أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم السعيدي - الملابس الداخلية .. للدولة















المزيد.....

الملابس الداخلية .. للدولة


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1559 - 2006 / 5 / 23 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


في صبيحة يوم الثلاثاء المكرود (16/5) شاءت الأقدار أن أصطف مع طابور البنزين (أكسير الحياة) العراقي ، وكذب من نفى وجود شيء إسمه أكسير الحياة فالبنزين في عراقنا بل في عراقيتنا صارت له الأولوية القصصصصصصصصصصوى .. فالسيارة تعمل بالبنزين ، والمولدة تعمل بالبنزين ، والمولدة الإحتياط (فيما لوعطلت المولدة رقم واحد ) تعمل بالبنزين .. والمولدة (إحتياط -2-) أيضاً تعمل بالبنزين .. صدٌوا او لا تصدقوا لدي ثلاث مولدات (إثنان منها backup وواحد أصيلة وبتدي حقن) أضف الى ذلك لدي إشتراك مع مولدة كبيرة في المنطقة (ساحب منها ستة أمبيرات بالتمام والكمال والرفاء والبنين) كل ذلك كعوامل إحتياطية لأمنا الكهرباء العزيزة .. أدام الله غفوتها الأبدية .
على أية حال فالكهرباء في العراق ( كرأس الحسين عليه السلام في مأدبة اللئام ) ولكنا (كشعب تمتد حضارته الى خمسة آلاف سنة ، وعلى رأي أحد المتموضوعيين ستة آلاف سنة ، وعلى رأي أحد المغالين سبعة آلاف سنة) وفي جمع المحتملات فإن القضية لا تقل عن الـ(آلاف) من السنين ، مما يعد ذخيرة وطنية هائلة وركيزة حضارية كبيرة ، وحضور تأريخي عظيم ، كل ذلك يجعل منَّا أكبر من (الإحتياج) الى الكهرباء ، ولما إستقرأت الواقع الميداني للكهرباء فوجدت شهر آذار (أعزه الله بعزه) وهو أحد أحسن الشهور في العراق من طيب وإعتدال الجو ودرجات الحرارة مما يجعل المواطن ليس بحاجة الى مدافئ ولا مراوح ولا مكيفات ... مما يعني إن الإستهلاك للكهرباء يكون في حدِّه الأدنى ، أعود فأقول وجدت في شهر آذار إن نسبة القطع المبرمج (والله مبرمج هذه ليست سوى على نحو المجاز لا الحقيقة) خمس ساعات قطع + ساعة واحد كهرباء (نظرياً) والتطبيق كما لايخفى على فطنة القارئ اللبيب يبتعد عن النظرية إبتعاد (الميمر) عن القيمر .
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة – أحسب ساعات القطع المبرمج لشهر تموز آخذا بنظر الإعتبار درجة الحرارة والحاجة الى برادات المياه والمبردات والمكيفات (والسبلتات) و( البكجات) و (السنترالات) الخ الخ الخ .
فإذا أجبت (عزيزي القارئ) عن هذا السؤال ما إكتنفه من غموض وحللت ما به من معضلات فقل لي بصراحة ... هل هنالك داع لوجود وزارة كهرباء ؟
لو إحتسبنا (أيضاً ببساطة) عمليات الغمز واللمز والشفط واللفط و(الصفط) وهذه الكوادر الرائحة والغادية الى محطات توليد الطاقة ونقل الطاقة والشبكات ذات الضغط العالي وشبكات الضغط المتوسط والمنخفض (أم ال11 كي في) وصولاً الى كل أنواع حماية المنشآت والـ (أف بي أس ) والناس داخلة خارجة خارجة داخلة صبح وليل ليل وصبح .. والارهابيون قطعوا رؤوس (الويلاد) والمجاهدون قصفوا (محطة الويلاد) .. والوزير الفلاني حضر إجتماعات إعمار الكهرباء في (الدولة الفلانية) .. [ والله لقد كسبت عمَّان من المؤتمرات التي تخص إعمار العراق ما يعمِّر عمّان سبع مرّات ] بروح أبيك يا سيد جعفري أو علاوي أو مالكي .. هل هنالك داع لوجود وزارة كهرباء ؟
كل هذه الميزانيات وهذالصرف ومليارات الدولارات على وزارة وهمية لاوجود لها ؟
أما كانت وزارات أخرى أجدر بها منها ؟ كالصحة أو التعليم أو غيرها ؟

أعود ثانية الى إصطفافي مع طابور البنزين .. وقفت في السابعة صباحاً واخترت بنزين خانة أقل إقبالاً من غيرها .. والأقل إقبالاً تعني أن سعر اللتر فيها أعلى من المقرر فالسعر الرسمي هو 250 دينار بينما تبيع هذه البنزين خانة اللتر ب300 (خمسون ديناراً تحت العباءة) [بروح أهلك لحد يسولف للوزارة حتى لا يغلقونها] وهذا الفرق بالسعر يعني فيما يعنيه إن الطابور أقل من بقية المحطات ويترتب عليه قصر مدة الوقوف بالطابور فمن ساعة ونصف في بقية المحطات تقف أحياناً 20- 25 دقيقة فقط بخمسين ديناراً إضافياً فقط .
وقفت كعباد الله في السابعة صباحاً وإذا الطابور يسير مسرعاً كما هو معتاد .. ولكن برزت مشكلة صغيرة .. فقد كانت إحدى السيارات متروكة (إنقلب صاحبها على عقبيه لا يلوي على شي) وأول ما يتبادر الى الذهن ساعتها هو إن السيارة (مفخخة) وهنا قامت قيامة الحاضرين .. فمنهم من فرَّ بسيارته هارباً من الانفجار المحتوم .. ومنهم من (صار سبع) ونزل كي يدفعها بعيداً ، ومنهم من إنتهز الفرصة ليأخذ مكان أحد الهاربين (وكنت أنا من الصنف الثالث .. عليكم أخفيها ولكن على الله ليس بالإمكان) فتقدم بي الطابور مسافة ليست قصيرة حمدت الله سبع مرات عليها .
بالطبع لم أتخلَّ عن وطنيتي وخوفي على نفسي وعلى أبناء شعبي من الأبرياء ممن لا هم لهم في هذه الدنيا الا العودة الى بيوتهم سالمين كاملي الأعضاء حاملي (سلَّة الطعام وجليكان البنزين للمولدة) .. حملت هاتفي النقال ورحت أضغط على الأرقام التالية (1ــــــــ3ــــــــــــ0) أي 130 .. ثم ضغط على زر (call) وإذا الهاتف يرن [ تررن تررن ... تررن تررن .. تررن تررن .. تررن تررن ..] واستمر الهاتف يرن لمدة دقيقة وعشرين ثانية وانقطع ولم يرد أحد ..
سمحت لنفسي أن أتكلم مع نفسي قليلاً متناسياً وجود أحد المارَّة الذي سيظن بي الظنون ويصمني بالجنون .. قلت ( عجيب كيف هذه الإعلانات تملأ الفضائيات وتدعو المواطنين للإتصال .. ولما يتصل أحدهم يريد تحذير المواطنين والأجهزة الأمنية من خطر محتمل .. يجابه هذا (الصد) ؟؟؟
المعضلة هي إن أصحاب المحال التجارية كلما وصلت الى باب أحدهم بادر الى دفعها بعيداً عن محله خوفاً مما فيها .. ولا أدري الى أين إنتهى المطاف بها ..
ملأت سيارتي بالبنزين وحمدت الله بأن المولدة اليوم ستكون عامرة الإيمان .. ووقود الجلكان .. وعلى التكلان
عدت بعد الإنتهاء من عملي الى البيت وأخذت أحادث (أم العيال) بما جرى وكيف إتصلت بالهاتف 130 من دون رد وقامت (أم العيال) ففتحت جهاز التلفزيون لنرى الأخبار .. وفجأة ظهر وزير الداخلية على الشاشة بطولها وعرضها وهو يزور موقع (الإتصال الميداني بوزارة الداخلية الموقع – 130 - ) وهو يوصيهم ويرد بنفسه على إتصالات بعض المواطنين .. فحككت رأسي متسائلاً
( إذا كان الوزير يزورهم فهذا هو شكل تصرفهم .. في تجاهل المواطنين ؟ أما إذا لم يكن الوزير موجوداً فكيف كان ليكون ردهم؟)
بغداد



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى فخامة زعيم عصابات منطقة الفضل المحترم .. عتب أخوي
- وقفوهم إنهم .. عراقيون
- ولاية الفقيه .. بين النفط واللفط
- ديكتاتورية الريزيستانسيا
- فياغرا السياسة
- وطنٌ على الغارِب
- من أجل وعي انتخابي -5، ملفة الفساد الاداري
- من أجل وعي انتخابي – 4
- من أجل وعي إنتخابي – 3
- من أجل وعي انتخابي – 2
- من اجل وعي انتخابي -1
- فيدرالية الجنوب .. جدلية النفط والماء
- قراءة في مسودة متردية للدستور
- الاسلام في الدستور
- الدعوى الجزائية لمدينة الزرقاء الأردنية ضد - الله
- يا شيخ القتلة .. لا تستعجل رزقك !!
- الى رجال المقاومة .. رحم الله إمرءاً ..أراح واستراح
- الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه
- حول بيان حزب مصر الفتاة
- ديمقراطية الذئاب .. حول أحداث البصرة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم السعيدي - الملابس الداخلية .. للدولة