب الميل لدى شبابنا إلى المقاومة، أي إلى هذا النمط المجدي من الصراع القومي، على الميل إلى الإرهاب، قوىً وفكراً، هو الوجه الأول من أوجه القوة في ذلك المثال.

الوجه الثاني، هو "التسامي القومي"، أي التسامي عن كل ما هو دون الانتماء القومي العربي، فـ "حزب الله" الشيعي ما عاد يُنْظَر إليه على أنه حزب للطائفة الشيعية في لبنان، فالسنة من العرب ينظرون إليه على أنه "قوة إسلامية وعربية قومية" عرفت كيف تكون قوة معادية لإسرائيل، وكيف تبادل الولايات المتحدة عداء بعداء. لقد ثبُت وتأكَّد أنَّ واقع الهزيمة القومية هو مبعث كل عصبية مُدمِّرة للانتماء القومي العربي، وأنَّ كل تخطٍّ لهذا الواقع يمكن ويجب أن يكون مبعث تخطٍّ لكل عصبية من ذاك النمط، فلتعطوا شعوبنا نصرا، ولو صغيرا، على عدوهم القومي، ففيه، وبه، يكبر ويعظم الشعور بالانتماء القومي، ويصغر ويضمر كل شعور بالانتماء إلى "الجماعة دون القومية". تذكَّروا عبد الناصر قبل الهزيمة الحزيرانية وبعدها، فقبلها كان مبعثا لمدٍّ في الشعور بالانتماء القومي العربي لدى العرب من المحيط إلى الخليج، وبعدها صار مبعثا لجزْرٍ في ذاك الشعور، فشرع العربي يبحث عن ذاته وهويته في القبيلة السياسية والدينية والثقافية.

الوجه الثالث، هو "الفضيحة التاريخية"، فإسرائيل التي لا تُقهر إنَّما هي "إسرائيل النفسية" وليس "إسرائيل الواقعية". إنها إسرائيل التي في داخلنا تقيم. أمَّا إسرائيل التي في خارج نفوسنا تقيم فهزمها ممكن واقعيا. هل يمكن هزم إسرائيل؟ هذا هو السؤال الفاسد. أمَّا السؤال السليم فهو هل "نجرؤ على الانتصار على إسرائيل؟ أقول "نجرؤ"؛ لأن الذي يملك كل الأسباب والشروط الواقعية للقفز بالمظلة من الطائرة لن يقفز إذا لم "يجرؤ" على القفز!

كم مرَّة دخلنا الحرب.. وكم مرَّة خرجنا منها خروجا لا نراه في لبنان الآن. في آخر مرَّة، دخلها "الرئيس" بجيشه الجرَّار، وبشعبه الذي يؤيِّده بأحيائه وأمواته، فإذا بالجيش "يتبخَّر"، وإذا بالشعب "ينتظر"!

كلهم، حتى أصغرهم، يملكون من السلاح ما لا يملك "حزب الله" منه إلا جزءا ضئيلا؛ ولكنهم لا يملكون الشروط السياسية والاجتماعية للقتال بحسب أسلوبه الذي هو خير أسلوب للانتصار، مستقبلا، على إسرائيل، عبر منعها من الانتصار، حاضرا، علينا. إنَّ المصلحة الفئوية الضيِّقة في عدم امتلاك تلك الشروط هي وحدها ما يُفسِّر عجز سورية عن الأخذ بمثال "حزب الله" في قتال إسرائيل، وهي التي لو أخذت به، مع شروطه السياسية والاجتماعية، لفُتِحَت أبواب جهنم على إسرائيل. والشروط ذاتها لو امتلكتها مصر لما قالت، في ذروة الحرب الإسرائيلية في لبنان، إنَّ دخولها الحرب (من أجل لبنان، أو من أجل غيره) هو المستحيل بعينه. إنَّهما مثلَّثان يحضاننا على المقارنة بينهما: "المثلَّث الحزيراني" في "الحرب الثالثة"، و"مثلَّث مارون الراس ـ عيترون ـ بنت جبيل" في "الحرب السادسة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعار رايس مترجَما بالعربية!
- إنَّهم لا يجرؤون على الانتصار!
- الجواب عند دمشق!
- -الشرق الأوسط الجديد-.. تنجيم أم سياسة؟!
- -القابلة- رايس آتية!
- هل تسيطر إسرائيل على حدود لبنان مع سورية؟
- الانفجار الكبير Big Bang.. بين -الفيزياء- و-الميتافيزياء-!
- بعض من السمات الجديدة للصراع
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - بعض من أوجه -قوة المثال-!