أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟














المزيد.....

جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*اللغة هي فقط وسيلة. فالجندي الذي يغني بصورة هستيرية انا مجنون هو مقاتل، في حين أن من رشق الحجر عليه وقتله هو مخرب. ولكن السؤال هو لماذا كان يجب على هذا الجندي أن يكون هناك*



إنه فيلم قصير تصعب مشاهدته. جنود مسلحون يقفزون ويصرخون بنشوة كأنها دينية. يحيطون بشكل دائري زميلهم، يتحركون حوله وكأنهم في طقس ديني. "من هو المجنون؟ أنا مجنون"، يصرخون بقيادة الجندي الذي يوجد في الوسط واصواتهم تشخر. مغسولي ادمغة وهرمونات و"مسممين" مثلما يسمون هذا لسبب ما للتحبب في اسرائيل، رقصهم عنيف وكذلك ايضا النص الذي يرددونه من هو المجنون، أنا مجنون.



ما بين السطور واضح، لا تجربونا، نحن مجانين، الموقف مخيف، ليس من الصعب تصور كيف تعمل هذه الجماعة. دورية غولاني، في المناطق المحتلة. لهذا الامر تم اعدادهم، ليس لهم سبيل آخر للعمل سوى عن طريق العنف وفرض الرعب، ليس هناك مثل ركض متوحش لزيادة دافعيتهم من اجل تجنيدهم للمهمة. الجندي الذي يوجد في وسط الدائرة هو الرقيب عميت بن يغئال، المتوفى. أول أمس قتل في يعبد. فلسطيني رشقه بحجر من سطح بيته تحت جنح الظلام وقتله.

وسائل الاعلام امتلأت فورا بموجة مفهومة من التضامن الانساني والوطني مع العائلة الثكلى – مقابلات تمزق القلب مع الوالدين وبث مباشر للجنازة، بعد أكثر من عام لم يقتل فيه أي جندي في نشاط عسكري. المصطلحات المستخدمة مأخوذة كما هي الحال دائما من قاموس الدعاية: الجندي هو "مقاتل" والشاب الذي رشق الحجر عليه هو "مخرب"؛ القرية هي "معادية"، والعمل هو "قتل".

محظور ان نستسلم لوسائل الاعلام البائسة التي هي في خدمة الدعاية: الجندي هو ربما يكون مقاتل، لكن ليس عندما يأتي في منتصف الليل كي يخطف شباب من الأسرة. العملية هي عملية من اجل الحفاظ على الأمن، التي في حالات كثيرة تستهدف تدريب القوات واستعراض القوة أكثر من أي هدف آخر. "المخرب" هو شاب يدافع عن بيته وعن اصدقائه ويحاول بالوسائل الهزيلة أن يطرد الغازي. والحجر هو سلاح مثلما قالوا في اليمين وبحق، لكن البندقية، الرشاش والقنبلة التي توجد في أيدي الجنود هي سلاح أكثر.



القرية هي "معادية"، لا توجد قرية غير معادية في كل ارجاء الضفة الغربية. ولا يمكن أن يكون هناك قرية كهذه باستثناء قرى العملاء سيئة الصيت. هناك قرى أكثر تصميما وهناك قرى أقل تصميما على مقاومة الاحتلال. ولكن كلها وبحق معادية. وفي النهاية هذا ليس قتل. إذا كان الرقيب يغئال قتل فبالتأكيد زياد فضل قيسية (15 سنة) الذي أطلقت النار عليه أمس وقتل على أيدي الجنود في مخيم الفوار قتل ايضا. إذا كان المخرب الذي رشق الحجارة هو قاتل فالمقاتل الذي يطلق النار على الشباب هو قاتل أيضا.

في السنة والشهرين التي لم يقتل فيها أي جندي اسرائيلي، قتل نحو 150 فلسطينيا على أيدي الجنود؛ معظمهم لم يعرضوا للخطر حياة الجنود. في كل وقت آخر في التاريخ كان عمل رشق الحجارة، حتى في نظر الاسرائيليين، عمل بطولي ضد الغازي، أما في "يديعوت احرونوت" فهو عملية قتل.



ولكن للغة هي فقط وسيلة. السؤال هو لماذا كان يجب أن تحدث هذه الكارثة، لماذا أزهق جندي اسرائيلي حياته عبثا، ايضا في هذه المرة جاء الجنود لاعتقال راشقي الحجارة. في يعبد يرشقون الحجارة على الشارع المؤدي إلى مستوطنة مفو دوتان التي تخنق القرية والتي هي غير قانونية مثل كل المستوطنات. راشقو الحجارة كان يمكن اعتقالهم حتى بطرق اخرى. وعلى أي حال هذه الاعتقالات لم توقف في أي يوم رشق الحجارة، بل فقط زادته.

اقتحامات الشجاعة الليلية هذه للجيش الاسرائيلي هي اجرامية وزائدة. بن يغئال واصدقاءه ما كان يجب أن يكونوا في يعبد، فلم يكن لهم ما يبحثون عنه هناك.

في المرة الاخيرة التي كنت فيها في يعبد كانت في رمضان 2017. احدى فتيات القرية، نوف انفعات (15 سنة) حاولت طعن جندي على حاجز مفو دوتان، الجنود اطلقوا النار عليها. هناك فيلم قصير تصعب مشاهدته اظهرهم وهم يحتفلون حولها في دائرة وهي لا تزال ملقاة على الشارع، تنزف حتى الموت، ويشتمونها: "موتي، تعذبي، يا عاهرة". ايضا في حينه هم كانوا مقاتلين وهي مخربة، ايضا في حينه هم بالتأكيد غنوا "من هو المجنون؟ أنا مجنون".



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