أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم السعيدي - من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة -2















المزيد.....

من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة -2


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 08:23
المحور: كتابات ساخرة
    


( التاريخ سجل الزمن .. لحياة الشعوب والأشخاص والأمم ..التاريخ .. هو الحضارة وتطورها .. هو الإنسانية وتقدمها .. هو العلاقات البشرية ومسيرتها )

ظل هذا النص ماثلاً في ذاكرتي منذ الصبا .. حين كان لا يفوتني الإستماع الى البرنامج الخالد " نافذة على التاريخ" الذي تبثه إذاعة دولة الكويت منذ السبعينات ، وأشهد أن لهذا البرنامج عظيم الأثر في تكوين اللبنة الأولى للإهتمام بالثقافة وحب الإطلاع والتثقف .
وتعلمت أن التاريخ هو المحك النهائي بين الصح والخطأ ، ولذا كنت أطرح جميع التعقيدات السياسية التي تمر بالوطن ، والإشكالات الأخلاقية التي تمر بها أنظمة الحكم (ومنها نظام صدام حسين) أطرحها على طاولة البحث من زاوية الموقف التأريخي لكي أستطيع تجميع الأفكار في سلّة واحدة وأرى كيف سيحكم التأريخ على هذا الموقف ؟ أو تلك الفعلة ؟ أو ذينك الجريمة ، ولا أخفي سرّاً إذا ما قلت إن التاريخ لطالما كان قاضياً عادلاً يتناول الحدث بموضوعية لا تدانيها موضوعية ، فأسأل نفسي .. ما هو حكم التاريخ على هذه أو تلك بعد خمسين سنة ؟ لكي أُستبعد الجانب العاطفي عن الموضوعة وأجردها من الاشتباكات النفسية التي تتقاذف الموضوعية يميناً وشمالاً .
لم أشذ عن هذه القاعدة في دراستي للشخصية الـ (بريتيندارية)* لموفق الربيعي ، فهذا الرجل حاول جاهداً أن يعطي إنطباعاً لدى الشارع العراقي بأهميته (المفتعلة) فعاد الأمر وبالاً عليه بدلاً من أن يكون كما خطط له .
موفق الربيعي بعيد كل البعد عن موقع السياسي ، فهو يفتقر الى الشخصية الشعبية .. وبذلك فقد القاعدة الجماهيرية ، وبعيد عن (الستراتيجية الفكرية ) اي الآيديولوجيا ، وبذلك فقد القاعدة العقدية أو العقائدية هي الأخرى لأن فاقد الشيء لايعطيه ، كما أنه ليس من (وجوه) العراق العشائرية أو الدينية أو حتى الوطنية ، فكانت هذه ثالثة الأثافي التي حطَّمت شخصية موفق الربيعي الـ (بريتيندارية) كما ذكرنا ..
السؤال الذي يطرح نفسه .. ما الذي يمتلكه موفق الربيعي من مزايا ومواهب لتجعله (لامعاً) ؟؟
الجواب : لا شيء ..
ترى ما مدى تأثير هذا الـ (لا شيء) على أداء موفق الربيعي ؟
الجواب : له كل الأثر في تحويل موفق الربيعي الى (مذيع) أخبار سيء جداً .
إذ من المعلوم إن لمذيع الأخبار الناجح مُعِد ناجح أيضاً لكي يعطي لموضوعه الصحفي دسامة أو دسومة كما يتفنن البعض بالإختلاف في التسميات ، ثم يضفي المذيع على الموضوع من سحره ولباقته الشيء الكثير لكي يظهر الخبر (ذو الصدقية) ناجحاً ويتمكن من التأثير في المتلقي لتأتي كل هذه الجهود أكلها ،فماذا عن موفق الربيعي ؟
موفق الربيعي تَلَبـَّس الشخصيتين معاً مُعِدّ البرنامج .. والمذيع ، ولما كان الرجل (ناقلاً للكفر ) فليس هو بكافر .. إلا أن الكفر يبقى كفراً خصوصاً مع التزويق الفاشل والتوضيب السيء والإخراج الأسوأ .
بدا جناب الدكتور موفق الربيعي منذ الغزو والى اليوم وكأن لديه وظيفة واحدة .. (نقل الأخبار الرنانة ذات الوقع المدوّي) .. بغض النظر عن صدق الخبر أو كذبه .. مديات تأثيره على الشارع سلباً أو إيجاباً .. كل ذلك كان الربيعي يرميه خلف ظهره من أجل الحصول على (اللقطة) أمام عدسات الكاميرات .. وكان من أفشل المراسلين على الإطلاق .. ولو كنت مدير تحرير صحيفة لما قبلت منه بتقرير واحداً لم يصدر من الجهة ذات القرار ، إذاً لماذا يسعى موفق الربيعي الى النهوض بمهمة (تفجير خبر الساعة) ؟ أظن إن الجواب عن هذا السؤال يكمن في شخصية موفق الربيعي ذاتها ، فالرجل بهذه المواصفات الضحالة في موقع قريب من صنّاع قرار حقيقيون يمتلكون الفرصة والآلية والفعالية في التأثير بالشارع العراقي (بغض النظر عن سلبية التأثير أو إيجابيته) ، كل هذه المخالطة تعزف يومياً على الوتر الحساس في شخصية (البريتيندارية) .. وتظهر العجز الواضح والنقص الفاضح في مزايا هذه الشخصية وعدم فاعليتها في صنع القرار .. مما يربك الأداء لهذه الشخصية ويخضعها الى ما يشبه التنويم المغناطيسي في الإنسياق وراء الظهور أمام عدسات الكاميرات للتعويض عن هذا النقص.
الأمثلة أكثر من أن تحصى خصوصاً مع الذاكرة الممزقة بتمزق الوطن الذي نتنفس هواءه ، لكننا مع ذلك سنسوق الأمثلة التي قرَّت في دفاتر المذكرات ولم تنساب الى مهاجع النسيان مع إنسياب الدماء العراقية التي تنزف يومياً.

في أول ظهور للسيد موفق الربيعي بعد الغزو أدلى بتصريح (ملفت للنظر) تقريباً وكان مُفاده عن نية (الأحزاب المنتصرة) تشكيل فيدراليات أربع في أنحاء العراق الشمال والجنوب والشرق والغرب ، والإبقاء على (بغداد الكبرى) خارج دائرة الأقلمة ، ويتذكر العراقيون ما أثاره هذا التصريح من جدل كبير وتخوف لدى العديدين من نية تقسيم العراق ، وللتأريخ نقول إن تناول الكتّاب لهذه الموضوعة كان على مستويين . الأول – كان المشككون بكل شيء ، وتناولوا هذا التصريح على أنه النية المبيتة للتقسيم (ولا يلومهم أحد في هذا التخوف) ، والقسم الثاني كان مذهولاً بمراد الربيعي (ولم نكن نعرفه في حينها) إلا إن القسم الثاني كان مقتنعاً بالفيدراليات كمبدأ ولكنهم يختلفون مع آليات الفدرلة كحجر أساس للتقسيم الطائفي أو العرقي ، وكان كلُّ شيء في مكانه (آنذاك) فلا ميليشيات طائفية تقتتل ولا لطيفية ولا مدائن ولا أي شيء ، وبالرجوع الى الوراء قليلاً حاول بعض الكتّاب وصف هذا التصريح بالفتيل الذي أشعل سلسلة الأزمات التي حلَّت بالعراق متلازماً مع التشكيلة الطائفية لمجلس الحكم الذي كان الربيعي أحد أعضائه بلا ثمن قدّمه الا ثمن تذكرة الطائرة التي حطت به من لندن الى بغداد ولا علم لي فيما إذا كانت (جهة خارجية ) قد دفعت ثمن هذه التذكرة .
يعد هذا التصريح للسيد موفق الربيعي (الصدمة الأولى) للبنية الإجتماعية للشعب العراقي ، وأيضاً الهزة الأولى للّحمة الوطنية من خلال إثارة الشكوك عند العامّة ممن ربما لم يسمع بالفيدرالية في النيّات عند الساسة العراقيين ، وفي تصوري إن هذا التصريح غير المسؤول لايمكن محاسبة الربيعي عليه ، للسبب نفسه الذي جعلنا نلتمس له العذر وهو .. شخصية الهرولة الى الصحافة ، فالربيعي لم يتذكر العراقيون له أي رأي في شكل الدولة طرحه على المستوى السياسي ، كما إنه لم يتخطَّ يوما خلال السنوات الثلاث من عمر الجمهورية الجديدة (الرابعة) لم يتخطَّ الحاجز الإعلامي الى ساحة التأثير السياسي إذ لم يطرح (فكرة) لبناء الدولة على المستوى السياسي .. فكرة أتاح لها أن تنمو رويداً سائقاً المبررات السياسية لدعم فكرته وحاشداً الدعم لها على أيٍّ من المستويات الشعبية أو الوطنية أو السياسية .
وبصراحة إن مطالبة من هذا القبيل تعدُّ تجنياً على إمكانات هذا الرجل ومحاولة مفضوحة لإحراجه أمام نفسه على أقل التقديرات .
