أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - قنبلة أثيوبيا النومئية ...














المزيد.....

قنبلة أثيوبيا النومئية ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ هذا الصوت النيلي الهادر ، لم ينطق بالحق فحسب ، بل كان ايضاً الضامن في إشعال نور الحضارة لمصر وطارد الظلمة عنها في جميع الأوقات ، وكما تسيطر التكنولوجيا على البشرية ايضاً تحاول دول منبع الأنهر بإقامة سدود عملاقة من أجل السيطرة على البشرية ، وبين ما قاله كيسنجر أحد ممارسين الواقعية السياسية ( بضرورة المحافظة على ثقة الناس ، هو أمر يعزز التضامن الاجتماعي ويربط المجتمعات وعلاقتها ببعضها البعض كما أنها تحقق السلام والاستقرار ) أما في المقابل ، هناك مقولة أخرى لابن خلدون هي ضاربة في التاريخ ، ( أن أول العمل آخر الفكرة وأول الفكرة أخر العمل ) ، ولأن لمصر تحديداً تجربة شاخصة في سد أوين نالوبالي في بحيرة فيكتوريا ، الواقعة في أوغندا لؤلؤة أفريقيا والتى تشترك بها مع كل من كينيا وتنزانيا ، فأوغندا البلد الأفريقي الذي مازال يحتفظ بعلاقته الممتازة مع مصر ، تعرضت إحدى بوابات سد أوين الأوغندي إلى الإنهيار والتى سببت خسائر كبيرة على الصعيد البشري والحيواني ومساحات واسعة من الأراضي ، جرفت بطريقة هائلة ، ولأن علاقة كمبالا بالقاهرة جيدة تمكنت الحكومة المصرية في تقديم عمليات إنقاذية سريعة ومن ثم وضعت برنامج لإعادة هيكلة وترتيب السد ضمن معايير دولية مع الأخذ بالاعتبار بضرورة وجود لجنة مشتركة دائمة من أجل مراقبة السد فنياً .

تخوض أثيوبيا أمتحان قاسياً مع جيرانها ، قد تكون نتائج هذا الامتحان تضيق على نظامها بعناصر الهوان والارتجاج ، فقد أشار تقرير البنك الدولي بشكل واضح وصريح ، بأن أعمدت السد تعتبر حسب التصنيفات الإنشائية رديئة جداً ، بل ترك وصفين يعتبران مصدر قلق ، قد وصف السد بالمرعب والمخيف والذي يمكن أن يحل كارثة إنسانية بأهل السودان ، وهنا يفرض على المراقب تساؤلات مشروعة عن الأمن والسلامة للجانب الفني للمشروع بالكامل ، فإذا كانت البنية التحتية والإعمارية متطابقة في التكوين لسد أوغندا ، فإن نزول مياه النيل الأزرق بقوة من مرتفعات الحبشة التى تعرف بملاسمتها السماء ، سيشكل تهديداً للسودان ومصر ، وإذ كانت البنية التحتية لسد أثيوبيا مخالفة لعلم شكل الأرض ، فإن التهديد سيكون بشكل دائم ، لأن أي خلل أثناء التعبئة كما حصل مع سد أوغندا أو أي تشققات صخرية أو الإعتماد في بناء السد على رمال متحركة كما جاء بالتقرير ، سيجعل جزء كبير من الأراضي السودانية في مهب النهر .

وبالتالي هناك سوء فهم وليس تفاهم مع الدول التى ينبع منها الأنهر ، فكلما إرتفعت أعداد سكان هذه الدول ، سرعان ما تلجأ إلى بناء سدود من أجل توفير الحد الأدنى من الخدمات دون مراعاة للدول المتناهرة والتى تعتمد بشكل أساسي على هذه المياه ، وبالتالي مسألة بناء السدود في حقيقة أمرها ، ليست الهدف منها التنمية فقط ، بل هناك توجه سياسي يهدف استرتيجياً إلى إضعاف الدول الواقعة خلف السدود ، لأن ، إذا كانت أثيوبيا التى تصنف بأطول سجل تاريخي بلاستقلال بين الدول الأفريقية ، لم تخضع للاستعمار إلا في الفترة ما بين 1936-1941م ، فشلت جميع حكوماتها السابقة في انتشال سكانها وأقاليمها التسعة من العتمة ، بل شهدت اديس ابابا عام 1995م أول انتخابات برلمانية وأسس أعضائه لأول دستور ، لكن الفساد بقى على حاله ، لم يتغير شيء ، بل في عام 2010م صنفها تقرير إيكونوميست بالدولة المستبدة التى احتلت مرتبة 118 من أصل 167 بلداً ، وبالتالي يوجد خمسة وعشرون سنة ضائعة منذ تأسيس البرلمان والدستور ، بالإضافة لسنوات ما بعد الاستقلال وقبل ذلك ، باعتبارها لم تخضع لاستعمار طويل ، فالمقارنة هنا تحمل دلالات عميقة ، لأن إصرار ملء الخزان بسنوات قليلة تناقض مزاعم رأس النظام والجيش تماماً وعلى نحو مطلق ، فمن انتظر طلية السنوات السابقة دون تنمية وبلا كهرباء وفرض على الشعب كافة ، أن يقبع عمراً طويلاً في العتمة ، إذن يستطيع بكل بساطة أن يمدد سنوات التعبئة إلى مدة أطول وبالتالي يجنب السودان ومصر اولاً انخفاض حصتهما المائية وثانياً ، تضمن جميع الأطراف ، بأن عمليات تعبئة الخزان تأتي على مراحل التى تكفل في معالجة أي خلل أثناء التعبئة أو مدى جودته في تخزين المياه الكبيرة .

ايضاً ، هو مؤشر أخر لا بد من بلع حقيقته بارتياحية ، هذا المجتمع الدولي ، الذي ليس له من أسمه حظ صادق ، لقد اعتادت البشرية على بلادة تحركاته أمام الكوارث الكبيرة ، بل حتى الآن لم يسجل في تاريخه الحديث معالجة واحدة لأي قضية بشكل وقائي ، مهما قل شأنها أو كبر ، أي ما نقصده هنا ، قبل انفجارها ، وبالتالي من الضروري عدم التعويل عليه كثيراً في ظل منطقة يكثر فيها الطامعين ، لقد ذهب شمال السودان برمشة عين ، خطفاً ، وقبلها ذهبت فلسطين بغمضة عين ، اغتصاباً ، والعراق مازال يسرح ويمرح على أرضه كل من ليس عراقياً ، وفي المنطقة الخضراء يصيح من فيها ، بأن العراق سيشتكي إلى مجلس الأمن ، على أساس بأن مجلس الأمن ( إطفائية ) . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرلّت الضفة الغربية ...
- الموت مرتين / ما فائدة الرأس فوق الماء ...
- أبراج المعرفة وأبراج المعلومة ...
- الليرتان شتشهدان مزيد من الإنهيار / ترقبوا ...
- نجاحهما سيرسم لنجاحات مستقبلية والعكس صحيح ...
- إذا كان قذف المؤمنات حرام / فكيف إذا كانت المقذوفة أم المؤمن ...
- تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .
- كيف تحول الأقصى من قيمة إلى ثمن ، يقدر ب 50 مليار دولار ...
- همجية الذباب وهمجية الإنسان ، معارك طاحنة على من هو أكثر همج ...
- نتنياهو العاقل وروهان المجنون ...
- إنتاجات حداثة الماضي تتشابه مع إنتاجاتها اليوم ، الفردية وال ...
- مفهوم الفردانية المطلقة والفرد في الأمة ...
- مروان صباح / سويسرا الشريك الفعلي لكل هارب من الضربية وسارق ...
- محمد رمضان يعيد المشاهد العربي إلى الشاشة المصرية ...
- الديمقراطية والرأسمالية ، عقد قابل لذوبان ...
- الهندي الأحمر والفلسطيني الأبيض ، مشروع واحد ...
- جدار أثيوبيا المائي ، تبادل لعبة السدود
- جدار أثيوبيا المائي ...
- علاقة الحريات بالحداثة ومعادلة المراحل في تاريخ البشري ...
- العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - قنبلة أثيوبيا النومئية ...