أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السادس















المزيد.....

بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السادس


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


3
لأول مرة منذ العيد الكبير، يستقبل منزل الأسرة هذا العدد من الضيوف وجلّهم من النساء. بل لقد بدا المنزل يومئذٍ مثل مزار دينيّ، مفتوح لموكب من الحجاج. كون الوقت ظهيرة يوم ربيعيّ دافئ، تم تخصيص غرفة الضيوف للنساء الزائرات فيما قاد عليكي الرجال إلى منظرة الحديقة. كان صاحبُ الدار يعرفُ قبلاً رجال رمّو آغا، كذلك لم تكن الزيارة مفاجئة بلا سابق إنذار.
ففي يوم أسبق، مر الآغا على محل مَن غدا صديقه كي يبلغه بنبرة غامضة أنه سيشرفه بزيارة عائلية. عقبَ عودة عليكي إلى المنزل، أبلغ بدَوره امرأته بأمر الزيارة المرتقبة. إذاك، أبدت ليلو قلقها بالتساؤل: " زيارة عائلية؟ "
" بلى، هكذا قال الرجل "
" أغلب الظن أنه طمع في صداقتك، وذلك كي يطلب ريما لابنه الكبير "
" إذا كان الأمر بحَسَب ظنك، فإنه يكون قد تجاوز حدّه "
" وهذا رأيي أيضاً، لأنه من الظلم رمي ابنتنا بين أيدي قاطع طريق ولو كان أباه يحمل لقبَ آغا! "، قالتها دونَ أن يخطر ببالها قط أن الأب هوَ طالبُ القرب.

***
عندما انسحبَ عليكي إلى داخل المنزل، بغية الأمر بتقديم الغداء، اصطدم بامرأته في الفناء. كانت مضطربة، صدرها يخفق ولونها مخطوفٌ. قالت لرجلها وهيَ سائرة باتجاه المطبخ بشكل آليّ: " والدة الآغا، إما أنها تعاني من الخرف أو أنني لم أستوعب حقيقة ما طلبته ". عند باب المطبخ أوقفها رجلها، ليسألها عما تقصده. تنفست بعمق ثم صمتت قليلاً قبل أن تقول: " إنها طلبت ريما لابنها الآغا، هكذا فهمتُ منها بعد كثير من اللغو عن السنّة النبوية "
" إذاً سأعود إليه، لأسمع ذلك بأذني "، قالها ثم ترك امرأته ناسياً أمرَ الغداء. لما رجع إلى المنظرة ليجلس في مقابل ضيفه، سأله بطريقة مباشرة: " أأنتَ قادمٌ، حقاً، بغيَة خطبة ابنتي لنفسك؟ "
جمجمَ الآغا بصوتٍ ضعيف لأول مرة: " أجل، يشرفني طلب يد ابنتك ". بقيَ المضيفُ صامتاً، جامداً كما لو استحال إلى شجرة من أشجار الحديقة. عاد الآغا للقول، مستعملاً نبرة أخرى تفيض بالقوة: " جئتُ بنسوتي الثلاث كي أطلقهن حالاً، لو اشترطتم عليّ ذلك "
" لن نشترط عليك شيئاً، لأن ابنتنا صغيرة بعدُ "، رد عليكي على ضيفه. وأراد أن يتابع، لما أوقفه هذا الأخير بالقول: " أكثر النساء تزوجن في مثل عُمرها، لو كانت هذه هيَ الحجّة الوحيدة لرفضي ". كان المضيف ينظر الآنَ في عينيّ ضيفة، فقرأ فيهما تصميمٌ مجنون لا حدّ له. جعلُ رجل كرمّو آغا خصماً، لم يكن بالأمر الحكيم. فكّرَ عليكي قليلاً ثم ما لبثَ أن أجابَ: " لا، ليست حجّتنا الوحيدة. ولكن لو رأيتَ أن ابنتي ناضجة، فليكن الرأي رأيها "
" إذاً في الوسع جلب الفتاة إلى مجلس النساء لتُسمعهن ذلك بنفسها، وسأخرج من عندك بعدئذٍ ونحن أصدقاء "، قالها الآغا وما أبطأ في الانتصاب على قدميه بمواجهة المضيف، ضاماً يديه على عادة الريفيين في إظهار منتهى الإذعان والاحترام.

