يا سيدي ... لم استعجلت الرحيل ... وجف مجلسك العذب ؟

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يا راحلاً .. لم ألتق بك في حياتي ولكني عرفتك من خلال موهبتك الفذة الرائعة ... ومن خلال تواضعك وابتسامتك الهادئة المطرزة على وجهك الجميل ... قد كنت قبل كل شيء .. إنسان .. إنسان .. إنسان .. إنسان في أخلاقك .. وإنسان في وطنيتك العراقية ... وإنسان أسطورة في موهبتك التي رفعت بها راية العراق العظيم ... ما أشد اللوعة وأعظم الحزن .. هل حقاً أن مخالب الردى قد خطفتك من بين محبيك والمعجبين بك وأطبقت على روحك الطاهرة والطيبة والنبيلة ؟ نعم إن الإنسان يولد ويترعرع وينمو ويكون الموت نهايته .. هذه هي سنة الحياة كل شيء في الوجود ينشأ ثم ينمو ويفنى .. لكنه يمضي في اختيار الأعز ليترك من بعده قلوباً حرى ونفوساً أرهقها الأسى والألم .. تتلفت بذهول وحيرة.
الراحل أحمد راضي قدم شمعة وجوده وموهبته قرباناً للوطن الحبيب ولشعبه النبيل سوف تدق ذكراك في ناقوس الأجيال القادمة وتعيد في كل سنة تمر أنشودة البقاء على خطاك فطب قدراً في ما أنت عليه في الدنيا والآخرة.
يا سيدي كان تواضعك يفرض في النفوس احترام ذلك الوقار .. وابتسامتك الدافئة تحيط بالأماني حتى وأنت مضطجع على سرير الموت .. في القلوب لوعة الفراق وفي الصدور هالة من نار .. وفي الأفواه حشرجة الكلمات وما عاد اللسان قادراً على النطق وما عادت العيون قادرة على أن تذرف الدموع، فقد جفت في مآقيها أحداقنا، وألهبت النار صدورنا، وأحزم لهيب الفراق قلوبنا، فهل بعد الرحيل يا سيدي لقاء .. وهل بعد الوجل عناق .. وهل في الصبر موعد للتعارف بيني وبينك ؟
خلفت في الدنيا تراثاً رائعاً وصنعت أبطالاً من الأبنـــــــــاء
وغداً سيذكرك الزمان ولم يزل للدهر إنصاف وحسن جزاء

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل