أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .















المزيد.....

تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ من الصعب القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت أهدافها الأيديولوجية والاستراتيجية ، وبالتالي يأتي قانون قيصر ليقدم اعترافاً صريحاً ، بأن السياسة الخارجية ثابتة لكنها قد تشهد احياناً أزمات تندرج ضمن المعقول ، بالطبع ، هذا بعض فضائل إدارة الرئيس ترمب الضئيلة من أعمدة تتدفق بين الشهوة المحافظة والفلسفة الليبرالية ، إذن ما هو الهدف من إقرار قانون الامريكي ( قصير ) الآن ، فمدة تنفيذ القانون صالحة لعشرة سنوات القادمة ، وبالتالي ، يعتمد القانون على مراحل وخطوات تبدأ بمثابة أجراس تقرع لكل شخص يفكر بالتعامل مع النظام الأسد والروس والإيرانيين وحزب الله والميليشيات الرديفة ، وايضاً ، يفسر من جانب آخر ، لماذا وقع الرئيس الروسي بوتين قرار بالسماح لجيشه باستخدام السلح النووي مع أي إعتداء تتعرض قواته في الخارج ، بل خطوة الصين في هونغ كونغ ، المتمثلة في إقرار قانون الأمن القومي والذي أفقدها صراحةً حكمها الذاتي ، جميعها مسائل تعبر عن لغة دبلوماسية خشنة ، تحاول إرسال رسائل لواشنطن ، ففي 17 حزيران من الشهر الجاري تبدأ أول حزمة عقوبات ستطال الصف الأول من نظام الأسد ، وهذا يقدم تفسراً كيف بدأ النظام بصناعة سيناريوهات مع رامي مخلوف ، الخصم الجديد ، كمحاولة سخيفة لإخراجه من دوائر العقوبات إذ أمكن ذلك ، إذن ستكون العقوبات على الأشخاص الذين يدرون مال السلطة والنفوذ وفي مقدمتهم رامي مخلوف وسامر فوز وكبار مسؤولين النظام الآخرين .

بالطبع ستقود الخارجية الأمريكية مراحل تطبيق القانون بالتشاور مع وزارة المالية والذي يعني أنه سيتم تجميد جميع أموال النظام وأدواته في الخارج وفي مقدمة هذه الدول ، لبنان الذي يُعتبر المنفذ المريح الذي يستخدمه رئيس النظام بتحريك أمواله الخاصة ، إذن القانون يسمح في تشكيل لجان متعددة ، تلاحق كل شاردة وواردة لتحركات النظام ومسانديه ويسمح ايضاً بإستخدام القوة في حال استمر النظام وحلفائه باتباع نفس السلوك اتجاه المدنيين ، وتحديداً ، بعد أيام قليلة ، ستبدأ عمليات الملاحقة على الصعيد الاقتصادي وكل ما يتعلق بالمال النظام وحركاته ، بل لدرجة أن القانون يحرم الأجهزة الأمنية التابعة لنظام والتى لها علاقة مباشرة في التعذيب والتنكيل من التعامل مع أي جهة أو شخص داخل سوريا ، أي أن القانون قيصر سيلاحق كل فرد في داخل الجغرافيا السورية يتعامل تجارياً مع الأجهزة القمعية ، وهذه الخطوة في الحقيقة ، تعتبر من وجهة نظري ترتبط بشكل عميق مع الخطوات التى أخذتها واشنطن عندما شددت الحصار على النظام الإيراني وباشرت بعدها في عملية إخراج العراق من هيمنة الحرس الثوري التى تكللت باغتيال قاسم سليماني ، المسؤول عن عمليات التوسيعية بالمنطقة ، وبالتالي بقانون قصير باتت سوريا أمام مفترق طرق ، يا القانون يسقط النظام وتتولى القوى المعارضة مباشرة في بناء سوريا جديدة حديثة ديمقراطية ، تقودها حكومة القانون ، أو ستسقط في أيدي الميليشيات الرديفة كما حصل في لبنان ، لأن ، هذا التطور الحاسم مع قانون قيصر ومع حالة التشرذم التى تعيشها المعارضة ، سيجعل من سوريا ، ليبيا آخر ، ببساطة ، فعلياً الذي يحكم لبنان ، هو إيراني وليس حزب الله بالمعنى الاستراتيجي ، فالحزب بعد خروج النظام الأسد تحول إلى عنصر تنفيذي لسياسات ايران في لبنان ، على خلاف ما كان النظام الأسد يصنعه من سياسات تسمح له بمقايضة واشنطن وإسرائيل على وجوده وأطماعه في المنطقة .

هناك شخصيات عديدة إتهمت سياسة إدارة الرئيس ترمب بالجهل والغباوة وسوء التقدير والفطنة ، لكن في الواقع ، الأمر تماماً غير ذلك ، فالرجل وأدوات إدارته ، على الأغلب لديهم علاقات متجذرة مع كبريات الشركات النفط في تاكساس وبالتالي ، يحفظون على ظهر قلب للعلاقة القائمة منذ زمن بعيد بين أصحاب شركات النفطية والسياسيين ، ولديهم معرفة كم هي واردات النفطية تشكل أهمية قصوة باستمرار الأنظمة ، وهذا ما فعله تحديداً الرئيس ترمب منذ جلوسه خلف مكتب البيت البيضاوي ، باشر على الفور في محاصرة إيران نفطياً ومراقبة العراق مالياً وتبادل مع الأطراف الأخرى السيطرة على النفط السوري ، إذن ، لا شيء يصدر بشكل عبثي بقدر أنه خط ناظم النهج ، وهذا كان المؤلف والمخرج لفيلم( سريانا ) ستيفن كاهان قد قدمه في تفاصيل مثيرة عن عالم النفط وكيف هي العلاقة بين الأطراف المتحالفة وايضاً محاولات الصين الحديثة بمنافسة الشركات الأمريكية في عالم النفطي ، شارك في تنفيد الفكرة والسيناريو كل من الممثل العالمي ، جورج كلوني ، الشخصية التى لعبت دور مندوب وكالة الاستخبارات الامريكية ، والممثل مات ديمون والعربين الممثلين ألكسندر صديق وعمرو واكد ، فقد قدم المخرج كاهان خط مختلف ، هو أشد جاذبية ومتعةً وإثارةً للاهتمام في الواقع ، وضع أمام المشاهد خفاية ذاك التحالف للمصالح بين عالمي النفط والسياسة ، وايضاً تلك الحرب الدائرة بين الأمريكي والصيني على استحواذ عقود التنقيب وحقول النفط في العالم وعلى الاخص المنطقة العربية ، بل يفند الفيلم سريانا آلية صناعة النفط بشكل لم يسبق ذلك ابداً وحجم نفوذ الشركات على قرار المؤسسات الحاكمة في واشنطن ، ويظهر كيف يتحول السياسي إلى مجرد بيدق في يد القوى الصانعة للنفط ومشتقاته ، وهذا يفسر مسألتين ، لماذا تصدعت جبهة الأسد بعد فقدانه لحقول النفط والدعم الايراني والعراقي الذي كان يحصل عليه وانهيار العملة ، وايضاً ، يفسر لماذا حزب الله حريص كل الحرص على علاقته مع جبران باسيل وتيار الحر باستخدام الأول في سرقة الكهرباء التى تعتمد على مشتقات البترول وبالتالي بفضلها تدر لموازنة الحزب أموال كبيرة بالإضافة للبنزين وغيرهما ، إذن ، فيلم سريانا غاص في أعماق التحالفات القائمة بين الفساد وسماسرة السلطة ورجال النفط ، وبالتالي ، الأمريكيون يعون جيداً لخطواتهم التفكيكية التى تهدف تفكيك تحالفات الفساد الخاص بما يسمى بمحور الممانعة .

قد يسقط الأسد من المرحلة الأولى من تنفيذ قانون قيصر ، وهذا يعود إلى مدى حاجتهم إليه ، لكن في خاتمة المطاف ، جميع الأطراف لحظة القسمة النهائية سيتخلصون منه وبالطريقة التى يقررها هو لا أحد سواه ، هناك شواهد شاخصة في سيِر رؤوس الأنظمة الذين رحلوا بعد اداء المهمة ، وبالتالي ، إذ ما عاد المرء إلى الوراء قليلاً ، تحديداً إلى عملية اغتيال اللواء وسام الحسن ، رئيس السابق لشعبة المعلومات ، القوة التى اشتهرت في انجازاتها المميزة في جهاز الأمن اللبناني ، سيجد بأن الفترة بين 2006م 2010م تمكنت الشعبة بقيادة الحسن ، اكتشاف أكثر من 35 شبكة تجسس تتعامل مع الإسرائيلي ، وايضاً تمكنت الكشف عن مخطط التفجيرات الشهير ، الخاصة بالوزير السابق والمخبر لاحقاً ميشال سماحة ، بالطبع قد يتساءل القارئ ، كيف يمكن لأرض تسيطر عليها غرفة عمليات مشتركة بين الاستخبارات الإيرانية والنظام الأسد وحزب الله ، تعج بعملاء الموساد والسي آي أيه ، حتى أتت شخصية من غير مربع الممانعة ، بدأت في وضع خطة ، عنوانها تنظيف البلد من العملاء ، إذن ، تداخلت وتشابكت مصالح الجميع ، الاسرائيلي والأسد وإيران وحزب الله في تصفية وسام الحسن ، كما تلاقت مصالحهم في تصفية الحريري الأب ، وقائمة الاغتيالات طويلة ، وبالتالي الجنرال الذي عرف عنه بالرجل الذي لا يهدأ ، أصبح مصدر إزعاج للجميع وبات يشكل حالة استقلالية على أرض لم تشهد يوماً ما استقلال حقيقي وهذا ما تحاول الاطراف اعادة صناعته في سوريا . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحول الأقصى من قيمة إلى ثمن ، يقدر ب 50 مليار دولار ...
- همجية الذباب وهمجية الإنسان ، معارك طاحنة على من هو أكثر همج ...
- نتنياهو العاقل وروهان المجنون ...
- إنتاجات حداثة الماضي تتشابه مع إنتاجاتها اليوم ، الفردية وال ...
- مفهوم الفردانية المطلقة والفرد في الأمة ...
- مروان صباح / سويسرا الشريك الفعلي لكل هارب من الضربية وسارق ...
- محمد رمضان يعيد المشاهد العربي إلى الشاشة المصرية ...
- الديمقراطية والرأسمالية ، عقد قابل لذوبان ...
- الهندي الأحمر والفلسطيني الأبيض ، مشروع واحد ...
- جدار أثيوبيا المائي ، تبادل لعبة السدود
- جدار أثيوبيا المائي ...
- علاقة الحريات بالحداثة ومعادلة المراحل في تاريخ البشري ...
- العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...
- من علامات الخالق أن يمرر للمخلوق بصائر إدراكية ...
- لبنان بين حكومات الطبقة الفاسدة وحكومة التجويع ...
- كيم يونغ فتى الظل الجديد في لعبة التراشق ...
- عظمة الخيال جاء بكل هذه التكنولوجيا الافتراضية ...
- محمد عمارة من صفوف البناء التحتي للمادة إلى صفوف المدافعين ع ...
- كانط المتخبط والعرب المتخبطون بكانط ...
- ابو محمود الصباح من غرفة عملية صيدا يرد على تصريح مردخاي غور ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .