أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يزيد عاشور - سيرونيكس














المزيد.....

سيرونيكس


يزيد عاشور
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6617 - 2020 / 7 / 13 - 23:14
المحور: كتابات ساخرة
    


أذكره ذلك اليوم مهيب والاستثنائي في بيت عاشورحين تم استقباله بموكب ملكي بعد أن تناولته الأيدي بمنتهى الرقة والحرص والحذر من السوزوكي مع الكثير من الهرج والمرج
يا أخي شيل من تحت وأنا أحمل على جنب ..طول بالك على مهلك شوي شوي ..أي نعم بحنية الله يرضى عليك .. استغفرالله ياخي على مهل على مهل وهكذا الا أن ترّبع على طاولة وضعت في واجهة الصالون خصيصاً كي تُناسب مقامه الكريم مُقابل الكنبايات مباشرة ووضع على كتفه غطاء تم اعداده مسبقاً بلونه الأبيض المُطرز بورود حمراء وصفراء ناعمة حينها أجتمع الجيران والخلان كي يُشاهدوا الضيف الكريم
هكذا كان اليوم الأول لتلفزيون سيرونيكس الذي دخل بيتنا أول مرة
تناهشته عيون الجارات وهن ينظرن بشبق الى اطار خشب الزان الذي زين شاشته شبه الدائرية في المنتصف وقد رُصّعت جوانبه بأزرار سوداء لتوليف القنوات والتشغيل والتوقيف .. ومنهن من تجرأت فلمست تلك الأزرار بشيء من الحياء والشهوة
ولأنه لم يكن قد تم اكتشاف الريموت كونترول حينها فكان علينا أن نضغط على زر التشغيل كي نشاهد خيط أزرق ساحر يمر من مُنتصف الشاشة أول الأمر ثم تظهر بكل عبقرية صورة الأسود والأبيض المُتحركة ..سبحان من سخر لنا هذا !
لم يكن بث تلفزيون حزب البعث والنظام قد وصل الى الحسكة حينها وأكتفت الحكومة بتشغيل محطة تقوية كانت تبث من جبل عبدالعزيز المجاور وكان الأرسال عبارة عن مباريات قديمة من الدوري الأنكليزي حيث واجهنا صعوبة بالغة حينها بشرح الأمر لجارتنا خالة فهيمة في أن هؤلاء الذين يلعبون الكرة ليسوا رجال صغار القامة و قد تجمعوا داخل هذا الصندوق
مع الوقت تعلمنا بعض الأسرار فقمنا بتحويل الهوائي باتجاه جارتنا العراق حيث تابعنا كل تحركات صدام حسين حين يضحك وحين يأكل وحين يمنح دراجات هوائية لأبناء المدن الفقيرة ( ها ها هيء عطو دراجة وسلمنا على خوانك )
مع الوقت صار التلفزيون جزء من أفراد العائلة وبدأت هيبته تخف شيئاً فشيئ ونحن نضغظ زر التشغيل لنسمع صوت طررراق فتظهر الصورة وجررررك فتختفي الصورة الا أن وفي احدى المرات أختفت الصورة تماماً فحاولت أن أعبث بالأزرار ولكن دون جدوى وكل ما كان يحدث هو اضاءة خفيفة جرّاء احتراق اللمبات حيث لم تكن قصة الشرائح الألكترونية قد أُكتشفت بعد فتتوهج الشاشة بعض الشيء ثم ما تلبث أن تُظلم من جديد حتى ضقت ذرعاً بهذا السيرونيكس العرص فضربته على رأسه واذا بالصورة تعود من جديد وعين الله عليها
اكتشافي لسر اعادة تشغيل التلفزيون لم يقل أهمية حينها عن اكتشاف أديسون أو نيوتن وأنا الذي أكتشف سراعادة الروح للتلفزيون حينما يحرن ..بوكس على رأسه فيعرف أن الله حق ويعود للعمل ثانية وفي احدى المرات شعرت بالتكاسل من القيام لخبطه على راسه فضربته بالشحاطة القريبة مني فما كان منه الا أن رضخ لمشيئة الشحاطة وعادت أليه الحياة من جديد
وهكذا صرت كلما أريد أن أشاهد التلفزيون أضع بجانبي التفاح الأشوري الحامض والبطيخ الديري وزجاجة كراش وكل الشحاطات والصرامي الموجودة في البيت وكلما فكر هذا العكروت في أن يحرد أناوله صرماية فيعود للعمل من جديد حتى أن الأصدقاء اثناء زيارتي وبعد أن عرفوا سر التلفزيون صاروا يقومون بجمع الشحاطات والصرامي المكومة على مدخل باب البيت أو أمام التلفزيون ومن يومها صار للصرامي مهمتان في البيت المهمة الأولى صرماية والمهمة الثانية جهازأجهزة التلفزيون الا أن باغتته في احدى المرات صرماية غاضبة جعلته يصمت الى الأبد
وهكذا مثلما أستقبلنا الضيف الكبير بالترحاب ودعناه بالصرامي



#يزيد_عاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمت اليوم
- حورية
- بيوت
- بيضاء
- سلاماً أيها الحسكة
- بين المقالة و القصيدة
- الدروز
- السريان
- حديقة السبكي
- مطر غريب
- شكراً للرصاصة
- حزب السردين
- ليليث وحقوق المرأة


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يزيد عاشور - سيرونيكس