لقد ظلّ الربيعي (مسرحياً) في أدائه رضي لنفسه أن يمثل دور (ساعي بريد الأخبار) .. وساعي بريد فاشل بكل المقاييس.
على هذه نضرب المثال التالي ، ففي 2/12/2004 أيقظ الربيعي العراقيين منذ الصباح الباكر على خبر (السمكة الكبيرة) وإشتهر هذا الخبر الذي وصل اليه (غير مطبوخٍ كفاية) لأنه مضحكٌ جداً .
يقول الخبر إن القوات الأمريكية تحاصر (ربما) عزت الدوري في إحدى مناطق مدينة كركوك كان ظهوره المفاجئ بتصريحه الشهير – في الشبكة سمكة كبيرة - محرجاً حتى بالنسبة لشخص كموفق الربيعي لاوجود لمتحسسات (نفسية ) لديه ، حيث ذكر بالحرف (إن عزت الدوري) قد اعتقل أو قتل ، وبعد الأخذ والرد مع مراسلي الفضائيات أحرج الربيعي بعدم توكيد القوات الأمريكية للخبر فقال ( إن في شبكة سمكة كبيرة) ثم تبين بالنتيجة أن الصياد كان أعمى ، والناطق بإسم الصياد ليس سوى (ببغاء) فاقدة الشخصية تستمد مبررات وجودها من خلال الظهور الإعلامي ، وليته كان ظهوراً ناضجاً ، بل أجده سمجاً حد القرف ، وقصة السمكة الكبيرة التي أضحكت العراقيين على – موفق الربيعي – لم تعدُ كونها دعابة قام بها أحد الضباط الأمريكان بأن سرَّب معلومة خاطئة الى موفق الربيعي ليجعل منه (الديك الرومي المنتظر للكريستماس) بعد إقتراب موعده - وهذا ما جرى في 2/12/2003 أي قبل ثلاثة أسابيع من الكريستماس.
هذا ما أعددناه للحلقة الثانية .. وفي الثالثة لدينا ما لذَّ وطاب.
بغداد

* بريتندارية تكافئ (pretender ) المتظاهر أو المدّعي



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسكت موفق الربيعي ضمنتُ له الجنَّة - 1
- الخطة الأمنية في الميزان
- عقدة الإستشهاد .. زكام الأمَّة
- أسامة الجدعان .. شهيد خطيئتين
- زهرة اللوتس
- الملابس الداخلية .. للدولة
- الى فخامة زعيم عصابات منطقة الفضل المحترم .. عتب أخوي
- وقفوهم إنهم .. عراقيون
- ولاية الفقيه .. بين النفط واللفط
- ديكتاتورية الريزيستانسيا
- فياغرا السياسة
- وطنٌ على الغارِب
- من أجل وعي انتخابي -5، ملفة الفساد الاداري
- من أجل وعي انتخابي – 4
- من أجل وعي إنتخابي – 3
- من أجل وعي انتخابي – 2
- من اجل وعي انتخابي -1
- فيدرالية الجنوب .. جدلية النفط والماء
- قراءة في مسودة متردية للدستور
- الاسلام في الدستور


المزيد.....




- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم السعيدي - من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة -2