أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - واصِلوا تفجيرَ أنفسكم














المزيد.....

واصِلوا تفجيرَ أنفسكم


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإستخفاف بالحقائق الراسخة في هذه الأرض ، هو آفة العراق القاتلة ، والمُستدامة.
الإستخفاف بأيّ شيء ، وكُلّ شيء (بالإنسان ، و الرأي الآخر ، والبيئة ، والإثنيات ، والعقائد .. وصولاً إلى حقائق الإقتصاد التي تتحكّمُ في تفاصيل حياتنا كافّة).
نحنُ نستَخِّفُ .. ثم نشكوا .
كُلّنا نفعلُ ذلكَ في هذا العراق .. أفرادأً وشعوباً ، وقبائلَ ، وأُمم ، وحكومات ، ودولة.
تابِعوا هذا الإستخفاف .. و واصِلوا تفجير أنفسكم.
ومع هذا الإستخفاف الراسخِ فينا ، تفتكُ بنا آفةٌ أخرى هي "انعدام حسّ التناسب" ، أي انعدام حسّ التمييز بين ماهو "مهم" ، وبين ماهو "أهم" من الأشياء.
مثلاً .. دول العالم(والمتقدّمة منها بالذات) ، تعملُ كلّها معاً لتُقاتِلَ "عدواً غير مسبوق للبشرية .. وهذا العدو يمنحنا فرصة غير مسبوقة لكي نقفَ معاً ضدّ عدوٍ مشترك" (كما يقول مدير منظمة الصحة العالمية) .. بينما نحنُ(الذينَ لا نملِكُ مستشفى واحدة صالحة لموتنا بسلامٍ وكرامة) ، نُقاتِلُ بعضنا بعضاً ، دفاعاً عن دستور ، وتوقيتات ، وصلاحيات ، وخروقات ، وكتلة أكبر ، وحُصص وزاريّة"مُكوّناتيّة" ، ورئيس مجلس وزراء بثلاثين وزيراً(وقائد عام للقوات المسلحة) .. ولا نتحدّث (أو نعمل) من أجل حكومة إنقاذ(بعشر وزاراتٍ على الأكثر) ، وعن حالة طواريْ وطنيّة ، وعن رئيس للوزراء(أو للجمهورية) بصلاحيات مطلقة .. وليسَ مُهمّاً الآن جنسهُ ودينهُ وقوميّتهُ ومذهبُه.
الدول الأقوى والأعظم ، والأكبرُ قدرةً على الإنجاز في هذا العالم ، تتفرغُ الآن لتعظيم قدرتها على "الإنجازِ" في مواجهة "عدوٍّ غير مسبوق للبشرية" ، ولمنع "إنهيار" الإقتصاد العالمي ، بينما نحنُ نتغاضى عن شرعيّة "الإنجاز"، ونتمسك بشرعيّة"دستورية" بائسة.. وكُلّنا نعرفُ لماذا "دستورنا" الراهن، هو دستور عاجز، وبائس، بل ومُميت.. على الأقلّ في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها الآن.
مثلاً : دونالد ترامب المُتعجرِف، والكارِه"جينيّاً" وغريزيّاً للفقراء، يُخصّص 100 مليار دولار لإعانة الفقراء المتضرّرين من وباء كورونا.. كما يُخصّص مئات المليارات الأخرى لـ "تحفيز" الإقتصاد الأكبر و الأقوى ، و"الأعظم" في العالم.
بالمقابل .. هل سأل قادتنا "المؤمنون- المُجاهِدون" أنفسهم : ماذا سيفعلُ فقراءُ العراق وكادحيه ، وقد حُرِموا من مصادر رزقهم ، ومن فتات عيشهم يوماً بيوم ، في "عطلة" الكورونا الباذخة ؟؟.
أمّا وزير صحّتنا ، فإنّهُ يتوسّلُ "الآخرينَ" (خارجَ الدولة) ، من أجل خمسة ملايين دولار ، يقولُ أنّهُ سيتمكن بواسطتها من "إنجاز" الحدّ الأدنى من مهام وزارته ، في هذه الأيّام الكالحة.
خمسة ملايين دولار .. هي مبلغ عمولة ، على صفقة فساد واحدة ، في بلد الصفقات "العظيم" .. لن يقبلَ بما هو أقلّ منها ، أصغر مسؤول تنفيذي ، في "دولتنا" العراقيّة الراهنة.
اذا كنتم تشعرونَ بالرضاً عن كُلّ ذلك.
إذا كنتم عاجزون عن الإستجابةِ للمتغيّراتِ التي تُهدّد وجودكم.
توقفوا عن الشكوى ، والتذمُّر.
وأقبَلوا بما تمليهِ عليكم أقداركم.
و واصِلوا تفجير أنفسكم.. ولكن من داخل أنفسكم هذه المرّة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حربُ كورونا الراهنة ، وحروبها اللاحقة
- رئاسة الوزراء و دجاجة الحُصّة
- سلاماً لهذا الوَجَع العظيم .. سلاماً لروحي
- كيفَ تكونُ مُحَلِّلاً استراتيجيّاً في يومٍ واحدٍ فقط ؟
- جمعة أخرى غير مُباركة .. علينا جميعاً
- كورونا وأُمّي ذاتُ القناع الحديدي
- الإقتصاد البذيء في الزمنِ النفطيّ
- سندريلا التي تركضُ حافيةً فوق قلبي
- الإقتصاد السياسي للنفطِ المخلوطِ بكورونا
- عن تأثير تذبذب أسعار بيع النفط على عجز الموازنة العامة للدول ...
- التربيةُ -المُنخَفِضَةُ- والتعليمُ -العالي- في العراق
- الطبقةُ السياسيّةُ في العراق وأنغِلاقُ الحَلَقاتِ المُميتة
- إذا كنتَ تُريدُ أن تكونَ رئيسَ وزراءٍ ناجحٍ في العراق
- تاريخُ الغيابِ الحديث
- كحَبّةِ قمحٍ .. في فمِ نملة
- عاصفة قُطبيّة
- القلوبُ حمراء والدببةُ .. والدمُ أيضاً أحمرُ اللون
- الديموقراطيّةُ العراقيّةُ والتَسَتُّر على العار
- تُريدونَ تحريرَ فلسطين ؟ حرِّروا أدمغتكم أوّلاً
- رومانس قصير الأجل


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - واصِلوا تفجيرَ أنفسكم