أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسر العدل - عَّّينُوه ....إشربوه














المزيد.....

عَّّينُوه ....إشربوه


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 10:37
المحور: حقوق الانسان
    


رغما عنى تم تعيين أكثر من عميد جديد فى كليات جامعية بدرجة وكيل وزارة، وسيتم تعيين أكثر من رئيس جامعة بدرجة وزير، وأتوقع أن يتم تعيين مئات من مديرى العموم وأنصاف الموظفين والسعاة والقيادات على أرض مصر، هكذا يتعاظم طابور المعينين دون أن يأخذ خبير رأيى أو يطلب حصيف استشارتى، وأجدنى أخسر كثيرا من المهمشين وأكسب مزيدا من الأعداء مع تعيين كل عميد فاسد ورئيس جامعة ضعيف ومدير عموم جاهل وموظف مرتشى.
كثيرة هى الأسباب التى أدخلتنى فى زمرة ملايين المهمشين من أهل مصر، لم يكن أحد من أهلى شاعرا أو مملوكا أو قائد طابية، وليس فى أهلى موظف كبير أو صانع حديد أو تاجر أخشاب، نحن المهمشين صوتنا مكتوم ولا قيمة لصراخنا، برغم أننا نعرف العادل والجائر ونسمع دبيب كل نمل، نعرف أن هذا العميد غير كفء وهذا الموظف مرتشى وهذا المدير جاهل ومع ذلك نسلم أمورنا لأصحاب القرار يفرضون علينا ولاة أمورنا غصبا وتعيينا، ذلك الانهيار فى قدراتنا على صنع التحضر عملته أيدينا، يضرب معظمنا فى الأرض جهلة غير أكفاء مرتشون، نخشى أن يواجهنا الآخرون بعيوبنا ونقصر حركتنا فى التغيير على مضغ الأمنيات، يضيعنا الجهل والفقر والمرض فلا نجد سبيل التمسك بحقنا فى اختيار قيادات حكيمة، عميد كفء وموظف عفيف ومدير مثقف وكاتب مبدع.
أنا شخصيا اخسر كثيرا من المهمشين كل يوم، كثير من زملائى وأساتذتى وتلاميذى يستقوون بجمعهم فى ظلام الغيبة والنميمة، يتراصون حولى يخرمون أذنى بأن الفساد حل فى الأرض ووجب استئصال شأفة كل فاسد، وحين يلوح لأحدهم ضوء خادع بذهب المعتصم من مناصب وبدلات جلوس ووقوف وسفر وحجرات واسعة وتعيين الأولاد وزوجات الأولاد أو يبين لأحدهم سيف الحجاج من مجالس تأديب أو اعتقال، تتحول كل هذه الآحاد إلى فئران مذعورة تقدم فروض الولاء والطاعة وتدفع أموالا للتهنئة والمباركة على تعيين من أقسموا على فسادهم وعدم صلاحيتهم، هؤلاء المهمشون العاطلون عن فعل التغيير ينتدبون من يناضل عنهم، يلقى على الأسماع ما يحبسونه فى صدورهم غيلة أو تقية وفى الوقت المناسب يصلبونه أمام كل سلطان جائر، كثير من المهمشين حمير الحكم الشمولى، يعلق السلطان على رؤوسهم جزرا مسكنات ووعود، ويلهب ظهورهم بعصا فساد وقوانين طوارئ، لا الحمير تطول الجزر ولا العصى تتوقف عن الضرب0
أنا شخصيا اكسب مزيدا من الأعداء كل يوم، من المؤكد أننى لست عضوا فى الحزب الحاكم، ناهيك عن عضوية لجنة السياسات بالحزب الحاكم كى أرشح لمنصب خطير، صحيح أننى عرفت أحد أعضاء لجنة السياسات وحين أنكر لى انه طلب عضويتها أكلت معه، وعرفت أستاذا جامعيا ظل يحلم بعضوية نفس اللجنة وحين تأكد لى انه لن ينضم إليها شربت الشاى معه، ومع كل ذلك الود معهما رفضا ترشيحى رئيسا لأية جامعة، كان السبب بسيطا فى رفضهما أننى أطول من الأول وأعرض من الثانى وفاضح طموحات الاثنين معا، لذلك فانا لست مرشحا لأن أكون عميدا أو رئيس جامعة، صحيح أن قانون التعيين فى الجامعات يلزم عميد الكلية أو رئيس الجامعة أن يكون على أقدمية فى درجة الأستاذية وأنا لست كذلك، ولكن معارفى من لجنة السياسات يدركون فى ظل الدولة ذات الحكم الشمولى أن القانون أعرج يسير فى ركاب السلطان الجائر وعند الضرورة يسهل تعديل الدستور أبى كل القوانين، وفى الدولة ذات الحكم الشمولى يكون أهل الثقة هم الأخوة، والأخوة يتآزرون على أولاد العم، وأولاد العم يتكالبون على الغريب، ولأن منهج العلم جريح فى بلادنا والمهمشون ليسوا أهل ثقة عند السلطان، أصبحت أنا خارج عضوية كل لجان اختيار وتعيين رؤساء الأقسام والعمداء ورؤساء الجامعات ويرانى بعضهم عدوا لقرارات كل لجان التعيين، هكذا أضاعوا حقى فى اختيار القيادات من الكفاءات بالانتخاب الحر المباشر، علما بأن المرشحين بشر مثلنا يمشون فى الأسواق يأكلون ويشربون، وبعضهم أثرياء حرب يعانون مشاكل التحضر0
هكذا فى ظل نظامنا الحالى، تعيين أهل الثقة دون انتخاب أهل الكفاءة، يشرب المجتمع عيوب قيادات أهل الثقة، ولا يبقى أمام المهمشين غير الحلم بحياة كريمة، وأن يطرق صوتهم المكتوم أسماع من فى القبور0



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواسم اللحوم والامتحانات
- البحث عن حل
- ربنا00 لا تدخلنا فى تجربة
- ربنا... لا تدخلنا فى تجربة
- يا سيادة الوزير00 أين تقف؟
- دعوة للرحلات 00 والكسب ايضا
- دعوة للرحلات00 والكسب ايضا
- أبو الأولاد
- مشروع للثقافة المصرية
- خدش الحياء العام
- أزمة ثقة - قصة قصيرة
- حالات من الكسوف
- قوافل الثقافة
- شلاتين 00 أرض البكارة
- الأثنين المرصود
- أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى
- إجازة .. فى حب الوطن
- حلم00 بالمحبة
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسر العدل - عَّّينُوه ....إشربوه