***
لما حل موعدُ الغداء، طُلِبَ من ريما أن تأخذ بيد حماة المستقبل إلى السفرة الحافلة، المخصصة للنساء في غرفة الضيوف. أما حماة رمّو آغا، وكانت تصغره قليلاً بالعُمر، فإنها بقيت واقفة فوق رؤوس ضيفاتها كي تشرف على توزيع الطعام. بين حينٍ وآخر، كانت تمسحُ عينيها بمنديل ابتل تماماً من العبرات. والدة الآغا، لم تكف في الأثناء عن طمأنة الأم الملولة: " ابنتك ملاكٌ، صورةً وخُلُقاً. أي والله! سيضعنها الضرائرُ فوق رؤوسهن مدى الحياة، كونها رفضت فكرة طلاقهن كشرط لقبولها الزواج بالآغا. كما أن ابني متيّمٌ بريما، وذلك مذ أن رآها لأول مرة قبل عامين "
" ليأمر الله بما فيه الخير للجميع، وليمد بعمرك ويمنحك الصحة "، ردت ليلو وهيَ تعانقُ المرأة المسنّة وقد ظهر ظلُ ابتسامة على طرف فمها. ريما، وكانت جالسة بين والدتها وأقدم الضرائر الثلاثة، تلقت من هذه الأخيرة مزيداً من قبلات الشكر والعرفان.
فقبل نحو ساعة، كانت ريما قد أدهشت كل من في الغرفة حينَ جيء بها كي تُبدي رأيها بالخطيب. قالت وقتئذٍ بنبرة هادئة، دونَ اصطناع حياء العذارى: " لو رأى والدايّ أنه مناسبٌ، فإنني أقبله زوجاً ". ثم أضافت، فيما تشمل بنظرتها الضرائرَ: " لكنني لا أرغبُ بناء سعادتي على خراب بيوت نساء الآغا، وسأعدّهن منذ اليوم بمقام الأخوات الكبار ".

4
حفلُ زفافٍ مشهود، حظيت به عروس رمّو آغا، وذلك بعيد كتب عقد القران مباشرةً. لكن في البدء جدَّ سوء فهم طفيف، مردّه رفض الأب أخذ صداق ابنته. ثم قال للآغا، موضّحاً ما يعنيه: " أشترِ لها ذهباً وثياباً، بالنيابة عني! ". فهمَ الصهرُ جليّة الأمر، ما جعل حماه كبيراً في عينيه. لكنه لم يكتفِ بالذهب والثياب، بل قرر أن عروسه تستحق أكثر من ذلك: بضعُ عرباتٍ مشدودة بالخيل، ما لبثت أن حملت عائلة العروس وأقاربها في الطريق إلى ماردين. استمر العرسُ طوالَ أيام العيد الكبير، الأربعة، بحضور عدد وفير من المدعوين وكان بينهم بعض أعيان المدينة والموظفين المرموقين وزعماء العشائر. هؤلاء الأخيرين، أراد كلّ منهم إظهارَ فروسيته، بأن جعل حصانه يرتقي الدرجات العشر العريضة، المؤدية إلى منزل العريس؛ ثمة، أينَ جرى الحفل في باحته السماوية الفسيحة، المظلل جانب منها بالأشجار المثمرة. الرصاص المهدور في سماء الحفل، كان يكفي لخوض معركة، ما جعل بعض ساكني القرى القريبة يأخذهم الحماس ويردّون بالمثل. قيل في أمر الولائم، المعدّة في خلال الأيام الأربعة، أنها جعلت سوق ماردين شبه خالٍ من اللحوم. ثم أضافَ بعضُ ذوي النيّة السيئة: " أي أن الضيوف أكلوا مال حرام، طالما أن رمّو آغا هوَ من تعهّد رفد الجزارين بالخراف، التي تم سلبها من البدو! ".
قبل موعد حفل الزفاف، وكان يتم إعداد جهازها، سأل رمّو آغا عروسَهُ أن تنزل إلى سوق المصاغ في ماردين برفقة الضرّة الكبيرة. عند ذلك، ردت ريما في نبرة حالمة يغشاها الحياء: " كم تمنيتُ لو أشتري الذهب من اسطنبول، لأن والدي بقيَ مدة طويلة يسرد لنا ما رآه من عجائبها وسحرها ". استرسل الآغا بالضحك: " اسطنبول بعيدة، قربان! ". قالها، ثم آبَ إلى لهجته الجدية: " كنتُ أرغب بتحقيق أمنيتك لاحقاً، لولا خوفي عليكِ من شراذم العسكر، التي لم يعُد في الوسع ضبطها بعدما صار آمروها هم السلطة الحقيقية ". مفردة الخوف، كانت دخيلة على لسان الآغا، بيد أنه اضطر لاستعمالها كي يوضّح الصورة لعروسه. في حقيقة الحال، كان الرجلُ لا يخشى أحداً في العالم سوى والدته. برغم أمراضها العديدة، كانت " آموجني " تفرض سيطرتها الصارمة على المنزل ولا يتم تحريك حتى كرسيّ فيه دونَ استئذانها. هشاشة العظام، جعلها أشبه بعجوز عاجزة وبات يمنعها من ارتقاء الأدراج العديدة، الموصلة إلى الدور العلويّ من الدار، أين حجرات نوم نساء رمّو وأولاده. بيد أنها كانت متكلمة بارعة، وهذا ما سهّل إقناع والدة ريما حينَ طلبت يدها لابنها. وكان قد أرعبَ ليلو يومئذٍ حضورُ ثلاث من الضرائر، أكبرهن في مثل عُمرها.

***
بمجرد رجوع ليلو إلى المنزل، عقبَ انتهاء حفل الزفاف، لاحت منهكة القوى وكأنها مرضت فجأة. حينَ عاد عليكي من عمله، وكان قد انقطع عنه طوال ما يقارب العشرة أيام، دخل إلى المطبخ حاملاً بعضَ الأغراض. فوجد هنالك امرأة أوسو، وكانت تهتم بقدورٍ ينبعث منها دخان الطبخ. خاطبته في خجل: " ليلو متعبة قليلاً، وأرادت أن يكون طعامك جاهزاً عندما تحضر "
" تناولتُ الغداء في المحل "، قالها وهوَ يشكرها. ثم اتجه من فوره إلى حجرة النوم، للاطمئنان على امرأته. وجدها مشدودة الرأس بمنديل، وكان وجهها متجه إلى ناحية صورة لريما في ثوب الزفاف كانت موضوعة على خوان بجانب السرير. لاقته محمرة العينين، فطلبَ منها أن تبقى مستلقية: " خير؛ ما الأمر؟ "
" عانيت من الصداع، لكنني تحسنت الآنَ "، أجابته بصوت متهدج. سألها عما لو تجرعت مغليّ البابونج، فهزت رأسها إيجاباً. مازحها عندئذٍ بالقول: " اللهم إلا أن يكون الأمرُ يتعلق بحياة جديدة، تتحرك في أحشائك؟ ". ثم أردف ضاحكاً: " ولا يُستبعد في هذه الحالة أن تتفق ولادتك مع إنجاب ريما لابنها، البكر "
" حسرتي على حظ ريما، وهيَ كغزال غرير بين ثلاثة ضباع مفترسة! "
" ما هذا الكلام، بالله عليك؟ إن رمّو آغا لا يعطيها بنساء الدنيا، مثلما أن والدته ترغبُ أن تضعها في عينيها لشدة ما تعلقت بها. ثم إن معظم نساء آلنا تزوجن في مثل سنّها، أليسَ صحيحاً؟ "
" بلى، أعرف كل هذا. لكنني أبكي على قدرها، الذي حكم أن تتغرّب مرتين وهيَ ما تفتأ بعُمر الأطفال "
" تبغين نبشَ قصصٍ قديمة، لمجرد التسلية بإهدار الدموع! "، اكتفى بهذه الجملة المقتضبة ثم عجّل في مغادرة الغرفة.
كان عليكي بدَوره لا يقل تأثراً لأجل ابنته، لكنه عاد من ديريك وهوَ مكسور الخاطر لأمر آخر. فإن صديقه الأقرب، عزت، لم يكتفِ بعدم حضور حفل الزفاف، وإنما مر على المحل كي يُسمعه لمزاً بحق العريس. ثم أوضح جليّة موقفه، بالقول في نبرة ساهية: " ليت أنني أُحِطتُ علماً من قبل باستعجالك تزويج ابنتك، إذاً لأسرعتُ بخطبتها لولدي البكر! ".

5
مقادير الأسرة، عليها كان أن تصب في مجرى الحرب العظمى، التي أُوقدت أوارها بعد مضي عامين على زواج ريما. وإنه رجلها، مَن خطرَ للفور في رأس عليكي عندما فكّرَ بتجنيب ابنه الكبير السوق إلى الجندية. آكو، كان في العامين الأخيرين قد عمل في محل والده بصفة مساعده، وأظهرَ موهبة في أمور التجارة. كونه يلم بالقراءة والكتابة، أعان قبل ذلك أولاد عمومة أبيه في مسائل حصر جني المواسم الزراعية. حينَ بدأ الأبُ يقدح الذهنَ في سبيلٍ مأمون لإبعاده عن المنطقة، استهلت السلطاتُ حملةً لجمع الشبان القادرين على حمل السلاح كي ترسلهم إلى جبهات الحرب.
مختار القرية، وكان من الأقارب البعيدين لعليكي، طمأنه وقتئذٍ بالقول: " ليسَ لك سجل نفوس لدينا، وفي التالي، لا خطر على ابنك من السوق للجندية ". ثم أضافَ بنبرة تحذير: " لكن عليه ألا يُظهر نفسه أمام الجندرمة، والأفضل ألا يخرج للعمل معك في هذه الفترة على الأقل ". هدأت نفسُ الأب نوعاً ما، لكن امرأته كان لها رأيٌ آخر. غبَّ استماعها لأقوال المختار، المنقولة على لسان رجلها، قالت لهذا الأخير: " لنرسله إلى ريما، ريثما ينتهي عناصر الجندرمة من مهمة سحب الشبان إلى الجندية "
" الخطر يكمن في الطريق، وطالما هوَ ليسَ مطلوباً فالأضمن له ألا يتحرك من المنزل "
" أما من خطر عليك أنت، كونهم كما سمعتُ لا يتورعون حتى عن سوق الآباء؟ "
" يفعلون ذلك، لو أن الابن المطلوب تمكن من الفرار. على أي حال، فكّرتُ سلفاً بإعادة أجيري السابق للخدمة في المحل. إنه معفيّ من الخدمة العسكرية، كونه وحيد أبويه "، أجابَ امرأته ثم عاد يسرح بعيداً بفكره.

***

لقد أمكنه في فترة الشباب تجنّب السوق للجندية، لأن مرحلة السلم امتدت طويلاً عقبَ حرب القرم، التي انتهت قبل مولده بعقد من الأعوام. بيد أنّ تصميم أبيه وقتئذٍ على ضرورة سفره إلى موطن الأسلاف، لأجل بيع أملاكه هناك، أوقعه بيد الجندرمة وكانوا يبحثون عن شبان كي يعملوا سخرةً في مشروع مد السكة الحديدية. أساساً، كانت فكرة الأب تدبير ثمن صداق ليلو؛ خطيبة ابنه. طوال أعوام ثلاثة من العمل المضني في معسكر السخرة، كانت صورتها الجميلة في خياله حافزاً له كيلا ينهار مثلما جرى للبعض، بدنياً ونفسياً. عقبَ هروبه من المعسكر بمساعدة الحارس حمّوكي، عاد للعمل على العربة المشدودة بالخيل، العائدة لزوج السيدة شملكان. لاحَ أنه ينفخ في قربة مثقوبة؛ فما يأتيه من عمله ما كان في الوسع اقتصاد شيء منه كي يجمع ثمن الصداق. عندئذٍ أظهر أخوه غير الشقيق شهامته، بأن تنازل له عن جزءٍ من ميراث والدته الراحلة. بذلك، تمكن أخيراً من عقد قرانه وكانت عروسه قد بلغت سن العشرين، المعد متأخراً بالنسبة لبنات جيلها. ثم ما لبثَ أن أنشأ محلاً تجارياً مع أخيه، بفضل قطيع كبير من الماشية تم شراؤه من قطاع طرق في الحارة دون علمهما: الأقدار، دبّرتْ لعليكي مقلباً شبيهاً حينَ تعاقد مع زعيم عشيرة بدوية على شراء قطيع كبير من الماشية. فما لبثَ القطيع أن وقع بيد قطاع طرق تابعين لزعيم عشيرة كردية، لتنتهي الواقعة بزواجه من ابنة الزعيم البدويّ واقتران ابنته ريما لاحقاً من زعيم العشيرة الكردية!

***
بضعة أيام بعد قراره أن يبقى ابنه الكبير ملتزماً المنزل، وإذا بعليكي يفاجئ امرأته بمخاوفه مجدداً. قال لها، أنه سمع من عملائه في المتجر بحوادث تم فيها السوق العشوائيّ للشبان بما فيهم مَن كان وحيد أبويه أو يشكو من إعاقة عقلية. ثم أضاف: " لهذا قررتُ إبعاد آكو عن مجال الجندرمة، مؤقتاً، بأن نخفيه في منزل شقيقته ريما "
" لكنك ذكرتَ سابقاً مخاطر الطريق إلى ماردين؟ "
" بلى، لقد فكّرتُ في هذا أيضاً. سأصطحب معي آزاد وحدّو، وذلك على سبيل التغطية. فإذا ظهر الجندرمة، سيكون آكو بادٍ مثل امرأة مسدلة على جسدها كله الخمار الأسود "
" لن يرضي ذلك آكو؛ فأنا على علم بطبيعته الحسّاسة. لكنك والده وفي وسعك إقناعه بأنها الطريقة الوحيدة، لعدم تعرض الجندرمة له واحتجازه "، قالتها ليلو متنهدة في شيء من الأمل.
أمكنَ تليينُ قناة الابن الكبير، وما عتمَ أن جلسَ في العربة مع أخويه وكأنهما ولداه وهوَ أمهما. في الطريق، وكان الطقس حاراً في مستهل تشرين الأول/ أكتوبر، ألح الولدان على الأب كي يدعهما يلهوان عند نبع ماء، يجري معينه في جدول قليل العمق. كون الوقت على حد الظهيرة، وما من عابر سبيل غيرهم، وافق عليكي ثم نزل بدَوره مع ابنه الكبير. شرعوا جميعاً باللهو في الماء، دونَ أن يدروا بأن عيناً يقظة كانت تراقبهم عن كثب.
في اليوم التالي، عاد عليكي وحده في العربة. لما سألته ليلو عن الولدين الآخرين، تكلّفَ الابتسام والنبرة الطبيعية: " طلبت مني ريما أن تبقيهما بضعة أيام لديها، كونها اشتاقت لهما ولبقية أفراد الأسرة ". لكنه لم ينبس ببنت شفة عن آكو، ولا خطرَ لوالدته أن تسأل عنه؛ ربما لاطمئنان قلبها من هذه الناحية.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضعة أعوام ريما: الفصل السادس/ 2
- بضعة أعوام ريما: الفصل السادس/ 1
- بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الخامس
- بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الخامس
- بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الرابع
- بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الرابع
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث/ 5
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث/ 4
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث/ 3
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث/ 2
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث/ 1
- بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثاني/ 2
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثاني/ 1
- بضعة أعوام ريما: بقيةالفصل الأول
- بضعة أعوام ريما: الفصل الأول/ 2
- بضعةُ أعوام ريما: الفصل الأول/ 1
- حديث عن عائشة: الخاتمة
- حديث عن عائشة: الفصل العشرون/ بقية
- حديث عن عائشة: الفصل العشرون/ 3


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السادس